• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح216 سورة مريم الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح216 سورة مريم الشريفة


بسم الله الرحمن الرحيم

وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً{81}
تبين الآية الكريمة ان الكفار تركوا التوجه لله تعالى في عباداتهم , واتخذوا الهة من الاصنام وغيرها , طالبين بذلك العزة والرفعة من خلال شفاعتها لهم .  

كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً{82}
الآية الكريمة تضمنت الرد الحازم والحاسم عليهم (  كَلَّا ) , لا يمكن ان تمنحهم تلك الاصنام العزة او الشفاعة , ولن تكون مانعا لهم من دخول النار , بل :   
1-    (  سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ ) : يبين النص المبارك مؤكدا ان تلك الاصنام او الالهة التي يعبدونها ستنكرهم يوم القيامة , وهو مصداقا لقوله عز من قائل { مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ }القصص63 .
2-    (  وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً ) : تضمن النص المبارك الاول انكار الاصنام لعبادها , بينما يضيف النص المبارك انها ستنقلب ضدهم بالبراءة منهم ومن عبادتهم .  

أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً{83}
تخاطب الآية الكريمة كافة الناس بخطابها للنبي الكريم محمد "ص واله" (  أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ ) , سلطانهم على الكفار , (   تَؤُزُّهُمْ أَزّاً ) , تهيجهم وتنخسهم وتحرضهم وتدفعهم الى ركوب المعاصي دفعا .     

فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً{84}
يستمر خطاب الآية الكريمة موجها الى الرسول الكريم محمد "ص واله"  وتضمن محورين :
1-    (  فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ) : لا تتعجل ايها الرسول بعذابهم  .  
2-    (  إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً ) : يبين النص المبارك ان الله تعالى يحصى انفاسهم على رأي , او يحصى عدد الايام والشهور والسنين من اعمارهم على رأي اخر .    

يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً{85}
تبين الآية الكريمة مؤكدة (  يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ ) , يوم يجمع المتقين , (  إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً ) , على صفة الوفد , راكبين , مكرمين .      

وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً{86}
تنعطف الآية الكريمة لتذكر الطرف المقابل للمتقين , (  وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ ) , كما تساق البهائم , وفيها بيانا للذلة والهوان الذي سيكونون عليه , (  إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً ) , كما ترد الماشية عطاشا على الماء .   

لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً{87}
تبين الآية الكريمة (  لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ ) , لا يملكون الشفاعة , ولا ينالونها , (  إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً ) , يستثني النص المبارك من كان على عهد الله تعالى , كالرسل والانبياء "ع" والمؤمنين .    

وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً{88}
تبين الآية الكريمة ادعاءات البشر ومزاعمهم بأن الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا اتخذ ولدا من البشر , حيث قالت اليهود عزيرا ابن الله , وقالت النصارى المسيح ابن الله , وادعت عرب الجاهلية ان الملائكة بنات الله .   

لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً{89}
ترد الآية الكريمة على تلك الادعاءات  والمزاعم ردا حازما , حاسما , (  لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً ) , منكرا عظيما .  

تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً{90}
تبين الآية الكريمة ضخامة وجسامة المنكر الذي زعموه بثلاث نقاط :
1-    (  تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ ) : يتشققن من عظمة تلك المزاعم .
2-    (  وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ ) : تتصدع .
3-    (  وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً ) : تسقط سقوطا شديدا عليهم .   

أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً{91}
تبين الآية الكريمة ان كل ما ورد في الآية الكريمة السابقة يكاد ينزل بهم , لنسبتهم الولد اليه تعالى عن ذلك علوا كبيرا .

وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً{92}
تبين الآية الكريمة انه لا يليق به جل وعلا اتخاذ الولد , فان اتخاذ الولد يدل على النقص والحاجة وهو جل وعلا الغني الحميد .

إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً{93}
تضيف الآية الكريمة مبينة (  إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) , جميع من فيها من المخلوقات العاقلة وغير العاقلة , (  إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً ) , فيه ننقل رأيين :         
1-    ذليلا خاضعا يوم القيامة منهم عزير وعيسى . "تفسير الجلالين للسيوطي" .
2-    يأوي إليه بالعبودية والانقياد لا يدعي لنفسه ما يدعيه هؤلاء . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني " .

لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً{94}
تبين الآية الكريمة ان الله تعالى (  لَقَدْ أَحْصَاهُمْ ) , احاط بخلقه في السموات والارض وحصرهم فلا يخرجون عن علمه وقبضته وقدرته عز وجلا , (  وَعَدَّهُمْ عَدّاً ) , عدهم جميعا , فلا يخفى عليه احدا منهم , " عد أشخاصهم وأنفاسهم وأفعالهم فإن كل شيء عنده بمقدار . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني " .      

وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً{95}
تبين الآية الكريمة ان الجميع يأتي يوم القيامة فردا , لا ناصر ولا معين , لا مال ولا ولد , {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89 .  

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً{96}
تبين الآية الكريمة مبشرة (  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) , الذين امنوا بالله تعالى واتبعوا رسله , وقرنوا حقيقة ايمانهم بالعمل الصالح , (  سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ) , ستجري المودة لهم في القلوب .   

فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً{97}
تخاطب الآية الكريمة النبي الكريم محمد "ص واله" (  فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ ) , القرآن الكريم , (  بِلِسَانِكَ ) , لغتك العربية :
1-    (  لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ ) : تضمن النص المبارك الوظيفة الاولى للرسول "ص واله" , البشارة للمتقي بالثواب الجزيل وحسن العاقبة .
2-    (  وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً ) : تضمن النص المبارك الوظيفة الثانية للرسول "ص واله" , انذار الكفار , (  قَوْماً لُّدّاً ) أشد الاقوام خصومة .   

وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً{98}
تبين الآية الكريمة على سبيل التذكير (  وَكَمْ ) , اشارة الى الكثرة , (  أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ ) , من امم كذبت الرسل وكفرت بما جاؤوا به :
1-    (  هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ ) : هل تشعر بأحد منهم او تراه ! .
2-    (  أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ) : ام هل تسمع لهم صوتا خفيفا , ( الركز الصوت الخفي ) . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني " .           


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49214
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 11