• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : آمرلي : رمز الرجولة العراقية في زمن التخاذل والاستسلام .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

آمرلي : رمز الرجولة العراقية في زمن التخاذل والاستسلام

 ساد الاعتقاد لدى الكثير . بان الشعب العراقي , كتب عليه القدر اللعين , في الاستسلام ورفع الرايات البيضاء , بالعيش بمهانة ومذلة وخنوع  , بعد ما وضع مصير رقبته , امانة وثقة في قبضة القادة البعران , وهؤلاء بدورهم مرغوهم  في وحل الذل والقنوع والمذلة والمهانة , فتزاحمت عليهم  اليأس والاحباط والتشاؤم , والاستسلام الى المصير الاسود المجهول , فقد ضحكوا عليهم وخدعوهم ودسوا لهم  سم الطائفية , التي تجرعوها  طوعاً واختياراً , وكانت النتيجة الفادحة , التي قصمت ظهر الوطن , بتشتت وتفتيت وتمزيق النسيج الاجتماعي والوطني , بروح العداء والكراهية والانتقام من الاخر بالحقد الاعمى . لذلك توالت عليه المصائب والكوارث الدموية , باعمال وحشية واجرامية , مثل المفخفخات المتفجرة , وعمليات القتل العشوائية , مخلفة الدمار والخراب , في كل منطقة من مناطق العراق , حتى وصلت الى اعلى مراحل الاجرام الوحشي والدموي , على يد الذئاب البشرية , اكلة لحوم البشر ( داعش ) المهووسة بالذبح الجماعي والاعدامات ,وحمامات الدم من مسالخهم الهمجية . والقادة البعران  خاضوا معركة اخرى , حامية الوطيس , بالخناق والعراك والصراخ والصياح والعواء والنباح  , من اجل المناصب والكراسي ومراكز النفوذ , وتقسيم الكعكة العراقية , هذه اصبحت معركتهم المقدسة  , والشعب يواجه يومياً الذبح والموت المجاني  . كأن مصير الشعب لايعنيهم ولا يخصهم , لامن قريب , ولامن بعيد , وانما معركتهم الرجولية تختص  على الغنيمة والفرهود , هذه اسمى هدف وغاية  لهم , حتى صارت الدولة العراقية مسخرة للقاصي والداني  , وراح بعض من هؤلاء القادة البعران يفتش ويبحث عن مظلة لتقوية نفوذه ومركزه , من الدول الاقليمية المحيطة بالعراق , والتي تربت وتمرست , على العداء والكراهية والانتقام , من الشعب العراقي , ولا تشعر حرجاً في الكشف عن اطماعها العدوانية , في السيادة الوطنية , والتأثير على القرار السياسي , الذي يخص الشؤون الداخلية العراقية , وتقوية نفوذ ومركز هذا القائد البعروري , او ذاك القائد الخروف , كأن القدر الاغبر , حكم على الشعب , ان يعيش بمذلة ومهانة واستسلام الجبان , حتى وصلنا الى اسفل الدرك من  الحضيض . لكن صمود اهالي ناحية آمرلي , مزق هذا العرف والاعتقاد , ومزق حكم  القدر الاهوج على العراقيين , ومزق اليأس والاحباط والقنوط , فان بطولات وشجاعة التي يكتبونها  اهالي آمرلي , في مواجهة وحوش داعش , وضعت القادة الخرفان على المحك , وتعرت حقيقتهم , بعدما سقط ورق التوت عن عوراتهم , واتضح جبنهم وخيانتهم , وكشف ما هم سوى تجار سياسة , وسماسرة في بيع دماء العراقيين برخص زهيد . ان الارادة الصلبة التي امتلكها اهالي آمرلي , في مقارعتهم وحوش اكلة لحوم البشر داعش , رغم هؤلاء الذئاب الهمجية , احكموا الطوق والحصار الكامل على اهالي آمرلي ( 20 ألف مواطن شيعي ) , لقد اعادوا هؤلاء ابطال آمرلي , الرجولة العراقية , التي فقدت في زمن  القادة البعران , هكذا اختار اهالي آمرلي , الموت بشرف وعزة وكرامة وبطولة  , على الاستسلام الى الموت الذليل , لذلك سطروا صور رائعة من المقاومة والصمود والتحدي والمنازلة , لقد كسروا عنجهية وشوكة , هؤلاء الذئاب البشرية , في الاقتحام والاحتلال , رغم مرور اكثر من 70 يوماً من المجابهة والحصار , فقد  فشلوا جرذان داعش في دخول واقتحام  ناحية آمرلي , رغم امتلاكهم قوة نارية هائلة والحديثة ,  وضربهم ناحية  آمرلي بالقذائف الصاروخية , التي تسقط بشكل عشوائي على بيوت المواطنين كل يوم  , ولكنهم مستمرون في تسجيل اروع اشكال المقاومة الباسلة , وارادة الاهالي في التوحد في المصير الواحد  , في الاستمرار التحدي بارادة الرجال الشجعان , افشل مخططات داعش الدموية  , وهاهم  يسجلون ,  ملحمة العزة والكرامة والتحدي في المجابهة , حتى الانتصار على الذئاب الوحشية  , او الموت بشرف وعزة , وخاصة وان بعض الاهالي  حفروا القبور الى عوائلهم , عندما يدنو المصير , بعدم الاستسلام والمهانة  , مثلما استسلم القادة البعران , الى اطماعهم وجشعهم وانانيتهم , في تخمة الملذات , والنعيم والترف في جنة المنطقة الخضراء . 
فالف تحية اجلال وتعظيم الى ملاحم البطولة والشرف والرجولة العراقية الاصيلة  , التي يسطرها كل يوم , اهالي آمرلي التي ارعبت الوحوش اكلة لحوم البشر داعش 
والخزي والعار ولعنة الله والتاريخ الى القادة البعران 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=50065
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16