• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : بحوث ودراسات .
                    • الموضوع : اساليب البحث العلمي وطرائق التدريس- في الدراسات الاولية والدراسات العليا- .
                          • الكاتب : د . رزاق مخور الغراوي .

اساليب البحث العلمي وطرائق التدريس- في الدراسات الاولية والدراسات العليا-

المقدمة:

     لما كثرت الدعوات والطلبات من بعض الأخوة الأكاديميين والمراكز الثقافية في الفترات السابقة أي بعد الاطلاع على بحثنا الموسوم "طرائق التدريس في الجامعات والمعاهد العراقية بين الواقع والطموح" بكتابة كتاب في أساليب البحث العلمي وطرائق التدريس بنوع من الإجمال والاختصار ليكون مكملاً وشافعاً للمطلب العلمي المعاصر ومعاضداً ومسانداً لطرائق التدريس حتى تعم الفائدة وتجلَ المعارف في طريقة التدريس وكتابة البحث العلمي،وإننا في الظرف الحالي لمسنا الحاجة والضرورة للكتابة والبيان عنه استجابة لدعوات والطلبات التي ترد علينا من الأوساط العلمية والثقافية فكان هذا الموجز الذي بين أيديكم.  

     تتمحور المفردات التي يحتوي عليها هذا الكتاب حول عدة نقاط مهمة تتعلق بأهمية البحث العلمية والفنية فهو يعالج أساسيات البحث العلمي في مجالات العلوم الإنسانية والطبيعية سواءً كان البحث أكاديمياً يسعى فيه الباحث للحصول على درجة البكالوريوس أو الدبلوم العالي أو الماجستير أو الدكتوراه،أو كان بحثاً مهنياً يسعى فيه الباحث بالفعل للحصول على المعرفة اللازمة لحل المشكلات أو تطوير الممارسات المهنية والتجريبية في موقعه العلمي والعملي.

     يتألف الكتاب من مقدمة وسبعة فصول ، يتضمن الفصل الأول الإطار العام لأساليب البحث العلمي أما الفصل الثاني فتناول مرتكزات كتابة منهجية البحث العلمي ، وتضمن الفصل الثالث المناهج العملية للبحث العلمي،إما الفصل الرابع وسائل وأدوات جمع البيانات لأغراض البحث والفصل الخامس عرض وتحليل البيانات الإحصائية ويتضمن هذا الفصل ماهية الإحصاء ومجالات استخدامه، والطريقة الإحصائية، والعينات، وتبويب البيانات وجدولتها وتمثيلها بيانيا، والتوزيعات التكرارية، ومقاييس النـزعة المركزية، ومقاييس التشتت، والانحدار، والارتباط، والاحتمالات و الفصل السادس تنقيح وتوثيق مصادر معلومات البحث العلمي أما الفصل السابع  يتضمن طرائق التدريس وتم اختيار المعاهد والجامعات العراقية نموذجاً لعينة البحث،وهذا الفصل مقسم على ثمانية محاور وخاتمة وتتلخص هذه المحاور بالنقاط الآتية:

1.التعليم الجامعي والمجتمع.

2.مقومات التعليم الجامعي.

3.واقع حال طرائق التدريس في الجامعات والمعاهد العراقية.

4.أهداف وأنواع طرائق التدريس في الجامعات والمعاهد العراقية.

5.تطوير طرائق التدريس في الجامعات والمعاهد العراقية.

6.العوامل المؤثرة على اختيار طرق التدريس.

7.الطرائق الحديثة في التدريس.

8.بعض أساليب طرق التدريس المتميزة.

والله ولي التوفيق

 

 

 

الفصل الأول/الإطار العام لأساليب البحث العلمي

1.الفكر والتفكير:

الفكر: هو نشاط عقلي يواجه به الإنسان مشكلة ما تعترض طريقه.

التفكير: هو نشاط عقلي وذهني يمارسه الفرد إزاء حالة أو موقف . قد تكون مثل هذه المواقف أو المشاكل جديدة عليه لم يتعامل معها من قبل، أو تكون قد مرت عليه ولكنه صعب عليه التعامل معها بالطرق والأساليب الميسرة له في حينها.

والتفكير: يدفع الفرد عادة إلى تحديد حجم الحالة أو المشكلة التي يتعامل معها، ثم يبدأ بالتعرف على ما يتعلق بتلك الحالة أو المشكلة من معلومات وحقائق، ويقوم بجمعها وتحليلها من أجل  لتوصل إلى وضع الحلول المناسبة عن طريق الربط بين تلك المعلومات والحقائق. والمشاكل تشتمل على جانبين أساسين، هما:

أ). مشكلة تعرض أمام الإنس أو يتعرض لها هو أو غيره من بني جنسه الذين يعيشون أو يعملون معه.

ب). خطة فكرية وعقلية توضح لتحدد مدى نجاح ذلك الإنسان في حل المشكلة ووضع الإجابات المناسبة لها.

2. أسلوب التفكير العلمي في البحث:

التفكير العلمي:

هو إطار فكري علمي ينتج عن تنظيم عقلي معين، يقوم على عدد من المراحل التييسترشد بها الباحث أو الطالب في دراسته، والأسلوب العلمي يتميز بالدقة والموضوعية ،وباختيار الحقائق اختيارًا يزيل عنها كل شك محتمل، ولا يجب أن يغيب عن الذهن، أن الحقائق العلمية ليست ثابتة بل هي حقائق بلغت درجة عالية من الصدق، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى قضية منهجية يختلف فيها الباحث في الجوانب النظرية عن الباحث في الجانب التطبيقي، فالأول لا يقتنع بنتائجه حتى يزول عنها كل شك مقبول، وتصل درجة احتمال الصدق فيها إلى أقصى درجة، أما الآخر(التطبيقي) فيكتفي بأقصى درجات الاحتمال، فإذا وازن بين نتائجه يأخذ أكثره احتمالا للصدق،ويعتمد الأسلوب العلمي بالأساس على الاستقراء الذي يختلف عن الاستنباط والقياس المنطقي، حيث يبدأ بالجزيئات ليستمد منها القوانين في حين أن الاستنباط، يبدأ بقضايا عامة ليتوصل منها إلى الحقائق الجزئية، غير أن ذلك لا يعني أن الأسلوب العلمي يغفل أهمية القياس المنطقي، ولكنه حين يصل إلى قوانين عامة يستعمل الاستنباط والقياس في تطبيقها على الجزيئات للتثبت من صحتها، أي أنه يستعمل التفسير المنطقي الذي يتمثل في تفسير ظاهرة خاصة من نظرية أو قانون، كما يستخدم الطريقة الاستنتاجية التي تتمثل، في استخلاص قانون أو نظرية أو ظاهرة عامة من مجموعة ظواهر خاصة.

ويتضمن الأسلوب العلمي عمليتين مترابطتين (الملاحظة، الوصف) حيث أنه إذا كان العلم يرمي إلى التعبير عن العلاقات القائمة بين الظواهر المختلفة، فهذا التعبير هو في الأساس وصفي، وإذا كان هذا التعبير يمثل الوقائع المتعلقة بالظاهرة فإنه يعتمد على الملاحظة، ويختلف الوصف العلمي عن الوصف العادي من حيث أنه لا يعتمد على البلاغة اللغوية وإنما هو بالأساس وصف كمي، ذلك أن الباحث حينما يقيس النواحي المختلفة في ظاهرة أو أكثر، فإن هذا القياس ليس إلا وصفًا كميًا، يعتمد على الوسائل الإحصائية في اختزال مجموعة كبيرة من البيانات إلى مجموعة صغيرة من الأرقام والمصطلحات الإحصائية.

أما الملاحظة العلمية، فهي تستعين بالمقاييس المختلفة، وتقوم على أساس ترتيب الظروف ترتيبًا معينًا بحيث يمكن ملاحظتها بطريقة موضوعية، وتتميز الملاحظة العلمية في أنها يمكن تكرارها، مما يكون لها أهمية كبيرة من حيث الدقة العلمية، فهو يساعد على تحديد العناصر الأساسية في الموقف المطلوب دراسته، كما أن التكرار ضروري للتأكد من صحة الملاحظة، فقد يخطئ الباحث نتيجة الصدفة أو لتدخل العوامل الذاتية، مثل الأخطاء الناجمة عن الاختلاف في دقة الحواس، والصفات الشخصية للباحث، كالمثابرة وقوة الملاحظة،وتنقسم أساليب التفكير حسب علمي الى قسمين هما:

أ). الأسلوب العشوائي:

يعتمد على ردود الفعل الاعتيادية المستخدمة مرات عديدة متكررة لمواقف وأحداث متشابهة اعترضت الإنسان في حياته، أو لمواصلة حالة نشيطة تصادفه برد فعل بسيط لا يحتاج إلى جهد ذهني أو تفكير كثير ، أو قد لا يحتاج إلى تفكير إطلاقا. مثال: سقوط شيء من يد الإنسان فيمد يده لالتقاطه، أو أن يطرد بيده حشرة قد داهمته على و جهه، أو يعترض طريق سيره عارض بسيط فيحيد عنه أو يعبره. وأحيانا قد يتطور الأسلوب الاعتباطي فيما بعد إلى نوع من العلمية في مواجهة أغلب المواقف والمشاكل التي تحتاج إلى ردود فعل وإيجاد الحلول المناسبة لها.

ب). الأسلوب العلمي المبرمج:

يعتمد على استخدام الإنسان تفكيره بشكل مركز وكبير، بحيث يتناسب مع الحالة أو الموقف الذي يصادفه ويعترض حياته . وبهذا الأسلوب يحتاج الإنسان إلى تنظيم تفكيره وبرمجته ،وترتيب الخطوات المطلوب إتباعها لمجابهة حالة معينة أو مشكلة محددة تواجهه بغرض وضع الحلول المناسبة والوصول إلى المعرفة التامة المفيدة المبنية على أسس مدروسة.

3.المعرفة:

تعني الإحاطة بالشيء، أي العلم به، والمعرفة أشمل وأوسع من العلم، لأنها تشمل كل الرصيد الواسع والهائل من المعارف والعلوم والمعلومات التي استطاع الإنسان أن يجمعه عبر مراحل التاريخ الإنساني الطويل بحواسه وفكره وعقله.والمعرفة ضرورية للإنسان، لأن معرفة الحقائق تساعده على فهم القضايا التي تواجهه في حياته، وبفضل المعلومات التي يحصل عليها يستطيع (الإنسان) أن يتعلم كيف يجتاز العقبات التي تحول دون بلوغه الغايات التي ينشدها، وتساعده أيضًا على تدارك الأخطاء، واتخاذ الإجراءات الملائمة التي تمكنه من تحقيق أمانيه في الحياة.تختلف المعرفة العلمية عن المعرفة العادية في كونها قد بلغت درجة عالية من الصدق والثبات، وأمكن التحقق منها والتدليل عليها، والمعرفة العادية هي علم، أما المعرفة العلمية هي التي يتم تحقيقها بالبحث والتمحيص، ويعتبر "العلم" معرفة مصنفة تنسق في نظام فكري له مفاهيمه ومقاييسه الخاصة من مبادئ وقوانين ونظريات.

4.تصنيف المعرفة:

يتضح مما سبق أن المعرفة أوسع واشمل من العلم، إلا أن طرق الحصول على المعرفة تختلف من موضوع لآخر، فالمعرفة تصنف إلى ثلاثة أصناف رئيسة، وهي:

أ ).المعرفة الحسية: وهي التي يكتسبها الإنسان عن طريق حواسه المجردة كاللمس والاستماع والمشاهدة المباشرة، وهذا النوع من المعرفة بسيط، باعتبار أن أدلة الإقناع متوافرة (ملموسة) أو ثابتة في ذهن الإنسان.

ب).المعرفة التأملية (الفلسفية): وهذا النوع من المعرفة يتطلب النضج الفكري، والتعمق في دراسة الظواهر الموجودة، حيث أن مستوى تحليل الأحداث والمسائل المدروسة يوجب الإلمام بقوانين وقواعد علمية لاستنباط الحقائق عن طريق البحث والتمحيص، ولكن في العادة لا يحصل الباحث على أدلة قاطعة وملموسة تثبت حججه، ولكنه يقدم البراهين عن طريق استعمال المنطق والتحليل، ويثبت أن النتائج التي توصل إليها تعبر عن الحقيقة والمعرفة الصحيحة للقضية أو المسألة.

ج-المعرفة العلمية (التجريبية): وهذا النوع من المعرفة يقوم على أساس"الملاحظة المنظمة للظواهر"وعلى أساس وضع الفرضيات العلمية الملائمة والتحقق منها عن طريق التجربة وجمع البيانات وتحليلها.

5.طرق الوصول إلى المعرفة:

تعددت أساليب الحصول على المعرفة، وقد سلك الإنسان في جمع المعارف ثلاثة طرق للوصول إلى المعرفة وهي:

أ).استشارة أهل الرأي وإتباع التقاليد والعرف : تم إتباع هذا الأسلوب في العصور القديمة، لأن المعرفة المطلوبة آنذاك والحقائق التي يحتاجها الفرد كانت محدودة للغاية، فكان شيخ القبيلة هو المصدر الأساس لتفسير الظواهر والأمور الغامضة وغيره كما أن العادات والتقاليد الموروثة لعبت دورا مهما في الحصول على الحقائق والمعارف التي يحتاجها الإنسان البدائي في مواجهة الظواهر والأحداث.

ب).الخبرة والتجربة : أي الرجوع إلى المعرفة السابقة التي تمرس عليها الإنسان عند مواجهته لبعض الظواهر أو المواقف الشبيهة التي مرت به، أو الاعتماد على خبرات غيره من الناس في معالجة الأمر.

ج)الأسلوب الاستنباطي والأسلوب الاستقرائي:يقسم الاستدلال الذي يمارسه الفكر البشري إلى قسمين رئيسين احدهما الاستنباط والأخر الاستقراء ولكل من الدليل الاستنباطي والدليل الاستقرائي منهجه الخاص وطريقه المتميز،فالاستنباط :كل استدلال لا تكبر نتيجته المقدمات التي تكون منه ذلك الاستدلال،ففي كل دليل استنباطي تجيء النتيجة دائماً مساوية أو أصغر من مقدمتها ، فيقال مثلاً إبراهيم إنسان وكل إنسان يموت فإبراهيم يموت،قد استنتجنا أن إبراهيم يموت بطريقة استنباطية وهذه النتيجة أصغر من مقدمتها،لأنها تخص فرداً من الإنسان وهو إبراهيم ،بينما المقدمة القائلة كل إنسان يموت تشمل الأفراد جميعاً،فهو يسير من المبدأ العام الى التطبيقات الخاصة ومن الكلي الى الفرد، ويطلق المنطق الأرسطي على الطريقة التي أنتجها الدليل الاستنباطي في هذا المثال اسم القياس ،ويعتبر الطريقة القياسية هي الصورة النموذجية للدليل الاستنباطي.

     ونريد بالاستقراء كل استدلال تجيء النتيجة فيه أكبر من المقدمات التي ساهمت في تكوين ذلك الاستدلال فيقال مثلاً هذه القطعة من الحديد تتمدد بالحرارة وتلك تتمدد بالحرارة وهذه القطعة الثالثة تتمدد بالحرارة أيضا ، إذن كل حديد يتمدد بالحرارة وهذه النتيجة أكبر من المقدمات،لأن المقدمات لم تتناول إلا كمية محدودة من قطع الحديد-ثلاثة أو أربعة أو العشرات-بينما النتيجة تناولت كل الحديد وحكمت انه يتمدد بالحرارة،وبذلك شملت القطع الحديدية التي لم تدخل في المقدمات ولم يجر عليها الفحص،ومن أجل هذا يعتبر السير الفكري في الدليل الاستقرائي الناقص معاكساً للسير في الدليل الاستنباطي لأن الاستقراء التام استنباطاً لا استقراء ، وعليه يمكن الحصول على معرفة احتمالية يقبل بها الباحث كتقريب للواقع.

