• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بَيَانَاتٌ رَمَضَانِيَّةٌ بَيَانُ رَقْمُ (3).البَرلمَانُ العِرَاقِيُّ مِنَ الهَيّْبَةِ إِلى الخَيّْبَةِ!!! .
                          • الكاتب : محمد جواد سنبه .

بَيَانَاتٌ رَمَضَانِيَّةٌ بَيَانُ رَقْمُ (3).البَرلمَانُ العِرَاقِيُّ مِنَ الهَيّْبَةِ إِلى الخَيّْبَةِ!!!

.فِي البَيَانِ رَقمِ (2)، مِن سِلْسِلَةِ بَيانَاتٍ رَمَضَانيَّةٍ، أَوضحتُ أَنَّ كُلَّ إِنسانٍ يَنتَمِي، الى مَنهَجٍ عَقائديٍّ أو فِكرِيٍّ صَحيْحٍ، لابُدَّ، أَنْ يكونَ لهُ مَوّْقِفٌ، مِنَ الأَحداثِ الّتي تجري، في بِيئَتِهِ الاجتِماعيَّةِ، مَهمَا كانَ نَوّْعُ هذه الأحداثِ، سِياسيَّةً او اجتماعيَّةً، او اقتصاديَّةً او سُلوكيَّةً ... الخ. 
و هذا الموْقِفُ، سيكونُ مُنْطَلَقَاً لحالَةِ التَّصحيّحِ، الّتي يَقودُها الانسَانُ الوَاعي، في مُجتمَعِه. كما قَدَّمتُ في تلكَ الحَلَقَةِ، هَوِّيَتَيّْنِ لنَموذَجَيّْنِ واعِيَيّْنِ، في المُجتَمَعِ، أَحَدُهُما يَنْتَمِي لِفكْرٍ و عَقيدَةٍ، نَابعَةٍ مِنَ المَنهَجِ الإِسْلاميّ الصَّحيحِ، و أَطلَقْتُ عليّهِ اصْطِلاحاً، (الانسَانُ المُؤمِنُ).
 أَمَّا النَّموذَجُ الواعي الآخَرُ، فَهوَ الانسانُ الّذي يَلتزِمُ بمنْهَجٍ قِيَميٍّ، يَتَبَنّْى العَمَلَ بطُرُقِ الاصلاحِ و الخيّْرِ، و تَحقيْقِ العَدالَةِ و بَقيَّةِ القِيَمِ الانْسانيَّةِ النَّبيلَةِ، و قَدّْ أَسميّْتُهُ اصْطِلاحاً (المُواطِنُ الصَّالِحُ).  
و إذا كانَتْ القِيَمُ، تَفْرِضُ على كُلٍّ مِنَ، (الانْسَانِ المُؤمِنِ) و (المُواطِنِ الصَّالِحِ)، أَنْ يُبْدِيَا وِجهَةَ نَظَرِهِمَا، في جُزئيَّاتٍ تَخُصُّ شُؤونَ شَريحَةٍ مِنَ المُجتَمَعِ، لِذَا أَصْبحَ واجِبُهُمَا أَكبرَ، لإِبْدَاِء رَأْييّْهِمَا، في شَأْنٍ عَظيْمِ الأَهمِّيَةِ، يَخُصُّ عُمومَ الشَّعبِ العِرَاقِيّ، و هو موضوعُ انعقادِ أَوَّلِ جلسَةٍ لمجلسِ النُوَّابِ العِراقِي، بتاريخِ 1/7/2014. الّتي كانَ يَعقِدُ الشَّعبُ العِراقِيُّ، كُلِّ الآمالِ عَليها، لوضع أَسَاسٍ جَديدٍ، لعمَلٍ سياسيٍّ بَنّْاءٍ. يُغيّرُ حيَاةَ العِراقييّنَ، نَحوَ الأَفضَلِ و الأَرقَى. و بذلكَ تُكتَبُ صَفحَةٌ مُشْرِقَةٌ، فِي تَاريخِ العراقِ المُعَاصِرِ، تَكوْنُ مِن أَبرَزِ مَلامِحِهَا، تَحقيْقُ الانْسِجَامِ السِياسِيّ، بَيّنَ كُلِّ مُكوَّنَاتِ العَمَليَّةِ الدِّيمُقراطيَّة. و البِدءُ بعَمليَّةِ الاصْلاحِ الشَّامِلَةِ، على مُختَلَفِ الأَصْعِدَة. لِتَشْمَلَ تَوّْحيْدَ المَواقِفِ السِياسِيَّةِ، و تَصْحِيْحَ الأَخطَاءِ الدِّستُوريَّةِ، و إِزَالَةَ التَّعَارُضِ فِي البُنْيَةِ القَانُونِيَّةِ، و اصْلاحَ الأَوْضَاعِ الاقتِصاديَّةِ، للانتِقَالِ الى مَرحَلَةٍ، مِن مَراحِلِ الرَّفَاهِ الاجتِمَاعِيّ. 
