• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قرارات جريئة تنتظر العبادي .
                          • الكاتب : واثق الجابري .

قرارات جريئة تنتظر العبادي

تحدث الساسة كثيراً عن تركات النظام السابق، وإستغرقنا جهداً للبحث عن مخلفات وألام نتائج الأفعال العشوائية والهمجية والإستبدادية؛ حتى أن بعضهم علل أخطائه على تلك التركات، فمنهم من أصيب بعدوى الدكتاتورية، ولا زال يشعر أنه يعمل معارضاً في إدارة السلطة، وأخر لم يهضم التحول وعاد يأنُ على الماضي؟!
خطوات التحول السياسي لم ترتقي مستويات تغيير الواقع العراقي، ومتاهات السير السياسي عادت الى العزلة الدولية في المرحلة السابقة، والدخول في أنفاق صراعاتها.
دعم دولي منقطع النظير لحكومة العبادي، يفرض على القوى السياسية تأسيس أرضية صلدة، ومراجعة مواقفها تجاه العراق، ويستوجب على العبادي القيام بخطوات للتخلص من تبعات الأخطاء الكبيرة التي أدت بالدولة الى الإنحدار.
أحدى أهم سلبيات الحكومة السابقة، عدم وجود وزراء أمنيين، وترسيخ مفهوم الوكالة، والتهرّب من الإستجواب، وخضوع تعينات المواقع الخاصة والمؤسسات المستقلة للحزبية، ولا قدرة للسلطة سوى التعكز على الأخطاء والأزمات، وتبرير الفشل بالشركاء والمؤامرات الداخلية والخارجية.
البرلمان نجح في عدم التصويت على وزراء لا يحضون بالقبول ولم يصوت بصفقة، وفشلت القوى السياسية بأنها أستدرِجت الى وضع عراقيل لبعضها، وأستخدام أرواق ضاغطة ومطالب لا تنسجم مع خطورة المرحلة وحراجتها؟!
دول العالم أجمعت على أنها مستعدة لدعم العراق في مكافحة الإرهاب، ويبدو أن خطوات السيد العبادي المتسارعة بدأت تتباطأ بحذر، سيما وهنالك أصوات بشكل مباشر او غيره من داخل قائمة العبادي، تصفه بالضعف أو الإنصياع للمطالب، وإتهامه بوقف القصف او تلبية شيء من مطالب الكورد، أو أنه متجه للتحالف الوطني أكثر من قائمة القانون وقام بعزل كبار الضباط.
التحالفات الدولية إشترطت أن تكون حكومة منفتحة على جميع المكونات، سيما أن المرحلة من عشرات الدول، وموائمة موقف العراق ينبغي الخروج من الإطار الحزبي والطائفي، والإنفتاح علانية في إدارة الدولة بإستراتيجية بعيدة عن التصعيد الإعلامي والعزف على وتر الطائفية، فلم تعد مدينة في العراق تسلم من ويلات داعش.
العبادي لا يواجه فقط الإرهاب والتركات الثقلية وأزمة النازحين ومئات ألاف الطلبة مع قرب إبتداء العام الدراسي, بل هنالك ما فيات عاثت في الأرض فساد وتسلطاً تحتاج الى مواجهة بحزم وشدة، كانت تسيطر على المؤسسة الأمنية، وفشلت في ملفاتها، لا يمكن أن تبقى في هرم المسؤولية، كون العراق قطب الرحى في إدارة حرب عالمية على الإرهاب، ولا سبيل للتصدي سوى إقناع القواعد الشعبية والقيادات السياسية الشيعية والكوردية، ويعلن صراحة أنه يملك مفاتيح الحلول ولا يكرر الأخطاء الفادحة، وسوف يعمل على تصحيح مسار الدولة بالإعتماد على تقوية الجبهة الداخلية لتحمل المسؤولية العالمية.
العنتريات والبطولات الفارغة خلال سنوات، لم تجلب للعراق سوى مأسي ودمار، وقد ساهمت التصريحات السياسية في خلق أجواء الإستهتار السياسي، وأنضجت ما يحل من مصائب.
لا مجال أمام العبادي سوى إتخاذ قرارات جريئة، ننتظرها بعد عطلة العيد، وأن يتخلص من تلك الحشرات الضارة التي بدأت تأكل الأجساد وهي واقفة؛ حتى يستطيع الإستفادة من الدعم الدولي، ولا يكون موطيء قدم لتدخل مباشر، حال إنفراط العقد الداخلي، وعدم تكرار سياسية الحكومة التي سبقته بالصراخ لصناعة الأزمات، والصمت على ملفات فساد حليف للإرهاب، والمواجهة الأهم للمفسدين فهم من يسعون الى إسقاط الدولة، كي لا تكشف ملفاتهم، ولا مانع لديهم من مشاركة الإرهاب والتظاهر على الحكومة.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=51741
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29