• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ترشيق وزاري.. أم تخمة مميتة .
                          • الكاتب : مديحة الربيعي .

ترشيق وزاري.. أم تخمة مميتة

عادة تفخر الدول بحجم المنجزات, أكبر برج سياحي, أضخم بارجة حربية, أكبر مؤسسة عسكرية, أكبر جيش في العالم, الخ وكل تلك المنجزات, تحسب لحكومة لا يتجاوز وزرائها عدد الأصابع, هذا هو المتعارف عليه, حكومة بطاقم وزاري معقول, تصنع المعجزات.

العراق بطبيعة الحال, مستثنى من تلك القاعدة, فالتشكيلة الوزارية في الحكومة السابقة, فاقت أعداد التشكيلات الحكومية, في الدول المجاورة, وبطبيعة الحال أسُتحدثت وزارات جديدة, لأجل أرضاء الكتل السياسية, التي تتصارع على المناصب!

رغم كل الطاقم الوزاري السابق, لم تنجز الحكومة السابقة, منجز يحسب لها, أو يسجله التاريخ, وزرات بكوادر وزارية كاملة, تحسب لها مخصصات, من ميزانية الدولة, لكنها عديمة الجدوى, فهي أشبه بآلة ضخمة معطلة.

تشكيلة حكومية, أشبه بالطعام يؤكل لأجل حشو معدة فارغة, بغض النظر عن قيمته الغذائية, وفائدته, وبذلك فهو يسبب التخمة, ويكون ضرره أكبر من نفعه, هذا هو الوصف الأقرب, للتشكيلة الوزارية للحكومة السابقة, التي تستحق أن توصف بجدارة, بحكومة المجاملات, تشكيلة أشبه بشطيرة البرغر, التي تقدمها المطاعم الأمريكية التي تعتمد على الحجم, كمعيار للجودة, في زمن أصبحت فيه, الرشاقة معيار الصحة!

الحكومة الجديدة, تسعى جاهدة, لترشيق عدد الوزارات, بعيدة عن المجاملات الفارغة, والمحاصصة التي تفرضها الكتل, وبالتالي يعود هذا الأجراء بالنفع على الدولة ,من عدة جوانب, أهمها تخفيف الأعباء على الميزانية, التي يذهب معظمها أدراج الرياح, لوزارات عديمة الجدوى, و القضاء على فكرة المحاصصة, في تقسيم المناصب والوزارات, وبذلك لن يكلف مسؤول بمنصب معين, إلا أذا كان أهلاً له, لا بناءاً على طلب كتلته, أو حتى فرضه بالقوة, وطبقاً لهذا الأجراء, الصحيح سيتم القضاء على الترهل, والركود الذي أصاب الوزارات العراقية,  والذي كان  أحد أهم الأسباب التي تسببت بفشل الحكومة السابقة.

يسعى رئيس الوزراء المكلف, حيدر العبادي, الى القضاء على التخمة عديمة الجدوى, وأختيار الوزراء بناءاً على الكفاءة, بعيداً عن الضغوط, والمطالب التي يسعى أصحابها الى إقتسام الكعكة, لاسيما أن أبرز المطالبين بالمناصب, هم من الوجوه السابقة التي أثبتت فشلها, في الأداء الوزاري فيما مضى, لمدة ثمان سنوات, نأمل ان يشكل العبادي, الحكومة الجديدة, وفق معايير الحكومات العالمية, التي تحقق أفضل المنجزات, بأقل الطواقم الوزارية, فهل ستكون الحكومة الجديدة, وفق الرجيم الصحي بعيدة, عن التخمة المهلكة؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=50182
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18