وهناك طرق اخرى للوصول إلى المعرفة وهي (الأكثر وضوحا):

الطريقة الخضوعية:أي الاعتماد على الأشخاص أو الجهات المنتجة للمعرفة والمعلومات وتزويدها لمجتمعاتهم، مثل شيخ القبيلة في المجتمعات العشائرية، والعالم الديني في المجتمعات الدينية، والرؤساء والملوك في بعض المجتمعات ذات السلطة المطلقة، وكذلك العلماء في مجتمعات العلم والتقنيات.

·        الطريقة الروحية:تأتي المعرفة من ما وراء الطبيعة كالإله الخالق والأنبياء والجهات ذات السلطة والمعرفة الخارقة ، وهذه تعتمد على قوة الإيمان.

·        الطريقة المنطقية: تعتمد هذه على المنطق والشرح والإقناع والاستنتاج.

·        الطريقة العلمية: فهي تعتمد على الملاحظة والتجريب أو الاستنطاق.

6.العلـم:

العلم يعني إدراك الشيء بحقيقته، وهو اليقين والمعرفة، والعلم يعني مجموعة الحقائق والوقائع والنظريات، ومناهج البحث التي تزخر بها المؤلفات العلمية. كما يعرف "العلم "بأنه نسق المعارف العلمية المتراكمة أو هو مجموعة المبادئ والقواعد التي تشرح بعض الظواهر والعلاقات القائمة بينها. إذًا العلم هو فرع من الدراسة الذي يلتزم بكيان مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة، التي تحكمها قوانين عامة، تحتوي على طرق ومناهج ثابتة متفق عليها، لاكتشاف الحقائق الجديدة في نطاق هذه الدراسة، وعليه فإن الهدف الرئيسي للعلم هو التعبير عن العلاقات القائمة بين الظواهر التي يدرسها الإنسان من أجل التعرف على جوهرها وطبيعتها.

.وظائف العلم:

يضطلع العلم بوظيفة أساسية تتمثل في اكتشاف النظام السائد في هذا الكون، وفهم قوانين الطبيعة والحصول على الطرق اللازمة للسيطرة على قوى الطبيعة والتحكم فيها، وذلك عن طريق زيادة قدرة الإنسان على تفسير الأحداث والظواهر والتنبؤ بها وضبطها. وتنحصر وظائف العلم في تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية وهي:

أ-الاكتشاف والتعبير:

وتتمثل هذه الوظيفة للعلم في اكتشاف القوانين العلمية العامة والشاملة للظواهر والأحداث المتشابهة والمترابطة والمتناسقة عن طريق ملاحظة ورصد الأحداث والظواهر وتصنيفها وتحليلها عن طريق وضع الفرضيات العلمية المختلفة، وإجراء عمليات التجريب العلمي للوصول إلى قوانين علمية موضوعية عامة وشاملة تفسر هذا النوع والوقائع والأحداث.

ب-التنبؤ العلمي:

بمعنى أن العلم يساعد على التنبؤ الصحيح لسير الأحداث والظواهر الطبيعية وغير الطبيعية المنظمة بالقوانين العلمية المكتشفة، مثل التوقع والتنبؤ بموعد الكسوف والخسوف،وبمستقبل حالة الطقس، وبمستقبل تقلبات الرأي العام سياسيًا واجتماعيًا إلى غير ذلك من الحالات والأمور التي يمكن التنبؤ العلمي بمستقبلها وذلك بغرض أخذ الاحتياطيات اللازمة لمواجهة ذلك.

ولا يقصد بالتنبؤ هنا، التخمين أو التكهن بمعرفة المستقبل، ولكن المقصود هو القدرة على توقع ما قد يحدث إذا سارت الظروف سيرًا معينًا، مع التذكير بأن التنبؤات العلمية ليست على نفس الدقة في جميع مجالات العلم، ففي العلوم الطبيعية، تكون أكثر دقة منها في مجالات العلوم السلوكية، ومجالات المعرفة الاجتماعية.

ج-الضبط والتحكم:

يساهم العلم والبحث العلمي في عملية الضبط والتحكم في الظواهر والأحداث والوقائع والأمور والسيطرة عليها وتوجيهها التوجيه المطلوب، واستغلال النتائج لخدمة الإنسانية، وبذلك تمكن الإنسان بفضل العلم من التحكم والضبط (مثلا) في مسار الأنهار الكبرى، ومياه البحار والمحيطات، والتحكم في الجاذبية الأرضية واستغلال ذلك لخدمة البشرية، كما أصبح اليوم بفضل العلم، التحكم في الأمراض والسلوكيات البشرية وضبطها وتوجيهها نحو الخير، وكذلك التحكم في الفضاء الخارجي واستغلاله لخدمة الإنسانية جمعاء.

7.مفهوم البحث العلمي :

في اللغة البحث(Researh) هو طلب الشيء في التراب أو تحته وهو من بحث أي فتش ونبش واستقصى يقال باحثه أي حاوره وجادله وبين له مقصود ه بالدليل وتباحثا .

وبحث في الأمر  : حاول معرفة حقيقته ،وهو جمع أبحاث وبحوث ويأتي معناه التمحص والتفتيش ،أي بذل الجهد في موضوع ما وفي المسائل المتعلقة به ومنه البحث العلمي ويطلق على الشخص المحب  للبحث أسم الباحث (researgher) .

أما في الإصلاح الأكاديمي (البحث) هو الجهد الذي يبذله الباحث ... تفتيشا وتنقيبا وتحليلا ونقدا ومقارنة في موضوع ما بغاية اكتشاف الحقيقة أو الوصول إليها وليس للبرهنة على شيء ما أواثبات أمر ما أو تأييد أمر ما يتفق ورؤيته أو ميله وبالتالي هو التقرير(Ropport) الموضوعي ،الكامل ،الوافي ،المعلل بالأدلة والأسانيد ،والمجرد عن كل ميل أو هوى ،الذي يقدمه الباحث ولاسيما الباحث الأكاديمي او الجامعي حول موضوع ما او مشكلة ما الى لجنة متخصصة بغاية انتزاع الرضا او الثناء عليه ،او الإعجاب به للحصول على درجة علمية معينة ،ماجستير أو دكتوراه أو كتابة بحث جامعي لغرض التخرج وما شابه ذلك.

والطريقة التي يستخدمها الباحث في بحثه وعمله للحصول على غاية تسمى المنهج (Methoode) فالمنهج هو الأداة التي يستخدمها الباحث  للوصول الى غايته او غرضه واكتشاف الحقيقة او الوصول الى المعرفة ،والعلم الذي يبحث في طبيعة هذا المنهج وأسسه وأدواته وقواعده يسمى ... علم مناهج البحث (Methodologies).

ويستخلص من التعاريف المذكورة بان البحث العلمي هو عبارة عن جهد إنسان منظم وهادف يقوم على الربط بين الوسائل والغايات من اجل تحقيق طموحات الإنسان ومعالجة مشكلاته وتلبية احتياجاته  وإشباعها ويتضمن البحث العلمي مجموعة من الأدوات والمعلومات والبيانات المنضمة والهادفة،ويربط البحث بين النظريات والأفكار والإبداع الإنساني من جهة والخبرة العلمية والممارسة والمشكلات والطموحات الإنسانية من جهة أخرى .

ونظام البحث العلمي يقوم على أساس الافتراضات التالية :

1البحث العلمي عبارة عن نظام متكامل وشامل لمكونات داخلية عديدة كنظام فرعي يشكل جزء من نظام الكون والإنسان  والطبيعة وهو نظام مفتوح إي يتفاعل مع البيئة ويؤثر فيها

2يعد البحث العلمي نشاط أنساني هادف وتطبيقي يقوم على تسخير الفكر العلمي لتوجيه الممارسة والخبرة العلمية للإنسان من خلال الربط الفعال بين الوسائط والغايات التي ترمي لتحقيق نتائج وأثار ذات قيمة ايجابية محددة.

3 البحث العلمي يتصف بالمرونة والتغير والنسبية والحركية بين الحضارات والأمم.

8.أهمية البحث العلمي وأهدافه:

إن الحاجة إلى الدراسات والبحوث و التعلم أصبحت اليوم مهمة أكثر من أي وقت مضى ،فالعلم والعالم في سباق للوصول إلى اكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المستمدة من العلوم التي تكفل الرفاهية للإنسان، وتضمن له التفوق على غيره.

وإذا كانت الدول المتقدمة تولي اهتماما كبيرا للبحث العلمي فذلك يرجع إلى أنها أدركت أن عظمة الأمم تكمن في قدرات أبنائها العلمية و الفكرية و السلوكية. والبحث العلمي ميدان خصب ودعامة أساسية لاقتصاد الدول وتطوره،وبالتالي يحقق الرفاهية لشعوبها و المحافظة على مكانتها الدولية.

وقد أصبحت منهجية البحث العلمي وأساليب القيام بها من الأمور المسلم بها في المؤسسات الأكاديمية و مراكز البحوث، بالإضافة إلى انتشار استخدامها في معالجة المشكلات التي تواجه المجتمع بصفة عامة، حيث لم يعد البحث العلمي قاصرا على ميادين العلوم الطبيعية وحدها.

ويمكن إجمال أهداف البحث العلمي بالنقاط الآتية:

1.تطوير المعرفة الإنسانية بالبيئة المحيطة بكافة أبعادها وجوانبها الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية والسياسية والتكنولوجية وغيرها .

2.مواجهة متطلبات البيئة المحيطة بالإنسان وتوجيهها لخدمة الإنسان من خلال استغلال الفرص المتاحة  واحتواء المشكلات التي  تظهر.

3.تعزيز فعالية البحث العلمي نفسه من خلال تطوير الفكر والممارسة العلمية ،وتأكيد الثوابت الأخلاقية للبحث العلمي وتوسيع مجالاته ورصد الإمكانات المالية والبشرية والمعلوماتية والتكنولوجية الملائمة لتطوير وتفعيل نتائجه التطبيقية .

أهمية البحث العلمي في ميادين العلوم:

يعيش العالم اليوم في حالة سباق متسارع لاكتساب أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المستمدة من العلوم التي تقود إلى التقدم والرقي والازدهار، فالمعرفة العلمية-بلا شك –تمثل مفتاحًا للنجاح والتطور نحو الأفضل، حيث تعتبر المعرفة ضرورية للإنسان، لأن معرفة الحقائق تساعده على فهم المسائل والقضايا التي تواجه في حياته العملية، إذ بفضل المعلومات التي يحصل عليها الإنسان يستطيع أن يتعلم كيف يتخطى العقبات التي تحول دون بلوغه الأهداف المنشودة،ويعرف كيف يستخدم الاستراتيجيات التي تتيح له القدرة على تدارك الأخطاء واتخاذ إجراءات جديدة تمكنه من تحقيق أمانيه في الحياة، وهو يستطيع غير ذلك أن يحقق ما يرغب فيه مستعينًا بذكائه ومعرفته للكشف على العديد من الظواهر التي يجهلها.

ويحتل البحث العلمي في الوقت الراهن، مكانًا بارزًا في تقدم النهضة العلمية وتطورها،من خلال مساهمة الباحثين بإضافتهم المبتكرة في رصيد المعرفة الإنسانية، حيث تعتبر المؤسسات الأكاديمية هي المراكز الرئيسية لهذا النشاط العلمي الحيوي ، بما لها من وظيفة أساسية في تشجيع البحث العلمي وتنشيطه وإثارة الحوافز العلمية لدى الطالب والدارس حتى يتمكن من القيام بهذه المهمة على أكمل وجه.

ونظرًا لأن البحث العلمي يعد من أهم وأعقد أوجه النشاط الفكري، فإن الجامعات تبذل جهودًا جبارة في تدريب الطلاب على إتقانه أثناء دراستهم الجامعية لتمكنهم من اكتساب مهارات بحثية تجعلهم قادرين على إضافة معرفة جديدة إلى رصيد الفكر الإنساني، كما تعمل الجامعات على إظهار قدرة الطلاب في البحث العلمي عن طريق جمع وتقويم المعلومات وعرضها بطريقة علمية سليمة في إطار واضح المعالم، يبرهن على قدرة الطالب على إتباع الأساليب الصحيحة للبحث وإصدار الأحكام النقدية التي تكشف عن مستواه العلمي ونضجه الفكري التي تمثل الميزة الأساسية للدراسة الأكاديمية.

أهمية البحث العلمي للطالب:

إن البحوث القصيرة التي يكتبها الطالب في المدرسة أنما الغاية منها تعويد الطالب على التنقيب عن الحقائق واكتشاف آفاقا جديدة من المعرفة والتعبير عن آراءه بحرية وصراحة .

ويمكن تلخيص الأهداف الرئيسية لكتابة الأبحاث إلى جانب ما ذكر في:

١- إثراء معلومات الطالب في مواضيع معينة.

٢- الاعتماد على النفس في دراسة المشكلات وإصدار إحكام بشأنها.

٣- إتباع الأساليب و القواعد العلمية المعتمدة في كتابة البحوث.

٤- التعود على استخدام الوثائق و الكتب ومصادر المعلومات والربط بينهم للوصول إلى نتائج جديدة.

٥- التعود على معالجة المواضيع بموضوعية ونزاهة ونظام في العمل.

٦- التعود على القراءة وتحصين النفس ضد الجهل.

 

13.مراحل عملية البحث:

المعرفة العلمية هي معرفة يمكن إثباتها عن طريق كل من العقل والتجربة (الملاحظة )،كما أن الصلاحية المنطقية ووسيلة التحقق التجريبية هما المعياران اللذان يستخدماهما العلماء لتقويم المسعى في سبيل المعرفة، وهذان المعياران يترجمان في أنشطة البحث التي يقوم بها العلماء من خلال عملية البحث. ومن هنا يمكن النظر إلى عملية البحث على أنها المخطط الشامل للأنشطة العلمية التي ينشغل فيها العلماء لتحقيق المعرفة، فهي النموذج المثالي للاستقصاء العلمي لمراحل عملية البحث (المشكلة، الفرض النظري، تصميم البحث، القياس، تجميع البيانات، تحليل البيانات ثم التعميم)، وكل مرحلة من هذه المراحل تتبادل العلاقة مع النظرية (أي النتيجة) بمعنى أنها تتأثر بها وتؤثر فيها.

14.الأسلوب العلمي وأهميته في البحث:

تسعى العلوم جميعها إلى تحقيق أهداف العلم الثلاثة، التفسير، التنبؤ، والضبط ، بتبني الأسلوب العلمي الذي يتميز بالدقة والموضوعية، وباختبار الحقائق اختبارًا منطقيًا، مع العلم أن الحقائق العلمية ليست بالضرورة حقائق ثابتة، بل حقائق بلغت درجة عالية من الصدق وفي هذا المجال تبرز قضية منهجية يختلف فيها الباحث أو العالم في الجوانب النظرية، عن الجانب الآخر التطبيقي. فالأول (النظري) لا يقتنع بنتائجه حتى يزول عنها كل شك مقبول، وتصل درجة احتمال الصدق فيها إلى أقصى درجة، أما الآخر (التطبيقي )، فهو يكتفي بأقصى درجات الاحتمال، فإذا وازن نتائجه فإنه يأخذ أكثرها احتمالا للصدق.

ويعتمد الأسلوب العلمي بالأساس على الاستقراء الذي يختلف عن الاستنباط والقياس المنطقي، فهو يبدأ بالجزئيات ليستمد منها القوانين في حين أن القياس، يبدأ بقضايا عامة يتوصل منها إلى الحقائق الجزئية، وليس يعني ذلك أن الأسلوب العلمي يغفل أهمية القياس المنطقي، ولكنه عندما يصل إلى قوانين عامة يستعمل الاستنباط والقياس في تطبيقها على الجزئيات للتثبت من صحتها، كما يستخدم الطريقة الاستنتاجية التي تتمثل، في استخلاص قانون أو ظاهرة عامة من مجموعة ظواهر خاصة،

كما يفيد التكرار أيضا في التأكد من دقة ملاحظة شخص آخر، أو في إعادة البحث مرة أخرى بغرض التأكد من النتائج.

