• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : داعش... إرهابية عالميا..وإسلامية عربياً .
                          • الكاتب : صالح المحنه .

داعش... إرهابية عالميا..وإسلامية عربياً

كان من سوء إختياراتها ...وكل إختياراتها سيئة أن تفتحت قريحة خبراءها عن إكتشاف مفردة جامعة لحروف عنوانها الطويل ..الدولة الإسلامية في العراق والشام..وأُختصرت بكلمة (داعش) سيئة الصيت والشهرة  التي لاتوحي بصلتها للإسلام لامن قريب ولا من بعيد ...وقد تلاقفت  وسائل الإعلام العالمية والعربية هذا العنوان المختصر "داعش"وصار يتداول بكثرة في النشرات الإخبارية والحوارات السياسية ..حتى تحوّل الى مصطلح مقزز.. يثير الإشمئزاز لدى ذكره في أي محفل ... وبلغ درجة من البشاعة لم تألفها أية مفردة من قبل ...فهو حقا كان نعم الإختيار ونعم الإختصار لمجموعة إرهابية مجرمة..إسمها "داعش " ..ولكن سرعان ماتنبّه المجرمون الى هذا العنوان الذي صار موضع سخريّة وتندر ومادة للمسرح الكوميدي ...فطرحوا عنوانا جديدا لهم ..هذا العنوان فيه تجنّي على الإسلام وأهله (الدولة الإسلامية ).ومع هذا التغييروالإنتقال من داعش الى الدولة الإسلامية ... قد تغيرَ معه أيضا خطاب الإعلام العربي المنافق ! وشددوا على عدم ذكر أسم داعش في جميع وسائلهم الإعلامية  وإستبدلوه بالعنوان الجديد " مقاتلوا الدولة الإسلامية"  وبالغوا في تكراره ...وحرصوا على تثبيته حتى رسّخوا إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام عالميا من خلال إصرارهم على ان هؤلاء المجرمين هم شريحة إسلامية تمثّل تيارا إسلاميا إسمه "الدولة الإسلامية"..
ووفقا لهذا الخطاب الإعلامي المشبوه .. وخطاب بعض فرسان المنابر الطائفية أيضا الذي لايقل إساءة للإسلام عن الخطاب الإعلامي ! بدأت بعض وسائل الإعلام الغربي والأمريكي لاتتحاشى تعمّيم تهمة الإرهاب على المسلمين جميعا..وفي لقاء لممثل الجاليات المسلمة في فرنسا على قناة بي بي سي قال ...قابلت الرئيس الفرنسي وطلبت منه عدم الخلط بين الإرهابيين والمسلمين ..فكانت أجابة الرئيس الفرنسي كالآتي ...نحن نُبرّيء الإسلام من تهمة الإرهاب ...ولكن وسائل إعلامكم العربية وخطباءكم الدينيين هم الذين يخاطبون الإرهابيين بمقاتلي الدولة الإسلامية والجهاديين ! فإذا كان هناك خطأٌ يرد في وسائل إعلامنا فهو منكم إصلا...وهذه هي الحقيقة التي يعانى منها الإسلام والمسلمون في العالم العربي ..ليس فساد وإرهاب مجموعة شاذّة قد شخّصها العالم أجمع فحسب؟ بل فساد خطاب الأغلبية الإعلامية والدينية التي تمارس فجورها على هذه الإمّة بإسم المنبر الديني والإعلامي... أجماع عالمي كبير على أن هذه المجموعة الإرهابية إسمها داعش لاتمت لللإسلام بصلة .. لكنَّ المنافقين من عرب الخنى والنفاق يؤكدون على إنها دولة إسلامية بل دولة الخلافة الإسلامية !!! ولم تسلم ساحتنا العراقية من هذا الخنوع والتناقض المشين ...فما أصاب العرب من نفاق قد سرى وإنتشر في مفاصل بعض العراقيين ...بل أضافوا على نفاق العرب مالايطيقه العقل والمنطق والشرف ...فلقد حملوا أعلام داعش واستقبلوهم إستقبال الفاتحين وأطلقوا عليهم التسميات الجهادية والثورية وغيرها من التبجيل والتضخيم ! فبئس الأمة التي تناقض أفعالها أقوالها  وتتلاعب وتتاجر في خطابها الديني والإعلامي على حساب دم المواطن وخبزه ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=52161
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19