• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قبل أن تقرع جرس الباب .
                          • الكاتب : بشرى الهلالي .

قبل أن تقرع جرس الباب

أيام زمان.. عندما كان لبيتنا حديقة وممر طويل.. كان أشد ما يزعجني أن يقرع جرس الدار.. وأقطع المسافة الى الباب الرئيسي لأجد أن لاأحد هناك.. فقط، هي حركة لطفل أو أطفال الحي الذين تحلو لهم لعبة المباغتة، وكل مايجنونه شتيمة مني أو ممن يواجه الحالة نفسها من أهالي المنطقة لتعلو ضحكاتهم من خلف المخابئ التي يتخذونها مراصد لسخريتهم منا.. وفي النهاية.. هم أطفال، والشقاوة ملح الطفولة.
لا أظن بأن الطفل يدرك حجم الإزعاج الذي يسببه للآخر عندما يقرع الجرس ويهرب، فكل مايهمه هو التسلية، والتسلية فقط. ترى ماذا سيكون تأثير ذلك عندما يفعله الكبار؟ وأي إحساس قد يتملك أحدنا عندما يكون قد أحكم إغلاق بابه ليفز قلبه لرنين جرس ويفتح الباب بأمل او دون أمل فيجد أن ..لا أحد.. فقط هناك من جاء في لحظة غيبوبة أو تسلية ليقرع الجرس ويهرب. مالذي فكر الطارق فيه لحظتئذ؟ أن يكون الدار خاليا، وأن ذلك لن يثير إهتمام ساكن الدار فيعبر على ما حدث كأن شيئا لم يكن؟ أم إن ذلك سيتسبب له في أزمة نفسية أو عصبية أو عاطفية تدفعه الى تحطيم الباب والجرس؟
من الصعب أن تحزر فيما إذا كان من يقرع الجرس طفلا هاربا أم شخصا ناضجا يعني مايفعل وربما يجهل مايفعل، ومن السهل أن تفتح الباب وتشرعها على مصراعيها ظنا منك بأن الطارق هو حقيقة طالما انتظرتها لتدفع ثمن ذلك زمنا طويلا من الأسى والخيبة وألما قد لاينتهي حتى لو إقتلعت الباب.
قد تكون لعبة قرع الجرس فصلا في مدرسة الحياة التي تخلف قسوتها في ذاكرتنا دروسا يصعب نسيانها، وأحدها ان يحكم كل منا إغلاق أبواب قلبه وروحه ويظل يتوجس خيفة من كل طارق خشية أن يكون طفلا يمرح أو راشدا أظل القصد فقرع الجرس ظنا منه إن البيت خاليا وهرب عندما أدرك بأنه كان مكتظا..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54090
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19