• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاستحقاقات الوطنية ...والمطالب التعجيزية .
                          • الكاتب : عبد الخالق الفلاح .

الاستحقاقات الوطنية ...والمطالب التعجيزية

ليس هناك من شك ان عزوف السيد نوري المالكي من الاستمرار في رئاسة الوزراء وعدم الاصرار على الترشح هي خطوة متقدمة من الايثار والتضحية ومبادرة حضارية جديدة ومميزة كبيرة في العراق الجديد رغم ان صناديق الاقتراع ونتائج الانتخابات النيابية في 30 ابريل اعطت الاحقية له لرئاسة مجلس الوزراء  لحصوله على ثلث الاصوات (قرابة 3 ملايين صوت ) ادلت بصوتها لصالح قائمة دول القانون التي يتراسها وحصوله بمفرده على 743 الف صوت وهي نسبة قياسية مع حصول كتلته على 103 كرسي في البرلمان وكانت له الاكثرية النيابية (دولة القانون) في اليوم الاول بتاييد الرئيس السني الدكتور مهدي الحافظ (وهي ثقة لا ارقى ولا اشرف منها ) كما قالها سيادته في خطاب التخلي الشريف عن منصبه...ان الموقف الشجاع الذي تحلى به (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّکِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ) موقف عالي من المسؤولية الوطنية وخطوة صائبة شخصية دون تأثير وارادة تتطلبها المرحلة للحفاظ على سلامة الوطن . والامتناع عن قبول اي مسؤولية في الوقت الحاضر هو انجاز يضاف الى الانجازات والتحولات التي تحققت خلال السنوات الثمانية  التي كان يديرفيها الحكومة رغم كل الازمات والتحولات الخطيرة التي عصفت بالعراق ولاتزال تعصف به او تقف عند بابه وقدم المالكي نموذجاً يحتذى به عندما تنازل عن حقه  في الدعوة المقامة لدى المحكمة الاتحادية مما يعطي صورة في حب الوطن ودعمه لاستمرار العملية السياسية بصورة سلمية وشفافة (لأسالمن من سلم العراق منه) كما قالها سيادته .
والان وبعد ان كلف الدكتور حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة القادمة والتجربة التي يحملها في العمل كوزيرللمواصلات وعضو في مجلس النواب لعدة دورات متتالية يتحمل عبئاً ثقيلاً لموازنة عامة للدولة غيرمعلومة الحال والمطالب الشعبية بترشيق الوزارات عدة وعدداً ومطالب وطنية شاملة من اجل تقليص النفقات والتخفيف من ثقل الميزانية والابتعاد عن الترهل , فان شعارات التغيير يجب ان توضع نصب عين الجميع بحكومة جديدة وبمنهجية واقعية تعتمد الحرص والكفاءة والاخلاص والنزاهة معياراً للمفاضلة وابعاد المشبوهين جانباً دون خوف او وجل وهي صفات تجتمع تحت سقف حب الوطن وما يرضي الله سبحانه وتعالى وتحت خيمته لاخيمة الاحزاب والكتل . لقد سارعت الكتل والقوى السياسية للتحرك في تشكيل لجان تفاوضية وتشاورية مع الرئيس المكلف على اساس ثمن الدعم الذي قدمته تلك الكتل وتريد ترجمتها الى افعال وبسقوف عالية واذا استمر الوضع كما هو فان المستقبل لايُبشر بخير لهذا الشعب (المكرود) والمظلوم وبدات تعيد نفس التجربة السابقة في تشكيل الحكومات الماضية ويتكررالكلام نفسه حول الاستحقاقات والمناصب اي العودة الى منطق المحاصصات الطائفية والقومية والحزبية وتتداعى معها الشعارات والبرامج الانتخابية التي تبتعد عن مصالح الشعب .وفعلاً ان الاوراق التفاوضية التي قدمت تمثل سقوفاً تعجيزية تفاوتت بين المشروعة منها وبين المطالب التي تجاوزت الاستحقاقات الدستورية في تشكيل الحكومة ومن شأنها ان تفتح نار جهنم على مصراعيه بأتجاه الدستور العراقي... وقد تؤدي للعودة الى نقطة الصفر التي جوبهت بها العملية السياسية منذ انطلاقتها بعد عام 2003 وهي نفس العقبات التي اصطدم بها الرئيس المالكي وعمل معها بشجاعة رغم الضغوطات الدولية التي صبت عليه...المهم ان ينظر الرئيس المكلف بعين الحرص والجدية لمطالب الجماهير والحفاظ على قوت الشعب ولقمة عيشه واستثماره للتاييد الدولي وتطوير العلاقات المشتركة ايجابياً وتبني برنامجاً خارجياً ووطنياً يهم كل ابناء الشعب العراقي وحشد الجماهير للوقوف امام كل التحديات التي تريد النيل من بلدنا واضعافه .ويجب ان تكون المهمات الاساسية في التشكيلة الوزارية هي الشراكة الحقيقية ورفدها بكفاءات قادرة على ادارة المؤسسات بعيداً عن التراضي والفئوية والمناطقية وحفظ بيت المال العام ومكافحة الفساد الاداري وسرعة انجاز الميزانية السنوية للبلاد وفتح باب التعيين لكل المؤهلات والطاقات لهضم الشباب والقضاء على البطالة وخاصة البطالة المقنعة في دوائر الدولة ومد جسور الثقة والبحث عن المشتركات الوطنية الصادقة وكبح جماح تجار السياسة و المتصيدين في الماء العكر وحصر السلاح بيد السلطة فقط بعيداً عن ايدي المليشيات الخارجة عن القانون لصيانة الامن الوطني ..ودعم القوات المسلحة التي تقف بشرف امام اعتى عصابات البغي في هذا العصر من القوى الظلامية المجرمة ومدها بوسائل القوة كما يقول ربنا تبارك وتعالى : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) وتجهيزها بأحدث الاسلحة الدفاعية والرادعة والتقنيات العلمية والتدريب العصري مع تنوع جهة السلاح ومن مناشئ عالمية مختلفة والتوجيه والتعبئة اللازمة وتطوير ورفع الكفاءات الفكرية والعقائدية لدى افراده ليكونوا شوكة ردع في خاصرة اعداء العراق وشعبه وقوة صلبة امام التحديات الكبيرة المستقبلية ابعدنا الله منها. 
كاتب واعلامي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49979
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19