معالي وزير خارجية العراق الدكتور إبراهيم الجعفري المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته / أولا نتمّنى لكم النجاح والموفقية انشاءالله تعالى في مهام عملكم الجديد كوزير للخارجية وقائد للدبلوماسية العراقية , وبدورنا ندرك جسامة المسؤوليات الملقاة على عاتقكم والمتمّثلة باستعادة وزارة الخارجية والدبلوماسية العراقية المختطفة إلى السيادة الوطنية العراقية , واستعادة وجه العراق العربي المشرق الذي غاب وراء علم جمهورية مهاباد البائدة , ولا شّكّ أنّ هذه المهمة الوطنية تتطلب الوقت والجهد الكافيين لإعادة بناء هيكلة وستراتيجية الدبلوماسية العراقية من جديد على اسس وطنية عراقية تعكس وجه العراق الحقيقي وعمقه العربي .
معالي الوزير .. قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) , وقالوا أنّ العظيم من قلّ كلامه وكثر عمله , وقد نقلت وسائل الإعلام المختلفة عنكم أنّ (( وزارة الخارجية العراقية ستنطلق بنظرية تقوم على أساس المرتكز الوطني الثابت , والمتغيرات الإقليمية بحسب الدولة التي نتعامل معها , فهنالك رؤية بأنّ المشتركات التي تجمعنا مع دول الخليج العربي خاصة ودول العالم العربي عامة وكذلك الدول الإسلامية كثيرة جدا , وسنعمل بنظرية تجميد المختلف وتحريك المتّفق , حتى نصل وإياهم إلى علاقة حميمية صادقة )) , ولا شّكّ أنّ هذا الكلام صحيح وسليم وهو ما يجب أن تكون عليه الدبلوماسية العراقية منذ سقوط النظام الديكتاتوري البعثي المجرم , حيث كانت أمام هذه الدبلوماسية , مهمة استعادة العراق لمحيطه العربي والإسلامي والدوّلي , الذي تعرّض للحصار والمقاطعة بسبب سياسات النظام الديكتاتوري الهوجاء وحروبه مع دول الجوار واحتلاله لدولة الكويت الشقيقة , إلا أنّ هذه المهمة الوطنية الكبرى قد تلاشت وذابت أمام طموحات الكرد التي عهدت إليهم قيادة الدبلوماسية العراقية والتي حوّلت هذه الدبلوماسية وسفارات العراق في الخارج إلى واجهات لإقليم كردستان , وبما يحقق رغبة الإقليم في الانفصال عن العراق وتحقيق الحلم الكردي في إقامة الدولة الكردية الكبرى .
معالي الوزير .. العراقيون جميعا يتطلعون للجدّية في استعادة وجه العراق لحاضنته الوطنية , والعمل على استعادة مكانته الدبلوماسية كما كانت عليه قبل احتلال الكويت , واحترام جواز السفر العراقي الذي أصبح في مؤخرة جوازات دول العالم , والسماح للعراقيين بدخول دول مجلس التعاون الخليجي إسوة بالهنود والآسيويون , وإنجاز هذه المهمة الوطنية يعتبر إنجازا دبلومسيا كبيرا وخطوة نحو استعادة مكانة العراق المفقودة منذ عام 1990 , معالي الوزير المحترم .. دعني أقول لك نريد عملا وإنجازات ملموسة , فالمهام الجسام التي أمامكم بحاجة للعمل الجاد وليس للتنظير وعرض النظريات . |