• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القتل المباح!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

القتل المباح!!

كلمة قتل هي المفردة اللغوية الفريدة المُتسيدة على التفاعلات القائمة في الأرض , وتتداولها وسائل الإعلام بتكرار وعلى مدار الساعة , وهي في مناطق معينة أكثر شدة وكثافة وترددا , خصوصا في المجتمعات المحشدة فئويا وبإنفعالية مستعرة متأججة لمحقها.
 
كما أن صور القتل وأخباره وقصصه تواجهك صباحا في التلفاز والمذياع ووسائل الإتصال المعاصرة.
 
وهذا يدفع للتساؤل عن السبب الكامن وراء إنتشار القتل وإبداعاته وإبتكاراته في كل مكان , ونحن في عصر ندّعي فيه التحضر والرقي الإنساني , وفي ذات الوقت , نناقض أنفسنا بتطوير صناعة الأسلحة وزيادة إنتاجها , ونعتمد عليها لتنمية إقتصادنا وخصوصا في الدول المتقدمة جدا.
 
قتل وقتل , والقتل نشاط إقتصادي عالي الربحية ودائم الطلب , مما يحتم الحصول على عائدات خيالية.
فالمتتبع للسلوك البشري يجد أن القتل يتناسب طرديا مع تنامي الأزمات الإقتصادية , ومنذ مطلع القرن الجديد والقوى الكبرى في مِحن إقتصادية متفاقمة , وهي تعرف جيدا أن لا منقذ منها إلا بالحروب , ولكنها لا تريد أن تقاتل بعضها مباشرة , فاتخذت من الدول الثرية المتأخرة سوحا لهذه الحرب , لكي تبيعها أقصى ما يمكن من صفقات السلاح التي تقتل بها بعضها , وكانت تجربة الحرب العراقية الإيرانية نموذجا إبتدائيا لصياغة الخطط المطلوبة في هذا القرن , ومن أفظع نتائجها أن الحرب يمكنها أن تستعر بين الدول النفطية لعقود وعقود , وهكذا تحولت المنطقة إلى كيانات متقاتلة ومنهمكة ببذل المال من أجل القتل وتعقيد المشاكل , فالسلاح الذي يقتل به أبناء البلد الواحد بعضهم , إنما من صنع شركات السلاح الكبرى وتجاره وكارتلاته الإحتكارية , التي تبحث عن أسواق دائمة ومفتوحة لبيع أعظم.
 
وتبين أن الدين هو النار التي يمكنها أن تتحول إلى سعير تنسجر فيه الأجيال تلو الأجيال , ولهذا تحقق  فيه الإستثمار النفسي والفكري والثقافي للوصول إلى صناعة آليات التقاتل الشديد , الذي يعزز أقصى درجات الإنفعالية المطلوبة لصراعات دامية عمياء.
 
ووفقا لذلك تحولت أرض الأديان السماوية إلى جحيم لاهب تأكل أهلها وهم يرفعون رايات الدين , ويزداد الإستثمار في تصعيد قدرات الإقتتال الشرس ما بين أبنائها , حتى صار الإتجاه نحو التفتت الشامل والإقتتال الأبدي , هدف تشجع عليه القوى المدمنة على النفط وبيع السلاح , وهذا يعني أن التفكير بالحل والأمن والسلام أصبح من المحرمات , وصار على العرب أن يعيدوا النظر في مستحيلاتهم (الغول والعنقاء والخل الوفي) ويقولوا أنها الأمن والسلام والوطن الأبي!!
 
فتمتعوا يا عرب بقتلكم السعيد ما دمتم قبلتم بتوجيه البنادق نحو صدوركم!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49319
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28