المركز الحسيني للدراسات- لندن

أثنى العلامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل الإمام السيستاني وأمين عام العتبة الحسينية، على الدور الكبير الذي يضطلع به الفقيه آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي في رعايته لدائرة المعارف الحسينية وتأليفه لأكبر موسوعة معرفية حتى اليوم.

جاء هذا في اللقاء الذي جمع الشيخ الكربلائي بالشيخ الكرباسي في المركز الحسيني للدراسات بلندن مساء الخميس 23/10/2014م، بحضور عدد من أساتذة الجامعات والباحثين وعلماء الدين والخطباء من جنسيات مختلفة من العراق وإيران والهند والجزائر وباكستان.

في بداية اللقاء ثمّن الشيخ الكرباسي الدور الخطير الذي يقوم به العلامة الكربلائي وهو في موقعه وإدارته لشؤون العتبة الحسينية، حيث تشرئب أعناق المسلمين الى كربلاء المقدسة للزيارة على مدار العام، داعيا الله أن يحرسه ويهبه مزيد الصحة والعافية ويعينه على أداء مسؤولياته الجسيمة، وأن يحفظ العتبات المقدسة ويبارك للناشطين فيها ويحرس الأمة العراقية ويسدد خطى العاملين على طريق وحدتها وخدمة أبنائها من كل الطوائف والأديان والأقوام.

 وأشار العلامة الكرباسي الى البدايات الأولى لنشأة الموسوعة الحسينية بعد إقامته في لندن عام 1986م، والمصاعب التي واجهها في السنوات الأولى، وما وصلت إليه الموسوعة الحسينية اليوم، حيث بلغ المطبوع منها 90 مجلداً من مجموع 900 مخطوط، كما أشار الى التأليفات الأخرى في مجال الشريعة والتاريخ والأدب والشعر، وخلص قولاً إلى ما قام به كفرد يعتبر حجة على الآخرين كأفراد ومؤسسات، متمنيا أن يحذو الآخرون حذوه في إنشاء موسوعات معرفية تتناول قادة الإسلام حتى تبقى المعارف السليمة ذخرا للأمة وللبشرية تغترف من معينها قيم الخير والرقي.

من جانبه تطرق الباحث العراقي الدكتور الشيخ عباس جعفر الامامي الى تأثير الموسوعة الحسينية على الدوائر والمؤسسات العلمية الأخرى في داخل بريطانيا وخارجها، من خلال مشاهداته واحتكاكاته، داعيا أصحاب الشأن الى دعم دائرة المعارف الحسينية لانجاز بقية الأجزاء، خاصة وأن الموسوعة الحسينية مؤسسة غير ربحية.

الناشط في دائرة المعارف الحسينية الباحث العراقي الدكتور نضير الخزرجي نقل للعلامة الكربلائي ووفد العتبة الحسينية الزائر للمملكة المتحدة، تجربته مع الموسوعة الحسينية منذ عام 1992م وحتى اليوم، ومشاهداته اليومية للعمل الدؤوب والمثابرة المنقطعة النظير لمؤلفها المحقق الكرباسي الذي بدأ العمل بالموسوعة منذ محرم عام 1987م، من نقطة الصفر وفي غرفة صغيرة للغاية انتجت ارادة المؤلف وعزيمته موسوعة كبيرة طار صيتها في الآفاق.

الشاعر الجزائري الدكتور عبد العزيز شَبين، ناب العاملين في المركز الحسيني للدراسات بأرجوزة قرّظ فيها العلامة الشيخ الكربلائي، تقديراً للمسؤوليات العظيمة التي يتحملها في إدارة شؤون العتبة الحسينية المقدسة ودوره المتميز فيها، قال في أولها:

مهديَّ أبْصَرْتَ أَمْ قَمَرا ... يوسُفَ أدْركْتَ أَمْ بَشَرا

أَمَّ صُفوفَ الحسين بِكَرْ ... بَلاءَ نحوَ الظِّما عَبَرا

ثم ختم المقطوعة بقوله:

مَهديُّ لا تَنْسَ فِتيَةً بِنيْـ ... ـنوى وعُشّاقَها الأُسَرا

بُحْ بِصَلاةٍ الحسينِ هَوى ... أسْكَرْتَ مِنْ مِسْكهِ الوترا

الاستاذ علي التميمي مدير المركز الحسيني للدراسات، شكر العلامة الكربلائي زيارته للمركز ودعمه المستمر لدائرة المعارف الحسينية، متمنيا المزيد من أجل إنجاز الموسوعة الناطقة باسم الإمام الحسين(ع).

