• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عين الزمان الصحة .. مو زينة!! .
                          • الكاتب : عبد الزهره الطالقاني .

عين الزمان الصحة .. مو زينة!!

لعل أي زائر لمستشفى طوارئ بغداد في مدينة الطب يشعر بخيبة أمل ومدى تقصير الجهات المعنية في تقديم الخدمات الصحية .. ومع قدم المبنى وعدم صلاحية القاعات فإن سوء الخدمات وعدم قيام العاملين على المستشفى بواجباتهم بصورة صحيحة يحمل دائرة صحة بغداد مسؤولية كبيرة بعدم متابعتها للواقع الصحي إضافة إلى عدم سعيها إلى تطوير المرافق والخدمات الصحية .. فضلا عن ذلك فإن وزارة الصحة مقصرة بهذا الاتجاه ممثلة بوزيرها من كتلة التحالف الكردستاني الذي يقبض راتبه بالملايين من خزينة الحكومة الاتحادية ، ولا يكلف نفسه بزيارة المستشفى أو تفقدها ، ومكتبه لا يبعد سوى مسافة أمتار عن موقع المستشفى . بعد (13) عاماً من التغيير يتردى الواقع الصحي بشكل كبير ما ينعكس سلبا على صحة المواطن .. في حين ان معظم دول العالم والصغيرة منها وليس الكبيرة تسعى إلى تطوير هذا القطاع بإستمرار وتحاول الانتقال به الى صورة افضل .. إن احتياج المواطن لأية مرفق صحي سواء في الطوارئ أو المستشفيات التخصصية يجابه عدة معوقات واشكالات تزيد من معاناته إضافة إلى معاناته الصحية .. والتدهور الحاصل في المجمع الطبي في باب المعظم إمتد إلى الحدائق والمساحات الخضراء التي لحقها الخراب واصبحت مناطق جرداء في حين ان مخلفات البناء والهدم منتشرة في انحاء المجمع كافة ما يعطي صورة لعبثية أعمال التأهيل وفشل الإدارات .. إنه لمنظر مؤلم حقاً أن يواجه المواطن العراقي المكفول بالخدمات الصحية المجانية دستوريا بمجموعة امور متعبة للنفس والجسد فيصاب بالخيبة .. حيث لا تطور ولا تغيير وعامل الزمن يمر ليجعل من المنشآت الصحية هياكل متآكلة تضم مجموعة من الكوادر لاتجد البيئة المناسبة لأداء عملها بشكل صحيح .. اطفالنا فلذات اكبادنا عندما يحتاجون الى رعاية صحية أو عندما يمرون بإشكالات تستدعي ان ننقلهم إلى مستشفى حماية الأطفال (الطوارئ) نكون قد جنينا عليهم بوضعهم في بيئة قد تسبب لهم أمراضا أخرى غير التي جئنا بهم من اجل علاجها .. الأطفال الصغار الذين لا تتجاوز أعمارهم سوى بضعة أيام نضعهم بين ايدي غير متمرسة وغير خبيرة في مباني أكل الدهر عليها وشرب .. إن حاجة الطفل العراقي إلى الرعاية الصحية ومستلزمات هذه الرعاية غير متوفرة بشكل صحيح في منشآت وزارة الصحة .. رغم الدعم الدولي لهذا القطاع .. وقد شمل التردي ادارة تنفيذ المنشآت الصحية التي تبرعت بإنشائها جهات دولية لتحسين الخدمات الصحية في العراق .. فقد أصاب الشلل تنفيذ (10) مستشفيات ألمانية من المفروض اقامتها في العراق وقد عانت كثيرا من الاشكالات قبل أن ترى النور .. ولا ندري متى يصبح هذا حقيقة حيث ما زال العمل متلكئاً في الكثير منها . إن أطفالنا وصغارنا الذين كفل دستور جمهورية العراق حقهم في خدمات صحية متطورة ، يعانون اليوم بسبب تردي الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة .. لذلك فان الصحة موزينة !!
القاهرة



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=50732
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 10