لكِنَّ مَا حَصَلَ، فِي هذهِ الجَلسَةِ البَائِسَةِ، خَيَّبَ كُلَّ الآمالِ، مِثلَما ضَيَّعَ هَيّْبَةَ، تِلكَ المُؤَسَّسَةِ التَّشْريْعيَّةِ و الرِّقابيَّةِ الدِّستوريَّةِ، الّتي انتَخَبَها العِراقِيّونَ، أَمَلاً فِي تَحقيْقِ مَرحَلَةٍ الانْطِلاقِ، بواقِعٍ جَديدٍ مُشْرِقٍ، يَسْعَدُ فِي ظِلِّهِ كُلُّ العِراقِييّنَ، و يُمكِّنُهُمْ مِن نَفْضِ غُبَارِ، مَآسِ اخفَاقَاتِ السِّنيْنَ السَّابِقَةِ، على مُستَوى الجَانِبِ الأَمنِيّ، و السِياسِيّ، و التَّنْمَويّ، و الاجتِمَاعِيّ، و الثَّقَافِي، و الاقتِصَادِيّ، و العِلْمِيّ، و التَربَوِيّ، و غيّرِ ذلكَ مِنَ الطُموحَاتِ المَشْروعَةِ، الّتي ما انفَكَّ، يَحْلِمُ بتَحقيقِها المُواطِنُ العِراقيّ.  
لكِنَّ التَّصَرُفَ المُشِيّنَ، لِبعْضِ الأَطرافِ السِّياسيَّةِ، الّتي اجتَمَعَتْ لدَقائِقَ، لتَثْبيْتِ وجُودِها رسْميّاً، حَتّى تُحتَسَبَ لَهُمْ الرَّواتِبُ الشَّهريَّةَ، مِنْ تَاريخِ مُباشَرَتِهِمْ، كأَعضَاءٍ فِي مَجْلِسِ النُوَّابِ، بَعدَ تَرديْدِهِمْ لِلقَسَمِ الدِّستُورِيّ، و كذلك حُصُولِهِمْ  على الحَصَّانَةِ البَّرلمانيَّةِ بِشَكْلٍ رَسْمِيّ. بَدَّدَ كُلَّ آمَالِ الشَعبِ العِراقيّ.
و إِذا مَا أَخضَعنَا مَوّْقِفَ،  هَذَا البَعضِ مِنَ الأَطْرافِ السِياسِيَّةِ، لِلّْتَقيّْيمِ، على ضَوْءِ مَا يُؤمِنُ بِهِ، كُلٌّ مِنِ (الانْسَانِ المُؤْمِنِ و المُواطِنِ الصَّالِحِ)، نَجِدُ الملاحظاتِ التَّاليَةَ، تَرتَسِمُ باسْتِهْجَانٍ واضِحٍ فِي ذِهنِيَّةِ كلٍّ مِنْهُمَا:   
1. حَسَبَ مَفهومِ (الانسَانِ المُؤمِنِ و المُواطِنِ الصَّالِحِ)، كانَتْ جَلْسَةُ البَرلَمانِ الّتي انْعَقَدَتْ، فِي الثَّالِثِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ المُبارَك 1435 ه، غَيّْرَ مُنسَجِمَةٍ، مَعَ أَبْسَطِ الأَخلاقِيَّاتِ، الّتي يُؤكِّدُ عليها الإِسلامُ الحَنيْفُ، مِثلَ (الصِّدقِ، و الوفَاءِ بالعَهدِ، و أَداءِ الأَمانَةِ، و عَدَمِ الحِنْثِ باليَمِيْن). و زِيَادَةً فِي التَّأْكيْدِ، يَعتَبَرُ الإِسْلامُ شَهرَ رَمَضَانَ، مَحَطَّةً لمُراجَعَةِ و تَقْييْمِ المَواقِفِ الصَحيْحَةِ، الّتي يَتَّخِذُها الانْسَانُ،  على مُستَوَى ذَاتِهِ، و الآخَرِيْن. 
