• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دولة الفالتــــو العراقية .
                          • الكاتب : د . ناهدة التميمي .

دولة الفالتــــو العراقية

دولة ليس كمثلها دولة .. بداخلها دولة بعلم ودستور وبرلمان وخارجية وجيش وحدود وصادرات وورادات ورئيس وليس من حق الدولة ان تتدخل في هذه الدولة .. حكومتها ليست كأية حكومة اخرى تتشكل ولاتتشكل ليست لها هيبة تؤكل من الشمال والجنوب , هجين خليط غير متجانس لايتفقون على شيء ابدا , برلمانها لايشبه اي برلمان في العالم فهو البرلمان الوحيد في العالم الذي يكرهه الشعب وهو المفروض موجود اصلا ليلبي حاجات الشعب ويمثله .. برلمانها اهتم بتشريع القوانين التي تهم افراده وامتيازاته ومكافآته .. اما المواطن ومصلحته فمغيبة عن ذلك البرلمان المخدر العجيب .. رواتب الحكومة والبرلمان ليست برواتب بقدر ماهي رشى ليسكتوا عن كثير من التخريب والعبث في حياة المواطنين وبنية الوطن وتركيبته ودماره.
الفساد ضرب اطنابه في دولة الفالتو العراقية ابتداءا من المشاريع الوهمية الى الصفقات المليارية التي تذهب بالكل او المجمل الى جيوب اصحاب الكروش والعروش الذين كانوا الى عهد قريب يتسكعون في سوريا او ايران او يعيشون على المساعدات الانسانية في دول المهجر والذين اثروا ثراءا فاحشا ومخيفا فلا ضمير يردع ودين يوزع ولاانسانية تمنع في زمن (هذا البرلمان وهذه الحكومة وديمقراطية الامريكان) .
المقاولات ضربت رقما قياسيا في الفساد فما ان يبدأوا مشروعا في تبليط شارع او وضع سياج او انشاء مجسر حتى يهرب المقاول الذي رشحه المسؤول الفلاني بعد استلام الملايين ليبني امبراطوريته المالية والعقارية في دول الجوار ثم يُعْهد بالمشروع الى مقاول اخر ليهدم مابدأه سلفه وياخذ المقسوم ويهرب وهكذا دواليك ومنذ سنوات لاشارع تبلط ولاجسر انجر ولامشروع خدمي استقام الا اللهم مشاريعهم في المنطقة الغبراء فهي الوحيدة التي تنجز لان كل الخراب يتم بمعرفتهم وباشرافهم ومبروم على مبروم لايفتل ..
الازبال حدث ولاحرج تملا الساحات والشوارع والازقة وكأن في العراق ليس هنالك ملايين العاطلين عن العمل يمكن تشغيلهم في اعمال النظافة وبهذا نحل مشكلتين, تشغيل العاطلين والتخلص من الازبال بدل الاستعانة بشركات تركية لتولي الامر لان الشركة التركية حسب ماسمعنا قبضت الاموال مع من رشحها وزين الفكرة ولم تاتي للعراق بحجة الامن .. اما المشردين والمتسولين فشيء فاق الوصف والخيال ولايرى الماشي في شوارع بغداد خاصة والعراق عامة الا الاهوال وما لم يخطر ببال وماكنت تحسبه من المحال في بلد يعد الاغنى في العالم ولكنه الافقر في ضمير مسؤوليه وعمالتهم واستعدادهم لقتل كل الناس خدمة لمن اتى بهم ولايخجل مسؤول يركب السيارات المصفحة وياكل الزقوم اشكال انواع في المنطقة الغبراء من هذا الفقر المستشري في العراق وهذا التشرد والاستجداء.
الامن .. ماذا احدث عن الامن يا أبلدي .. الشركات الامنية تملآ العراق وتستهلك اغلب ميزانيته ( الانفجارية ) وصفقات التسليح وشراء المعدات الحربية والامنية الفاسدة المليارية ازكمت الانوف من فسادها والعراق مازال يغرق في بحر من دم جراء عدم انضباط الامن والاختراقات الامنية وعدم كفاءة الاجهزة والمعدات المتعاقد عليها .
ماذا اكتب عن الفالتو في دولة العراق الديمقراطية .. هل اكتب عن عطالة الخريجين واستجدائهم في الشوارع نتيجة عدم حصولهم على وظيفة ياكلون منها العيش او المعاقين او عوائل الشهداء في زمن صدام الذين لم ينصفوا وقد جاء الجميع باسمهم للحكم ..اوضحايا الارهاب الحالي او التفجيرات او الذين قتلوا على ايدي القوات الامريكية .. او اكتب عن الارامل وحالتهن التي تدمي القلب ام عن الايتام الذين تركوا عملا بمقولة اذهب انت وربك فقاتلا انا هنا قاعدون .. او لعلي اكتب عن الرشاوي او الفساد الاداري المستشري في دوائر الدولة والعدل والعقاري والجنسية والجوازات ...ا وفساد الضمير ونخر العقول وموت الذمم في بلد علي والحسين وابو حنيفة وابن حنبل وعبد الكريم قاسم.. في بلد الدين والاخلاق والحضارة التي سمعنا بها ولكن لم نرى من تطبيقاتها الا يبابا وخرابا ..
نعم لكل هذا وللمزيد فقد استحقت دولة العراق بكل جدارة لقب دولة الفالتو العراقية




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5366
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19