لقد أثبتت تجارب الشعوب وفي مختلف ميادين التحرر وعلى مر العصور وبما لا يدع مجال للشك أنه وحين تثور مطالبة بحقوقها فلا رياح عاتية او قوى غاشمة تستطع أيقافها او تحول دون أنتصارها وتحقيق اهدافها ولو بعد حين …..
فثورات الشعوب لم تقم يوماً من باب النزهة او الترف السياسي بل والجميع صغيراً كان أو كبير ، متعلم أو مثقفً أو جاهل ، يدرك أن الثورات هي طموح عظيم وأصرار شعبي على تحقيق أهداف نبيلة نحو الاستقلال والكرامة والحرية ….
واذا كانت الثورات الشعبية قد قامت في كثير من البلدان لتحقيق اهداف منطقية كما أسلفنا الذكر،ولنيل حقوق منتهكة سواء كانت مسلوبة عبر المحتل او من خلال سلطة فاسدة ، فالامر لم يكن وليد صدفةً أو لمرة واحدة ، بل احتاج ولاشك لفترة زمنية ،تراكمت فيها الخبرات والخطوات العملية وأستحضرت فيها الهمم وتوافرت لها الشروط الموضوعية والذاتية بشكل كفل لها النجاح والديمومة …..
واذا اعترفنا بهذا النهج المنطقي المطلوب لنجاح أي ثورة، فيحق لنا القول أن ثورة الشباب الفلسطيني في عموم الوطن جعلتنا امام معضلة تحليلية كبرى استحى كثيرين في تحديد أسباب فشلها !
فالثورة الشبابية بقطاع غزة وليسمح لي القارئ ان أعتبرها شكل من أشكال الانتفاضات الضعيفة الواهنة،حيث لم تستمر الا لساعات معدودات وقد فشلت مع الاسف الشديد ليس لقوة البطش الذي جوبهت به وحسب وأنما ايضاً لضعف مقوماتها وسوء ادارتها ، ناهيك على عبث التنظيمات والاحزاب الفلسطينية على منابرها ومحاولتها وأظنها نجحت في تبوء صدارة الموقف واستلام زمام الامور !
فهذه التنظيمات سرعان ما خرجت بعباءة أن الحل قادم وأن إنهاء الانقسام قد بات قاب قوسين او ادني وأن الرسالة قد وصلت وأخذت تمطر الشباب الغزي بالخطابات الرنانة وبدأت في توجيه دعوات الزفاف لحضور حفل الوحدة الوطنية من فوق منبر ساحة الجندي المجهول لايهام الجميع أنها جادة وأن الاهداف واحدة وأن أختلفت الرايات !!
أننا نقدر ونثمن عالياً خطوة شباب 15 آذار ونعلم جيداً ،أنهم لهذه الاسباب أو تلك قد أستكانوا أو أحبطت معنوياتهم بعد أن تعرضوا للعذاب والقمع و القرف مما سمعوه من الوعود الكاذبة والكثيرة ،و أن تركهم الساحة للتنظيمات لترقص على لحن وايقاع منفرد سيمفونية النفاق السياسي لهو ذكاء فطري !
ولكننا من حقنا أن نطرح السؤال….. هل هذا هو ختام الحفل أيها الشباب الوحدوي المنتفض أم أنها الخطوة الاولى ؟!
لقد نجحتم في زراعة العنب على تراب ساحة الكتيبة فهل تتركوا عناقيده لتزبل أو تصبح حباته بطعم الحصرم ؟!
ختاماً …… لقد آن الاوان وبعيداً عن النفاق الاعلامي والمصالح الحزبية والفئوية الضيقة ،أن تفتح غزة ذراعيها بكل الحب والجدية للقائد والرجل الحكيم الرئيس أبومازن ،ومبادرته الوحدوية الخلاقة نحو لم الشمل ،ولثبت بعدها صناديق الاقتراع أننا قوم يحترمون الديمقراطية ولا يهوى بعضنا مقاتلة الناطور ، وأن فينا من يستحق حمل الامانة وبجدارة لتحقيق حلم هذا الشعب …. |