أغلب جيش الإمام الحسين عليه السلام... حجازيّون وعراقيون(115)
تكوّن جيش الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء من بلدين من بلاد العالم الإسلامي، هما الحجاز (المدينة المنّورة بالأساس ومياه جهينة)، والعراق (الكوفة والبصرة)، مع الأخذ بنظر الاعتبار الموالي التابعين لهذين البلدين وإن لم يكونوا بعضهم منه أصلاً كجون الحبشي وأسلم التركي.
وتتألف مجموعة الحجازيين- في ضوء ماحقّقه المرحوم الشيخ السماوي، وعلى هذا عمدة التحقيقات الأخرى‌ أيضاً - من الفئات التالية:
1.    بني هاشم عليهم السلام ومواليهم.
2.    سبعة أنصار هم: الصحابي عبدالرحمن بن عبدربه الأنصاري الخزرجي، وجنادة بن كعب بن الحرث الأنصاري، وابنه عمرو بن جنادة، وجون مولى أبي ذرّ الغفاري رضوان اللّه عليهم، وثلاثة التحقوا بالإمام عليه السلام من مياه جهينة، ولازموه حتى استشهدوا بين يديه في كربلاء، وهم: مجمع بن زياد الجهني، وعبّاد بن المهاجر الجهني، وعقبة بن الصلت الجهني رضوان الله عليهم.
أمّا العراقيون من الجيش فهم:
1.    الكوفيّون: من أنصار الإمام عليه السلام في كربلاء وقد بلغ عددهم- في ضوء تحقيق الشيخ السماوي – ثمانية وستون مع مواليهم، وقد شكّل هؤلاء الكوفيّون رضوان اللّه تعالى عليهم الأكثرية في جيش الإمام عليه السلام.
2.    البصريون: وقد بلغ عددهم تسعة مع مواليهم في جيش الإمام عليه السلام وهم: يزيد ثبيط العبدي (عبدقيس) البصري، وإبناه: عبداللّه، وعبيداللّه، وعامر بن مسلم العبدي البصري، ومولاه سالم، وسيف بن مالك العبدي البصري، والأدهم بن أُميّة العبدي البصري، والحجّاج بن بدر التميمي البصري، وقعنب بن عمر النمري البصري، رضوان اللّه تعالى عليهم.

إحصاءات عن معسكر الحق
وفقاً لتحقيقات الشيخ السماوي عن أعداد أنصار الإمام الحسين عليه السلام يكون لدينا التقسيم التالي:
1.    بني هاشم عليهم السلام ومواليهم: لم يحدد عددهم.
2.    الحجازيون غير الهاشميين: عددهم سبعة بضمنهم الموالي.
3.    العراقيون: عددهم سبعةٌ وسبعون بضمنهم الموالي(68كوفيين+9بصريين).
ولأن المحقق آية الله السيد محمد مهدي شمس الدين قد بذل جهداً في تحقيق أسماء الشهداء في ملحمة الطف، فسنعتمد عليه في تعدادهم، وسنلجأ للمحقق الشيخ السماوي في تعيين عدد العراقيين منهم والحجازيين، للأغراض الإحصائية، لعدم توفر أرقام عند غيره، مع الأخذ بنظر الاعتبار ما يلي:
1.    أخذنا أعداد المناصرين العرب الحجازيين بالنسبة لغير الهاشميين، استناداً لتشخيص المحقق الشيخ محمد بن طاهر السماوي، أما أسماؤهم فمن خلال المطابقة بين الشيخ السماوي والسيد شمس الدين، مع اعتماد الأخير كأساس، حسب منهجية البحث الذي اتبعناه.
2.    عدد الموالي الحجازيين المدرجين في قوائم شهداء الطف المعتمدة لدينا حسب السيد المحقق شمس الدين هم خمسة(جون وأسلم وقارب ومنجح وسليمان بن رزين)، والقدر المتيقن من أصلهم العرقي هم اثنان جون الحبشي وأسلم التركي، وسنعتبر أن الثلاثة الآخرين حجازيي الأصل، لعدم ورود دليل يعاكس ذلك.
3.     إدراج أعداد المناصرَين الحجازيين(عبّاد بن المهاجر الجهني وعقبة بن الصلت الجهني) على أنهما موجودين ضمن شهداء الطف، رغم اننا لم نجدهما في قوائم المحقق السيد شمس الدين التي اعتمدناها في الكتاب، إذ ربما أوردهما تحت اسماء أخرى مصحفة عن الاسم الأصلي، ولذا ولأغراض احصائية تقترب من الواقع قدر الإمكان، ولتجنب ظلم فئة من شعب ما، وحتى لا نقع في اشتباه بعدد الحجازيين غير الهاشميين، سنعتبر أن عدد المناصرين منهم هو بحده الأعلى (7) وليس بحده الأدنى وهو(5) كما أورده السيد شمس الدين، رغم أنه لم يشر لعددهم، لكننا تقصينا أسماء من موجود منهم عنده، ومشخص بلده لدى المحقق السماوي، فوجدناهم خمسة بضمنهم جون عليه السلام.
4.    أخذ أعداد المناصرين الحجازيين الهاشميين وأسماؤهم استناداً للمحقق السيد محمد مهدي شمس الدين، حسب منهجية البحث الذي اتبعناه.
5.    علينا ملاحظة أن مناصري الإمام الحسين عليه السلام أغلبهم عراقيون، وذلك لأن العراق كان البلد الأكثر احتواء للأنصار وهو أحد أسباب اختياره من قبل الإمام الحسين عليه السلام لإنطلاق ثورته ضد الظلم الأموي، فضلاً عن السبب الرئيسي المتمثل بالرسائل الواردة إليه، ولو أخذنا بنظر الأعتبار من حُرم من النُصرة من الشيعة العراقيين في الكوفة ممن راسله، ، ممن زُجوا في سجون عبيد الله بن زياد وهم بالآلاف، أو ممن تأخروا بالوصول من البصرة، لكانت الأرقام على غير ما سنراها، كما شاهدنا في الفصل الثالث.
6.    قلة المناصرين في الحجاز-عدا الهاشميين- وربما إلى ذلك يشير الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام في هذا الحديث: روى أبو عمر النهدي قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: ما بمكة والمدينة عشرون رجلاً يحبنا(116).
 وفيما يلي سنستعرض أسماء الشهداء الذين حفظ التاريخ أسماءهم، حسب ما بذله المحقق آية الله السيد محمد مهدي شمس الدين، والذي أكد  أنه(117) بذل كل جهد ممكن في سبيل التعرف على شخصياتهم، وقبائلهم، وأوضاعهم الاجتماعية، هذا مع التنبيه إلى أن العدد قد لا يكون دقيقا تماما، فقد تكون ثمة أسماء لم تصل إلينا – والكلام للعلامة شمس الدين- نتيجة لاهمال المؤرخين والرواة، وقد يكون ثمة رجال تكرر ذكرهم مرتين نتيجة لذكرهم مرة بالاسم وأخرى بالكنية أو باللقلب، دون أن تكون لدينا وسيلة لمعرفة إسم صاحب اللقب أو النية أو كنية ولقب صاحب الاسم، ولكننا واثقون من أن إمكانية الخطأ من هذه الجهة محدودة جدا. والتصحيف في الاسماء والالقاب والنسب، والخطأ في ذلك عند المؤلفين القدماء والنساخ هو أكبر الآفات التي تواجهنا في استعراض أسماء الشهداء والتحقق من شخصياتهم.
ومن هنا، فإنه حرصا منا على الدقة، قد وضعنا جدولين، أحدهما بأسماء الشهداء رضوان الله عليهم، والآخر بأسماء الرجال الذين يفترض أنهم من شهداء كربلاء.

