• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : رداً على مقال (العفو) للسيد محمد عبد الجبار الشبوط ( العفو) .
                          • الكاتب : حيدر الفلوجي .

رداً على مقال (العفو) للسيد محمد عبد الجبار الشبوط ( العفو)

وهو مقال كتبه في موقع صوت العراق بتاريخ 6-7-2014 
بسم الله الرحمن الرحيم 
 
بينما كنت أتصفح لمقالات هذا اليوم، قمت بقراءة مقال السيد الشبوط التي جاءت تحت عنوان ( العفو)، واستفزتني بعض العبارات التي كتبها السيد الشبوط، محاولاً ان يجد مبررراً شرعياً واخلاقياً للعفو عن المجرمين الذين حملوا السلاح ضد الدولة، وياتُرى ماذا يصنع حامل السلاح بسلاحه ضد الدولة؟ فهل يتسلى به ام انه يقتل به الابرياء من الناس ويقتل به كل من له علاقة بالدولة من وظيفة وغيرها؟
والذي استفزني من مقال الشبوط هذه العبارة : ( وليس العقاب دائماً هو الحل، حتى وان كان القرآن يقول: “لكم في القصاص حياة”؛ لكن العفو والتسامح والبحث عن مسالك لذلك قد تجعل الحياة أيسر منالا وأسهل تحققا) . 
ولا ادري كيف يستخف ويتسامح الشبوط بنص قرآني ويجيّره لمصلحة حزبية او شخصية، وأحببت ان اسأل الشبوط، هل يوجد في أميركا هكذا عفو لمن ارتكب في بلادها جرائم ضد الدولة، واعني من رفع السلاح بوجهها؟ وهم أبناء تلك الدولة؟ هل تقصد في كلامك أنكم تطلقون العفو ضد المتمردين؟ وهل هناك تمرد في وضعنا الحالي ام ان وضعنا ليس له قياس ومثل في العالم، فالجثث التي كانت ومازالت ترمى للكلاب من ضحايانا من قبل هؤلاء الذين تريد العفو عنهم، فيا تُرى كم سيكون حجم الجثث مستقبلاً بعد العفو عن هؤلاء المجرمين من اتباع القاعدة وفدائيي المقبور؟ وهل انت يا شبوط ستعرض عائلتك وأرحامك ليكونوا ضحايا (لا قدّر الله) لهؤلاء ؟ ام ان الشعب المسكين هو الذي سيكون عرضةً للقتل والاعتداء بعد ان يتمكن فدائيوا المقبور واتباع القاعدة ويتغلغلوا في شرايين الدولة الحيوية؟ ثم انك تدّعي انك إسلامي ، ولا ادري كيف تكون كذلك وشبكة الاعلام العراقية مليئة بالمخالفات الشرعية ، ولا اريد هنا ان اسرد نوع تلك المخالفات لأنك عارف ما اقصده، فضلاً عن عدم ارتقاء شبكة الاعلام العراقية الى مستوى الحدث الذي يعيشه العراق في ظل الحروب الدامية التي تشنها داعش ومن وراء داعش على أبناء شعبنا العراقي، بالقناة العراقية وبرأيي وبرأي اهل الاختصاص من الإعلاميين وحتى برأي عامة الناس فإنها لم ترتقي الى مستوى الحدث العظيم الذي يمر به بلدنا الحبيب وما يجري به من احداث عظيمة، ومنها تدخل المرجعية الرشيدة وإعلانها حالة الجهاد الكفائي والقائمة طويلة ..... 
وأعود الى عبارتكم التي استشعر من خلالها المداهنة والتسويف لكلام الخالق عندما ذكرتم العبارة التالية : ( وإن كان القرآن يقول، لكم في القصاص حياة ) ولا ادري هل نسي الشبوط كتابة الآية بشكلها الصحيح ؟ ام انه لسرعته بالكتابة تطافرت منه الحروف وأصبحت الآية بهذه الطريقة التي كتبها؟ ام انه قاصد بذلك ؟ وهل نسي الشبوط ان يكتب صفة القران بالكريم ام ان هناك ميانة بينه وبين القران الكريم؟ وهل نسي السيد حرف الواو الذي يسبق كلمة لكم متعمداً ام سهواً؟  أسئلة أتمنى من السيد الشبوط الإجابة عنها، وأريد ان اذكر الآية الكريمة التي ذكرها السيد الشبوط من القران الكريم نفسه وهي الآية رقم 179 من سورة البقرة، وأحببت هنا ان اذكر احد التفاسير لهذه الآية بالنص ، حيث جاء في تفسير : تقريب القران للأذهان ما نصه :( ((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ)) في باب القتل، بأن يُقتل القاتل عمداً ((حَيَاةٌ)) للمجموع، لأنّ كل من إفتكر أنه لو قتل قُتل إرتدع إلا النادر، وأيضاً أن القصاص يوجب عدم تعدّي أولياء المقتول على أقرباء القاتل، بأن يقتلوا منهم عدداً كثيراً، كما كان هو المتعارف على زمان الجاهلية، حتى ربما فُنيت القبيلة لأجل قتيل واحد ((يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ)) جمع لُب، بمعنى العقل، أي يأصحاب العقول ((لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) القتل، أي شرع القصاص، حتى تتقون من القتل). 
انتهى النص، ولكنني وبعد مراجعتي لأكثر من تفسير وجدتها مطابقة لما ذُكِرَ آنفاً. 
 
وإما ما ذكره  صاحب تفسير الميزان حول الآية ( ولكم في القصاص حياة ...) ، فقد ذكر ما نصّه : ( و كانت اليهود تعتقد القصاص كما ورد في الفصل الحادي و العشرين و الثاني و العشرين من الخروج و الخامس و الثلاثين من العدد، و قد حكاه القرآن حيث قال تعالى: «و كتبنا لهم فيها أن النفس بالنفس و العين بالعين و الأنف بالأنف و الأذن بالأذن و السن بالسن و الجروح قصاص»: المائدة - 45.
 
و كانت النصارى على ما يحكى لا ترى في مورد القتل إلا العفو و الدية، و سائر الشعوب و الأمم على اختلاف طبقاتهم ما كانت تخلو عن القصاص في القتل في الجملة و إن لم يضبطه ضابط تام حتى القرون الأخيرة.
 
و الإسلام سلك في ذلك مسلكا وسطا بين الإلغاء و الإثبات فأثبت القصاص و ألغى تعينه بل أجاز العفو و الدية ثم عدل القصاص بالمعادلة بين القاتل و المقتول، فالحر بالحر و العبد بالعبد و الأنثى بالأنثى.( البحث العلمي في تفسير الآية 179 سورة البقرة) . 
 
اما ما ورد في روايات اهل البيت في هذه الآية ما نصّه : ( - في امالى شيخ الطايفة بإسناده إلى على بن ابى طالب (ع) قال: قلت اربع انزل الله تعالى تصديقى بها في كتابه، إلى قوله (عليه السلام)، وقلت: القتل بقل القتل فأنزل الله، (ولكم في القصاص حيوة يا أولى الالباب).
 
أقول كلمتي هذه وأتمنى من السيد الشبوط ان يتنازل قليلاً ليرد علينا أشكالاتنا المطروحة ، او ليعيد النظر في ما ذهب اليه، من باب الذكرى فإنها تنفع المؤمنين . 
 
6-7-2014 
8-رمضان-1435



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=48117
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18