أَمّا حَسَبَ مَفهومِ (المُواطِنِ الصَّالِحِ)، فَإِنَّ أَبسَطَ الأَخلاقيَّاتِ، الّتي تَفرضُها حقُوقُ المُواطَنِةِ الصَالِحَةِ، هِيَ (الالتزامُ التَّامُّ بحفْظِ حُقوقِ النَّاخبينَ، و عدَمِ التَّفريطِ بها)، و هَذا ما لَمْ يَلتَزِمْ بِهِ، مَنْ تَهرَّبَ مِنْ مُواصَلَةِ، حُضورِ هذهِ الجَلْسَةِ، بعدَ انتهاءِ فَترَةِ الاسْتِراحَة.
2. (الانْسَانُ المُؤْمِنُ و المُواطِنُ الصَّالِحُ)، يَنظُرانِ مَعَاً، لهَكَذَا تَصَرُّفٍ، بأَنَّهُ خِيَانَةٌ واضِحَةٌ، لِحقُوقِ النَّاخِبيْنَ الّذينَ انْتَخَبوا، هؤلاءِ الأَشْخَاصِ. فكانَ النَّاخبونَ، يُعَوِّلونَ عَليهِم، لانتِشَالِهِم مِنْ مُعاناتِهِم، و إِدارَةِ شُؤونِ مَصَالِحِهِم، ضِمْنَ إِطَارِ العَمَلِ المُؤَسَسِيّ للدَّوْلَةِ الديمقراطيَّة. و إِنَّهُمَا (الانْسَانُ المُؤْمِنُ و المُواطِنُ الصَّالِحُ)، لَمْ يَنتَخِبَا حَفْنَةً، مِنَ الكَذَّابيْنَ و الدَّجَاليْنَ و المُخَادِعيْن.   
3. و إِذَا كانَ الأَمْرُ هَكذَا بِدَايَتَهُ، (فالانْسَانُ المُؤْمِنُ و المُواطِنُ الصَّالِحُ)، لا يَسْتَرجِوانِ خَيّْراً أَبَداً، مِنْ آخِرِه.
4. فِي نَظَرِ (الانْسَانِ المُؤْمِنِ و المُواطِنِ الصَّالِحِ)، أَنَّ مِنَ المُعِيْبِ جِدّاً، أَنْ يَكوْنَ الرَّمْزُ السِيَاسِيُّ، الّذي سَعَيَا لانْتِخَابِهِ، بِهَذِهِ الأَخلاقِيَّةِ، الّتي لا تَنِمُّ عَنْ الشُعورِ، بأَبسَطِ مَشَاعِرِ المَسؤوْلِيَّةِ، تِجَاهَ المُجتَمَعِ و الوَطَن.
5. يَعتَقِدُ كلٌّ مِنَ (الانْسَانِ المُؤْمِنِ و المُواطِنِ الصَّالِحِ)، بِأَنَّ الأَعضَاءَ الّذينَ، لَمْ يَحضَروا هَذِه الجَلْسَةِ، و لَمْ يُؤَدّوا اليَميْنَ الدِّسْتُورِيّ، و الّذينَ يَبلُغُ عَدَدُهُمْ (73) نائباً، هُمْ بِحُكْمِ المُتَنَازِلِينَ عَنْ القِيَامِ بِمَسْؤوْلِيَّاتِهِمْ، و هُمْ غَيّْرُ جَديْريْنَ بالثِّقَةِ إِطْلاقَاً. و عَلى المُشَرِّعِيْنَ القَانُوْنِييّْنَ، إِيْجَادُ مَخْرَجٍ قَانُوْنِيٍّ، لِحَذْفِ أَسْمَائِهِمْ مِنْ قائِمَةِ، نُوَّابِ الشَّعْبِ العِرَاقِيّ، و اعتبارِهِمْ مُستَقيلينَ مِن وَظائِفِهِم.
