لجنة النفط والطاقة النيابية تتجه لاعتماد مسوّة مشروع قانون النفط والغاز لعام 2011 الذي تمّ اعتماده من قبل مجلس الوزراء , وقال النائب زاهر العبادي عن لجنة النفط والطاقة (( إنّ اللجنة تتجه لاعتماد مسوّدة مشروع قانون النفط والغاز القديم لمناقشته , بعد أن أرسلت الحكومة ردّا لاعتماده , ولفت العبادي في تصريح لجريدة الصباح , أنّ القانون الذي سيناقش هو قانون العام 2011 الذي تمّ اعتماده من قبل مجلس الوزراء )) , يتذّكر الجميع إنّ إقرار هذا القانون كان بمثابتة القشّة التي قصمت ظهر التوافق بين بغداد وأربيل , حيث اعتبرت حكومة الإقليم وقتها , إنّ تمرير مسوّدة مشروع هذا القانون من قبل الحكومة الاتحادية مخالف لكل الاتفاقات التي نصّ عليها تشكيل الحكومة وفق مبدأ الشراكة الوطنية , وستؤدي إلى انهيار كل التوافقات بين بغداد وأربيل , وبالفعل كان إقرار مسودة مشروع هذا القانون في مجلس الوزراء في آب عام 2011 , هو بداية القطيعة بين الإقليم والمركز , والتي انتهت بانفصال الإقليم بشكل كامل في مجال انتاج وتصدير النفط والغاز من حقول إقليم كردستان .
فحكومة الإقليم تريد إقرار مسوّدة قانون عام 2007 المعدّلة التي تتيح للأقاليم والمحافظات المنتجة للنفط والغاز , الحقّ في إبرام العقود النفطية مع شركات النفط العالمية , في حين تعتبر الحكومة الاتحادية إنّ مسوّدة مشروع القانون الذي قدّمته عام 2011 , يهدف إلى أن تكون ملكية النفط والغاز في العراق لكل الشعب العراقي في كل الاقاليم والمحافظات , وإن يتم التحّكم في مصادر النفط في كل مراحل العمليات البترولية من خلال هيئات خاصة تشّكل لهذا الغرض وفق القانون , إضافة إلى تطوير القطاع الخاص ليكون مساهما في العمليات البترولية , وضمان التوزيع العادل لموارد النفط والغاز , والمشروع الذي تقدّمت به الحكومة الاتحادية يمنح حقوقا أوسع في مجال الاستكشاف والتطوير والانتاج , في حين أبقى مهمة الجشانب القانوني للتعاقد والتسويق بيد الحكومة الاتحادية حصريا .
فالعودة مجددا لمسوّدة مشروع قانون النفط والغاز لعام 2011 , من شأنه أن ينهي شهر العسل بين حكومة العبادي وحكومة إقليم كردستان , فقانون النفط والغاز بالنسبة للأكراد هو من أهم المعارك السياسية التي يخوضونها مع بغداد , فالاستقلال في إنتاج وتصدير النفط والغاز بعيدا عن حكومة المركز سيضمن لهم تحقيق الحلم الذي طال انتظاره , والذي رفض نوري المالكي إعطائه للأكراد , لا يمكن أن يهبه حيدر العبادي ولو انطبقت السماء على الأرض , لأن النفط والغاز هما ثروة الشعب العراقي ومصدر عيشه وعيش أجياله القادمة , وها هي سماء العلاقات بين بغداد واربيل تتلّبد بالغيوم السوداء من جديد , ومن يعتقد أنّ مسعود بارزاني مستّعد للتخلي عن حلمه وحلم أبيه بالانفصال وإعلان دولة كردستان , عليه بمراجعة نفسه وتفكيره , وشهر العسل بين بغداد وأربيل قد انقضى , وكما يقول المثل ( ذهبت السكرّة وحلّت الفكرّة ) . |