• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : انقلاب عسكري ارعن .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

انقلاب عسكري ارعن

عاشت بغداد ساعات حرجة ومرعبة ومخيفة , تنذر بالشؤم والكارثة , بعدما استيقظت على هدير , مغامرة طائشة ورعناء , في اعلان عن قيام انقلاب عسكري ارعن , يمثل انتحار سياسي , ونهاية مخزية ومشينة , ستبقى نقطة سوداء , في جبين من قام بها , فقد طوقت ارتال من القوات العسكرية والامنية , في نشر الدبابات في وسط بغداد وقطع الجسور , وتقطيع اوصال المناطق الوسطى من بغداد , وضرب طوق عسكري محكم  , حول المنطقة الخضراء , وفي داخلها باحتلال المواقع الحيوية والحساسة , بما فيها تطويق منزل رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم , وفرض الاحكام العسكرية الصارمة , اي اعلان الاحكام العرفية في المنطقة الخضراء , ويشكل بمثابة انقلاب عسكري ارعن على الشرعية والدستور , من اجل التشبث بالمنصب والولاية الثالثة , باشباع نهم وتخمة وشهوة  المصالح الشخصية , في حين العراق يتعرض الى كوارث دموية  مفجعة , ويتقزم العراق  بانسلاخ محافظات منه , لصالح جرذان داعش المجرمة , والمواطن العراقي يتعرض لذبح والقتل والتشريد والتهجير , والتصفيات العرقية والدينية , ويعاني الموت الزقوم , وفي هذه الظروف الخطيرة , التي تعصف بالعراق , يقوم المالكي , بمغامرة طائشة , في انقلابه العسكري الارعن , بهدف تخويف قادة الكتل النيابية , واجبارهم على الرضوخ والخشوع , الى مرامه في الفوز بالولاية الثالثة , ورفع الراية البيضاء بالاستسلام الكلي , ولكن بدلاً في النجاح في مغامرته الطائشة , وسحب البساط من اقدام قادة الكتل السياسية , فقد حدث العكس , وانقلب السحر على الساحر , فخلال سويعات قليلة , اتفق قادة التحالف الوطني , على تسمية مرشحهم لتولي رئاسة الحكومة القادمة , في شخص السيد حيدر العبادي , وسرعان ما انهالت برقيات الدعم والتأييد والقبول من مختلف الكتل النيابية الاخرى , واجمعت على اسناد المرشح حيدر العبادي في البرلمان , وكذلك سرعة التجاوب الدولي , ومن الاطراف الدولية والفاعلة والمؤثرة , في القرار السياسي العراقي , في دعم رئيس الجمهورية كراعي وضامن للدستور , فقد عبرت امريكا عن دعمها الكامل  لتغيير الجديد , في اختيار مرشح لرئاسة الحكومة القادمة , كما عبرت عن وقوفها واسنادها  الى جانب رئيس الجمهورية كضامن للدستور , وكما حذر وزير خارجيتها ( جون كيري ) من الاعمال الطائشة التي يقوم بها نوري المالكي , ومن اللعب بالنار والفتنة , واعاقة المرشح الجديد لرئيس الحكومة القادمة , وكما حذر المالكي من ان يقف حجرة عثرة امام التطور الجديد الحاصل في العراق , ومن مغبة  الطيش وافتعال وتأجيج التوتر السياسي , والاخلال بالامن , وعدم الانصياع الى قرار رئيس الجمهورية , في الاستحقاق الدستوري , وكذلك صدرت مواقف داعمة ومؤيدة الى ترشيح السيد حيدر العبادي , من الاتحاد الاوربي , ومن ممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة ,  عن وقوفهم الى جانب التغيير الايجابي الجديد ,  الذي سيساهم  في الانفراج في  الازمة الخطيرة , وكما عبروا عن اسنادهم للاستحقاق الدستوري , وحذروا من الانجرار , الى التهور والاعمال الطائشة , التي لا تخدم العراق , هو يواجه تنظيم داعش المجرم , ان الاستجابات الفورية الفاعلة والايجابية  , ساهمت بشكل فعال , في افشال الانقلاب العسكري الارعن , والذي كان قد يؤدي الى سفك برك من الدماء البريئة , مما يفسح المجال لجرذان داعش , ان يستمروا في مجازرهم الوحشية . ان الرعونة السياسية التي قام بها المالكي , تمثل تحدي سافر على الشعب العراقي , وهو يمر في محنته الدموية , وكما يمثل هذا العمل الارعن والطائش , قمة الغباء والسذاجة السياسية , والهوس في المنصب بجنون مدمر , ان العراق لايمكن ان يكون اسيراً , في يد شخص اهوج وطائش , يفتقد العقل والحكمة والمسؤولية , وفي نفس الوقت يسجل العراق انتصاراً , على اقزام السياسة , الذين يضعون مصالحهم الشخصية , فوق المصالح العليا للعراق



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49633
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3