• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح217 سورة طه الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح217 سورة طه الشريفة

تروى الكثير من الفضائل والخصائص لهذه السورة الشريفة , نقتبس ما جاء في كتاب ثواب الأعمال : عن الصادق عليه السلام :  قال لا تدعوا قراءة سورة طه فإن الله يحبها ويحب من قرأها ومن أدمن قراءتها أعطاه الله يوم القيامة كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما عمل في الاسلام واعطي في الآخرة من الأجر حتى يرضى .

بسم الله الرحمن الرحيم

طه{1}
في الآية الكريمة قولين :
1-    انها تضمنت حروفا مقطعة ( الحروف النورانية ) .
2-    انها اسم من اسماء النبي الكريم محمد "ص واله" , قيل في معناه ( عن الصادق عليه السلام وأما طه فإسم من أسماء النبي صلى الله عليه وآله ومعناه يا طالب الحق الهادي إليه ) . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .
للنبي الكريم محمد "ص واله" اسماء كثيرة , تختلف في شأنها الفرق الاسلامية , ننقلها كما هي :
( محمّد -  أحمد "وهو الذي جاء في بشارة الكتب السماوية " - أبو القاسم – الماحي - المقفّي " بمعنى آخر الأنبياء" -  الحاشر -  العاقب "آخر الأنبياء ايضا" - نبي التوبة - نبي الرحمة -  نبي المرحمة -  نبي الملحمة "كما في رواية البخاري" - الرحمة المهداة -  سيد ولد آدم -  حبيب الرحمن -  المختار -  المصطفى -  المجتبى -  الصادق -  المصدوق -  الأمين -  صاحب الشفاعة والمقام المحمود  -  صاحب الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة -  صاحب التاج والمعراج -  إمام المتقين -  سيد المرسلين -  قائد الغر المحجلين -  النبي الأمّي -  رسول الله -  خاتم النبيين – المزمل -  المدثر  -  المذكر -  المنذر  -  الشاهد  -  المبشر والبشير -  النذير -    الداعي إلى الله  -  السراج المنير -  النور -  الحق  -  الهادي – الكريم -  قدم صدق - العروة الوثقى -  الصراط المستقيم -  النجم الثاقب -   طه "مورد خلاف بين العلماء" -  يس " مورد خلاف بين العلماء" ) . 

مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى{2}
تبين الآية الكريمة في خطابها للنبي الكريم محمد "ص واله" (  مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ) , يا محمد , (  لِتَشْقَى ) , لتتعب نفسك بقيام الليل , بل لتسعد به .       
ننقل روايتين وردتا بهذا الشأن على سبيل الاطلاع :
( في تفسير القمي عنهما عليهما السلام قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى قام على أصابع رجليه حتى تورمت فأنزل الله تبارك وتعالى طه بلغة طي يا محمد ما أنزلنا الآية .
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله عند عايشة ليلتها فقالت يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال يا عايشة أولا أكون عبدا شكورا قال وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل الله سبحانه طه ما أنزلنا الآية .
وفي الأحتجاج عن الكاظم عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال لقد قام رسول الله صلى الله عليه وآله عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه وأصفر وجهه يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله عز وجل طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى بل لتسعد به قيل والشقاء شايع بمعنى التعب ومنه أشقى من رايض المهر وسيد القوم أشقاهم ولعله عدل إليه للأشعار بأنه انزل إليه ليسعد ) .

إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى{3}
تبين الآية الكريمة (  إِلَّا ) , هنا بمعنى لكن , (  تَذْكِرَةً ) , موعظة , تذكيرا , (  لِّمَن يَخْشَى ) , لمن في قلبه خشية الله تعالى و رقة , فيتأثر بالإنذار .  

تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى{4}
تمضي الآية الكريمة قدما بالبيان (  تَنزِيلاً ) , { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً } الإسراء106 ,  { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً } الإنسان23 , (  مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ) , ( جمع العليا مؤنث الأعلى عظم شأن المنزل بالفتح بنسبته إلى من هذه صفاته وأفعاله ) . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .  

الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى{5}
تبين الآية الكريمة (  الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ ) , العرش سرير الملك كما يذهب اليه السيوطي في تفسيره الجلالين , (  اسْتَوَى ) , بما يليق بجلاله عز وجل . "تفسير الجلالين للسيوطي" .  
يخرج السيد هاشم الحسيني البحراني في تفسيره البرهان ج4 رواية عن ابي عبدالله "ع" انه سئل عن قول الله عز وجل (  الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) , قال : استوى على كل شيء فليس شيء اقرب اليه من شيء .  
ويروي ايضا المحدث الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ج3 رواية عن الصادق "ع" بهذا الخصوص ( على الملك احتوى ) .

لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى{6}
تستمر الآية الكريمة بالبيان (  لَهُ ) , بيانا لملكيته المطلقة جل وعلا , (  مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) , كل ما فيهما من مخلوقات عاقلة وغير عاقلة , (  وَمَا بَيْنَهُمَا ) , يختلف في شأنها المفسرون فمنهم من يرى :
1-    انها اشارة الى امور غيبية .
2-    اشارة الى الملائكة , فان لديهم القدرة على التنقل بين السماوات والارضين .
3-    اشارة الى الجن , فأن لديهم القدرة على التنقل بين الارضين دون السموات .
4-    بعض المفسرون يتركها من غير ان يبدي اي رأيا فيها .    
(  وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ) , يختلف المفسرون في شأنها ايضا , فمنهم من يقول :
1-    هو التراب الندي والمراد الأرضون السبع لأنها تحته . "تفسير الجلالين للسيوطي" .
2-    اشارة الى ما تحت التراب من كنوز وثروات .
3-    اشارة الى عجائب خلقه عز وجل في ما تحت الارض .
4-    بعض المفسرون لا يصرحون بأي رأي حولها .       
(  عن أمير المؤمنين عليه السلام إنه تلا هذه الآية فقال فكل شيء على الثرى والثرى على القدرة والقدرة تحمل كل شيء ) . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .    

وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى{7}
تخاطب الآية الكريمة الرسول الكريم محمد "ص واله" (  وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ ) , في دعاء او صلاة او غير ذلك , (  فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ ) , فانه سبحانه وتعالى يعلم ذلك , لا تخفى عليه خافية , (  وَأَخْفَى ) , وبل ويعلم جل وعلا ما تحدث به نفسك .      

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى{8}
نستقرأ الآية الكريمة في ثلاثة موارد :
1-    (  اللَّهُ ) : لفظ الجلالة , وهو الاسم الجامع لكل اسماء الله تعالى ( اسماء الذات والصفات والافعال ) .
2-    (  لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) : وحده جل وعلا المتفرد بالألوهية . 
3-    (  لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى ) : الاسماء الاكمل والحسنى مؤنث الاحسن .    
هناك الكثير من الروايات في خصوص الاسماء الحسنى ننقل واحدة منها للاطلاع : 
( في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ) . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .    


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49422
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18