وفي نهاية اللقاء المثمر، أهدى العلامة الكربلائي راية قبة الإمام الحسين(ع) جلبها معه من كربلاء المقدسة كجزء من العرفان بالجميل لدور المحقق الكرباسي في توثيق النهضة الحسينية.

والمفيد ذكره أن وفداً كبيراً من دائرة المعارف الحسينية كان قد زار العلامة الكربلائي يوم الثلاثاء 21/10/2014م في مقر إقامته في مؤسسة الإمام علي(ع) بلندن للإطمئنان على صحته، وقدّم له درع الإبداع عرفاناً بجهوده اللامتناهية في خدمة أهل البيت(ع) وزوار الإمام الحسين(ع)، وأنشد الدكتور عبد العزيز شبّين خلال اللقاء قصيدة بالمناسبة وبحضور جمع من كبار علماء الدين والخطباء، على رأسهم ممثل الإمام السيستاني في أوروبا وأميركا وكندا العلامة السيد مرتضى الكشميري، ونائب رئيس الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية آية الله الدكتور السيد فاضل الميلاني، والعلامة الحجة الشيخ عبد الحسين المعزي، والعلامة الحجة الشيخ علي العالمي رئيس المجمع العالمي الاسلامي في لندن، وغيرهم، أشاد فيها بشخصية الكربلائي والمسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقه كأمين عام للعتبة الحسينية المقدسة وممثلا للمرجعية الدينية العليا المتمثلة بالإمام السيد علي الحسيني السيستاني.

وجاء في مطلع القصيدة (بحر الكامل)

مِنْ كَوْثَرٍ يروي هواكَ غَليلاً ... الشِّعْرُ يَأبى أَنْ يَراكَ عَليلا!

ما أَخْصَبَ الفجرَ الظليلَ بكربلا ... مِنْهُ اقْتَبَسْتَ جَناحَكَ المَسْدولا!

يا عَبْدَ مَهْديٍّ مَشَيْتَ بِنِيْنَوى ... مَشْيَ الحمام يُعَلِّمُ التَّرْتيلا!

ثم يضيف منشداً:

فَتَحَتْ رِياضُ الْمُرْتَضى أَبْوابَها ... فَالرَّحبُ مِنْ كَشميرَ طابَ حُلولا

حَيّاكَ وَرْدُ الشّوقِ مِنْ سيسْتانَ فاهْــــ ... ـتَزَّ النَّدى يَهْمي عَلَيْكَ شُكولا

أُعْطِيْتَ تُفّاحَ الْجِنانِ فَقُلْتَ: لا ... حُبّي الحسينَ أَلَذُّ مِنْهُ عَسولا

إشارة الى العلامة السيد مرتضى الكشميري ممثل الإمام السيستاني في أوروبا واميركا وكندا الذي نزل في ضيافته العلامة عبد المهدي الكربلائي بمؤسسة الإمام علي(ع).

وختم الدكتور شبين التقريظ بقوله:

هَذا الفتى المَهْدِيُّ مِنْ كَرْبِ البَلا ... لَمْ يَنْسَ مِنْ عَهْدِ الحُسينِ فَتيلا

يا عَبْدَ مَهْدِيٍّ نَظَمْتُ خَواطِري ... وَيَظَلٌّ شِعْري مِن بَهاكَ خَجولا!

ويذكر أن حفل التكريم الذي أقامته مؤسسة الإمام علي(ع) لأمين عام العتبة الحسينية المقدسة رعاه العلامة السيد مرتضى الكشميري وحضره عدد غير قليل من علماء الدين وخطباء وباحثين وجامعيين من العراق وايران ولبنان وباكستان والهند والجزائر وافغانستان وغيرهم.