الى سيدي ومولاي العباس (عليه السلام):
أسْرجْ جوادَكَ وارتَقِ الطُّرُقا
وامْدُدْ إلى العلياءِ مُتَّسَقا
وارْفَعْ ذراعَكَ مُصْحَفاَ كَفَرَتْ
ببيانِهِ أهْلُ الخَنا حَنَقا
واسْفرْ بهاءَكَ آيةً نزفَتْ
جَحَدَ الفراتُ بها ، فما انْعَتقا
يا غِيْرةَ الحقِّ المبين ندىً
احملْ بكفَّيَكَ الهنا غَدَقا
وامطِرْ بجودِكَ مُزْنَها دِيَماً
ففُراتُها للظامئين سِقا
واسْعِفْ ركابَ الآلِ من ظَمأ
ملأى هَوادجُها دَمَاً عَبِقا
أو ما ترى لَمْظَ الشِفاهِ لِذاذتُها
(م)
تكادُ تُجَنُّ وهي شِقا
والدَّمعُ يُذرفُ من حشاشتها
حَسْرى يُمَوِّجها الظَّما غَرَقا
في كلِّ لَمْظٍ صَرْخَةٌ شَهَقتْ:
عمّاهُ أينَ الماءُ مُغْتَدقا
ظَمِئَتْ بَنُوكَ وليس يُسْعِفُها
نَهْلاً سواكَ ويُطْفِئ الحُرُقا
يدوي عويلُ الآلِ مُلتَهِبَاً
وصُراخُهم يَسْتَنْطِقِ الأفُقا
ما حيلةُ الملهوفِ بعدَك يا
قمراً ، سوى دمعٍ به اخْتَنَقا
أنتَ المؤمّلُ في حوادثها
والمرتجى لو ضَيّقوا الحَلَقا
أنتَ الموَصّى في ثواكلها
هلَّا رددتَ لروحها الرَّمَقا
أنتَ المعوّلُ في دوائرها
والرايةُ الحمراءُ ما افْتَرقا
أنتَ المغيثُ إذا دهى فَزَعٌ
والمُرْهِبُ الفتّاكُ لو مَشَقا
أنتمْ قرابينُ الإبا صَعَدَتْ
فَسَّاقطَ الطاغوتُ واحْتَرقا
أنتمْ سُقَاةُ الحوضِ فيضَ يدٍ
والبابُ بابُ اللهِ ما انْغَلقا
يا قربةً بالماءِ هانِئةً
دالتْ على الأفواهِ مُغْتَبَقا
ترتابُ من حُلُكِ القَتامِ خُطىً
ونشيجُها القِطرُ المسالُ وِقِى
ثكلى يطارِدُها الأسى قلقاً
كي لا تراها صبيةٌ رُهِقا
فَهَوتْ الى عَطَشِ الثّرى صَبَباً
تُحْيي المواتَ طهارةً ونَقا
هي قربةٌ جادَ الجوادُ بها
بلَ صامَ عنها الآلُ مُفْتَرقا
فَنَمتْ بلاداً مُترعاً ، وَزَهَتْ
روضاَ يَشعُّ سنىً ومؤتَلَقا
هي كربلا مهوى الفدا سَطَعَتْ
بل زادَها عُرْسُ الدِّمَا ألقا
هي كربلاءُ مَحَجّةٌ وهدىً
بالذّكر تُفْحُمُ كلَّ من نَطقا
* * * * * *
عباسَنا عذراً إليك فَقُمْ
وانثرْ بذارَ مُحَمَّدٍ خُلُقا
وامرِرْ على أرواحنا عَضُداً
حتى نُجدِّدَ بيعةً ولِقا
وحَّدتنا نَهْجاً له كَمُنَتْ
أحقادُ غدرٍ تبتغي الفِرَقا
المدَّعونَ تعاسةً عَرَباً
والباذلونَ لقتلنا الورقا
الناصبونَ فخاخَ حقدهُمُو
والشاربونَ دماءَنا لَعِقا
الرافضونَ ولايةً لكُمُو
والمرهبونَ صِغارنا نَعِقا
والذابحونَ شبابنا غِيلاً
والناسفونَ بيوتَنا حُرُقا
والمُفْزعونَ نساءنا خسئوا
قد سَعّروا نيرانهم شَبَقا
تهمي الدُّموعُ لذكرِ فاجعةٍ
ويطيشُ قلبي كلَّما خَفَقا
يا ابنَ الفواطمِ جئتُ يَسْبِقُني
خَطوَ الجِنانِ لحبّكَ اعتَنَقا
ما كانَ غيرُكَ للحسينِ فِدىً
ولِحِكْمةٍ عجّلتَ مُسْتَبقا
أهوي إلى القبرِ العفيرِ
(م)
أقبِّلُهُ ، وأجثو عندَهُ لَصِقا
اسْتَنْشِقُ المسكَ الزكي هوىً
ويَصُبُّ دمعي جارياً دَفِقَا
|