• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : (المجالس النجفية في أواخر العهد العثماني) محاضرة شيقة في منتدى الدكتورة كاشف الغطاء الثقافي . .
                          • الكاتب : زهير الفتلاوي .

(المجالس النجفية في أواخر العهد العثماني) محاضرة شيقة في منتدى الدكتورة كاشف الغطاء الثقافي .

* انطلاق تلك المجالس الثقافية يعود الى فكرة ودعم المصلح الكبير الشيخ جعفر ال كاشف الغطاء الملقب  (بالكبير ) وقرينه السيد مهدي بحر العلوم.


*كانت المجالس تواجه الازمات والكوارث و اهالي المدينة يقدمون الخدمات لبعضهم البعض ولم يكترثوا بالمخاطر التي تواجههم .


 *تصل النجف الاشرف عشرات الجنائز مع اهلها حاملين معهم الاخبار وناقلين للإحداث اضافة الى زيارتها من قبل كبار العشائر العربية.


زهير الفتلاوي

   أصبح للنخبة المثقفة دورهم وحضورهم الفاعل والمؤثر في معظم الأحداث السياسية والثقافية المهمة التي شهدها العراق في الحقب الماضية ، وعلى الرغم من سعي الدولة العثمانية وبريطانيا لتحجيم دورهم  واقصائهم تشكلت تجمعات اجتماعية وتنظيمات ومجالس  ثقافية  من أجل تحقيق مصالحها وطموحاتها في إقامة النظام الذي حلمت به الدولة  العراقية على مدى عقود طويلة.  وشهدت ظهور النخب المثقفة كقوة اجتماعية مؤثرة في العراق في الفكر والسياسة والثقافة المتعددة، ومازالت تلك المجالس الثقافية تسعى لمواكبة الأحداث والمساهمة بخروج البلاد من الأزمات وتعمل على توحيد شتي أطياف الشعب وعدم تقسيمه ، وانبرى منتدى الدكتورة (أمال  كاشف الغطاء الثقافي) لاستضافة كبار المثقفين والمفكرين في امسيات تناقش  قضايا الوطن وهمومه ولشتى المجالات ، حيث قدمت الدكتوة (ناهده حسين الاسدي)  رئيسة قسم التاريخ في الجامعة المستنصرية محاضرة قيمة عن (المجالس النجفية في اواخر العهد العثماني)  وكان لها صدى كبيرا بين الحاضرين حيث كانت محاضرة شاملة حول تاريخ مدينة النجف الاشرف واهم المراكز الفكرية والثقافية والتجارية فضلا عن تعدد الحوزات الدينية ،  وتاريخ انبثا ق المجالس الثقافية ، اضافة الى ذكر الشخصيات السياسية والثقافية التي قارعت الاحتلال ، والحقبة الزمنية التي اصبحت فيها مدينة النجف الاشرف تشع إشراقا وعلما ، وتناولت الباحثة ،تكوين المقابر التاريخية ومعالم المدينة العمرانية وسراديب البيوت التراثية ، وتحول بعض الحوزات الدينية  الى مدن  الحلة وسامراء والكاظمية ، و لم تندثر تلك المجالس ، برحيل مؤسسيها حيث تناوب عليها الابناء والاحفاد فيما بعد وكانت تواكب الحركات الثورية فضلا عن الاماسي الثقافية والسياسية والفنية ، اذ  تضم اكبر المكتبات و العديد من المخطوطات والمقتنيات الاثرية المتعلقة بالاجداد  ، وذكرت الباحثة ان اغلب تلك المجالس كانت لديها علاقات وطيدة مع اهالي المدينة لشتى العشائر والقبائل والشخصيات ، ولم تترك اي مناسبة الا وقدمت رجال الادب والسياسية للحديث عنها وخاصة ذكرى ملحمة عاشوراء ومناسبات اهل البيت عليهم السلام وخاصة مجلس (ال كاشف الغطاء ) الذي استمر على مدى قرنين واكب الاحداث السياسية والثقافية والدينية حيث روج للقضايا المصيرية ومنها قضية فلسطين وتهجير العرب ، كما كان مجلس بحرالعلوم ، وال الحكيم وال الجواهري ، وال النحوي  الذي اختص بتطوير اللغة العربية و ساهم بعدم اندثارها على الرغم من غزو الثقافات الاجنبية المتعددة وخاصة الحقبة العثمانية وأكدت