6. يَشْعُرُ كُلٌّ مِنَ (الانْسَانِ المُؤْمِنِ و المُواطِنِ الصَّالِحِ)، أَنَّ بَعضَ العَنَاصِرِ المَشْبُوهَةِ، قَدّْ تَسَلَّلْتْ مرَّةً أُخْرى، إِلى مَجْلِسِ النُوَّابِ، لتُدَبِّرَ المُؤامَرَاتِ بِلَيّْلّ. و عَلى الشَّعبِ العِراقِيّ، بِكُلِّ مُكوِّنَاتِهِ، أَنّْ يَهُبَّ لاستِبْعَادِ هَذِهِ العَنَاصِرِ المَشْبُوهَةِ. 
7. يَعّْرِفُ تَمَامَاً، كُلٌّ مَنَ (الانْسَانِ المُؤْمِنِ و المُواطِنِ الصَّالِحِ)، و بِقَنَاعَةٍ جَازِمَةٍ، أَنَّ الأَطْرَافَ المُعَطِّلَةِ، لإِتْمَامِ مَهَامِّ نُوّْابِ الشَّعبِ، فِي جَلْسَةِ البَرلمَانِ الأُوْلَى، تَتَلَقّْى تَوجِيَهاتِهَا مِنْ دُوَلِ مُحِيْطِ العِرَاقِ و خَارِجِهِ، الّتي لا تُريْدُ الخَيْرَ للعِرَاقِ و لا للعِرَاقِييّْن.
8. يَجِبُ على (الانْسَانِ المُؤْمِنِ و المُواطِنِ الصَّالِحِ)، أَنْ يَرفَعَ كُلٌّ مِنْهُمَا صَوّْتَهُ، مُوَضِحَاً للجَمَاهِيْرِ الوَاعِيَةِ، بأَنَّ كُلَّ جِهَةٍ سِياسِيَّةٍ، تَرْتَبِطُ بِطَريْقَةٍ مُبَاشِرَةٍ أو غَيّْرِ مُبَاشِرَةٍ، بالدُّوَلِ المُعَادِيَةِ لِلعِرَاقِ و شَعّبِهِ، مَا هِيَ إِلّا جِهَةً خَائِنَةً لِلعِرَاقِ و شَعّْبِهِ، و إِنَّهَا جِهَةٌ تَنْطَبِقُ عَليّْها، تُهْمَةُ الخِيَانَةِ العُظْمَى لِلشَّعبِ و الوَطَن.      
9. يُؤْمِنُ كُلٌّ مِنَ (الانْسَانِ المُؤْمِنِ و المُواطِنِ الصَّالِحِ)، بأَنَّ التَّسَامُحَ و عَدَمَ حَسْمِ الامُوْرِ، بِحَزْمٍ و شِدَّةٍ، سَيُبْقِيْ الشَّعبَ العِرَاقِي، يَدُوْرُ فِي فَلَكِ الأَزَمَاتِ، الّتي يَفْتَعِلُهَا أَعْدَاؤه. و سَيَظَلُّ هَذَا الشَّعبُ المظْلومُ، تَحْتَ رَحمَةِ المُخَطَّطَاتِ الأَجنَبِيَّةِ، الّتي لا تَتَوَرَّعُ عَنْ إِرَاقَةِ الدِّمَاءِ البَريْئَةِ، و تَدّْمِيرِ البُنَى التَّحتِيَّةِ لِلشَّعبِ العِرَاقِيّ، و هَدرِ أَمْوالِهِ و تَحطِيْمِ مُمْتَلَكاتِه.
) و سَيَعلَمُ الّذيْنَ ظَلَمُوْا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُوْن)(صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظِيْم).



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=48360
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18