• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاحزان انتصرت على العيد .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

الاحزان انتصرت على العيد


غابت واختفت بصورة نهائية , نسمات وملامح الفرح والبهجة بقدوم العيد , فمنذ سنوات والمواطن يتجرع كأس الحنظل من المرارة وعلقم الاحزان وفواجعه , ولوعة اليمة تحرق القلوب من فراق وفقدان الاحبة واصدقاء القلب والروح , الذين ذهبوا غدراً واجحافاً وظلماً , من الموت الذي اجتاح العراق , وصار يحوم على كل بقعة من العراق بالقتل العشوائي والموت المجاني , من الذئاب الجريمة والارهاب , وفقد العراق معالم الحياة , حينما سيطر الارهاب الدموي , من قبل داعش والدواعش والفواحش , وهم يحصدون عشرات الالاف الابرياء , في انتقامهم الوحشي والهمجي ..... فأي عيد يكون وماكنة المجازر  تشتغل باقصى سرعتها  في المذابح والمجازرالبشعة   ..... واي عيد والنازحين والمشردين والمهاجرين  يبحثون عن ملجأ آمن يوفرلهم  اقل خوفاً ورعباً من المصير المجهول , بعد ان تركوا وراءهم الغالي والنفيس , وصار رفيقهم وخليلهم الحزن واللوعة والحسرات  الموجعة , وعذبات الزمن المر , وهم يفتشون عن خيمة تمنحهم الدفئ وبعض الامان , فقد صارت الحياة في العراق , رخيصة بدون ثمن وقيمة وكرامة , لان قادتنا السياسيين الاشاوس , ابطال الزمن الاغبر , كل همهم ومشاغل عقلهم وزبدة افكارهم , البحث عن المنافع الذاتية في اكتساب المناصب والشهرة والمال الحرام , وتركوا الشعب في سلاتهم المهملة والمنسية ..... واي عيد ونساء العراق وبناته , تباع في الاسواق كبضاعة رخيصة الثمن , كأن الزمن توقف ورجع الى الوراء الف سنة . . واي عيد وقوى الشر والعدوان والكراهية والانتقام , تحتل العراق في نشر الرعب والموت ..... واي عيد وقلوب الامهات والاباء ,  مثلومة ومفطورة  على فلذات اكبادهم وهم في  ساحات المعارك والحرب , في زمن الخيانة والاستسلام والتخاذل والمساومة , في زمن الارهاب والفساد المالي والاخلاقي , وهم يمزقون قدسية وكرامة وحرمة الوطن ... واي عيد في زمن صار الدولار , الدين والمذهب والمعبود المقدس , تنحر له كل القيم والمبادئ ..  فقد غاب العيد وحلت الاحزان التي  تعيش مع المواطن كظله الدائم .
علينا ان نصلي لكل الشهداء العراق , ونترحم بالدعاء على كل الارواح التي سقطت في المجازر الوحشية في كل انحاء العراق  , التي كثرت وتعددت وتضخمت في الفترة الاخيرة , من مذبحة سبايكر الى مجازر الضلوعية والصقلاوية , الى المذابح في سجن ( بادوش ) في الموصل , الى الكوارث الدموية في الذبح في نيننوى بحق المسيحيين , ومجازر شنكال ( سنجار ) ضد الايزيديين , ومازالت محنتهم المأساوية عصية على الحل
انه عيد الراقصين على الجثث وسط برك الدماء
انه عيد للباحثين عن المناصب والمال الحرام
وكل الرحمة للعراق الجريح




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=51925
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29