بإيجاز يبدأ الباحث بتحديد معالم وأبعاد مشكلة البحث، ثم يستغل الباحث كل خبراته ومهارته في حل تلك المشكلة، مرورا ببلورة أفكاره المناسبة للمشكلة على أساس البيانات المتوفرة لديه من مصادره الذاتية أو المصادر الأخرى.

15.خصائص الأسلوب العلمي:

يتميز الأسلوب العلمي عن بقية الأساليب الفكرية بعدة خصائص أساسية أهمها:

١) الموضوعية: وتعني الموضوعية هنا، أن الباحث يلتزم في بحثه المقاييس العلمية الدقيقة، ويقوم بإدراج الحقائق والوقائع التي تدعم وجهة نظره، وكذلك الحقائق التي تتضارب مع منطلقاته وتصوراته، فالنتيجة يجب أن تكون منطقية ومنسجمة مع الواقع ولا تناقضه، وعلى الباحث أن يتقبل ذلك ويعترف بالنتائج المستخلصة حتى ولو كانت لا تتطابق مع تصوراته وتوقعاته.

٢) استخدام الطريقة الصحيحة والهادفة: ويقصد بذلك، أن الباحث عندما يقوم بدراسة مشكلة أو موضوع معين، ويبحث عن حل لها، يجب أن يستخدم طريقة علمية صحيحة وهادفة للتوصل إلى النتائج المطلوبة لحل هذه المشكلة، وإلا فقدت الدراسة قيمتها العلمية وجدواها.

٣) الاعتماد على القواعد العلمية: يتعين على الباحث الالتزام بتبني الأسلوب العلمي في البحث من خلال احترام جميع القواعد العلمية المطلوبة لدراسة كل موضوع، حيث إن تجاهل أو إغفال أي عنصر من عناصر البحث العلمي، يقود إلى نتائج خاطئة أو مخالفة للواقع. ومن هنا، فإن عدم استكمال الشروط العلمية المتعارف عليها في هذا الميدان، يحول دون حصول الباحث على النتائج العلمية المرجوة.

٤) الانفتاح الفكري: ويقصد بذلك، انه يتعين على الباحث الحرص على التمسك بالروح العلمية والتطلع دائما إلى معرفة الحقيقة فقط، والابتعاد قدر الإمكان عن التزمت والتشبث بالرؤية الأحادية المتعلقة بالنتائج التي توصل إليها من خلال دراسته للمشكلة، ويجب أن يكون ذهن الباحث منفتحا على كل تغيير في النتائج المحصول عليها والاعتراف بالحقيقة، وان كانت لا تخلو من مرارة.

٥) الابتعاد عن إصدار الأحكام النهائية : لا شك أن من أهم خصائص الأسلوب العلمي في البحث التي ينبغي على الباحث التقيد بها، هي ضرورة التأني وعدم إصدار الأحكام النهائية ، إذ يجب أن تصدر الأحكام استنادا إلى البراهين والحجج والحقائق التي تثبت صحة النظريات والاقتراحات الأولية، أي بمعنى أدق، ضرورة اعتماد الباحث على أدلة كافية قبل إصدار أي حكم أو التحدث عن نتائج تم التوصل إليها.

18.أنواع البحوث:

تصنف البحوث إلى نوعين أساسين هما:

١- البحوث الأساسية : فهي بحوث تجري أساسا من اجل الحصول على المعرفة بحد ذاتها وتسما أحيانا البحوث النظرية، وتشتق عاده من المشاكل الفكرية أو البدائية، ويمكن تطبيق نتائجها فيما بعد على مشاكل قائمة بالفعل.

٢- البحوث التطبيقية : هي بحوث عملية تكون أهدافها محدده بشكل أدق من البحوث لنظرية،وتكون موجه لحل مشكله من المشاكل العملية أو لاكتشاف معارف جديدة يمكن تسخيرها والاستفادة منها فورًا في واقع حقيقي وفعلي موجود في مؤسسه أو منطقه أو لدا أفراد،ويمكن الاستعانة بنتائجها فيما بعد لمعالجه مشكله من المشاكل القائمة بالفعل.

أنواع البحوث من حيث مناهجها:

إن طبيعة المناهج المستخدمة في البحث تفرض أيضاً تقسيمًا أخر لأنواع البحوث، فيكون تقسيمها كالأتي:

١- البحوث الوثائقية : وهي البحوث التي تكون أدوات جمع المعلومات فيها معتمده على المصادر والوثائق المطبوعة والغير مطبوعة وكذلك المواد السمعية والبصرية ومخرجات الحاسبة وما شابه ذلك من مصادر معلومات المجمعة والمنظم ة. ومن أهم المناهج المتبعة في هذا النوع من الوثائق ما يأتي[1]:

أ. الطريقة الإحصائية أو المنهج الإحصائي.

ب . المنهج التاريخي.

ت . منهج تحليل المضمون أو تحليل المحتوى.

٢- البحوث الميدانية : هي التي تنفذ عن طريق جمع المعلومات من مواقع المؤسسات والوحدات الإدارية والتجمعات البشرية بشكل مباشر، وعن طريق الاستبيان والاستقصاء أو المقابلة والمواجهة أو الملاحظة المباشرة، والمناهج المتبعة في هذا النوع هي ما يلي:

أ. المنهج المسحي.

ب . منهج دراسة الحالة.

ت . المنهج الوصفي.

٣- البحوث التجريبية : تجرى الأبحاث في هذه الحالة في المختبرات، ويحتاج هذا النوع من البحوث التجريبية إلى ثلاثة أركان أساسيه هي : المواد الأولية التي تجرى عليها التجارب،والأجهزة والمعدات المطلوبة لإجراء التجارب، والباحثين المختصين ومساعديهم.

أنواع البحوث حسب جهات تنفيذها:

١- البحوث الأكاديمية: وهي التي تجرى في الجامعات والمعاهد والمؤسسات الأكاديمية المختلفة، وتصنف إلى المستويات التالية:

أ. البحوث الجامعية الأولية : وهي أقرب ما تكون إلى التقارير منها إلى البحوث،حيث يتطلب من طلبة المراحل الجامعية الأولية خاصة الصفوف المنتهية كتابة بحث للتخرج.

ب.بحوث الدراسات العليا: وهي على أنواع منها رسائل الدبلوم العالي، والماجستير،والدكتوراه، التي يتقرر فيها الطالب فترة معينة بعد اختياره لموضوع بحثه ووضع الأسس اللازمة له، وتعين مشرف له.

ت. بحوث التدريسيين:يتوجب على أساتذة الجامعات والمعاهد كتابة بحوث لغرض تقييمهم وترقياتهم ولغرض اشتراكهم في مؤتمرات علمية.

٢- البحوث الغير أكاديمية : وهي بحوث متخصصة تنفذ في المؤسسات والدوائر المختلفة لغرض تطوير أعمالها ومعالجة المشاكل والاختناقات التي تعترض طريقها، فهي اقرب ما يكون إلى البحوث التطبيقية.

فائدة:عن أنواع البحث الجامعي :

يمكن أن نميز بين ثلاثة أنواع من البحوث الجامعية وذلك تبعا لقصر البحث وطوله هي :

1.المقالة       2.الرسالة       3.الأطروحة

1.المقالة:يمكن أن نميز فيها المقالة العلمية  ،ومقالة البحث الجامعي .

المقالة العلمية :

،وهي عمل صادر من عالم أو باحث أو كاتب متخصص في علوم مختلفة كعلم الطب والادارة والمحاسبة والسياسة ،والتاريخ ،وعلم النفس ...الخ ،وهي تبرز مساهمة الباحث الأصلية في مجال المعرفة الإنسانية والتقدم العلمي.

مقالة البحث الجامعي :

وهي بحث قصير يقوم به (الباحث )الطالب الجامعي لم يتمرس بعد في اصول البحث العلمي يستخدم  بعض المراجع المتعلقة ببحثه لضيق الوقت او قصر الزمن ،وذلك معرفة مدى قدرته على جمع المعلومات واستيعابها وترتيبها والتأليف فيها ،ومدى امانته في نقل الافكار واقتباس المعلومات  وصحة الاستنتاجات . 

 وهذا يعني ان الفرق كبير بين المقالة العلمية الصادرة عن عالم أو باحث متخصص وبين المقالة العلمية الجامعية التي يكلف بها الطالب او الباحث المبتدئ.

2.الرسالة

وهي بحث أكاديمي طويل يقوم به طالب لنيل درجة  علمية عالية ،الماجستير أو الدكتوراه ، الحلقة الثالثة  بإشراف أستاذ أكاديمي ،يتناول في الطالب موضوعا يستحق الدراسة ،ويتوخى فيه البحث عن الحقيقة أو اكتشافها وإثراء المعرفة بذلك .

وغالبا ما تكون المدة الزمنية التي يستغرقها أنجاز البحث تتعدى السنة بالنسبة للماجستير وقد تتعدى الثلاث سنوات إلى الدكتوراه الحلقة الثالثة المعتمدة في بعض البلاد الأجنبية كفرنسا سابقا أو في  بعض جامعات البلاد العربية كجامعة  القديس يوسف بلبنان .

 3.الاطروحة :

وهي تسمية تطلق على كل بحث مسهب أصيل يقدم لنيل شهادة الدكتوراه وهذا البحث الذي يوثق عامة بمصادر ومراجع كثيرة  ويقوم على التحليل الدقيق وبراعة التأليف والتنظيم  ،وحسن الأسلوب ودقة المنهج ،يستغرق زمناً ليس بالقصير إذ قد يمتد لسنوات عدة ثلاث او خمس سنوات ،او أكثر ،لأن على الباحث ان يقدم شيئاً جديداً في مجال بحثه لم يسبقه اليه احد ويساهم مساهمة فعالة في إثراء المعرفة الانسانية والترقي العلمي .

    والذي يميز الاطروحة عن الرسالة هو انه اصالة البحث في الاطروحة يجب أن تكون أوضح صورة وأقوى إثراء منها في الرسالة مما يعني أنه صاحب الاطروحة يمكنه الاستقلال برأيه بعيداً عن آراء الغير وإرشاداتهم سواء كانوا من الأساتذة  المشرفين او الباحثين المعروفين.

19.غاية البحث :

البحث سواء كان مقالة متخصصة او رسالة او اطروحة ،غايته واحدة هي الانطلاق من حيث انتهى اليه الغير او الاسهام في زيادة المعرفة الانسانية .وقد يتجلى هذا الاسهام في النواحي الآتية :

في دراسة احد الموضوعات الشائكة المعقدة اوالمختلف حولها او تحقيق بعض او احدى المخطوطات المتعلقة بها والتي قد تلقي الاضواء عليها وتكسبنا مزيدا من العلم والمعرفة .في اكتشاف حقائق جديدة في موضوع ما يستحق الدراسة .في اكتشاف عوامل وأسباب جديدة غير معروفة لحقائق موضوعات قديمة متعارف عليها .في بحث أو خلق موضوع جديد من معلومات او مادة متناثرة وترتيبها بصورة مبتكرة جديدة مفيدة .في فهم جديد للتراث عن طريق قراءة جديدة له بطريقة بحث مغايرة للطرائق المعروفة أي استخدام منهج جديد مغاير للمناهج المستخدمة في دراسة التراث وفهمه .

صفات البحث الجيد:

ينبغي أن تتوفر في البحث الجيد مجموعة من الشروط والمستلزمات البحثية الأساسية، مثل:

١). العنوان الواضح والشامل للبحث : إن الاختيار المناسب لعنوان البحث أو الرسالة أمر ضروري للتعريف بالبحث منذ الوهلة الأولى لقراءته من ق بل الآخرين، وينبغي أن تتوفر ثلاث سمات رئيسة في العنوان، وهي:

أ- الشمولية: أي أن يشمل العنوان بعباراته المجال الدقيق المحدد للموضوع البحثي.

ب- الوضوح: يجب أن تكون مصطلحات العنوان وعباراته المستخدمة واضحة.

ج- الدلالة: أي أن يكون العنوان شاملا لموضوع البحث ودالا عليه دلالة واضحة وبعيدا عن العموميات.

٢). تخطيط حدود البحث : ضرورة صياغة موضوع البحث ضمن حدود موضوعية وزمنية ومكانية واضحة المعالم، وتجنب التخبط والمتاهة في أمور لا تخص موضوع البحث، لأن الخوض في العموميات غير محددة المعالم والأهداف تبعد الباحث عن ال بحث بعمق بموضوع بحثه المنصوص عليه في العنوان.

٣). الإلمام الكافي بموضوع البحث : يجب أن يتناسب البحث وموضوعه مع إمكانيات الباحث

الذي يجب أن يكون ملما بشكل وافي بمجال موضوع البحث نتيجة لخبرته أو تخصصه في مجال البحث، أو لقراءاته الواسعة والمتعمقة.

٤). توفر الوقت الكافي للباحث : ضرورة التقيد بالفترة الزمنية لإنجاز البحث، على أن يتناسب الوقت المحدد للبحث أو الرسالة مع حدود البحث الموضوعية والمكانية . فمثلا أن معظم بحوث التخرج والماجستير والدكتوراه تتطلب تفرغا تاما لإنجازها. عموما الباحث الجيد عادة يعمل على:

أ). تخصيص ساعات كافية من وقته لمتابعة وتنفيذ البحث.

ب). برمجة هذه الساعات وتوزيعها على مراحل وخطوات البحث المختلفة بشكل يكفل إنجاز البحث بالشكل الصحيح.

٥). الإسناد: ضرورة إعتماد الباحث في كتابة بحثه على الدراسات السابقة والآراء الأصلية المسندة، وأن يكون دقيقا في سرد النصوص وإرجاعها لكاتبها الأصلي، والإطلاع على الآراء والأفكار المختلفة المتوفرة في مجال البحث . فالأمانة العلمية بالاقتباس ونقلها أمر في غاية الأهمية في كتابة البحوث، وترتكز الأمانة العلمية في البحث على جانبين أساسين، وهما:

أ. الإشارة إلى المصدر أو المصادر التي استقي الباحث منها معلوماته وأفكاره، مع ذكر البيانات الأساسية الكاملة للمصدر كعنوان المصدر، والسنة التي نشر فيها، والمؤلف أو المؤلفون، والناشر، والمكان، ورقم المجلد، وعدد الصفحات.

ب. التأكد من عدم تشويه الأفكار والآراء المنقولة من المصادر، فعلى الباحث أن يذكر الفكرة أو المعلومة التي قد استفاد منها بذات المعنى الذي وردت فيه.

٦). وضوح الأسلوب : يجب أن يكون البحث الجيد مكتوب بأسلوب واضح، ومقروء، ومشوق،مع مراعاة السلامة اللغوية، وان تكون المصطلحات المستخدمة موحدة في متن البحث.

٧). الترابط بين أجزاء البحث : ضرورة ترابط أقسام البحث وأجزاءه المختلفة وانسجامها، كما يجب أن يكون هناك ترابط تسلسل منطقي، وتاريخي أو موضوعي، يربط الفصول ما بينها،ويكون هناك أيضا ترابط وتسلسل في المعلومات ما بين الفصول.

٨).الإسهام والإضافة إلى المعرفة في مجال تخصص الباحث : الباحث الجيد هو الذي الذي يبدأ من حيث أنتهي الآخرون بغرض مواصلة المسيرة البحثية وإضافة معلومات جديدة في نفس المجال.

