• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دولة الرئيس لماذا الأصرار على الولاية الثالثة؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

دولة الرئيس لماذا الأصرار على الولاية الثالثة؟!

من المفترض أن يجتمع أعضاء البرلمان العراقي الجديد يوم الأحد الموافق 13/7 لعلهم ينجحون هذه المرة بالأتفاق حول أختيار الرئاسات الثلاثة (رئاسة الجمهورية- رئاسة البرلمان- رئاسة الوزراء)، الأجتماع سيعقد وسط أجواء من الفوضى والأرتباك والحذر والترقب والخلافات والأنقسامات بين الأحزاب السياسية وحتى داخل الأئتلاف الواحد (سواء الأحزاب السنية أو الشيعية)!، بسبب تداعيات الزلزال الذي أحدثته عصابات (داعش) يوم 10/6 بعد أحتلالها لمدينة الموصل لتنعم بربيع دائم هناك في مدينة (أم الربيعين)!!  محاولة التمدد باتجاه باقي مدن العراق؟!وما ستؤول أليه الأمور خاصة بعد أعلان هؤلاء التكفيريين من (داعشِ) للخلافة الأسلامية ومبايعتهم لأبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين!!. فالأحزاب السنية ليست أحسن حالا من الأحزاب الشيعية ! حيث بدى واضحا عليها الأختلاف وصراع المصالح والمغانم بعيدا عن أي نفس وطني يمكن أن تشم رائحته؟!. اما الأحزاب الشيعية فهي الأخرى في حال لا تحسد عليه من الخلاف والأختلاف وصراع البيت الشيعي هذا ليس بجديد عبر التاريخ!!. أستثناء من الأكراد الذين سيحضرون الأجتماع وهم في كامل قوتهم وأتفاقهم، بعد أن ضمنوا قبل الجميع حصتهم الاكبرمن الكعكة العراقية اللذيذة! بأستحواذهم على كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها (حسب تسميتهم)! ليس بالأستفتاء المنصوص عليه بالدستور ولا حتى بالتوافق بل بالمكر والخديعة والمكيدة ! وبضوء أخضر وسكوت أمريكي بريطاني غربي!!!، الجميع سيحضرون الى الأجتماع وهم متفقون على ان لا يتفقوا!! على شيء أسمه مصلحة الوطن والشعب بقدر النظر في امر مصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم وطوائفهم وقومياتهم!! ، فالسنوات العشر التي مضت كانت كافية جدا لضمان مستقبلهم ومستقبل عوائلهم لعشرات السنين القادمة! وليذهب الشعب الى الجحيم والوطن الى تمزق!!، وهو نتاج طبيعي للحصاد المربعد أن زرعوا في المجتمع العراقي بذورالفرقة والأنقسام
 
 وتدمير البنية المجتمعية للمجتمع العراقي منذ سقوط النظام السابق ولحد لان!! ورغم الخلافات الحادة بين الأحزاب السياسية سواء فيما بينها أو مع باقي الأحزاب السياسية الأخرى، ألا أنها اتفقت على رفض تجديد الولاية الثالثة للمالكي!! حتى وأن أحترق العراق وصار رمادا!!. المالكي هو الآخر يصر بعناد وبقوة على استلام الولاية الثالثة معتبرا ذلك حقا دستوريا له ولأن الشعب اراده وأنتخبه! رغم هذا الرفض الجماعي له وحتى من داخل البيت الشيعي نفسه!!؟. مشكلة رئاسة الحكومة أصبحت كأنها نفسية أكثر من كونها سياسية!! وكأن المالكي أصبح واقع حال وأمرا مفروغا منه  وصار ضمن المخيال الجمعي العراقي بأنه ورغم مرور ثمان سنوات عجاف! لولايتين له، ألا أنه لا بديل لرئيس الحكومة غيرالمالكي نفسه!!. هنا أنا  لست مع المالكي ولكن بنفس الوقت لست ضده!؟ فحقيقة الأمر أن من يطالبون بأختيار بديل له والمعاندين لعدم البيعة له لولاية ثالثة هم ليسوا بأحسن حال منه في كل شيء!!، فهم دكتاتوريون وطائفيون حد النخاع!( المالكي متهم من قبل غرمائه السياسيين بأنه دكتاتور وطائفي) تحركهم نزعاتهم الطائفية والمذهبية والعشائرية والقومية والحزبية ومصالحهم الشخصية والأخطرهو ضياع بوصلتهم الوطنية أو نستطيع القول بيقين تام هو عدم امتلاكهم أصلا لأية بوصلة وطنية! حيث يتهمون بعضهم البعض بأنهم يعملون لأجندات خارجية؟!!.فلو آلت  الأمور لأحدهم أن يكون رئيسا للحكومة بدلا من المالكي فأننا سوف لم ولن نلمس منه أية خير؟!!، ومن يدري لربما سيندم الكثيرون على المالكي!! وهذا ديدننا فنحن لا نعرف قيمة الرجال والأشخاص ألا بعد فقدانهم!!.وهنا بودي أن أسأل دولة الرئيس:  لماذا الأصرار على الولاية الثالثة أمام هذا الرفض من باقي المكونات السياسية؟!!، وهل في بقائك لولاية ثالثة من أمل في أصلاح سياسي وأقتصادي وأجتماعي وعسكري وأمني وخدمي من ماء وكهرباء؟!! وأنت تعرف جيدا أن الأمر الآن خرج من يد الجماهير التي أنتخبتك! وهو الآن بيد الأكراد الذين تتعاظم قوتهم يوما بعد يوم!!؟ وبيد قائمة متحدون(السنية ومن معها من باقي القوائم السنية الأخرى)! والذين لا يطيقون سماع أسمك؟!! وأيضا معهم قائمة التحالف الوطني الشيعية والتي هي الأخرى لم تجتمع على أختيارك لولاية ثالثة!، وخاصة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي لا يقل كرها وحقدا عليك من (الأكراد ومتحدون)!!، أذا وبعد كل ذلك لماذا الأصرار على الولاية الثالثة؟ ولمصلحة من؟، هل لمصلحة العراق؟ وأي عراق بقى؟ (الشارع العراقي والطلابي تحديدا يتكلم بكثير من الألم عن مهزلة نتائج البكلوريا وفضيحة قيام مليشيات بالدخول الى العديد من المراكز الأمتحانية وأعطاء الأجوبة للطلاب!!  بالغش الجماعي ؟!! أي مهزلة هذه يادولة الرئيس وياوزير التربية؟!! الدولة غير قادرة على الحد من سطوة المليشيات؟! فقد أعتبرت جميع الطلاب في تلك المراكز الأمتحانية ر كلا ياسيدي المحترم: دعني اقول لك بأنك على وهم ووهم كبير؟! فالموصل وكركوك وباقي المناطق التي تم الأستيلاء عليها من قبل الأكراد وعصابات (داعش) أصبحت في خبر كان!!؟ ومن المستحيل اعادتها ألا في عالم الخيال والأحلام!!، فأترك الأمر لهم ليختاروا من يريدون حفظا لدماء العراقيين وما بقي من العراق فرسالتهم  واضحة: بقاء المالكي لولاية ثالثة يعني أستمرار لمزيد من سفك الدماء العراقية ومزيد من الخسران وعدم الأستقرار وأستمرار لمزيد من المؤامرات والتآمر على العراق وعليك. فأعدائك بالداخل  هم أكثر بكثير من أعدائك بالخارج!!. فأترك الأمر لهم فالكثير منا يعلم بأنك لست أنت المسؤول وحدك على كل ما جرى ويجري بالعراق!، فقد قدمت وعملت ما أستطعت أليه في ولايتيك السابقتين وسط صراعات وظروف وتداخلات وضغوطات خارجية عصيبة!!