• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : العراق سيتجه نحو فدرالية ثلاثية .

العراق سيتجه نحو فدرالية ثلاثية

هل ان داعش تاسس على قاعدة مبادئ نظرية  وسياسية وتنظيمية وعقائدية خاصة وهل ان تكثيف داعش نشاطه في العراق ناتج عن  هزائمه المتلاحقة في سورية وما الدول التي تستفيد من اضطراب الوضع في  العراق وهل يتجه العراق نحو التقسيم؟ اسئلة نطرحها على الاكاديمي والمتخصص  في الشؤون السياسية الدكتور فياض زاهد الذي يذهب الى الاعتقاد بان العراق  سيتجه نحو الفدرالية الثلاثية ومحورها بغداد.

وعن مجموعة داعش قال الدكتور زاهد في حديث مع "شفقنا" ان داعش  قبل ان تكون عقائدية وايديولوجية – التي هكذا في الظاهر – ناشئة عن ارادة  تيارين. الاول يتمثل في التيارات صاحبة الاثر مثل نموذج الاتحاد السوفيتي  الذي استحدث طالبان في افغانستان للقضاء على الشيوعية ومن ثم ارتد على  نفسه، والثاني سلطة نوع من الاسلام الاصولي والسياسي الذي يلقى دعما دوليا  واقليميا. وهذا الترابط هو ترابط تكتيكي وليس استراتيجيا ابدا اي انه تشكل  من اجل ضرب عدو اخر يدعى بشار الاسد وخفض نفوذ ايران وذلك من خلال اموال  الدول العربية وتنظيم الارهابيين الامنيين. وقد جاؤوا اليوم الى العراق من  اجل القيام بلعبة سياسية جديدة.

واضاف ان افراد هذه المجموعة في العراق سيتم تحديدهم من  الناحية الامنية ويتم القبض عليهم او قمعهم او ابادتهم في النهاية لكنهم  سيوجهون التوازن السياسي في العراق في اتجاه يحظى بقبول القوى صاحبة  التاثير.

واكد هذا الاكاديمي ان داعش هو في الاجمال تيار سياسي بقراءة خاصة عن اسلام اصولي وهذا هو ظاهر المسالة.

وتابع ان داعش لا يملك من حيث المحتوى والبنية الفكرية،  موضوعا خاصا لعرضه. انهم يتمسكون باقرب ذريعة مثل لباس النساء والتعليم  والتربية والظاهر والملبس.

وردا على سؤال حول السبب الذي يكمن في اقامة داعش الذي يدعي  الاسلامية الاصولية تحالفا مع مجموعةعلمانية اي بقايا حزب البعث لاسيما عزت  الدوري بوصفه احد اكبر ضباطها قال الدكتور  ان هذا التواصل هو سياسي وامني  بامتياز وليس ايديولوجيا ابدا. وسلوكيات داعش هي ليست سلوكيات ايديولوجية  اصلا. ان ما يشاهد في المناطق التي تستولي  عليها داعش هو استخدام العنف  والاغتيال لتوسيع نطاق نفوذه وتوغله بالضبط مثلما كان الصرب يفعلون في  البلقان اي الاعتداء الواسع النطاق على النساء والقتل بقسوة وعرض هذه  الممارسات على مواقع التواصل الاجتماعي. ويبدو ان هكذا اجراءات بما فيها جز  رؤوس 700 شخص والاعدام رميا بالرصاص وقتل الذين يرتدون ربطة العنق والبحث  حيا حيا عن الفتيات العازبات لدفعهن الى جهاد النكاح ونشر ذلك على مواقع  التواصل الاجتماعي، هي اجراءات ذكية من وجهة نظر هؤلاء.

واستبعد ان يتمكن هؤلاء في ظل هذه الممارسات العنيفة والوحشية  من تحقيق النجاح. "لذلك ارى ان الداعشيين جاؤوا لكي لا يبقوا. ان داعش  مكلفة بانجاز مهمة ما. ويستشف المرء من التلكؤ الامريكي بان واشنطن غير  راضية من تصرفات الحكومة العراقية. وطالما ان المالكي لا يرفع يديه  استسلاما فان المساعدات لمكافحة داعش لن تناهل عليه من جانب امريكا التي  تريد دفع المالكي الى بناء نوع من التحالف السياسي".

واضاف: لا يبدو ان العراق يتحرك باتجاه نوع من الحكم الثلاثي بل ربما نشاهد نوعا من الفدرالية الثلاثية ومحورها بغداد .

وردا على سؤال عما اذا كان يصر على عدم تقسيم العراق قال ان  هذا التقسيم سيكلف امريكا وبلدان المنطقة اثمانا جادة وباهظة. لان تركيا في  حال تقسيم العراق ستواجه عدم استقرار في مناطقها الشرقية كما ان ايران  ستعارض ذلك بشدة بوصفها احد اللاعبين الرئيسيين. لان ايجاد دولة كردستان  المستقلة سيزعزع الامن والاستقرار بالنسبة لايران وسورية واجزاء من  ارمينيا.

واعرب الدكتور زاهد عن اعتقاده بان هذه الضغوطات هي من اجل  دفع الحكومة العراقية الى اعتماد نوع من التوازن السياسي ومنح تنازلات  لمنافسيها السياسيين.

وعن مستقبل تنظيم داعش قال هذا المحلل السياسي ان داعش تتشكل  من مجموعة من القتلة. فمنطقة الشرق الاوسط شهدت في الحقب السابقة حركات  تحررية وتيارات سياسية معارضة لكنها ما كانت تقتل الناس بسبب شكلهم وظاهرهم  ولم تعتد على النساء. ان داعش لا تريد الحكم لانها ان كانت قد تاسست من  اجل نظام الحكم لما كانت تلجا الى هذا القبيل من الممارسات الهمجية. انها  مكلفة بتنفيذ مهمة ما. ان داعش قادرة على تهديد الاستقرار في الاردن  والتوغل اليه. كما قادرة على زعزعة الاستقرار في تركيا. ان هذه المجموعة  تعادي اصلا الحداثة والراسمالية كما تعارض جميع الاشكال التي يمكن ان يتمتع  بها مجتمع حضاري. لذلك فانها قد تشكل ازعاجا لقطر ان اقيم فيها كاس العالم  لكرة القدم او انها قد تتسبب بازعاج لتوسيع الاسواق التجارية في دبي او  ابواظبي وايجاد موجة من التدهور الامني في المنطقة.

وعن رايه حول التصدع الذي اصاب جسد العالم العربي وما اذا كان  هذا الشرخ والصدع سيقضي على هيكل الجامعة العربية قال ان ما نشهده عن  العرب هو تبعثرهم وعدم اتحادهم. ان البلدان العربية لم ترتبط مع بعضها  البعض بصورة جادة في اي وقت من الاوقات. فهل كان هناك ترابط وتواصل في زمن  جمال عبد الناصر. ابان حرب العراق مع اسرائيل وزمن الجبهة المتحدة بين مصر  وسورية والعراق، والجواب كلا. كان هناك دائما فئتين من الدول العربية.  بلدان مثل الجزائر والعراق وليبيا وسورية التي يمكن تسميتها بالدول  المتقدمة وبلدان يمكن تسميتها بالدول المحافظة بزعامة السعودية. وهذا  التصنيف والتصدع مازال قائما الى يومنا هذا.

 

شفقنا




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=48196
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29