• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أقبل اياديكم الكريمة يا غيارى الرافدين ... اعيدوا الالق لعيون عراقية حزينة .
                          • الكاتب : لطيف عبد سالم .

أقبل اياديكم الكريمة يا غيارى الرافدين ... اعيدوا الالق لعيون عراقية حزينة

    
حين اخفق الاديب والكاتب والفنان ( عماد نافع ) في العثور على ابواب مشرعة تلبي طلب استغاثته ، تنامى شعوره باليأس والخيبه وتعمقت هواجسه في استنفاذ اخر ابواب الرحمة البشرية . وبسبب افتقاري الى ما يسهم في التخفيف من معاناته وتقليص مساحة الحزن الذي خيم على اسرته ، هداني ضعفي الى ركوب اضعف خيوط الامل سبيلا لتذكير القائمين على ادارة المنظومة الثقافية والفنية في البلاد بما تمليه عليهم واجباتهم الانسانية والمهنية تجاه محنة الزميل المبدع ( عماد نافع ) . وكان ان جسدت هذا التوجه القسري بكتابة مقال على عجاله وسمته بـ ( فايروس الفاقة والعوز يقظم منجز عماد نافع الابداعي ويهدد اعضاء جسمه بالشلل ) .
      ولعل ابرز ما حفزني على انتهاج القلم سبيلا لتدارك ما يحتمل ان تؤول اليه ازمة عماد الصحية الى ما لا نتمناه ، هو ثقتي المطلقه بتميز مواقف غيارى ابناء بلدي ومثقفيه في اطار ما متاح من امكانيات .
    ويوم كتبت عن ( عماد نافع ) كانت اخر التشخيصات الطبية التي اجريت له في  بغداد وطهران واربيل تشير بحسب تقارير الـ ( E M G   )  الى زحف فقري بنسبة 25 % وانزلاق فقري وغضروفي ، وتضييق في قناة الحبل الشوكي ، فضلا عن تلف في العصب بنسبة 50 % .
     وحينها اكد الاطباء الاخصائيين العراقيين والاجانب ان العملية الجراحية غير مضمونة النتائج في حال اجرائها داخل العراق بسبب غياب الاجهزة الطبية التي تستلزمها , الى جانب اشارة الدكتور سعد الوتري الى ان نسبة نجاح العملية في حال اجرائها بمستشفيات عمان لا تتجاوز الـ ( 60 % ) . 
     وقد كان ( عماد نافع  )  طيلة المدة الماضية رهين الامل بفعل مؤثر يسهم في انفراج ازمته الصحية واعادة البسمة الى ثنايا منزله الذي اصبح مكمن احزان . وعلى الرغم من نصح الاطباء زميلنا عماد التوقف عن كل اشكال الحركة وضرورة الاسراع بأجراء العملية الجراحية خشية تعرضه الى الشلل التام , فأنه كان مكابرا واستمر بعمله في حدود ضيقة جدا تضمن له سداد نفقات اسرته , فضلا عن استمراره بالتواصل مع جمهوره الذي يعده عالمه الرحب . 
     وتمر الايام وتزداد معها معاناة زميلنا عماد على خلفية تنامي معالم نكوص حالته الصحية التي عبرت عمليا عن حراجة موقفه الصحي الذي استلزم اعادة عرضه بداية الاسبوع الاخير من شهر نيسان من العام الحالي على الاطباء الاخصائيين في بغداد الذين اذهلتهم نتائج التشخيص الطبي , حيث اتضح ان نسبة الزحف الفقري وصلت الى 50% متجاوزة النسبة السابقة بمقدار الضعف . وقد شكل التاريخ الذي تقدم ذكره انعطافا مهما في حياة الفنان المبدع ( عماد نافع ) . اذ اضطرته ظروف محنته ان يصبح اسير الكرسي المتحرك بسبب منعه من كل اشكال الحركة تمهيدا لاجراء عمليته الجراحية خارج البلاد وخلال اقصر فترة خشية الاطباء من تلف الحبل الشوكي الذي اصبح عرضة للضرر . وقبل شروعي بكتابة هذا المقال اجريت محادثة هاتفية مع اخي عماد , فأبلغني بألم عن استمرار تدني المنحنى البياني لحالته الصحية من يوم لاخر حتى يشاء الله سبحانه وتعالى في استرداد امانته . ولكم ان تتصوروا ما آل اليه حال عماد نافع الانسان والفنان والاديب الذي لم يبخل جهداً من اجل اعلاء اسم وطنه . 
     انني ازداد تمسكا بأمل انفراج هذه الازمة العصيه ، واتوجه الى اخي العزيز ( ابو فادي ) ان يتوسم بقوله تبارك وتعالى (ولا تقنطوا من رحمة الله ) . فبلد فيه اناس من صنف الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم ، يبقى كبيرا بتواد وتراحم اهله . 
     ولا يسعني في هذا المقال الاالتعبير عن عظيم امتناني الى الدكتور صباح المندلاوي نقيب الفنانيين العراقيين على وقفته النبيلة . اذ ما يزال يجهد نفسه من اجل ايجاد مخرج يعيد البسمه الى اسرة عماد نافع .وتحية خاصة الى الانسانه الرائعه والفنانة القديرة الرائدة زهرة الربيعي التي كانت خير عون لزميلها عماد طوال ايام محنته . 
     وختاما اعترف لكم ان قناعتي تزداد رسوخا بما سجلته في موضوعي السابق الذي اشرت الى عنوانه فيما تقدم ، من ان الغيره لاتعرف مسكنا غير رؤوس ابناء وطن الحضارات وموطن القباب الذهبية . 
فيا غيارى الرافدين 
اناشدكم بأسم الوطن الواحد ، واقبل اياديكم الكريمة 
ان اسهموا بأنقاذ حياة ( عماد نافع ) , فهل يعقل ان يجري عملية جراحية في خارج البلاد منِ اضطر مجبرا الى الاستدانه من احد اصدقائه لسداد تكاليف التشخيص الطبي ؟ 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5378
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29