٩). توفر المصادر والمعلومات عن موضوع البحث : ضرورة توفر معلومات كافية ومصادر وافية عن مجال موضوع البحث، وقد تكون هذه المصادر مكتوبة أو مطبوعة أو الإلكترونية متوفرة في المكتبات أو مراكز المعلومات أو الإنترنت.

17.صفات الباحث الجيد

ينبغي أن تتوفر بعض السمات في الباحث العلمي كي يكون ناجحا في إنجاز بحثه وإعداده وكتابته بشكل جيد، ومن أهم هذه السمات ما يلي:

١. توفر الرغبة في موضوع البحث : تعتبر رغبة الباحث في مجال وموضوع البحث وميله نحو عامل مهم في إنجاح عمله وبحثه . فالرغبة الشخصية دائما هي عامل مساعد ودافع فعال يؤدي للنجاح.

٢. القابلية على التحمل والصبر الباحث الناجح بحاجه إلى تحمل المشاق في التفتيش المستمر والمضني والطويل أحيانا عن مصادر المعلومات المناسبة والتعايش معها بذكاء وصبر وتأني.

٣. التواضع:يجب أن يتصف الباحث العلمي بالتواضع مهما وصل إلى مرتبة متقدمه في علمه وبحثه ومعرفته في مجال وموضوع محدد، فانه يبقى بحاجه إلى الاستزادة من العلم والمعرفة، لذا فانه يحتاج إلى التواضع أمام نتاجات وأعمال الآخرين، وعدم استخدام عبارة "أنا" في الكتابة، أي أن لا يذكر" وجدت أو عملت"، بل يستخدم عبارة" وجد الباحث أو عمل الباحث"، وهكذا بالنسبة للعبارات المشابهة الأخرى.

٤. التركيز وقوة الملاحظة:يجب أن يكون الباحث الجيد يقظًا عند تحليل معلوماته وتفسيرها وأن يتجنب الاجتهادات الخاطئة في شرحه المعلومات التي يستخدمها ومعانيه لذا فإنه يحتاج إلى التركيز وصفاء الذهن عند الكتابة والبحث، وأن يهيئ لنفسه مثل هذه المواصفات مهما كانت مشاغله الوظيفية أو اليومية وطبيعة عمله.

٥. قدرة الباحث على إنجاز البحث:يجب أن يكون الباحث قادر على البحث والتحليل والعرض بالشكل الناسب لأن تطوير قابليات الباحث ومنهجين أمر مهم بحيث يتمكن من التعمق في تفسير وتحليل المعلومات الكافية المجمعة لديه.

٦. الباحث المنظم:يجب أن يكون الباحث منظمًا من خلال عمله من حيث تنظيم ساعاته وأوقاته وتنظيم وترتيب معلوماته المجمعة بشكل منطقي وعم لي بحيث يسهل مراجعتها ومتابعتها وربطها مع بعض بشكل منطقي . والتنظيم له مردود كبير على إنجاح عمل الباحث واختصار واستثمار الوقت المتاح.

٧. تجرد الباحث علميًا:يجب أن يكون الباحث الناجح موضوعيًا في كتابته وبحثه، وهذا يتطلب في الابتعاد عن العاطفة المجردة من البحث من اجل الوصول إلى الحقائق، أي يجب أن يبتعد عن  إعطاء أراء شخصيه أو معلومات غير معززه بالآراء المعتمدة والشواهد المقبولة والمقنعة.

الفصل الثاني/مرتكزات كتابة منهجية البحث العلمي:

تمهيد:

 المنهجية العلمية نسقًا من القواعد والإجراءات التي يعتمد عليها طريق البحث ، وهذا النسق لا هو بالمغلق ولا هو بالمنزه عن الخطأ، حيث يتم إدخال التحسينات بصورة دائمة على القواعد والإجراءات، ويقوم العلماء بالبحث عن المناهج والأساليب الفنية الجديدة للمشاهدة والاستدلال والتعميم والتحليل، وبمجرد تطور الأشياء وتثبيت تطابقها مع الفرضيات الواردة بالمدخل العلمي، يتم إدماجها في نسق القواعد التي تكون أسلوب المنهجية العلمية، فالمنهجية هي أولا وقبل كل شيء تقوم بتصحيح نفسها، والعلم لا يتقيد بالموضوع الذي يدور حوله، ولكنه يتقيد بمنهجيته، والأمر الذي يجعل المدخل العلمي في وضع منفصل، هو الفرضيات العلمية التي يقوم عليها، والمنهجية التي يأخذ منها،وقد تناول هذا الفصل مبحثين يتعلق الاول الخطة التحضيرية للبحث العلمي أما المبحث الثاني فقد ركز على منهجية البحث العلمي.

المبحث الاول:الخطة التحضيرية للبحث العلمي"تنظيم كتابة البحث العلمي:

تمهيد

أهمية إعداد خطة البحث

محتويات الخطة

الصفحات التمهيدية للبحث

مقدمة البحث

منهجية البحث

نتائج وتوصيات البحث

مراجع ومصادر البحث

ملاحق البحث

 

تمهيد:

خطة البحث عبارة عن تقرير يعطي الباحث صورة وافية عن مشكلة بحثه فالخطة الأساسية التي يشير الباحث اليها في بحثه , أو هي الهيكل العظمي للموضوع , أو الصورة المصغرة لما سيكون عليه البحث بعد إتمامه أو قريب منه. وكما إن بناء أي منزل يبدأ المهندس فيه برسم مصغر له , يحدد فيه أركانه ودعائمه , ثم يبدأ البناء بعد ذلك تبعا للمشروع المخطط , فكذلك البحث يبدأ الباحث فيه بوضع مشروع له منهج يسير عليه ليكون هذا المشروع دليلا له عند إعداده .

فبعد أن ينتهي الباحث من جمع المعلومات وعرضها وتحليلها وتفسيرها وحصر النتائج التي توصل إليها ووضع التوصيات التي يراها ضرورية , فإنه يبدأ بالتفكير في كتابة جهده العلمي هذا من أول خطوة قام بها وحتى أخر خطوة , إن قيام الباحث بكتابة جهده العلمي المبذول بكافة تفاصيله يتم من خلال تقرير علمي خاص يسمى تقرير البحث.

وتختلف شروط ومتطلبات كتابة التقرير من مؤسسة إلى أخرى ومن دورية إلى أخرى وبغض النظر عن المتطلبات , فالهدف واحد وهو تحديد مواصفات للكتابة للتأكد من سلامة اللغة ولضمان تحقيق الفائدة من البحث وصحة المعلومات الواردة في الدراسة وتعتبر هذه الخطوة من أهم خطوات البحث العلمي فإذا كانت كتابة التقرير ضعيفة وغير منظمة ولا تستند إلى المنهجية العلمية فهذا يعني ضياع وقت الباحث في تجميع وتحليل البيانات والمعلومات وعدم إيصال المعلومة للقارئ , وتجدر الإشارة إلى إن هناك اختلافا  في كتابة خطة البحث في البحوث النظرية عنها في البحوث التطبيقية.

أهمية إعداد خطة البحث

تعد كتابة خطة البحت من الأمور الضرورية قبل البدء في كتابة البحث ذاته وتنبع أهمية خطة البحث للأسباب التالية:

1-    تقدم صورة واضحة عن الباحث ودرجة صدقه وأمانته العلمية

2-    تعكس صورة واضحة عن قدرات الباحث وأسلوبه العلمي

3-    يكون بمثابة مرجع رئيس للأبحاث والدراسات المستقبلية في نفس الموضوع

4-    تعتبر سجلا وثائقيا للدراسات السابقة في نفس الموضوع

5-    يكون بمثابة سجل حافظ لنتائج الدراسة بحيث يمكن الرجوع إليه

بالإضافة إلى ما تقدم فإن هناك العديد من الخصائص الهامة التي يجب أن تؤخذ من قبل الباحث عند كتابة تقرير البحث وأهمها :

1-    اللغة والصياغة اللغوية الواضحة والدقيقة

2-    حجم البحث وشكل الصفحات وترتيب المحتويات

3-    الطباعة الجيدة الخالية من الأخطاء اللغوية

4-    الترابط بين الأقسام الرئيسية لتقرير البحث من حيث عدد الصفحات

5-    الوحدة العنصرية والموضوعية لمحتويات الدراسة

وتتعدد أنواع تقارير البحوث فقد يكون ورقة عمل أو ورقة بحثية وقد يكون مقالا علميا أو أطروحة ماجستير أو دكتوراه أو كتابا وأيا كان نوع التقرير فلا بد على الباحث من وضع مخطط هيكلي لمحتوى هذا التقرير وذلك يساعده في ترتيب أفكاره ويسهل مهمته في الكتابة .

 

محتويات الخطة :

لا يوجد شكل واحد لمحتويات الخطة ولكن لابد من توفر بعض العناصر الأساسية في هذه الخطة , وفيما يلي تحديد هذه المحتويات :

أولاً : الصفحات التمهيدية

1-    صفحة العنوان : وتتضمن هذه الصفحة عنوان البحث حيث يوضع عادة بشكل يتوسط الثلث الأعلى من الورقة ثم يتبعه اسم الباحث الذي قام بإعداد الدراسة ثم المشرف أو الجهة التي سيتم تقديم البحث إليها كالإشارة إلى إن هذا البحث هو متطلب للحصول على شهادة علمية معينة وتاريخ تقديم البحث. وعند اختيار عنوان البحث يجب مراعاة النقاط الاتية:

• ان يعبر العنوان تعبيرا دقيقا عن موضوع البحث .

• ان لا يكون العنوان قصيرا مخلا ولا طويلا مملأ.

• ان تختار ألفاظه بالغة العلمية البسيطة والسليمة والسهلة .

• ان تكون الصياغة علمية بسيطة ليست مجازية ( خيالية ) .

• ان لا يحتوي العنوان على مصطلحات تحتمل أكثر من معنى.

1-    صفحة الإجازة ( إقرار لجنة المناقشة) : وتكون في الرسائل الجامعية فقط

2-    صفحة الإهداء : يقوم الباحث بإهداء عمله لمن يريد من الأهل أو الأصدقاء أو أولى الفضل في أنجاز عمله

3-    صفحة الشكر: يقوم الباحث في هذه الصفحة بتقديم شكره لمن ساعده وآزره في مشوار بحثه وبشكل عام يجب عدم المبالغة في الشكر والتقدير لأنه ربما يفسر بأنه نوع من التملق وكسب الرضا دون وجه حق

4-    ملخص البحث: ويستخدم في الأبحاث العلمية وأن لا يزيد عدد كلماته عن (200) كلمة , وان يحتوي على المشكلة وعلى هدف الدراسة وأهم النتائج التي توصل إليها الباحث

5-    قائمة المحتويات: وهي عبارة عن الفهرس الذي يضم موضوعات البحث موزعة حسب الفصول, مع ذكر رقم الصفحة التي ورد فيها كل موضوع

6-    قائمة الجداول: وهي عبارة عن قائمة تتضمن أرقام الجداول الواردة في البحث بدءا بأول رقم جدول وأنتهاءا بالأخر

7-    قائمة الأشكال والرسوم: وهي عبارة عن قائمة بالرسوم البيانية الواردة في البحث

ثانياً: مقدمة البحث

1-    موضوع أو مجال مشكلة البحث:

يحدد الباحث هنا المشكلة التي يريد بحثها, فيحاول الباحث تعريفها بشكل عام, وتصاغ المشكلة بشكل يعطي انطباع واضح على أنها موقف غامض أو تساؤل يراود ذهن الباحث ويحاول إيجاد حل أو جواب مناسب له وتحدد عبارات المشكلة بشكل دقيق وواضح

2-    أهمية البحث:

وذلك يعني أن يحدد الباحث أهمية دراسته وأهمية أيجاد الحل للمشكلة المبحوثة , فيحاول الباحث أن يوضح في هذا الجانب القيمة أو الإضافة العلمية والعملية والنظرية والتطبيقية لموضوع البحث

 

3-    أهداف البحث:

وينعكس هذا المحور من خطة البحث في تحديد ماهي هدف الخوض في مثل هذا الموضوع من قبل الباحث , وما الذي يبتغيه من خوضه للبحث

4-    الدراسات السابقة:

وينتهي هذا الجزء بخلاصة تتضمن القيمة الإجمالية للإسهامات السابقة , وتبرز أهمية تحديد الدراسات السابقة في مجموعة من الفوائد أهمها:

·        توفير الخلفية العلمية والمناخ المناسب والمصادر اللازمة لإجراء البحث الجديد

·        تكشف عن جذور المشكلة وتؤدي إلى فهم ما تم بخصوصها في الفترات السابقة

·        تبرز الجوانب التي لم يتم دراستها من قبل وهذا يؤدي إلى بحوث جديدة

·        تساعد الباحث على إجراء مقارنات بين نتائجه ونتائج الدراسات السابقة

·        تساعد الباحث على التعرف على أهمية بحثه في إضافة معلومات جديدة

ثالثاً: منهجية البحث

ونعني بهذا وصف إلية تنفيذ الدراسة سواء تصميم البحث والمنهج الذي سيستخدم في الدراسة وطرق جمع البيانات واختيار العينات إضافة لطرق معالجة البيانات إحصائيا أو الطرق الأخرى المتبعة في عملية التحليل.

 رابعاً: متن البحث

يحتوي على تفصيلات المشروع البحثي , وعادة ما يتضمن المواضيع التالية:

·        تحليل ومعالجة البيانات

·        نتائج البحث

·        مناقشة النتائج وتفسيرها

خامساً: النتائج والتوصيات

هذا هو الفصل الأخير في التقرير ويتضمن موجز للبحث والنتائج والتوصيات التي خرج بها الباحث يجب أن نلفت النظر هنا بأنه لا يجوز أن يورد الباحث أية معلومات جديدة أو تحليلات أضافية لم تعالج في الفصول السابقة وفي حالة الاستنتاجات الخاصة بموضوع معين أو نقطة, على الباحث مراجعة إثباتاته ليتأكد من أنها تدعم التعميمات والاستنتاجات التي توصل إليها بطريقة منطقية, وهنا يجدر بنا إن نذكر بأنه عندما يقوم الباحث بحل مشكلة ما قد يكتشف عددا من المشاكل التي تحتاج إلى مزيد من البحث, فمثل هذه المشاكل يجب أن يشار إليها في الخلاصة.أن الباحث يكون في موضع أفضل ليوصي بالقيام بمثل هذه الدراسات لأنه هو الذي اجري الدراسة الأولية وتكشفت له الجوانب التي تحتاج إلى مزيد من الاستقصاء .

سادساً: المراجع

في نهاية كتابة خطة البحث, يجب على الباحث أن يحدد المراجع والمصادر التي استخدمها أن كم ونوع المراجع وحداثتها يعكس مدى جدية وقيمة الدراسة المستخدمة

سابعاً: الملاحق

وهي كل ما يلحق في أخر البحث من جداول ورسومات وقوانين وغيرها بالإضافة إلى استمارة الاستبيان وتساعد على دعم النتائج الواردة في البحث  

 

المبحث الثاني:مرتكزات منهجية البحث العلمي

وتتكون مرتكزات البحث العلمي من مجموعة من الأجزاء المترابطة والمتكاملة والمتسلسلة منطقياً والتي تشكل الهيكل الأساسي أو العمود الفقري لأي بحث علمي،وبالرغم من الاختلافات النسبية حول شكل هذا الهيكل إلا انه يتمحور حول عدة مرتكزات وعناصر وهي كما يأتي ـ

(مشكلة البحث – أسئلة البحث – فرضية البحث – حدود البحث – أهداف البحث واهميته – مجتمع البحث وعينته – المنهج المتبع في البحث ( منهج البحث ) – إجراءات البحث – مصطلحات البحث –) .

