• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : انظروا ماذا ورثتم.... وماذا ورثنا (3) .
                          • الكاتب : عباس العزاوي .

انظروا ماذا ورثتم.... وماذا ورثنا (3)

في المقالتين السابقتين تحدثنا عن الارث الثقيل لأبناء الفقراء والمحرومين والارث السهل والثمين لابناء العلماء و(مجاهدي) العراق ضد  الطغات وتطرقنا للوريث الاول وما ينعم به من كرامات العائلة العريقة وامتيازاتها وقد وعدتكم بالتحدث عن الوريث الثاني وماقدمه للعراق وللبسطاء ممن اصبحوا وقود المحارق "الجهادية" والمعارك "المقدسة"

فما فائدة ان نموت نحن في سبيل علو شان الاخرين وصعود نجمهم في عالم السياسة ليكتب التاريخ بعد ذلك عن الملوك والقادة وابطال شاشات التلفاز ولاذكر للشهداء السابقين منهم والاحقين الذين ماتوا في ظلمات  السجون او في احواض التيزاب دون ان يعرف بهم احد او يحضر عزائهم سادة القوم ولم يجنِ ابنائهم غير الجوع والقهر والحرمان.الوريث الثاني
في مرحلة سطوع نجم السيد الشهيد  محمد محمد صادق الصدر( رحمه الله) في نهاية التسعينات وسقوطه بعد ذالك شهيداً على يد ازلام البعث بعد الالتفاف الكبير حوله من قبل شباب العراق واقامة صلاتهم المليونية في تحد ِّ كبير لنظام الحكم أنذاك وماشعاره كلا...كلا...للشيطان الا كان رمز من رموز الرفض العلني والجرئ لنظام الطاغية ايام كان الكثير من مدّعي السياسة اليوم يدفنون رؤوسهم في رمال العراق, وقد صاحب بروز هذه الشخصية الكبيرة الكثير من الاتهامات ضده من قبل  الجميع بل وحتى من بعض الاسلاميين في الصحف التي كانت تصدر في ايران وغيرها ومنها عمالته لحكومة بغداد وتنفيذه لأجندة البعث لغرض أمتصاص نقمة العراقيين ايام الحصار الذي وصل ذروته, فقد اطبق الجوع والفقر والعوز على انفاس العراقيين بسبب الحصار الامريكي من جهة  وحصار حكومة البعث من جهة اخرى بل وصل الامر الى  ابعد من ذلك من الاتهامات وسوف اترفع عن ذكرها لقساوتها ووقاحتها بحق الشهيد والجهة التي تبنتها.بعد سقوط الصنم أُعلن في اغلب الفضائيات العربية وباستعراض كبير داخل مدينة الثورة عن تأسيس جيش من فقراء الشيعةَ سُمي بجيش"المهدي" وكانت خطوة جديدة تبناها الابن الاصغر للشهيد الصدر الثاني السيد مقتدى الذي لم يُعرف قبل هذه الحادثة او قبل التاسع من نيسان 2003 تحديداً , واخذ على عاتقه محاربة الاحتلال واخارجه من العراق ورغم فضفاضية الشعار المرفوع أعتُبر هذا التيار الشعبي يمثل الاغلبية الشيعية في البلاد وخطوة جدّية لاظهار مخالب الشيعة لمن يستضعفهم من اعدائهم وبسبب شعبيته الواسعة فقد استقطب مشاعر وتاييد الشارع العراقي في مناطق الاغلبية الشيعية والبعض من المثقفين باعتباره مشروع وطني وثوري  ضد الاحتلال الامريكي رغم انخراط الكثيرمن المشبوهين  والبعثيين ضمن صفوفه واستخدامه لاغراض خاصه بهم وبانتماءاتهم التي اساءت الى التيار واهدافة بسبب سهولة الانضواء تحت عباءة السيد وتياره الغير منظم ادارياً.شاب في مقتبل العمر ليس لديه اي خبرة تُذكر او حتى درجة علمية معروفة يجد نفسه امام جماهير غفيره من مريدين واتباع يهتفون باسمه بعد كل كلمة ينطق بها في خطاباته وارث كبير في قيادة شريحة عريضة ومهمة من بسطاء العراق ومن يعتقدون بانه يمثل الخط الطبيعي لأبيه رغم اعتراض بعض اتباع الصدرالاب على قيادته وانفصالهم عنه بعد ذلك. ومامن شاب من اتباعه حدثته في مدينة الثورة عند زيارتي الاخيره لها الا وقال كان ابوه.... وكان ابوه  !!ويتحرجون من ذكر خطاباته اواسلوبه في الحوار حتى ان احدهم قال(( انه لايجيد الخطابه نعم...ولكن له هيبة كهيبة....... )) انا لا استطيع ذكر هيبة من؟ لانه اشار الى شخصية اكبر منه ومن الجميع. وقد منحه الاعلام العربي لقب القائد الشيعي الشاب وباضافة كلمة "عربي" لتكتمل الصورة التي روج لها العرب اعداء العراق بغرس اسفين التفرقة حتى بين ابناء المذهب الواحد, ناهيك عن مصطلحات الحوزة الناطقة والحوزة الصامتة والساكنة والمتحركة وغيرها التى اطلقها هذا الشاب الذي وهبته الاقدار لنا في أحلك الضروف الحرجة  ليجهز على ماتبقى من احلامنا في بناء حياة كريمة!!!.