المفاضلة يجب ان تكون وفق موازين دقيقة وفي مجال واحد ومن صنف واحد والتأويل مرفوض وحتى اقطع الشك باليقين لابد لنا من التنويه عن أفكار قد تراود القارئ الكريم أثناء قرائته مقالنا هذا .
قد يتبادر إلى ذهن القارئ صيغة المفاضلة بوجه آخر كان يقول أيهما أفضل الكفوء ألبعثي ام الإسلامي غير الكفوء ؟ وهنا الإسلامي تشمل رجل الدين وأعضاء الأحزاب الإسلامية ،الاختيار هنا عندما يكون حصرا بينهما فقط ولا ثالث لهما ولا بد لنا من منح الأفضلية لأحدهما .
عند الله عز وجل تكون النزاهة والأخلاق الإسلامية لها حضورها يوم الحساب وهي الأفضل من الكفاءة وهذا امر مفروغ منه ولكن في الدنيا اذا كانت لدينا مؤسسة مهمة تحتاج الى قائد يديرها في اتخاذ القرارات الحاسمة لإنجاح عملها ولدينا الخيارين أعلاه كفوء غير نزيه ونزيه غير كفوء لمن تمنح الأولوية ؟ هذه الحالة أصبحت مألوفة في العراق من أعلى منصب في الدولة الى الموظف البسيط، رافق هذه الحالة كثرة الكلام بين التأويل والتفسير مع عدم دقة القرار في الحكم على هذه الأصناف .
بعيدا عن نية الفرد في تسلمه لهذا المنصب لنسلط الضوء على أبعاد الخيارين ، الكفوء غير النزيه ، هذا الخيار تعم كفائته على سير عمل المؤسسة وتمنع الفساد الإداري ، اما انعدام نزاهته فمساوئها تكون على شخصه من خلال تفشي الفساد المالي حيث انه يستخدم صلاحياته في تحقيق مأربه ، أما النزيه غير الكفوء ، فان نزاهته تعم على أخلاقه وحسن سيرته وتجنب المؤسسة الفساد المالي ، اما الفساد الإداري فانه يتفشى من خلال سير العمليات الإدارية في المؤسسة نتيجة انعدام الكفاءة وبعيدا عن حسن النية فان أثارها على ارض الواقع تكون سلبية .
اليوم في العراق هنالك مناصب منحت الى كفوئين غير نزيهين مع انعدام الرقابة عليهم مما اثر على سير العملية الديمقراطية في العراق وفي نفس الوقت هنالك نزيهين ( رجال دين وأعضاء أحزاب إسلامية ) تسلموا مناصب عليا اثروا على سير إدارتها بسبب انعدام او قلة الكفاءة الإدارية لديهم في قيادة هذه المؤسسات .
هاتان الصورتان أفرزت أقاويل وكلام في الشارع العراقي اغلبه تهكم يتحمل وزره أصحاب القرار في المناصب العليا ، فأصبحت هنالك مقولة كثيرا ما يرددها المواطن العراق في الشارع إلا وهي أن البعثيين رجعوا إلى مناصبهم وان الإسلاميين اثبتوا فشلهم في إدارة مرافق الدولة .
هذه المقولة هي مصداق لبعض الحالات وافتراء على حالات أخرى ، نعم هنالك بعثيين رجعوا إلى مناصبهم البعض منهم اثبت براءته من أفكار البعث والبعض منهم بقي على رذيلته ، ونفس الأمر يقال على الإسلاميين البعض منهم اثبت نفاقه حيث نسي المبادئ التي كان ينادي بها قبل تسلمه المنصب والبعض الأخر اثبت عدم كفاءته ، وأفضل مكسب عندما يكون هنالك نزيه وكفوء ولا مقارنة او مفاضلة لأي كان مع هذا المكسب ومثل هكذا عناصر تزخر بهم الساحة العراقية إلا أن الخلل في القرار والتوظيف مما يؤدي إلى هدر هذه الكفاءة الإسلامية النزيه وسط هذه الإفرازات السلبية . |