، فأنت لست بقادر على تآمر السعودية وملكها وباقي ملوك وأمراء دول الخليج على العراق،  فقد وضع الملك عبد الله ملك السعودية (100) مليار دولار!! لخراب العراق وتدميره وعدم أستقراره وتمزيقه منذ سقوط نظام الطاغية (صدام) ولحد الآن!. وماذا أنت فاعل أمام  تضارب المصالح والضغوط الخارجية عليك من أيران تارة التي لا تريد عراقا ميتا  ولكن ضعيفا مهلهلا ممزقا يكون حديقتها الخلفية تتلاعب به كيفما تشاء وورقة تتفاوض به من أجل مصالحها مع أمريكا والغرب؟! وتارة من أمريكا التي لا تريد هي الأخرى اي خير لا للعراق ولا للأمة العربية الأسلامية وقد وضحت نواياها اللئيمة أتجاه العراق ولم يعد ذلك خافيا حتى على المجنون والطفل!!. فدع أمر العراق ولا تركن الى العناد الذي سيجلب عليك وعلى العراق كل الشرر وتخسر عند ذلك حتى محبيك ناهيك بأنه سيحسب عليك و سيسجل في تاريخك السياسي؟!. فاللعبة السياسية العالمية هي أكبر من أن تصارعها وحدك أنت أو تغير شيئا مما مرسوم فيها او حتى مع أئتلافك الشيعي الممزق أو أية حكومة شراكة وطنية سيتم تشكيلها والتي ستكون حتما غير متوافقة وضعيفة!!.فيا دولة الرئيس المحترم أن تنازلك عن الولاية الثالثة رغم فوزك وحقك الدستوري لايعني الضعف أو الهزيمة بقدر ما يعني بأنك وضعت مصلحة الوطن والشعب وأمنه وامانه بالأعتبار الأول والتاريخ سيسجل لك ذلك، ولك بجدك الأمام الحسن (ع) أسوة حسنة!،والأمثله هنا نسوقها لنتخذ منها العبر والدروس، فبعد انتهاء معركة صفين وتخاذل جيش الأمام علي (ع)! ومشهد الفوضى والقيل والقال والأشاعات والدس والدسائس التي عاشها المسلمون آنذاك بسبب تداعيات معركة صفين التي رفعت فيها المصافح على أسنة الرماح!  وما تبع ذلك من مهزلة التحكيم التي فاز بها دهاء عمر بن العاص أمام غباء وسذاجة أبو موسى الأشعري ممثل الأمام علي (ع) في التحكيم و الذي لم يختاره الأمام!!، ثم ما جرى  وراءه من أستشهاد الأمام علي (ع) على يد أحد الخوارج (عبد الرحمن بن ملجم)، ثم مبايعة المسلمين لأبنه الأمام الحسن (ع) كخليفة عليهم، الذي أستلم الخلافة وسط أنقسامات حادة بين المسلمين وصراع قوي على السلطة من قبل معاوية بن ابي سفيان، فما كان من الأمام الحسن (ع) ألا ان يتنازل عن الخلافة الى معاوية بن أبي سفيان خوفا منه على رسالة جده الرسول العظيم محمد (ص) من أن تصاب بالتشوه والأنكسار ولرآب الصدع الذي صار عليه المسلمين أثناء وبعد معركة صفين!، فوضع الأمام الحسن (ع) مصلحة الأمة الأسلامية وحقن دماء المسلمين بالأعتبار الأول، على الرغم من مبايعة غالبية المسلمين له كخليفة عليهم وأعتراضهم عليه بالتنازل لمعاوية حتى وصفوه بالجبان!، وحاشاه أن يكون كذلك، فقال قولته المشهورة: لقد تذكرت قول جدي رسول الله (ص) حين قال لي: ( أنك سيد بن سيد يأتي يوم تحقن به دماء فئتين من المسلمين). فأترك هذا الأمريادولة الرئيس فأنك لست بقادر عليه! لا لضعف فيك ولكن لقوة ودهاء وخبث وكثرة أعدائك بالداخل والخارج ولتردد وضعف أصحابك ومريديك! والأهم من كل ذلك حتى لا يكتب التاريخ بأن العراق تمزق على يديك!! والله من وراء القصد.  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=48445
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29