اولا : مشكلة البحث :-

 المشكلة: هي أي موقف غامض يريد الإنسان أن يستوضحه ، أو حالة مستعصية يريد فهمها والتمكن من معالجتها والتغلب عليها و هي مركز البحث وبعبارة أخرى هي جوهر البحث , أو المحور الأساسي الذي يدور حوله البحث , وتحديد المشكلة أمر مهم , لان المشكلة هي التي توضح للآخرين أهمية البحث , ومجاله , ومحتواة التربوي , وإطاره , ومدى الاستفادة من نتائجه .

• وهناك أسلوبان لصياغة المشكلة . فإما تصاغ في عبارة تقريرية او ان تصاغ على شكل سؤال .

- ويفضل الباحثون صياغتها في شكل أسئلة , حتى تكون النتائج التي يتم التوصل على هذه الأسئلة إليها هي إجابات مباشرة .

• وهناك بعض الأمور التي ينبغي للباحث ان يراعيها عند اختياره لمشكلة بحثه وتحديدها . ومن أهم هذه الأمور ما يلي :

1- ان يوجد دافع قوي وميل لدى الباحث نحو دراسة المشكلة

2- ان تكون مشكلة البحث واضحة ومحددة إمام الباحث .

3- يجب ان يختار الباحث المشكلة التي يؤدي حلها إلى إعطاء قيمة علمية وعملية في ميدان البحث.

4- ان ترتبط المشكلة بواقع المجتمع ومشكلاته وان لا تكون من خيال الباحث .

5- ان تكون المشكلة جديدة لم تدرس من قبل.

6- ان تكون في مقدور الباحث واستطاعته , من حيث قدراته العلمية والبحثية .

7- ان يكون لدى الباحث تصور للتغلب على معوقات بحث المشكلة ( مثل:المعوقات السياسية – الاجتماعية – الاقتصادية ).

• مصادر اشتقاق المشكلة :

-المصدر الشخصي.

-المصدر العلمي.

-المصدر المجتمعي.

-المصدر الرسمي.

• رابعا: أسئلة البحث :

أما أسئلة البحث فهي اطروحات يطرحها الباحث,تنبثق من المشكلة والإجابات عنها يمكن ان تمثل حلولأ للمشكلة ( ويجب ان تكون الأسئلة التى يضعها الباحث لا يستطيع الإجابة عليها إلا بعد الانتهاء من بحثه).

• خامسا: فرضية البحث

يجب على الباحث ان يقوم بوضع الفرضية التي يعتقد بإنها تؤدي إلى تفسير مشكلة البحث والفرضية بشكل عام عبارة عن تخمين ذكي وتفسير محتمل يتم بواسطة ربط الأسباب بالمسببات كتفسير مؤقت للمشكلة أو الظاهرة المدروسة وبالتالي:

فإن الفرضية عبارة عن حدس أو تكهن يضعه الباحث كحل ممكن ومحتمل لمشكلة الدراسة والفروض تؤخذ صيغة التعميمات أو المقترحات التي تصاغ بأسلوب منسق ومنظم يظهر العلاقات التي يحاول الباحث من خلالها حل المشكلة وتشتمل الفرضيات عادة على بعض العلاقات المعروفة كحقائق علمية والتي يقوم الباحث بربطها ببعض الأفكار المتصورة التي ينسجها من خياله ليعطي بذلك تفسيرات وحلول أولية مقبولة لأوضاع الظاهرة أو المشكلة التي مازالت مجهولة

وعلى هذا الأساس فإن الفرضية تعني واحد أو أكثر من الجوانب الآتية:

1-    حل محتمل لمشكلة البحث

2-    تخمين ذكي لسبب أو أسباب المشكلة

3-    رأي مبدأي لحل المشكلة

4-    استنتاج موقف يتوصل إليه الباحث

5-    تفسير مؤقت للمشكلة

6-    إجابة محتملة على السؤال الذي تمثله المشكلة

ملاحظه: يجب أن يخضع كل فرض للاختبار وتثبت صحته من عدمه ويكون الباحث أمينا وصادقا في تبين الاستنتاجات التي توصل إليها من نتائج بحثه ومدى توافقها مع الفروض التي وضعها في بحثه ويصرح بصحة فرضه من عدمه فان ذلك يعطى بحثه الثقة والمصداقية ولا ينقص منه شيئا.

• سادسا : حدود البحث :

1- الحدود الجغرافية للبحث :

ويقصد بها تحديد اسم المنطقة التي سيشملها البحث وحدودها .

- مثال : دولة العراق , ومن ثم , محافظة العاصمة

2 - الحدود الزمنية :

وتعني ان يحدد الباحث الفترة الزمنية التي سيغطيها البحث .

مثال : يقتصر هذا البحث على دراسة محو الأمية في المجتمع العراقي منذ 2004 الى سنة 2011.

3- الحدود الموضوعية :

ان يحدد الباحث العناصر الأساسية التي سيدرسها في بحثه .

مثال : مشكلة الأمية لها أسباب كثيرة ( عوامل تربوية تعليمية –عوامل اقتصادية –عوامل اجتماعية –عوامل نفسية ...الخ , وليس من المعقول ان يتصدى الباحث لدراسة لكل العوامل بل يذكرها في بحثه ويتعمق في جانب واحد من تلك العوامل المترابطة في تخصص بحثه حتى يعطيه حقه من البحث والدراسة .

• سابعا : أهداف البحث وأهميته :

الأهداف : هي التي تجيب عن سؤال الباحث لنفسه : لماذا يجرى هذا البحث ؟ أي توضح ما يسعى الباحث للوصول إلية بإجراء بحثه .

الأهمية : فتعتبر عما يضيفه البحث – بعد الانتهاء منه – من فوائد إلى الميدان العلمي ومجال التخصص .

* ثامنا : مجتمع البحث وعينته :

المجتمع : هي جميع مفردات الظاهرة المراد دراستها , سواء أكانت هذه المفردات بشرا , أم كتبا , أم أنشطة تربوية , ام غير ذلك.

العينة : هي المجموعة التي يختارها الباحث من أفراد المجتمع , ويجب ان يحدد حجم العينة وسبب اختيارها بصورة مقنعة , وقد يستعين الباحث بالبحوث والدراسات والخبرات السابقة في تبرير اختياره لعينة بحثه.

• تاسعا : المنهج المتبع في البحث ( منهج البحث ) :

يجب ان يحدد الباحث نوع المنهج الذي سيستخدمه في دراسة موضوعة , ويجب علية ان يذكر المنهج الذي اختاره , أم المنهج وصفي – أما المنهج التاريخي –أم المنهج التجريبي , ام انه سيعتمد على أكثر من منهج من هذه المناهج.

• عاشرا : إجراءات البحث :

ويقصد بها الخطوات التي يتبعها الباحث في الإجابة عن تساؤلات البحث او للتحقق من فروضه وذلك على النحو التالي :

1- الإطار النظري للبحث : ويتضمن الخلفية النظرية التي تسبق الدراسة الميدانية وما تشمل عليه من مفاهيم – نظريات وأفكار ودراسات سابقة اتجاهات حديثة في مجال البحث .

2- الإطار الميداني ويتضمن :

- تحديد المجتمع الأصلي للدراسة وكيف اختارها : مثال يذكر الباحث عينة بحث ستكون 100 تلميذ مثلا .

- -أما في الدراسات الميدانية فيشرح الطريقة التي اختار بها عينته ومبررات ذلك .

- -تحديد الأدوات التي سيقوم الباحث بتصميمها او الأدوات التي يمكن ان يستخدمها للإجابة عن تساؤلات البحث.

- تحديد الطرق التي سيسلكها الباحث في تطبيقه لأدوات البحث

- - توضيح الأساليب الإحصائية التي سيستخدمها في معالجة بيانات البحث .

• حادي عشر : مصطلحات البحث :-

هي الكلمات او التعبيرات الغامضة او غير المتداولة او التي تفهم بأكثر من معنى باختلاف السياقات التي تستخدم فيها , بحث يوضح الباحث هذا المصطلح من خلال تعريف والمقصود فيه في هذا البحث .

 

الفصل الثالث/ المناهج العملية للبحث العلمي:

تمهيد:

لما كان البحث يختلف باختلاف الحقول والعلوم التي يبحث فيها وينتمي اليها وهو على انواع منها العلوم البحتة ،الاجتماعي،الأدبي ،التاريخي ،الفلسفي ،الاقتصادي ... الخ ،فالمنهج تبعا لذلك انواع وهو يتعدد بتعدد العلوم ،ولذا فانه لكل علم منهج بحث خاص به ،فللعلم الطبيعي منهجه الخاص به ،هو (المنهج التجريبي) الذي يتحقق فيه اقصى درجات الضبط العلمي والدقة العلمية والاجتماعية منهج خاص به وهو (منهج الوصف الظاهري الاجتماعي)،وللتاريخ منهجه الخاص به وهو(منهج التاريخي أو الاسترداي)،ولعلم النفس منهجه الخاص به(المنهج النفساني أو منهج التحليل النفسي)،وللفلسفة منهجها الخاص بها وهو (المنهج المنطقي الذي يقوم  على تحليل المنطق والبرهان العقلي والترابط العلمي)إذ أن الباحث هو الذي يقوم بخلق ظروف البحث العلمي ومتغيراته ويتحكم بها لكشف العلاقة السببية فيما بينها لذا فانه على الباحث أن يحزم أمره ابتداءاً ويحدد المنهج الذي يريد استخدامه في موضوع بحثه ويذكر ذلك في المقدمة .

وموضوع البحث العلمي يقوم أساسا على طلب المعرفة وتقصيها و الوصول إليها، فهو في الوقت نفسه يتناول العلوم في مجموعها ويستند إلى أساليب و مناهج في تقصيه لحقائق العلوم.

كما ان الباحث عندما يتقصى الحقائق و المعلومات أنما يهدف إلى إحداث إضافات أو تعديلات في ميادين العلوم مما سيسفر بالتالي عن تطويرها وتقدمها.

مفهوم المنهج:

يعتبر منهج البحث في جميع حقول المعرفة واحد، والهدف هو التوفيق بين النشاط الذاتي المبدع، والمعلومات الأولية والوسائل التي تظهر في سياق البحث، على أن فضائل البحث عامة،فهي فضائل متصلة بالتكوين السليم للإنسان، ومن ثم بالإنسانية جمعاء. والمنهج العلمي هو الدراسة الفكرية الواعية للمناهج المختلفة التي تطبق في مختلف العلوم وفقًا لاختلاف موضوعات هذه العلوم، وهي قسم من أقسام المنطق، والمنهج هو خطوات منظمة يتبعها الباحث أو الدارس في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل إلى نتيجة معينة، أي أن المنهج هو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم المختلفة عن طريق جملة من القواعد العامة التي تسيطر على سير العقل.

يلعب منهج البحث دورًا أساسيا في تدوين معلومات البحث، فهو يلزم الباحث على عدم إبداء رأيه الشخصي دون تعزيزه بآراء لها قيمتها، والتقيد بإخضاع أي رأي للنقاش مهما كانت درجة الثقة به، إذ لا توجد حقيقة راهنة بذاتها، وضرورة تقيد الباحث بالدقة في الاعتماد على الروايات والاقتباسات أو التواريخ غير الواضحة أو غير الدقيقة، وكذلك ضرورة الدقة في شرح المدلولات التي يسوقها الباحث، وباختصار ينبغي، أن يتحلى الباحث بالصبر على ما قد يبعثه البحث أحيانًا، في النفس من شعور بالغربة والوحشة، وما قد يعنيه من وحدة وانعزال وتأمل،ويرتبط تحديد المنهج العلمي الذي يستخدمه الباحث لدراسة مشكلة معينة بموضوع الظاهرة المدروسة بمعنى ان مناهج البحث العلمي تختلف باختلاف الظواهر والمشكلات المدروسة وما يصلح منها لدراسة ظاهرة معينة قد لا يصلح لدراسة ظاهرة اخرى نظرا لاختلاف الظواهر المدروسة في خصائصها وموضوعاتها ومن هنا لابد من دراسة ظاهرةً ما باستخدام اكثر من منهج علمي،وفيما يلي توضيح أهم المناهج العلمية المتبعة في اساليب البحث العلمي:

·        المنهج الوصفي

·        المنهج الاستدلالي

·        المنهج المقارن

·        المنهج التاريخي

·        المنهج التجريبي

·        المنهج الإحصائي

1.المنهج الوصفي

هو طريق يعتمد عليه الباحثون فى الحصول على معلومات وافية ودقيقة تصور الواقع الاجتماعي وتسهم في تحليل ظواهره .ويرتبط بالمنهج الوصفي عدد من المناهج الأخرى المتفرعة عنه أهمها المنهج المسحي و منهج دراسة الحالة.

و يمكن تعريفه أيضا بأنه طريقة من طرق التحليل و التفسير بشكل علمي منظم من أجل الوصول إلى أغراض محددة لوضعية اِجتماعية أو : هو طريقة لوصف الظاهرة المدروسة و تصويرها كميا عن طريق جمع معلومات عن المشكلة و تصنيفها و تحليلها و إخضاعها للدراسة الدقيقة .

أهداف المنهج الوصفي :

1/ جمع معلومات حقيقية و مفصلة لظاهرة موجودة فعلا في مجتمع معين .

2/ تحديد المشاكل الموجودة .

3/ اِجراء مقارنة و تقييم لبعض الظواهر .

4/ تحديد ما يفعله الأفراد في مشكلة ما و الاِستفادة من آرائهم و خبراتهم و وضع خطط مستقبلية و اِتخاذ القرارات المناسبة في مشاكل ذات طبيعة متشابهة .

5/ اِيجاد العلاقات بين الظواهر المختلفة .

6/ جمع البيانات و المعلومات و تنظيمها و تحليلها للوصول اِلى اِستنتاجات و تعميمات .

خطوات المنهج الوصفي

1/ الشعور بمشكلة البحث .

2/ تحديد المشكلة التي يريد الباحث دراستها و صياغتها بشكل سؤال محدد أو أكثر من سؤال

3/ وضع فرض أو مجموعة من الفروض كحلول مبدئية للمشكلة .

4/ وضع الاِفتراضات أو المسلمات التي سيبني عليها الباحث دراسته و التي ستواجه في عملة

5/ تحديد مجتمع الدراسة و يقرر الباحث اِن كانت الدراسة ستتناول المجتمع بأكمله أو عينة مشتقة منه .

6/ اِختيار أدوات البحث التي سيستخدمها الباحث في الحصول على المعلومات : كالاِستبيان ، المقابلة ، الملاحظة ... و ذلك وفقا بطبيعة مشكلة البحث .

7/ القيام بجمع المعلومات المطلوبة بطريقة دقيقة و منظمة .

8/ تحليل النتائج و تنظيمها .

9/ تحليل النتائج و تفسيرها و اِستخلاص التعميمات .

2.المنهج الاستدلالي:

يعرف الاستدلال بأنه: " هو البرهان الذي يبدأ من قضايا مسلم بها، ويسير إلى قضايا أخرى تنتج عنها بالضرورة, ودون الالتجاء إلى التجربة, وهذا السير يكون بواسطة القول أو الحساب."وذلك مثل العمليات الحسابية التي يقوم بها الرياضي دون إجراء تجارب, والاستدلالات التي يستعملها القاضي اعتمادا على ما لديه من قضايا ومبادئ قانونية.

والاستدلال قد يكون عملية عقلية منطقية أولية, وهو كل برهان دقيق مثل الحساب والقياس.

وقد يكون عبارة عن عملية سلوكية منهجية لتحصيل الحقيقة, وهو السلوك العام المستخدم في العلوم والرياضة وهو التسلسل المنطقي المنتقل من مبادئ وقضايا أولية إلى قضايا أخرى تستخلص وتستنتج منها بالضرورة, دون استعمال التجربة, عكس المنهج التجريبي أو الاستقرائي القائم على أساس التجربة.