اما تصريحاته بشان منظمة حماس وانه اليد الضاربه لها في العراق ومحاولته محاكات السيد حسن نصر الله في خطاباته السياسية, او مطالبته باستقالة الرئيس الامريكي جورج بوش وغيرها لديل على عشوائية وابتعاد واضح عن الهدف الاساسي للعراقيين في الخلاص الضَّيم والا مادخل منظمة حماس الفلسطينية التي اقامت العزاء على جروي صدام مادخلها في قضية العراق ومادخل حسن نصر الله بمصائبنا وهو القائل بمصالحة صدام والالفتاف حوله !!!!! لانه الخيار الافضل للعراق من الاحتلال الامريكي على حد قوله...؟في احدة اللقاءات الخاصه سالت احد الشيوخ (مقابلة عبر الجاتات الصوتيه في الانترنت ) قبل سنوات عن التيار وعن السيد مقتدى وكان سؤالي كالاتي ..هل التيار الصدري مشروع ثوري حسيني غير مبرمج ام انفلاتات وشطحات غيرمحسوبه يدفع ثمنها ابناء الفقراء في العراق...؟فكان جوابه ( عند لقائنا الاخير بالسيد نفسه قلنا له بالحرف الواحد... ماهذه التصريحات الناريه سيدنا التي تطلقها بين الحين والاخر فرد قائلاً ..... واحيانا مائيه شيخنا !!!,, ففهمنا من خلال حواره معنا والكلام مازال للشيخ..... ان الامر ليس بيده تماماً )  لقد صدق صاحبنا فمالبث السيد مقتدى حتى غادر العراق لاجل الدراسة!! في ايران ليلتحق باستاذه الحائري والا ماذا ينقص الحوزه العلمية في النجف وعلمائها وهي من يحجُّ اليها كل علماء الشيعة في العالم للدراسة او للتزود بعلوم اهل البيت(ع) منذ مئات السنين.ليس لنا ان نتحدث عن هذا الرجل بصفته الدينية ان كان البعض يؤمن بانه مقدس ولا يجوز الطعن به ومنها الطعن بسلالة الانبياء" لاسامح الله" ولكن لنا ان نتحدث عن السيد مقتدى كرجل امتهن السياسة وتبنى قضية العراق لا لشي الا لكونه ابن الصدر الثاني  وهذا هو مربط الفرس في حديثنا الذي يتمحور حول الارث الجميل والغالي الذي حضي  به دون سائر الخلق , اتباع ومريدين ومكانة اجتماعية كبيرة واموال طائلة وشيوخ تقف خلفه من يكبره في السن والخبرة بكثير اضافة لقدرته على التنقل بين مختلف دول المنطقة بحرية كاملة. ويُحتفى به في السعودية وسوريا كرجل دولة كبير !!! وتأمن له ايران ولبعض أتباعه مكانه لم يحض بها أيُّ من ابناء الطائفة الشيعية عند نزوحهم الى ايران بُعيدالانتفاضه الشعبيه 1991, وكذلك  تسابق قادة الكتل والاحزاب  لطلب الرضا كافراد المجلس الاعلى او لكسب الود ومقاعده الاربعين كما فعل علاوي زعيم القائمة العروبيه.عندما سُئلَ السيد جعفر محمد باقر الصدر في احدى مقابلاته التلفزيونية عن اسباب التخلي عن عمامته رغم انه من طلاب الحوزة العلمية وخريجيها وتفضيله الترشيح في الانتخابات الاخيرة كرجل سياسي فحسب وهو لم يتكئ في طرحه لنفسه على اسم ابيه والكل يعرف ابيه ولايحتاج هذا العملاق (الشهيد محمد باقر الصدررحمه الله) اي تعريف مني او من غيري فنحن ممن تربى على افكاره وبين اتباعه المجاهدين من حزب الدعوة منذ كنا صغار, فضّل السيد جعفر ان يخوض غمار السياسه بدون عمامة وجلباب ابيه حتى لايُساء اليها ( يقصد العمامه) على حد قوله ودون التمترس بصيت وسمعة عائلته الكريمة .ونحن نتسائل لماذا لم يرث هذا الشاب ايضا تاريخ العائلة العريق وتاريخ ابيه الناصع والمشرّف ومواقفة المعروفه كما ورثها  الاخر ام ان حزب الدعوة اصبح قديماَ ولا يشكل اي رقم له قيمة ضمن المعادلات الجديدة في السياسة العراقية وان الصدر الثاني اكثر قرباَ للذاكرة العراقية وبذلك يكون ابنه هو الاحق بقيادة الجماهير ,لهذا نجد السيد مقتدى قد أستحوذ على جهاد وتاريخ العائلة بشقيها القديم والحديث ...وليس للفقراء من هذا كله الا ان يتساقطوا كالاوراق الجافه في خريف الجهاد الصدري بموديله الجديد ولا نعرف الى اين سيقود اتباعه بعد ذلك فيما لوغضِبَ مرة اخرى او لم يرق له امر ما.....هذا ماورثه السيد مقتدى فماذا ورث الفقراء من شيعة العراق من انصاره وغيرهم ؟ هل تتذكرون..... ام نسيتم كما نسينا من قبل ابناء العراق المظلومين ممن غيبتهم ظلمات السجون والمقابر الجماعية نسيناهم او تناسيناهم في خضم الصخب السياسي الحالي... وللحديث بقية
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=520
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 09 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20