• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التآخي والتعاون أساس التقدم .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

التآخي والتعاون أساس التقدم

المقدمة| كثرت المجاملات بين الناس, وأصبح من الصعب التفريق بينها وبين النفاق. بعضهم يعتبر المجاملة فنا راقيا, ولكن واقع الحال يقول إنه حيثما تنتهي المجاملة يبدأ النفاق.. إنهما نبعان أحدهما عذب والآخر ليس كذلك حتى إذا التقيا لا يمتزجان وإذا امتزجا لا يجريان,إلا التعاون الذي هو يكون وحدة الوطن وازدهاره ويقول الحبيب محمد صلى الله عليه وآله : [ إن الخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إلى الله عز وجل أنفعهم لعياله ] اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا باعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروءة، وما لا سرف فيه، واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنّه روي: (ليس منا من ترك دنياه لدينه، أو ترك دينه لدنياه) تحف العقول، ص409 . ويجب أن لا نسى أن المجاملات ليست كل
المجاملة التي تسعى بها الوسيلة التي يستخدمها كثيرون لجذب الناس أو قد تكون سبيلا لإرضاء الطرف الآخر نعيشها اليوم بشكل متزايد مع تزايد تعقيدات الحياة.فتجد هذا الأسلوب يستخدم بشكل لا إرادي بين أصحابنا ورفاقنا وأهلنا, يتبعه كثيرون من خلال نسجهم لكلمات عذبة بهدف البعد عن المصارحة أو حتى الكلمات المباشرة والتي قد يتأذى المستمع منها. السؤال المحير والذي يطرح نفسه بقوة هو, هل كل مجامل منافق؟ وهل كل منافق مجامل؟ وما حدود المجاملة في الكلام؟ هل هي مقيدة؟ وللأسف اليوم أن بعض الساسة الخونة المنافقين يستغلون الديمقراطية الجديد في العراق ولا يريدون ديمقراطية يردون الدكتاتورية والدليل جلبهم لعصابات الإرهاب داعش وغيرهم من حزب البعث المنحل والمحذور وفق قائمة الأمم المتحدة وخصوصاً أن عزة الدوري هو أحد المطلوبين 51 من اعضاء الحكومة السابقة , وأتعجب كيف تكن أمريكا مكتوفة الأيدي ولماذا أغمضت عينها عنهم وعن المجرم المكوم غياباً طارق الهاشمي والله أعلم بالمؤامرة على العراق... ‏
 
التفاصيل |
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة/2
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال /46
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ) الأنفال/45 .
 
وقال الله تعالى:  ? كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ?   سورة الإسراء/ 14.
وهنا نستدل على أن لا يعجز القوم إذا تعاونوا ، وهو أيضاً في شد القوم في اجتماعهم ووحدتهم وترك التفرقة في ما بينهم ، لأثر التعاون في منعة القوم وعزتهم . ونعم ما قيل في هذا الصدد :
إذا العبء الثقيل توزعته ** رقاب القوم هان على الرقاب .
ويقول ربنا سبحانه وتعالى :
(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة
وأن الآيات القرآنية والسنة المطهرة تركز على وحدة القوم ليعيشوا ضمن الجماعة , ويعرف الكل ما لهو وما عليه من خلال بنيتها الأخلاقية والقانونية والتربوية على صياغة الفرد ودمجه في الجماعة ، وإيجاد حالة من التفاعل والترابط والتوازن على أساس التعاون في تبادل المنافع والأخوة وحفظ الأمن الجماعي من الغلاف والصراع والعدوان ،وتدعوهم أن يتعاونوا على الخير والمنافع ، وتنهاهم عن التعاون على الشر والعدوان .
وروي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحدث عن علاقة الفرد والجماعة حين سئل : [ من أحب الناس إلى الله ؟ قال
: (أنفع الناس للناس)] وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قوله : [ إن الخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إلى الله عز وجل أنفعهم لعياله] وهذا يدل يجب على تماسك القوم لينتفع الكل وربط الولاء للدولة لشد وبناء الأسس في تماسك المجتمع وتماسك أفراده. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام : [ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى]. وهنا يجب أن نلتزم بمكارم الأخلاق وطاعة الرحمن وأولى الأمر يعني الدولة ورئيسها لأنه بمقام القائد والأب لحل المشاكل العالقة بينكم .. يرى ضياع الوقت وتضيعه وعدم الانتفاع به يعني انعدام القدرة على إيجاد أي شيء أو إنجازه . وهذه منفعة  للوطن والمواطن لمثل شرعية هذا القرار وأن الله تعالى يصف الزمن عنصر أساس في إيجاد وإنجاز من مثل هذا الأمر  لقوله تعالى : (وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) سورة المائدة / 48 .
إذن لا تضيع لمثل هذا القرار وعلمياً هو حكيم ونعم ما قيل في هذا الصدد :
وخلّ سمته صفعا بمالٍ * فقال توازعوه يا صحابي
إذا الحمل الثقيل تواز عنه * اكف القوم هان على الرقاب .
وبما أن الوطن هو الأصل والتعاون والأخوة هي سر بقاء الأمم يجب علينا أن نتبادل المنافع والأخوة وحفظ الأمن الجماعي من الغلاف والصراع والعدوان وخصوصاً الإرهابيين والقاعدة والتكفيريين ليس سوى في العراق بل في جميع الدول الإسلامية والعربية ولا تنسوا يا أخواني أن ترفعوا أيديكم بالدعاء على هذه الزمر الإرهابية لدحرهم وأن الله ضد الطغاة ؛ وبالمصافحة أدعو الكل أن يتعاونوا على الخير والحب لمنفعة الوطن وبناءه والحفاظ على وحدته وإسعاد المواطنين كلهم بلا توان ونعم ماقال الشاعر في هذا الصدد لتوحيد الصف وطهر القلب والتعاون هو الدليل :
قالَ المَنجّمُ والطّبيبُ كِلاهما*لا تُحشَرُ الأجسادُ؛ قلتُ: إليكما
إن صَحّ قولُكما، فلستُ بخاسرٍ* أو صَحّ قولي، فالخَسارُ عليكما
طَهّرْتُ ثَوْبي للصّلاةِ، وقبلَهُ *طُهرٌ، فأينَ الطّهرُ من جسديكما؟
وذكرتُ رَبّي، في الضّمائرِ، مؤنساً *خَلَدي بذاكَ، فأوحِشا خَلَديكما
وبكرْتُ في البَردينِ أبغي رَحمَةً *منهُ، ولا تُرَعانِ في بُرْديكما
إنْ لم تَعُدْ بيَدي مَنافعُ بالذي *آتي، فهلْ من عائدٍ بيَدَيكما؟
بُرْدُ التّقيّ، وإن تَهَلّلَ نَسجُه*، خيرٌ بعلمِ اللَّهِ من بُرديكما .
وفي نهاية الموضوع أن الناس يجاملون بعضهم و ينافقون على بعضهم و هم يعلمون, ومع ذلك يشعرون بالسعادة بذلك وإذا واجهتهم بالحقيقة كرهوك وأحبوا من ينافقهم. وبعد كل هذه الآيات والأحاديث لعلنا نتفق ونتحد ونتعاون ونتآخى أن ندعم الجيش والعشائر والمتطوعين لدحر الإرهابيين من داعش وفلولهم ويدأ بيد لدعم الدولة والجيش ولشد أواصر الأخوة ونهدي لجميع من مات على الأيمان ثواب سورة المباركة الفاتحة مقرونة بالصلاة على محمد وآل محمد ولروح أمي وأبي نصيب منها والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.‏



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=48253
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20