مبادئ الاستدلال:

يتكون النظام الاستدلالي من المبادئ والنظريات, وذلك أن النظام الاستدلالي يشتمل على ميكانيزم يتسلسل من قضايا ومبادئ يستنتج منها مبادئ وقضايا مستنتجة كنتائج للعملية الاستدلالية الأولى, ثم تصبح هذه بدورها مبادئ وقضايا أولية بالنسبة للنتائج الأخرى... وهكذا إلى النهاية.

والنتائج المستخرجة من القضايا والمبادئ تسمى " النظريات " ولذا كان الاستدلال في صورة نظام متكون من ميكانيزم: المبادئ والنظريات.

 مبادئ الاستدلال هي: مجموع القضايا والتصورات الأولية غير المستخرجة من غيرها في نظام استدلالي معين. وقد قسم رجال المنطق القدماء مبادئ الاستدلال إلى( البديهيات ـ المصادرات ـ التعريفات).

أ ـ البديهيات:

البديهية هي قضية بينة بنفسها, وليس من الممكن البرهنة عليها, فهي صادقة بلا برهان. وتتميز بثلاثة خصائص:

ـ أنها بينة نفسية: حيث تتبين للنفس تلقائيا وبدون واسطة برهان.

ـ أنها أولية منطقية: أي أنها مبدأ أوليا غير مستخلص من غيره من المبادئ والقضايا الأخرى.

ـ أنها قاعدة صورية عامة: أو قضية مشتركة لأنه مسلم بها من كافة العقول على السواء, ولأنها شاملة لأكثر من علم واحد.

ب ـ المصادرات:

المصادرات قضايا تركيبية, أقل يقينية من البديهيات, فهي ليست بينة وغير عامة ومشتركة, ولكن يصادر على صحتها ويسلم بها تسليما, بالرغم من عدم بيانها بوضوح للعقل, ولكن نظرا لفائدتها المتمثلة في إمكانية استنتاج منها العديد من النتائج دون الوقوع في تناقض.

وصحة المصادرات تظهر من نتائجها المتعددة وغير المتناقضة.

وتوجد المصادرات في الرياضيات والعلوم الطبيعية وفي العلوم الإنسانية والاجتماعية, مثل المصادرة القائلة: أن الإنسان يفعل أولا طبقا لما يراه أنفع, والمصادرة الأخلاقية القائلة: أن كل إنسان يطلب السعادة.

ج ـ التعريفات:

التعريفات هي قضايا وتصورات جزئية وخاصة بكل علم, والتعريف هو التعبير عن ماهية المعرف عنه وحده, وعنه كله, أي تعريفا جامعا مانعا, ويتركب التعريف من شيئين هما:

المعرف به وهو الشيء المراد تعريفه, والمعرف وهو القول الذي يحدد خواص وعناصر الشيء المعرف.

والتعريف قد يكون تعريفا رياضيا, أي تعريفا ثابتا وقبليا وضروريا نهائيا وكليا, لأنه من عمل العقل الثابت في جوهره.

وقد يكون التعريف تعريفا تجريبيا, كما هو الحال في العلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية والقانونية, حيث يكون التعريف تعريفا متحركا ومتطورا ومتدرج في تكوينه, حيث يتكون شيئا فشيئا في ميدان التجربة, حيث تضيف إليه التجارب الميدانية عناصر وخواص جديدة ومتحركة ومتغيرة.

هذه مبادئ الاستدلال الثلاثة, وقد ثبت لرجال المنطق والفلسفة وعلم المنهجية على الخصوص, أن هذه المبادئ الثلاثة متداخلة في ما بينها, ومتعاونة ومتكاملة في تحقيق العملية الاستدلالية من أجل استخراج النتائج والنظريات والبرهنة على صحتها.

أدوات الاستدلال:

أ ـ القياس:

وهو عملية أو قضية عقلية منطقية، تنطلق من مقدمات مسلم بها, أو مسلمات إلى نتائج افتراضية غير مضمون صحتها. فالقياس هو تحصيل حاصل مستمر, عكس البرهان الرياضي الذي يأتي دائما بحقيقة جديدة, لم تكن موجودة في المبادئ الأولية لا ضمنيا ولا صراحة, فالبرهان الرياضي عكس القياس مبدع وخلاق للجديد الأصيل.

ب ـ التجريب العقلي:

التجريب العقلي يختلف اختلافا جذريا وتاما عن المنهج التجريبي, والتجريب العقلي هو في معناه الواسع والعام: قيام الإنسان في داخل عقله بكل الفروض والتحقيقات التي يعجز عن القيام بها في الخارج, وقد يكون التجريب العقلي تجريبيا عقليا خياليا, كما هو في حالات جموع العباقرة والفنانين والشعراء, وهذا النوع من التجريب العقلي ليست له قيمة علمية, ولكن له قيم فنية جمالية خلاقة.

وقد يكون التجريب العقلي تجريبا عقليا علميا, لأنه يقوم على وقائع يجرب عليها الإنسان الأوضاع والفروض العقلية الداخلية العديدة, لاستخلاص النتائج التي تؤدي إليها هذه الفروض داخل الذهن الإنساني.

ج ـ التركيب:

التركيب هو عملية عقلية عكسية, تبدأ من القضية الصحيحة المعلومة الصحة, إلى استخراج كل النتائج ومعرفة كل هذه النتائج المراد استخلاصها من هذه القضية الصحيحة والمعلومة.

3.المنهج المقارن:

يستخدم المنهج المقارن استخداما واسعا في الدراسات القانونية والاجتماعية, كمقارنة ظاهرة اجتماعية بنفس الظاهرة في مجتمع آخر, أو مقارنتهما في بعض المجالات الاقتصادية والسياسية والقانونية.

ويتيح استخدام هذا المنهج المقارن, التعمق والدقة في الدراسة والتحكم في موضوع البحث والتعمق في جانب من جوانبه, فعلى سبيل المثال يمكن أن ندرس جانبا واحدا من جوانب المؤسسة الاقتصادية: الأداء أو المواد البشرية...ويمكن أن تكون المقارنة لإبراز خصائص ومميزات كل موضوع من موضوعات المقارنة, وإظهار أوجه الشبه والاختلاف بينهما. وتطور علم السياسة مثلا مدين إلى حد بعيد للمنهج المقارن، فلقد استخدمه اليونان الذين مثلت لديهم الدول اليونانية ( المدن اليونانية ) مجالا لدراسة أنظمتها السياسية عن طريق المقارنة, وقد قام أرسطو بمقارنة (158 )دستورا من دساتير هذه الدول, ويعتبر ذلك ثورة منهجية في علم السياسة .

والجدير بالذكر أن الدراسات المقارنة للنظم الاجتماعية وعمليات التغيير من بين الاهتمامات الرئيسة في العديد من الدراسات التاريخية والقانونية والسياسية وغيرها, وقد استعمل رواد الفكر الغربي من أمثال: كومت, سبنسر, هوبنز, وغيرهم التحليلات المقارنة للظواهر والنظم الاجتماعية بهدف الكشف عن أنماط التطور واتجاهاته, كما نجد نماذج أخرى من الدراسة المقارنة لدى الكثير من رواد العلوم الاجتماعية في أعمال دوركايم وخاصة في مناقشته لقواعد المنهج.وطورت المدرسة الغربية وبخاصة بعد إسهامات " دافي " و" موريه " في الدراسات المقارنة للنظرية السياسية والقانونية.

كما لاقت الدراسة المقارنة اهتماما معتبرا لدى رجال القانون والمؤرخين والاقتصاديين, رغم أن المقارنة بالمفهوم الحديث كمنهج قائم بذاته, حديثة النشأة, فإن عملية المقارنة قديمة قدم الفكر الإنساني, فقد استخدم كل من أرسطو وأفلاطون المقارنة كوسيلة للحوار في المناقشة, قصد قبول أو رفض القضايا والأفكار المطروحة للنقاش.

وبالنسبة لتطبيقات هذا المنهج في الدراسات القانونية:

فلو عدنا على سبيل المثال إلى قانون حمورابي, سنلاحظ بأنه على الرغم من أنه لا يبدو أنه قد استخدم المنهج المقارن, فإنه قد توصل إلى هذا القانون استنادا إلى عادات وأعراف وحقائق كانت سائدة, أي أنه بعد المقارنة بين العادات والنظم السياسية والاقتصادية توصل إلى القانون المذكور.

ولقد عرف القانون المقارن تطورا معتبرا خلال القرن (19), وذلك بتأسيس " جمعية التشريع المقارن" بباريس سنة (1869), ثم بانعقاد المؤتمر الأول للقانون المقارن بمدينة باريس سنة (1900) وتهتم دراسة القانون المقارن بوجه عام بمقارنة قوانين بلدان مختلفة من أجل استخلاص أوجه الشبه والاختلاف فيما بينها.

وبناء على ذلك فقد ظهر القانون المقارن كميدان من ميادين البحث والدراسة, وكعلم قائم بذاته, وأصبح موضوعا من موضوعات الدراسات القانونية, ويرتبط باستخدام هذا المنهج في دراسة وتفسير مختلف فروع القانون.

كما نجد معظم الدول المتخلفة, وحتى بعض الدول المتقدمة قد تبنت قوانين بعض الدول الأخرى, وذلك بعد دراسة ومقارنة قوانين مختلفة بصفة نظرية, أو بناء على تجارب تطبيق تلك القوانين في بيئتها الأصلية.

4.المنهج التاريخي:

يتكون التاريخ من الوقائع والأحداث والحقائق التاريخية, التي حدثت وظهرت في الماضي ومرة واحدة, ولن تتكرر أبدا, على أساس أن التاريخ يستند إلى عنصر الزمن المتجه دوما إلى الأمام, دون تكرار أو رجوع إلى الوراء.ولدراسة الوقائع والأحداث أهمية كبرى في فهم ماضي الأفكار والحقائق والظواهر والحركات والمؤسسات والنظم, وفي محاولة فهم حاضرها والتنبؤ بأحكام وأحوال مستقبلها.

لذلك ظهرت أهمية وحتمية الدراسات التاريخية والبحوث العلمية التاريخية, التي تحاول بواسطة علم التاريخ ـ والمنهج التاريخي ـ أن تستعيد وتركب أحداث ووقائع الماضي بطريقة علمية في صورة حقائق علمية تاريخية, لفكرة من الأفكار, أو نظرية من النظريات, أو مدرسة من المدارس, أو مؤسسة من المؤسسات الاجتماعية والإنسانية والسياسية والاقتصادية.

ولدراسة الوقائع والحوادث والظواهر التاريخية, دراسة علمية تعتمد على العقل والمنطق, لابد من استخدام المنهج العلمي التاريخي.

مفهومـه:

المنهج التاريخي عدة تعريفات عامة وخاصة, منها التعريف العام الذي يقرر صاحبه أنه: " الطريقة التاريخية التي تعمل على تحليل وتفسير الحوادث التاريخية, كأساس لفهم المشاكل المعاصرة, والتنبؤ بما سيكون عليه المستقبل.

ومنها التعريف الخاص الذي يتميز بنوع من الدقة: " هو وضع الأدلة المأخوذة من الوثائق والمسجلات مع بعضها بطريقة منطقية, والاعتماد على هذه الأدلة في تكوين النتائج التي تؤدي إلى حقائق جديدة, وتقدم تعميمات سليمة عن الأحداث الماضية أو الحاضرة أو على الدوافع والصفات الإنسانية.

ومن التعريفات التي تتميز بالدقة أيضا أنه: " مجموعة الطرائق والتقنيات التي يتبعها الباحث التاريخي والمؤرخ, للوصول إلى الحقيقة التاريخية وإعادة بناء الماضي بكل دقائقه وزواياه, وكما كان عليه في زمانه ومكانه, وبجميع تفاعلات الحياة فيه, وهذه الطرائق قابلة دوما للتطور والتكامل, مع مجموع المعرفة الإنسانية وتكاملها,ونهج اكتسابها."

ويمكننا القول أن المنهج التاريخي هو منهج بحث علمي, يقوم بالبحث والكشف عن الحقائق التاريخية, من خلال تحليل وتركيب الأحداث والوقائع الماضية المسجلة في الوثائق والأدلة التاريخية, وإعطاء تفسيرات وتنبؤات علمية عامة في صورة نظريات وقوانين عامة وثابتة نسبيا.

عناصر ومراحل المنهج التاريخي:

يتألف المنهج التاريخي من عناصر ومراحل متشابكة ومتداخلة ومترابطة ومتكاملة, في تكوين بناء المنهج التاريخي ومضمونه, وهي:

1 ـ تحديد المشكلة العلمية التاريخية:

أي تحديد المشكلة أو الفكرة العلمية التاريخية التي تقوم حولها التساؤلات والاستفسارات التاريخية, الأمر الذي يؤدي إلى تحريك عملية البحث التاريخي, لاستخراج فرضيات علمية تكّون الإجابة الصحيحة والثابتة لهذه التساؤلات.

وتعتبر عملية تحديد المشكلة تحديدا واضحا ودقيقا, من أول وسائل نجاح البحث التاريخي، في الوصول إلى الحقيقة التاريخية. لذا يشترط في عملية تحديد المشكلة الشروط التالية:

ـ يجب أن تكون المشكلة معبرة عن العلاقة بين متحولين أو أكثر.

ـ يجب أن تصاغ المشكلة صياغة جيدة وواضحة وكاملة جامعة مانعة.

ـ يجب أن تصاغ بطريقة جيدة ملائمة للبحث العلمي التجريبي والخبري.

2 ـ جمع وحصر الوثائق التاريخية:

بعد عملية تحديد المشكلة, تأتي مرحلة جمع كافة الحقائق والوقائع المتعلقة بالمشكلة, وذلك عن طريق حصر وجمع كافة المصادر والوثائق والآثار والتسجيلات المتصلة بعناصر المشكلة, ودراسة وتحليل هذه الوثائق بطريقة علمية للتأكد من صحتها وسلامة مضمونها.

ونظرا لأهمية وحيوية هذه المرحلة أطلق البعض على المنهج التاريخي اسم " منهج الوثائق", فالوثائق التاريخية هي جوهر المنهج التاريخي. والوثيقة في اللغة الأداة والبينة المكتوبة الصحيحة والقاطعة في الإثبات وهي مأخوذة من وثق يثق ثقة أي ائتمنه, الشيء الوثيق الشيء المحكم. أما في الاصطلاح فهي: "جميع الآثار التي خلفتها أفكار البشر القدماء"

والوثائق أوسع من النص المكتوب, حيث تشمل كافة الوثائق والمصادر والأدلة والشواهد التاريخية, أصيلة وأولية, أو ثانوية وتكميلية, مكتوبة أو غير مكتوبة, رسمية أو غير رسمية, مادية أو غير مادية, والتي تتضمن تسجيلا لحوادث ووقائع تاريخية, أو لبعض أجزائها وعناصرها, يعتمد عليها في البحث والتجريب للوصول إلى الحقيقة التاريخية المتعلقة بالمشكلة محل الدراسة والبحث.

3 ـ نقد الوثائق التاريخية:

بعد عملية حصر وجمع الوثائق التاريخية, تأتي مرحلة فحص وتحليل هذه الوثائق, تحليلا علميا دقيقا, عن طريق استخدام كافة أنواع الاستدلالات والتجريب, للتأكد من مدى أصالة وهوية وصدق هذه الوثائق.

وتعرف عملية التقييم والفحص والتحليل هذه, بعملية النقـد, وتتطلب صفات خاصة في الباحث, مثل: الحس التاريخي القوي, الذكاء اللماح, الإدراك العميق, الثقافة الواسعة والمعرفة المتنوعة, وكذا القدرة القوية على استعمال فروع العلوم الأخرى في تحليل ونقد الوثائق التاريخية مثل اللغة وعلم الكيمياء وعلم الأجناس, ومعرفة اللغات القديمة والحديثة.

وهذا النقد قد يكون نقدا خارجيا وقد يكون نقدا داخليا.

