• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : فديتـُكَ مـن سيفٍ .
                          • الكاتب : علي محمد عباس .

فديتـُكَ مـن سيفٍ


بـواكٍ ديارُ الـربــــــعِ فهي سواجــدُ .... عشـــيّـةَ همّتْ بالـرّحيلِ الـفـراقــدُ
عشـــيّــةَ حفّـوْا بالحســـينِ كأنّـهـــم .... نجـومُ السّما في وسطِهنّ عطــاردُ
فساروا وسارالموتُ يحدو ركابَهـم .... كـأنّ المـنـايــا للـفـحــولِ قـلائـــــدُ
فأرخى زمامَ الحربِ صبراً على القضا ... فهــبّ رجــالٌ هـم ليــوثٌ لوابــــدُ
يـودِّعـهــم ســبـطُ الـرســولِ بـعـبـرةٍ .... ويـبـكـي إذا وردَ المـنــيّــــةَ واردُ
الى اللــهِ قــد بـاعـوا النفوسَ لحاجـةٍ .... فكان لهــم حيثُ الجنــانُ مقـاعـــدُ
لقــد طلّـقــوا الدنيــا ثـلاثــاً لـزهدِهـم .... وأنّ الـذي بــاعَ الحيــاةَ لـزاهـــــدُ
قـدِ استنفـروا الخيلَ الصفونَ فطاوعتْ .... فــذلّــوا صـعابـاً والحتـوفُ مواعدُ
لـقــد ركعـتْ سـوحُ الوغى لصهيلِهــا .... كـأنّ صهيــلَ العـاديــاتِ رواعـــدُ
فخـاضـوا بهــا بحـرَ الحِمــامِ كواسراً .... فـلاكوا الردى والمرهفاتُ حواصدُ
رجـالٌ إذا حمـيَ الوطيــسُ تخـالُهـــم .... أســوداً لهــم في الكالحــاتِ مشاهـدُ
أبــاةٌ يـرَوْنَ القتـــلَ مجـــداً وعـــــزةً .... وليــس بغيـرِ القتـلِ تسمـو العقائـــدُ
فصـالــوا ولم يـرهبْهُــمُ الموتُ إنّـهــم .... أقـامــوا المنـايــا حيثُ هـنّ قواعــدُ
وصـالــوا بهــا حتى تدكدكَ ساحُـهـــا .... ومادتْ لضربِ الهـامِ منهـا القواعدُ
فمـا وهنتْ في الطـعــنِ منهـم ذوابـلٌ .... ومـا كلَّ سيفٌ أو تعطّــلَ سـاعــــدُ
أذا مـا هـــوى بـدرٌ تـنـكّـــبَ بعــــدهُ .... فـوارسُ طعــنٍ كالنّسـورِ تعاضدوا
لقــــد كـان فـيهــا للكمــاةِ مـلاحـــــمٌ .... إذا مــاردٌ قــد صـالَ يغشــاهُ مـاردُ
فأنقصهــم ســـيـفُ الـمنــونِ بحــــدّهِ .... وأرواحُهــم حيثُ السمـاءُ صواعــدُ
فـزادهــم نــورُ المنـــــونِ توهّـجــــاً .... فـمــا المــوتُ إلاّ والـولادةُ واحــــدُ
ولـمّـا هـوتْ تلك البدورُ على الثـرى .... وطـابَ بهــم حيثُ الـرمـالُ وسائـدُ
مشـى بينهــم والقلــبُ منـهُ مــــوزعٌ .... يقلّـبُ طـرفــاً والصـدورُ مغامــــدُ
ولمّـا قـضـى الأصحـابُ هـزَّ لــواءَهُ .... وجـــرّد سـيفــــاً لـلـبـرازِ ينـاشــــدُ
فـويــلٌ إذا اقتحــمَ الصفــوفَ بسيفـهِ .... إذا مـا عــلا نجــداً تـلاطــمَ راكـــدُ
وأنّـى يشــدْ يقلــبْ يمينــاً شمالَهــــا .... فضاقـتْ على تلـكَ الـرجالِ المواردُ
هـو ابنُ قتّــالِ الفحــولِ وليـثهـــــــا .... ونســرُ الفــلا قـد عـرّكتـهُ الشدائــدُ
هـــو ابـنُ كـــرارٍ شجـــاعٍ مجـرّبٍ .... وقـرمٍ لــهُ في النّـازلاتِ شـواهـــــدُ
هـو ابنُ عليٍّ والشجــاعـةُ فيهــــــمُ .... ليــوثٌ إذا احتـدمَ الضّـرابُ أمـاجــدُ
كـأنّ حتـوفَ القـومِ طــوعَ يمينِــــهِ .... وصقــرُ المنـايــا في حسامِـهِ راقـــدُ
فيـوقَـظُ في الهيجــا بهـزّةِ صــــارمٍ .... يُــذَلُّ بهــــا رأسٌ ويُـبـتَــرُ ســاعـــدُ
فديتُـكَ من ســيفٍ قضـيتَ بحكمــةٍ .... وعـــدلٍ لــــذا أُلقـتْ اليــكَ المقـالــدُ
# # #




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=52921
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29