بعد الانهيار العسكري في ام الربيعين ، وسوء التخطيط والتسليح ، والتدريب السطحي لقطاعات الجيش العراقي ،اصبح العراق غير قادر ان يواجه التحديات التي يتعرض لها لوحده ، في ظل المعرقلات الموضوعة أمامه من اغلب دول الإقليم ، تشكل التحالف الدولي من 60 دولة تحت شعار تحرير ما سقط بيد داعش من الاراضي العراقية ، بيد ان هذا الشعار هو ماكان معلنا ً ، وما بطن كان اعظم كما يقال .
ان التحالف الدولي عندما تحرك لضرب داعش في شمال وغرب العراق لم يكن تحقيقا ً لمبادئ نظام الأمن الجماعي التي يسير عليه العالم كما يُعتقد ، وإنما هي المصالح كما كانت دائماً محركا ً لكل القوى العالمية التي تقوم بعمل هنا او هناك ، فأعلان دولة داعش في شمال العراق وأنها باقية وتتمدد قوبل ، بتحرك المئات من الخلايا النائمة في أوربا وأستراليا وأمريكا نحو دولة داعش المعلنة ، وهذا شكل صدمة لدول التحالف الغربي ، واشعرهم بأمكانية حصول العديد من العمليات داخل هذه الدول التي كانت تعتقد بأنها في مأمن من داعش وعملياتها ، وهذا يقتضي الإسراع في تحشيد العالم للعمل على أضعاف هذا التنظيم ! ، نعم اضعافه وليس القضاء عليه على حد تعبير اوباما ، وجعل العراق ساحة للمعركة ضد هذا التنظيم خير من ان يقاتلوهم على الاراضي الأوربية او الأمريكية ، وكذلك تعتبر داعش ذريعة يمكن ان يستخدموها متى شاءوا ، كما كانت القاعدة وذريعة الأسلحة النووية سابقا ً ، وكذلك ما سيترتب على هذه الدولة المعلنة من اثار اقتصادية بسبب تهديد اغلب المناطق المنتجة للنفط وهذا سيسبب انخفاض في انتاج النفط في المنطقة اذا ما توسعت دولتهم بأتجاه الخليج الذي يعتبر مصدر النفط الذي لا ينضب ، والذي يعتمد عليه الغرب بصورة عامة وأمريكا بصورة خاصة ، والخليج كما تعلن أمريكا من المناطق الحيوية التي لن تتردد بأعلان الحرب على اي جهة تهدد مصالحها فيه . والكثير من الاثار الانسانية التي ترتبت على ذلك وستترتب في حال استمرار هذه الدولة مثل قضية النازحين واللاجئين التي ستتطلب اموالا ً وغذاء وسكن من دول العالم التي سيلجأ لها هؤلاء جراء الحرب .
هذا والمزيد من الأسباب والنتائج اضطرت الغرب الى تحالفه المعلن والتدخل لأنقاذ نفسه قبل الآخرين وهذا دليل ٌ اخر يفقدنا الثقة بما يعلنه نظام الأمن الجماعي وواضعيه وان العالم كما كان سابقا ً يخضع للقاعدة المعلنة في العلاقات الدولية وهي " المصالح اولا ً " .