ـ النقد الخارجي للوثائق التاريخية: يستهدف هذا النقد التعرف على هوية وأصالة الوثيقة, والتأكد من مدى صحتها, وتحديد زمان ومكان وشخصية المؤلف للوثيقة, وكذا ترميم أصلها إذا طرأت عليها تغيرات, وإعادتها إلى حالتها الأولى.

ويمكن القيام بهذه العملية عن طريق طرح الأسئلة التالية: ـ هل تطابق لغة الوثيقة وأسلوب كتابتها وخطها وكيفية طباعتها من أعمال المؤلف الأخرى, ومع الفترة التي كتبت فيها الوثيقة؟

ـ هل هناك تغيرات في الخطوط؟

ـ هل هذا المخطوط أصلي, أم هو نسخة منقولة عن الأصل؟

ـ هل يظهر المؤلف جهلا ببعض الأشياء التي كان من المفروض ان يعرفها؟

إلى غير ذلك من الأسئلة التي تتعلق بالجانب المادي والمظهر الخارجي للوثيقة.

ـ النقد الداخلي للوثائق التاريخية: وتتم عن طريق تحليل وتفسير النص التاريخي والمادة التاريخية, وهو ما يعرف بالنقد الداخلي الإيجابي, وبواسطة إثبات مدى أمانة وصدق الكاتب ودقة معلوماته, وهو ما يعرف بالنقد الداخلي السلبي.

ويمكن القيام بعملية النقد الداخلي بواسطة طرح الأسئلة التالية:

ـ هل المؤلف صاحب الوثيقة حجة في الميدان؟

ـ هل يملك المؤلف المهارات والقدرات والمعارف اللازمة, لتمكينه من ملاحظة الحوادث التاريخية وتسجيلها؟

ـ هل حالة المؤلف الصحية وسلامة حواسه وقدراته العقلية, تمكنه من الملاحظة العلمية الدقيقة والكاملة للحوادث التاريخية وتسجيلها بصورة سليمة؟

ـ هل ما كتبه المؤلف كان بناء على ملاحظته المباشرة, أم نقلا عن شهادات آخرين, أو اقتباسا من مصادر أخرى؟

ـ هل اتجاهات وشخصية المؤلف تؤثر في موضوعية التأليف, في ملاحظته وتقريره للحوادث التاريخية؟

وما إلى ذلك من الأسئلة التي يمكن أن تضبط الأمر.

بعض قواعد التحليل والنقد:

وضع Van Dalen بعض القواعد والمبادئ التي تساعد على عملية النقد وتحليل الوثائق التاريخية منها:

1 ـ لا تقرأ في الوثائق التاريخية القديمة مفاهيم وأفكار أزمنة لاحقة ومتأخرة.

2 ـ لا تتسرع في الحكم على المؤلف بأنه يجهل أحداثا معينة, لأنه لم يذكرها, ولا يعتبر عدم ذكر الأحداث في الوثائق دليل على عدم وقوعها.

3 ـ لا تبالغ في تقدير قيمة المصدر التاريخي, بل أعطيه قيمته العلمية الحقيقة.

4 ـ لا تكتف بمصدر واحد فقط ولو كان قاطع الدلالة والصدق, بل حاول كلما أمكن ذلك تأييده بمصادر أخرى.

5 ـ إن الأخطاء المتماثلة في مصدرين أو أكثر, تدل على نقلها على بعضها البعض, أو نقلها من مصدر واحد مشترك.

6 ـ الوقائع التي يتفق عليها الشهود والأكثر كفاية وحجة, تعتبر مقبولة.

7 ـ يجب تأييد وتدعيم الشهادات والأدلة الرسمية الشفوية والكتابية, بالشهادات والأدلة غير الرسمية كلما أمكن ذلك.

8 ـ اعترف بنسبية الوثيقة التاريخية, فقد تكون دليلا قويا وكافيا في نقطة معينة, ولا تعتبر كذلك في نقطة أو نقاط أخرى.

4 ـ عملية التركيب والتفسير:

أي مرحلة صياغة الفرضيات والقوانين المفسرة للحقيقة التاريخية, فبعد القيام بعمليتي الجمع والنقد, يكون الباحث قد تحصل على المعلومات والحقائق التاريخية اليقينية, المبعثرة والمتفرقة.

فتأتي عملية التركيب والتفسير التاريخي, وعملية استعادة الوقائع والأحداث التاريخية Reconstruction أو التركيب والتفسير التاريخي للوقائع, هي تنظيم الحقائق التاريخية الجزئية المتناثرة والمتفرقة, وبنائها في صورة أو فكرة متكاملة وجيدة من ماضي الإنسانية.

وتتضمن عملية التركيب والتفسير المراحل التالية:

1 ـ تكوين صورة فكرية واضحة لكل حقيقة من الحقائق المتحصل عليها, وللموضوع ككل الذي تدور حوله الحقائق التاريخية المجمعة.

2 ـ تنظيم المعلومات والحقائق الجزئية والمتفرقة, وتصنيفها وترتيبها على أساس معايير ومقاييس منطقية, بحيث تتجمع المعلومات المتشابهة والمتجانسة في مجموعات وفئات مختلفة.

3 ـ ملء الثغرات التي تظهر بعد عملية التوصيف والتصنيف والترتيب للمعلومات, في إطار وهيكل مرتب منظم. وتتم عملية ملء الفراغات هذه عن طريق المحاكمة, التي قد تكون محاكمة تركيبية سلبية, عن طريق إسقاط الحادث الناقص في الوثائق التاريخية على أساس أن السكوت حجة, وقد تكون المحاكمة ايجابية, بواسطة استنتاج حقيقة أو حقائق تاريخية لم تشر إليها الوثائق, من حقيقة تاريخية أثبتتها الوثائق والأدلة التاريخية باستعمال منهج الاستدلال.

4 ـ ربط الحقائق التاريخية بواسطة علاقات حتمية وسببية قائمة بينها, أي عملية التسبيب والتعليل التاريخي, وهي عملية البحث عن الأسباب التاريخية والتعليلات المختلفة.

فعملية التركيب والبناء لا تتحقق بمجرد جمع المعلومات والحقائق من الوثائق, بل هي عملية البحث والكشف والتفسير والتعليل عن أسباب الحوادث, وعن علاقات الحتمية والسببية التاريخية للوقائع والحوادث التاريخية.

وتنتهي عملية التركيب والتفسير التاريخي, باستخراج وبناء النظريات والقوانين العلمية والثابتة في الكشف عن الحقائق العلمية.

تطبيق المنهج التاريخي في ميدان الدراسات القانونية:

يضطلع المنهج التاريخي بدور هام وأساسي في ميدان الدراسات والبحوث العلمية القانونية والإدارية, التي تتمحور حول الوقائع والأحداث والظواهر القانونية, المتحركة والمتطورة والمتغيرة, باعتبارها وقائع وأحداث وظواهر إنسانية في الأصل.

فيقدم المنهج التاريخي الطريقة العلمية الصحيحة, للكشف عن الحقائق العلمية التاريخية للنظم والأصول والمدارس والنظريات والأفكار القانونية والإدارية والتنظيمية.

إن المنهج التاريخي هو الذي يقود إلى معرفة الأصول والنظم والفلسفات والأسس التي يستمد منها النظم والقواعد والمبادئ والأفكار القانونية والتنظيمية الحاضرة, وذلك عن طريق حصر وجمع كافة الوثائق التاريخية, وتحليلها ونقدها, وتركيبها وتفسيرها, لمعرفة وفهم حاضر فلسفات ونظم وقواعد ومبادئ الأفكار القانونية السائدة, والسارية المفعول, والقيان بالبحوث والدراسات العلمية المقارنة, لفهم واقع النظم القانونية والإدارية المعاصرة فهما سليما حقيقيا أولا, ولتطويرها بما يجعلها أكثر ملائمة وتفاعلا وانسجاما مع واقع البيئة والحياة المعاصرة ثانيا.

فبواسطة المنهج التاريخي أمكن ويمكن معرفة الحقائق العلمية والتاريخية, عن أصل وأساس وغاية القانون, في كافة مراحل وعصور ماضي التاريخ الإنساني في الغابر بطريقة علمية صحيحة.

كما أمكن التعرف على الأحكام والنظريات القانونية القديمة والماضية, مثل النظام القانوني والإداري الإغريقي والروماني, النظام القانوني الإداري الإسلامي, الجزائري, الصيني, الهندي...

5.المنهج التجريبي:

1- التعريف:

المنهج التجريبي هو طريق يتبعه الباحث لتحديد مختلف الظروف والمتغيرات التي تخص ظاهرة ما والسيطرة عليها والتحكم فيها و يعتمد الباحث على هذا المنهج عند دراسة المتغيرات الخاصة بالظاهرة محل البحث بغرض التوصل إلى العلاقات السببية التي تربط بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة .

واستخدام المنهج التجريبي لم يعد مقتصرا على العلوم الطبيعية فقط بل أصبح يستخدم على نطاق كبير أيضا في العلوم الاجتماعية.

وينبغي التأكيد في المنهج التجريبي على جوانب ثلاث:

أ- المتغير المستقل.

ب المتغير التابع.

ج- ضبط إجراءات التجربة للتأكد من عدم وجود عوامل أخرى غير المتغير المستقل قد أثرت على ذلك الواقع.

2- مزايا المنهج التجريبي:

يعتمد المنهج التجريبي على وسيلة الملاحظة لجمع المعلومات وفيها يكون الباحث هو الموجه والمسير للمشكلة والحالة.

- وهى بذلك تختلف عن الملاحظة المجردة التي عن طريقها لا يتدخل الباحث ولا يؤثر في المشكلة أو الحالة المراد دراستها وإنما يكون دوره مراقبا وملاحظا ومسجلا لما يراه.

3- سلبيات المنهج التجريبي:

أ- صعوبة تحقيق الضبط التجريبي في المواضيع والمواقف الاجتماعية وذلك بسبب الطبيعة المميزة للإنسان الذي هو محور الدراسات الاجتماعية والإنسانية، فهناك عوامل إنسانية عديدة( مثل إرادة الإنسان،الميل للتصنع...الخ )يمكن أن تؤثر على التجربة ويصعب التحكم فيها وضبطها.

ب-هناك عوامل سببية ومتغيرات كثيرة يمكن أن تؤثر في الموقف التجريبي ويصعب السيطرة عليها ومن ثم يصعب الوصول إلى قوانين تحدد العلاقات السببية بين المتغيرات.

ج- أن الباحث ذاته يمكن أن نعتبره متغيرا ثالثا يضاف إلى إي متغيرين(مستقل وتابع) يحاول الباحث إيجاد علاقة بينهما.

د- فقدان عنصر التشابه التام في العديد من المجاميع الإنسانية مقارنة بالتشابه الموجود في المجالات الطبيعية.

ه- هناك الكثير من القوانين والتقاليد والقيم التي تقف عقبة في وجه إخضاع الكائنات الإنسانية للبحث لما قد يترتب عليها من أثار مادية أو نفسية .

خطوات المنهج التجريبي

أ-تحديد مشكلة البحث .

ب- صياغة الفروض .

ج- وضع تصميم تجريبي وهذا يتطلب من الباحث القيام بالتي:

1-  اختيار عينة تمثل مجتمع معين أو جزءا من مادة معينة يمثل الكل.

2-  تصنيف المبحوثين في مجموعات متماثلة.

3-  تحديد العوامل غير التجريبية وضبطها.

4-  تحديد وسائل قياس نتائج التجربة والتأكد من صحتها.

5-  القيام باختبارات أولية استطلاعية بهدف استكمال أوجه للقصور.

6-  تعيين مكان التجربة ووقت إجرائها والفترة التي تستغرقها.

د- القيام بالتجربة المطلوبة.

ه-تطبيق اختبار دلالة مناسب لتحيد مدى الثقة في نتائج التجربة والدراسة.

تقرير المنهج التجريبي

ينبغي التركيز في مثل هذا التقرير على المقدمة حيث يوضح الباحث فيها الأتي:

أ- عرض نقاط الدراسة الأساسية للمشكلة.

ب- عرض الفرضيات وعلاقتها بالمشكلة .

ج-عرض الجوانب النظرية والتطبيقية للدراسات السابقة.

د- شرح علاقة تلك الدراسات السابقة بالدراسة التي ينوى الباحث القيام بها.

الطريقة التي يقوم بها الباحث تشمل ما يأتي:

أ- وصف ما قام به الباحث وكيفية قيامه بالدراسة.

ب- تقديم وصف للعناصر(بشرية أو حيوانية) والجهات التي شاركت مع الباحث في تجربته.

ج- وصف الأجهزة والمعدات المستخدمة وشرح كيفية استخدامها.

د- تلخيص لوسيلة التنفيذ لكل مرحلة من مراحل العمل.

إما النتائج التي توصل إليها الباحث وتشتمل على الأتي:

- تلخيص عن البيانات التي تم جمعها. تقديم .

- تزويد القارئ بالمعالجات الإحصائية الضرورية للنتائج مع عرض جداول ورسومات ومخططات.

- النتائج التي تتفق أو تتقاطع مع فرضياتك.

- عرض لمناقشة المطلوبة مع الجهات المعنية.

6.المنهج الاحصائى:

1-التعريف:

هو عبارة عن استخدام الطرق الرقمية والرياضية في معالجة وتحليل البيانات وإعطاء التفسيرات المنطقية المناسبة لها ويتم ذلك عبر عدة مراحل:

أ- جمع البيانات الإحصائية عن الموضوع.

ب- عرض هذه البيانات بشكل منظم وتمثيلها بالطرق الممكنة.

ج- تحليل البيانات .

د- تفسير البيانات من خلال تفسير ما تعنيه الأرقام المجمعة من نتائج.

2-أنواع المنهج الاحصائى:

أ- المنهج الاحصائى الوصفي:

ويركز على وصف وتلخيص الأرقام المجمعة حول موضوع معين وتفسيرها في صورة نتائج.

ب-المنهج الاحصائى الاستدلالي أو الاستقرائي:

عينة من مجتمع اكبر وتحليل وتفسير البيانات الرقمية المجمعة عنها والوصول إلى تعميمات واستدلالات على ما هو أوسع واكبر من المجتمع محل البحث. يعتمد على اختيار أوسع واكبر من المجتمع محل البحث .

3- المقاييس الإحصائية:

هناك عدة مقاييس الإحصائية التي يتم استخدامها في إطار هذا المنهج منها المتوسط- الوسيط –المنوال والنسب المئوية والمعدلات والجداول التكرارية.ويمكن للباحث استخدام أكثر من طريقة في تحليل وتفسير البيانات.

4- ملاحظات أساسية عن المنهج الاحصائى:

أ- في حين يدخله بعض الكتاب ضمن مناهج البحث العلمي فان آخرين لا يدخلونه وان كان الجميع يقرون بوجود طرق إحصائية يمكن إتباعها في التعامل مع البيانات البحثية.

ب- يستخدم المنهج الاحصائى الوسائل الرياضية والحسابية لمعالجة البيانات وتقديم التفسيرات المنطقية لها.

ج- ومن خلال ذلك يستطيع الباحث التعرف على تحديد نقاط التوازن أو الوسط في الموضوع محل البحث.وتحديد الحدود الدنيا والعليا للأمور المطلوب بحثها .

د- هناك طريقتان لاستخدام المنهج الاحصائى _كما سبق ذكره:المنهج الاحصائى الوصفي والمنهج الاحصائى الاستدلالي.

ه- يمكن استخدام الحاسوب في تحليل الأرقام الإحصائية المجمعة من اجل تأمين السرعة والدقة المطلوبة.

و- يتم جمع البيانات عن طريق المصادر الاستبيانات و المقابلات.

- ويمكن الجمع بين أكثر من طريقة.

