عزا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، تدهور الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي في العراق إلى الإهمال الكبير الذي تعرض له العراق خلال العقود الماضية من قبل الأنظمة الحاكمة له، داعياً العراقيين إلى نهضة تغيير شاملة في شتى المجالات لمحاربة الفساد من خلال العمل بالواجب الشرعي والوطني.
وفي جانب من كلمته الأسبوعية التي ألقاها، أمس الخميس، في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة والتي حضرها حشد من ضباط مراتب القوات الأمنية والحشد الشعبي؛ قال سماحته: “إن الهوة السحيقة التي زرعها النظام السابق خلال عقود من الزمن ليس من السهل ردمها خلال 10 أعوام بل لا بد من بذل المزيد من الجهد والتضحيات لردم هذه الفجوة العميقة بين أبناء المجتمع العراقي”.
وفي إشارة منه إلى النهج الطائفي الذي اعتمده النظام البائد في إدارة البلاد خلال العقود الماضية؛ أوضح سماحته أن النظام السابق جعل فئة من المجتمع العراقي سائدة ومسيطرة على بقية الفئات الأخرى، الأمر الذي أشعرهم بالتهميش بعد أن شاركت جميع فئات المجتمع العراقي وطوائفه في حكم العراق.
وعن الانتصارات التي حققتها قواتنا الأمنية وفصائل الحشد الشعبي؛ قال سماحته: “العراقيون قادرون على أن يغيروا المعادلة في العراق ويحاربون الفساد والتخلف لأنهم استطاعوا أن يضربوا أروع الأمثلة في التضحية وهم يدافعون عن أرض المقدسات ويصدون هجمات داعش ويحررون المناطق المغتصبة ويفرضون سيطرتهم في العديد من المدن”.
فيما أعتبر سماحته ازدياد الخروقات الأمنية في العديد من مدن العراق نتيجة إهمال القوات الأمنية والمواطن معاً، داعياً المواطنين إلى دعم القوات الأمنية من خلال تطوير الحس الأمني لديهم وتقديم العون لهم عبر التبليغ عن الحالات المريبة والمشبوهة التي يحتمل أن تتسبب بخرق أمني يودي بحياة الأبرياء.
هذا وطالب سماحة المرجع المدرسي وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي ووسائل الإعلام بتربية المجتمع العراقي على القيم الإيمانية من خلال توجيههم إلى الثقافة الرسالية عبر المناهج الدراسية الكفيلة بتغذية المجتمع بهذه القيم. |