• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاساءة الى الرسول بدات من (المسلمين) .
                          • الكاتب : د . حميد حسون بجية .

الاساءة الى الرسول بدات من (المسلمين)

الاساءة الى الرسول بدات من (المسلمين)
       يتحدث المسلمون وأصحاب الرأي الحر من غيرالمسلمين عما نال وينال الرسول الكريم (ص) من اساءة وتخرصات على ايدي بعض المغرضين الغربيين لاسيما الرسوم الكارتونية في الدنمارك وفي بلدان اخرى. بيد ان الملفت للنظر ان الجميع يغض الطرف عما ناله(ص) من اساءات متعددة على ايدي من يدعون الاسلام من امته-أي اهل الملة انفسهم.

   فهذه صحاح المسلمين وكتب السير تمتلئ بأحاديث تصف الرسول الكريم اوصافا يندى لها الجبين مما تصوره على انه كان يتبول وقوفا ويصلي جنبا ويسهو في صلاته، الى غير ذلك من الصفات التي لا يرضاها المسلم لنفسه، فكيف اذا كان ذلك يمس الرسول الكريم بجلالة قدره، كما وصفه رب العزة في آيات كثيرة من قبيل( وانك لعلى خلق عظيم)و(ما ينطق عن الهوى، ان هو الاوحي يوحى، علمه شديد القوى)!!  فنحن في هذه الحال ازاء تبن لموقف:
اما تبني ما تقوله تلك الصحاح والكتب، واما ان نتخذ قول الله عز وجل.
            ولعل جلية الامر تعود الى صدر الاسلام- وفي حياة الرسول(ص) نفسه- عندما بدأ الوثنيون الجدد يهزأون منه(ص)على رؤوس الاشهاد، حتى وصل الامر الى طرد البعض منهم من المدينة، ممن عادوا لاحقا لتولي امور المسلمين. والسبب يعود اولا وآخرا الى ان الرسول (ص) كان يؤدي الرسالة كم ارادها الله تعالى، كما في الاية الكريمة ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين) المائدة| 67. وهذا ما كان يتماشى مع ما واجهه الاسلام في بداياته عندما تمنوا أن من يتصدى للرسالة هو أحد العظيمين.

ولم يرضخ النبي الكريم-وحاشاه-لما ارادوا. ومن يومها بدأت الاحاديث الموضوعة والاخبار المزورة وظهرت ثقافة السب والشتم لكل من كان يمت له(ص) بصلة. وهي ما افعمت به كتب التاريخ الاسلامي.

            وطبيعي أن من يطلع على كل تلك الاخبار والاحاديث المزورة من غير اهل الملة سيتخذه ويتخذ الرسول والمسلمين هزوا, ويجعل منه مادة للتندر عبر الكاريكاتير او عبر غيره. ومن دون اطالة ينبغي لنا ملاحظة ما يلي:  
1.      البادئ اظلم: ما دام المسلمون هم اول من بدا ذلك، فلا ينبغي ان نعتب على غيرهم ممن قلدوهم في ذلك. فنكون كمن ينظر بعين واحده.

2.      اهل الملة اولى بالعقاب: ثبت عبر تاريخنا ان بعض الاولياء ممن ولوا شؤون المسلمين كانوا يضاعفون العقاب على اهل الملة في امور قد يسامحون بشأنها غيرهم من المذنبين. وبذلك فلا ينبغي لنا ان نفكر بمعاقبة رسامي الكاريكاتير قبل التفكير في معاقبة اهل الملة من المسيئين.
3.      . من هذا المنطلق، لا ينبغي لنا مفاقمة الامور اعلاميا فقط، بما يعرف عنا من اننا نتكلم اكثر مما نفكر –وبالتاكيد-اكثر مما نفعل. وبهذا يمكن ان تتلاشى بعض الاساءات عندما تهمل ولا تؤخذ بنظر الاعتبار. وهذا نابع من مبدأ (واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). ولا بد لنا من ان نذكر ان الغربيين وغيرهم لوكانوا قد اطلعوا على ان الرسول
الكريم(ص)معصوم عن الخطأ بنص القرآن، لكان لهم موقف آخر مختلف عما أعلنوه.

                                                             د.حميد حسون بجية


     




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=511
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 09 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18