كنا في بغداد  عند حلول شهر محرم الحرام  يشترك كل سكان المحلة  باحياء ذكرى عاشوراء ولم اتذكر ولو مرة واحدة سمعنا مفردة ( سنة وشيعة  ) ولحد اليوم لم نتذكر من هو سني ومن هو الشيعي من سكان هذه المحلة 0 

وفي ذكرى المولد النبوي الشريف نفس هذه المجموعة نذهب الى جامع ابي حنيفة النعمان ونشترك بالاحتفالات الرائعة التي كانت تقام بهذه المناسبة  الشريفة سنويا وتربينا على ذلك وربينا اولادنا على هذه المفاهيم 

وكنا عندما نرسل اولادنا الى المدارس الابتدائية كنا نحاول ان نحصنهم من سماع  الكلمات البذيئة التي كانوا يسمعونها من بعض الطلبة ونحذرهم من الاختلاط بهم وعدم ترديد هذه الكلمات ولم نسمع منهم عبارة ( سني او شيعي ) 

وفي العام الماضي دخلت حفيدتي شهد الابتدائية وعند عودتها في اليوم الاول من المدرسة قالت بابا الطلاب يسألوني انتي ( سنية لو شيعية شنو اكوللهم ) قبلتها وقلت لها (كولي انا عراقية مسلمة )  تابعتها كثيرا وحاولت ارسخ هذه الفكرة لديها بانها عراقية مسلمة فقط ولكن  بعد مرور ثلاثة اشهر سمعت شهد تقول لصديقتها وهي تلعب معها انتي سنية لو شيعية وتجيبها اي عيني احنه 00000 

تأكد لي باني فشلت في ترسيخ مفهوم الابتعاد عن الحس الطائفي حتى لدى هذه الطفلة التي تربت على يدي بمجرد خروجها من الدار واختلاطها بالطلاب  تغيرت افكارها واصبحت تتكلم بالطائفية أصبت بالاحباط وتوقفت عن كتابة المقالات كمساهمة متواضعة مني كباقي العراقيين في معالجة  الموجة الطائفية التي ابتلى بها العراقيون 

وانا هنا لاألوم المحتل في ترسيخ مفهوم الطائفية حتى لدى طلاب الابتدائية لكن ألوم البعض من سياسيي الصدفة  ومن يصفق لهم الذين ابتلى بهم الشعب العراقي الذين اصبحت الطائفية بضاعتهم ووسيلتهم الوحيدة  للوصول الى السلطة لانهم لايمتكون مؤهلات السياسي الوطني ولا يمتلكون الثقافة الكافية لاقناع الجمهور سوى الطائفية المقيتة التي جعلت الاخ يقتل اخوه

واخيرا اقول حسبنا الله ونعم الوكيل بكل من تسبب باراقة دم عراقي كائن من يكون ولو بكلمة