الباحثة وجود بعض المجالس التي تختص بالجانب التجاري والترويج له من خلال مواسم الزيارات ولقاء التجار في منتديات لا تخلو من سيرة الادب والثقافة والفن وخاصة في شهر مضان الذي تستمر فيه المجالس الثقافية حتى الصباح الباكر وتعد اكثر من  المائة مجلس وتقدم انواع  الحلويات والمأكولات النجفية الشهيرة ، وذكرت وجود التعاون  على  الاوضاع الانسانية  عندما تحدث  الازمات والكوارث فأن اهالي المدينة يقدمون الخدمات لبعضهم البعض ولم يكترثوا بالمخاطر التي تواجههم وكما حدث بمرض الطاعون وعرجت الباحثة على دور مجالس العشائر التي كانت تعقد على شكل دواوين وتناقش الاوضاع السياسية وما يحتاجه المجتمع فضلا عن احتياجات العشيرة والافراد وتقديم المساعدات المادية والمعنوية وتقوم بفض النزاعات مابين العشائر وإصلاح ذات البين ووضع الاتفاقيات .  وتحدثت عن المجالس التي اختصت بالادب والشعر والصحافة فكانت زاخرة وتعج بحشد كبير من الشعراء والادباء ويقدم فيها  الشعر والمقالات الصحفية وتحدث فيها مساجلات ومطارحات قوية يتبارى فيها اشهر الكتاب والادباء والمفكرون وتقدم النتاجات على شكل اجندات مسبقة واعدت بشكل جيد وبليغ وحتى عندما اجتاح مرض الطاعون مدينة النجف سخر الشعراء قصائدهم بهذا الشأن وخاصة السيد محمد القزوينى ، والشيخ محمد حسن الخضري ، وقد ازدهرت هذه المجالس منذ سنة 1800م ولازالت تعقد لكن ليس بنفس العدد المعروف بتلك الحقبة وقد سميت المجاميع الناطقة ، وعدت ظاهرة من ظواهر مدينة النجف الاشرف الزاخرة بالعلم والمعرفة والفقه ، ومن المفارقة ان افراد  المجتمع ألنجفي تميزوا بالذكاء الفطري وقد اشتهروا  بهذه الصفة . وقالت الباحثة ان انطلاق تلك المجالس الثقافية يعود الى فكرة ودعم المصلح الكبير الشيخ جعفر ال كاشف الغطاء الملقب ( بالكبير ) وقرينه السيد مهدي بحر العلوم ، حيث كانت لكل مجلس خصوصية مثال على ذلك مجلس الفقهاء والعلماء ، الذي اختص بحضور كبار العلماء والمفكرين ويناقش شتى الإحداث ويشكل جانبا اخرا للحياة الاجتماعية والعلمية في النجف الاشرف ، وذكرت الباحثة ان لتلك المجالس مزايا ووظائف اخرى وهي تبادل العقارات التي يروم أصحابها  البيع والشراء حيث يتم عرض تلك الأملاك ويتم التسويق لها وتعد شبيهة بالبورصات ، و كانت هناك  وسائل للتسلية والمرح ومراكز للتعارف وقد عرفت عنها مجالس يلتقي فيها  الأغنياء  والاقوياء  والضعفاء ومساعدة الناس المحتاجين ، ولم تخلو تلك المجالس من استعراض للإحداث بشتى المجلات من خلال بعض الصحف والمجلات التي كانت تصل الى تلك المجالس ويتم مناقشة مايكتب فيها ، وكانت المدينة تصل اليها عشرات الجنائز مع اهلها حاملين معهم الاخبار وناقلين للإحداث اضافة الى زيارتها من قبل كبار العشائر العربية وهم يواظبون على زيارة تلك المجالس والتباحث مع روادها ، وحتى التفكير للثوارت كان ينبثق من تلك المجالس لمقارعة الحكم الجائر للعثمانيين والانكليز  وتخللت المحاضرة العديد من المداخلات والنقاشات التي أغنت الجلسة بالمعلومات القيمة التي ادلى بها  بعض الكتاب والأدباء والمثقفون  ونخبة من الباحثين  بينهم ،  د امال كاشف الغطاء عميدة المجلس  حميد هدو ،  مثنى محمد نوري ،  محسن العارضي ، سالار الباجلان ، حنان العبيدي ، وصادق الربيعي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=52705
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28