لعل المنجزات التي حققها رئيس مجلس النواب السابق اسامة النجيفي لم يحققها اي رئيس برلمان سبقه في العراق .. وقد خطط الرجل وسعى وحقق جملة من الامور ماكان لها ان تكون لولا وجوده على راس البرلمان العراقي واستخدام ثقله الشخصي وثقل الكتلة التي ينتمي اليها.
فأول المنجزات واهمها واخطرها كان تعطيل اقرار الموازنة العامة للدولة ، وذلك من خلال عدم عرضها للقراءة خلال جلسات المجلس .. وعدم وضعها في جدول الاعمال ، وتسيب كتلته وعدم حضورها الجلسات التي تناقش الموازنة ، ومهادنته للكتل التي وقفت في طريق اقرار الموازنة ، وخاصة الكتلة الكردستانية التي ضربت مثلا عاليا في الوطنية عندما وقفت بالضد من اقرارها ، والتصويت عليها ، بل مقاطعة الجلسات التي تعرض فيها ، واستخدام حق النقض الفيتو من قبل نائب رئيس البرلمان عارف طيفور بعدم طرحها للمناقشة .. وسيبقى هذا المنجز علامة بارزة في سفر النجيفي مهما طال الزمن , وحتى بعد رحيله عن الحياة الدنيا .. فالكبائر لا تنسى مهما تغيرت الاحوال وامتدت الازمنة.
منجزات اخرى حققها رئيس البرلمان عندما عطل اقرار مجموعة من القوانين من خلال القصد المتعمد اولا ، ومن ثم الادارة السيئة للجلسات ، وعدم اتخاذ الاجراءات الادارية والقانونية بحق النواب المتغيبين عن حضور الجلسات .. فهناك جملة قوانين مهمة لها علاقة بمصالح الناس وبناء العراق وتنميته واستتباب امنه واستقراره ، لعل اهمها قانون البنى التحتية ، وقانون الاحزاب وقانون تجريم البعث المباد ، وقانون النفط والغاز ، وقوانين اخرى لها مساس بتسليح الجيش العراقي وقوى الامن الداخلي.
وهذا النجاح الذي حققه النجيفي لم ياتي من فراغ ، بل هو بعض برنامج ومنهج كتلته المعارضة للعملية السياسية ، وعدم اقتناعها بها ، والتشكيك بالدستور ، واللجوء الى العنف في حل الخلافات.. وهذا تحقق كثيرا من خلال الدعم اللوجستي للعناصر المسلحة ، التي قامت بارتكاب جرائم يندى لها الجبين بحق الشعب العراقي من خلال بعث المفخخات الى المدن الامنة.
نجاح اخر تحقق في عهد رئاسته للبرلمان الا وهو بروز الشحن الطائفي بشكل اثر على الشارع العراقي .. فكان النجيفي عمود هذا الشحن من خلال خطاباته ونزعاته وتوجهاته وتوجيه الاعضاء من كتلته .. فقد اعتمد مصطلحات بالية ظهرت عشية سقوط نظام الطاغية ، وهي تهميش السنة ، وعدم المشاركة في صنع القرار ، ودكتاتورية السلطة التنفيذية ، والميليشيات الشيعية ، وغير ذلك من السفاهات التي ضيعت على البرلمان العراقي فرصة توحيد الصفوف وشحذ الهمم لبناء البلاد وازدهار العباد.
منجزات النجيفي لا تنتهي ، ولعل منجزه في الدعوة الى اقليم سني كان الابرز بين الاهداف المعلنة لرئيس برلمان اتحادي يدعو الى تجزأة الوطن وفرقة الناس.. فقد قاتل من اجل تحقيق الهدف الا انه مني بالهزيمة ، كما هُزم اخوه امام عصابات داعش فترك ادارة محافظته رغم وجود 34 الف شرطي يعملون بامرته ، فهو قائد شرطة المحافظة بعد رفضه لاوامر الحكومة الاتحادية باستبدال قائد الشرطة في الموصل .. واخر المنجزات كان فشل مجلس النواب بعقد جلسة له خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة من عمر البرلمان .. ان هذه المنجزات ستلاحق اسامة النجيفي في حياته ومماته .. ولم ينس الشعب له كل ذلك.
القاهرة