 الجدول الاول لأصحاب الإمام الحسين عليه السلام من شهداء طفّ كربلاء
أثبتنا في هذا الجدول أسماء الشهداء الذين ورد ذكرهم في الزيارة المنسوبة إلى الناحية المقدسة، لانها أقدم وثيقة تشتمل على ما يفترض أنه جميع الشهداء، ونحن نعتبرها كوثيقة تاريخية فقط، لان صفتها الدينية غير ثابتة كما ذكرنا، كما أننا أثبتنا في هذا الجدول أسماء الشهداء الذين لم يرد ذكرهم في الزيارة، ولكن ذكروا في أحد المصادر الاساسية الاخرى كرجال الشيخ أو الطبري، وكذلك الذين ذكروا في مصدرين اثنين من المصادر الثانوية بعد التأكد من عدم أخذ إحداهما عن الآخر، أو في مصدرين اثنين نص أحدهما على الاقل على استشهاد المسمى، وراعينا أن يكون أحد المصدرين من المصادر الاساس في الموضوع(118)، وسنراعي التسلسل الأبجدي للأسماء ولا يعتبر تقديم اسم على آخر بمثابة تفضيله على من سبقه، فعلم درجات فضلهم عند الله تعالى وحده.

 الجدول الثاني لأصحاب الإمام الحسين عليه السلام من شهداء طفّ كربلاء
يشتمل هذا الجدول على ما تفرد به مصدر واحد من المصادر المتأخرة، كالزيارة الرجبية أو كتاب ابن شهر اشوب أو كتاب مثير الاحزان، أو اللهوف وأمثالها.
 وسنرى أن المعلومات المتاحة قليلة جدا، وحتى هذا القليل لا يتيسر الحصول عليه بسهولة نتيجة لاهمال المؤرخين من جهة ولتصحيف النساخ من جهة أخرى، هذا التصحيف، الذي يضع اسماً مكان إسم ونسبا مكان نسب.
 ولكن هذه المعلومات القليلة ستكون عظيمة القيمة إذا أحسنا تبويبها وقراءة دلالاتها، فسنرى أنها تكشف لنا عن أبعاد جديدة لهذه الثورة ماكنا لنصل إليها لولا دراسة ما يمكن الوصول إليه من حياة هؤلاء الرجال الابطال، سنتبع في عرض الاسماء الترتيب الابجدي(119)، وبالتالي لا يعبر التسلسل عن أفضلية الأشخاص.

يتبع