ز- يمكن استخدام عدداً من المقاييس الإحصائية كما سبقت الإشارة ويمكن الجمع بين أكثر من مقياس.

الفصل الرابع:وسائل وأدوات جمع البيانات لأغراض البحث

تمهيد:
إن عملية جمع البيانات تعتمد بالدرجة الأولى على التفاعل بين الباحث أو مساعديه ومجتمع البحث. في معظم الأحوال تكون مشاركة المبحوثين تطوعية لذلك على الباحث أو مساعديه مراعاة الآتي عند جميع البيانات عن طريق المقابلة أو الاستبيان أو الملاحظة  :
- أبدأ بشكر المبحوث على موافقته على المشاركة في الدراسة والسماح بها .
- حاول أن يكون زمن المقابلة قصيراً وقاصراً على ما هو ضروري فقط .
- كن حساساً تجاه احتياجات المبحوث وزمنه .
- كن حذراً تجاه علامات عدم الارتياح التي قد تبدو من المبحوث وحاول معرفة أسبابها ومعالجتها .
- تقدم بالشكر الجزيل للمبحوث عند نهاية المقابلة .
- إذا كان ذلك ممكنا ، أكد على أنك سترسل نسخة من نتائج الدراسة للمبحوث أو مجتمع البحث

 

 

 

 

أولاً: الاستبيان

التعريف:
مجموعة من الأسئلة المتنوعة والتي ترتبط بعضها البعض بشكل يحقق الهدف الذي يسعى إليه الباحث من خلال المشكلة التي يطرحها بحثه.ويرسل الاستبيان بالبريد أو بأي طريقة أخرى إلى مجموعة من الأفراد أو المؤسسات التي اختارها الباحث لبحثه لكي يتم تعبئتها ثم إعادتها للباحث . ويكون عدد الأسئلة التي يحتوي عليها الاستبيان كافية ووافية لتحقيق هدف البحث بصرف النظر عن عددها.




خطوات انجاز الاستبيان :
1.تحديد الأهداف المطلوبة من عمل الاستبيان في ضوء موضوع البحث ومشكلته ومن ثم تحديد البيانات والمعلومات المطلوب جمعها .2
.ترجمة وتحويل الأهداف إلى مجموعة من الأسئلة والاستفسارات .
3.اختيار أسئلة الاستبيان وتجربتها على مجموعة محدودة من الإفراد المحددين في عينة البحث لإعطاء رأيهم بشأن نوعيتها من حيث الفهم والشمولية والدلالة وكذلك كميتها وكفايتها لجمع المعلومات المطلوبة عن موضوع البحث ومشكلته وفي ضوء الملاحظات التي يحصل عليها فإنه يستطيع تعديل الأسئلة بالشكل الذي يعطي مردودات جيدة .
4.تصميم وكتابة الاستبيان بشكله النهائي ونسخه بالأعداد المطلوبة
.5.توزيع الاستبيان حيث يقوم باختيار أفضل وسيلة لتوزيع وإرسال الاستبيان بعد تحديد الأشخاص والجهات التي اختارها كعينة لبحثه .
6.متابعة الإجابة على الاستبيان فقد يحتاج الباحث إلى التأكيد على عدد من الأفراد والجهات في انجاز الإجابة على الاستبيان وإعادته وقد يحتاج إلى إرسال بنسخ أخرى منه خاصة إذا فقدت بعضها .7.تجميع نسخ الاستبيان الموزعة للتأكد من وصول نسخ جديدة منها حيث لابد من جمع ما نسبته 75%فأكثر من الإجابات المطلوبة لتكون كافية لتحليل معلوماتها .




أنواع الاستبيان :
أنواع الاستبيان :
لا يتقيد الاستبيان بطول محدد أو موضوع معين . فيمكن أن يكون على شاكلة كرت بريدي أو ربما يبلغ طوله مئات الصفحات . ويقع على الباحث وحده تحديد طول ، وطبيعة محتوى وطريقة إدارة وتوزيع الاستبيان .
على الرغم من أن هنالك العديد من الاعتبارات التي يمكن أن يصنف على ضوئها الاستبيان فإننا نستخدم هنا : (1) نوع الإجابة المطلوبة . (2) طريقة توزيع الاستبيان . كأساس لتصنيف الاستبيان.
1 - أنواع الإجابة :
يمكن تصنيف الإجابة على أسئلة الاستبيان إلى ثلاثة أنواع هي : أ - مغلقة . ب - مفتوحة. ج - مزيج من الاثنين مغلقة ومفتوحة .
أ - الاستبيان المغلق :
الاستبيان المغلق يحتوى على أسئلة ذات خيارات ذات إجابة محددة مسبقاً ، أي مغلقة . في هذا النوع من الاستبيان يطلب من المبحوث اختيار الإجابة التي تناسبه .
اختيار هذا النوع من الاستبيان كأداة لجمع البيانات يعتمد على عدة عوامل منها : المعرفة الكافية للمبحوثين عن موضوع البحث وتوقع الباحث لأنواع محددة من الإجابات كالاختيار بين عدد من الأحزاب السياسية مثلاً - ديمقراطي - جمهوري - مستقل .
ب - الاستبيان المفتوح :
تتميز الاستبيانات المفتوحة بأسئلة تتطلب إجابات قصيرة أو طويلة من المبحوث . بدلاً عن تحديد عدد من الإجابات بواسطة الباحث. في هذا النوع من الاستبيان يزود الباحث المبحوث بعدد من الصفحات تحمل أسئلة مفتوحة ويطلب منه تفصيل رؤيته حول مواضيع البحث .
ج - الاستبيان المغلق - المفتوح :
في هذا النوع من الاستبيان يقوم الباحث بتضمين عدد من خيارات الإجابة في شكل مقولات ثم يضمن خياراً آخر باسم " أخرى " وتترك مساحة للإجابة المفتوحة .
المثال التالي يوضح أنواع الاستبيان :
لماذا اخترت الدراسة الجامعية :
1 - من أجل الحصول على شهادة .
2 - من أجل الحصول على وظيفة .
3 - بسبب المكانة الاجتماعية الأفضل .
4 - أسباب أخرى : حددها .
........................................
........................................
........................................
بعض إيجابيات الاستبيان المغلق :
1 - سهولة ترميز البيانات .
2 - لا يحتاج كتابة من قبل المبحوث . كما أنه فعال في الحالات التي لا تستطيع أن تعبر عن نفسها لفظياً .
3 - الاستبيان المغلق يشجع على إكمال الاستبيان بواسطة المبحوث حيث إنه لا يتطلب كتابة إجابات مطولة .
4 - في حالة إرسال الاستبيان عن طريق البريد فغالباً ما يقوم المبحوث بإكماله وإرجاعه إن كان لا يتطلب كتابة .

بعض سلبيات الاستبيان المغلق :
1 - عدم مقدرة الباحث على تزويد المبحوث بكل خيارات الإجابات المتوقعة مما قد يقود إلى بيانات غير صحيحة .
2 - أحياناً قد تنحصر إجابات المبحوث في ترتيب واحد . مثلاً قد يختار فقط الإجابة الأولى لكل الأسئلة . يحدث ذلك غالباً في حالات طول الاستبيان أو رغبة المبحوث في الفراغ منه بسرعة لأي سبب ما .
بعض إيجابيات الاستبيان المفتوح :
1 - الاستبيان المفتوح أكثر إفادة في حالة عدم معرفة الباحث الكافية بموضوع الدراسة . المبحوث هنا أقل تقيداً باختيارات الإجابة لسؤال ما .
2 - في أحيان كثيرة يساعد الاستبيان المفتوح على التعرف على سلوك جماعات معينة .
بعض سلبيات الاستبيان المفتوح :
1 - صعوبة ترميز وتصنيف الإجابات .
2 - عدم الدقة في الإجابات الناتج عن التباين في مقدرات الإجابة كتابةً، الناتج عن التباين في مستويات التعليم ، الخلفيات الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى لغة الاستبيان نفسه .
3 - يحتاج الاستبيان المفتوح وقتاً أطول لإكماله بواسطة المبحوث أو بواسطة الباحث بالنسبة للعينة المطلوبة

مميزات الاستبيان وعيوبه :
مميزاته :
أ‌) يؤمن الاستبيان الإجابات الصريحة والحرة حيث أنه يرسل الفرد بالبريد أو أي وسيلة أخرى وعند إعادته فإنه يفترض ألا يحصل اسم أو توقيع المبحوث من أجل عدم إحراجه وان يكون بعيد عن أي محاسبة أو لوم فيها وهذا الجانب مهم في الاستبيان لأنه يؤمن الصراحة والموضوعية العلمية في النتائج .
ب‌) تكون الأسئلة موحدة لجميع أفرد العينة في حين أنها قد تتغير صيغة بعض الأسئلة عند طرحها في المقابلة.i.تصميم الاستبيان ووحدة الأسئلة يسهل عملية تجميع المعلومات في مجاميع وبالتالي تفسيرها والوصول إلى استنتاجات مناسبة .
ج) يمكن للمبحوثين اختيار الوقت المناسب لهم والذي يكونوا فيه مهيئين نفسيا وفكريا للإجابة على أسئلة الاستبيان
د) يسهل الاستبيان على الباحث جمع معلومات كثيرة جدا من عدة أشخاص في وقت محدد .
ه)الاستبيان لا يكلف ماديا من حيث تصميمه وجمع المعلومات مقارنة بالوسائل الأخرى التي تحتاج إلى جهد أكبر وأعباء مادية مضافة كالسفر والتنقل من مكان إلى آخر .....الخ
عيوبه :
1) عدم فهم واستيعاب بعض الأسئلة وبطريقة واحدة لكل أفراد العينة المعنية بالبحث ( خاصة إذا مااستخدم الباحث كلمات وعبارات تعني أكثر من معنى أو عبارات غير مألوفة) لذا فمن المهم أن تكون هناك دقه في صياغة أسئلة الاستبيان وتجريبه على مجموعة من الأشخاص قبل كتابته بالشكل النهائي .
2) قد تفقد بعض النسخ أثناء إرسالها بالبريد أو بأي طريقة أخرى أو لدى بعض المبحوثين لذا لا بد من متابعة الإجابات وتجهيز نسخ إضافية لإرسالها بدل النسخ المفقودة .
3) وقد تكون الإجابات على جميع الأسئلة غير متكاملة بسبب إهمال إجابة هذا السؤال أو ذاك سهوا أو تعمدا .
4) قد يعتبر الشخص المعني بالإجابة على أسئلة الاستبيان بعض الأسئلة غير جديرة بإعطائها جزء من وقته ( لتفاهتها مثلا) لذا فإنه يجب الانتباه لمثل هذه الأمور عند إعداد أسئلة الاستبيان .
5) قد يشعر المبحوث بالملل والتعب من أسئلة الاستبيان خاصة إذا كانت أسئلتها طويلة وكثيرة



.
الوظائف الأساسية للاستبيان :
تؤدى كل أنواع الاستبيان نوعين من الوظائف :
1 - الوصف :
توفر البيانات التي يمكن الحصول عليها عن طريق الاستبيان وصفاً لخصائص الأفراد أو الجماعات مثل النوع ، العمر ، مستوى التعليم ، المهنة ، الدخل، وما إلى ذلك . الوصف الدقيق والصحيح لهذه العناصر ضروري للبحث والباحث في الكشف عن العلاقات بين مختلف العناصر والمتغيرات كما أنه يساعد على استكشاف مجتمع الدراسة وإمكانية التوقع حوله .
2 - القياس :
الوظيفة الثانية والمهمة للاستبيان هي قياس اتجاهات الرأي للأفراد والجماعات حول أشياء أو مواضيع يرغب الباحث في قياس اتجاهات الرأي نحوها ..
طرق توزيع الاستبيان :
هناك طريقتان لتوزيع وإدارة الاستبيان : (1) عن طريق البريد . (2) التوزيع المباشر .
1 - التوزيع عن طريق البريد :
هنا يتم إرسال الاستبيان لأشخاص محددين سلفاً إما عن طريق البريد العادي أو البريد الإلكتروني والإنترنت ثم ينتظر الباحث إرجاع الاستمارات وقد تمت الإجابة عليها بواسطة المبحوثين.

ومن سلبيات هذه الطريقة :

1-   عدم التأكد من الشخص الذي قام بالإجابة هل هو الزوج - الزوجة - أحد الأبناء .. إلخ .

2-   هي عدم التأكد من إرجاع الاستمارات بواسطة المبحوثين

3-   إمكانية سوء فهم الأسئلة بواسطة المبحوث وانعدام فرصة التصحيح .
2 - التوزيع المباشر :
تعرف أحياناً بطريقة التوزيع وجها لوجه . هنا يتم توزيع الاستمارات لأشخاص محددين مسبقاً وتتم الإجابة عليها بواسطة المبحوثين في حضور الباحث أو مساعديه .
ومن سلبيات هذه الطريقة:

أنها تتطلب زمناً وتكلفة أكثر مقارنة بالتوزيع عن طريق البريد

إما ايجابياتها :

1-   إكمال الاستبيان وإعادته بمعدلات عالية

2-   معرفة الباحث بالشخص الذي قام بالإجابة وحضور الباحث أو مساعديه لتصحيح أي سوء فهم للأسئلة

تصميم الاستبيان :
في هذه الفقرة نناقش علاقة جوانب أساسية في تصميم الاستبيان وهي محتوى الأسئلة ، لغة الأسئلة ترتيب الأسئلة وطريقة واستمارات الإجابة .
أ - محتوي الأسئلة :
عند وضع أي سؤال في الاستبيان عليك أن تسأل نفسك أولاً عن مدى مقدرته على تناول المحتوى الذي تريده . فيما يلى بعضاً من هذه الأسئلة :
1 - هل السؤال مفيد فعلاً. هنا يجب أن تفكر في جدوى السؤال وحجم التفاصيل المطلوبة.
2 - هل هنالك حاجة إلى عدد من الأسئلة؟ قد يكون السؤال الواحد غير كاف للحصول على الإجابة المطلوبة وبالتالي لابد من تفصيله في أكثر من سؤال .
3 - هل لدى المبحوث القدر الكافي من المعلومات للإجابة عن السؤال ؟
4 - هل يحتاج السؤال إلى تحديد أكثر ؟
5 - هل السؤال عام بما يكفي ؟ أي أنه غير محدد أكثر من اللازم .
6 - هل السؤال دقيق بما يكفي ؟
7 - هل سيجيب المبحوث على السؤال بالصدق المطلوب؟ .
ب - لغة الأسئلة :
الصياغة اللغوية السليمة والدقيقة للأسئلة تساعد على فهمها وبالتالي إجابتها بشكل صحيح من قبل المبحوث مما يقود إلى بيانات أكثر ثقة ومصداقية . لذلك علينا دوماً الانتباه إلى اللغة التي تكتب بها الأسئلة . ما يلي بعض التساؤلات التي تساعد إثارتها على الصياغة الصحيحة لأسئلة الاستبيان :
1 - هل من الممكن أن يساء فهم السؤال بسبب غموضه ؟
2 - ما هي الفرضيات التي يشكلها السؤال بالنسبة للمبحوث ؟ أي كيف سيفهم المبحوث السؤال؟ .
3 - هل الإطار الزمني محدد بما يكفي ؟ وذلك من حيث صياغات الحاضر ، الماضي والمستقبل ؟
4 - هل لغة الأسئلة شخصية أم عامة ؟
5 - هل اللغة المستخدمة مباشرة أم غير مباشرة ؟
6 - هل يحتوى السؤال على مصطلحات غامضة وغير متداولة في مجتمع البحث ؟
ج - ترتيب الأسئلة :
ترتيب الأسئلة في استمارة الاستبيان واحدة من أصعب الواجبات عند تصميم الاستبيان . ما هي الأسئلة التي تأتي أولاً وما هي تلك التي تأتي بعد ذلك ؟ إذا تركت الأسئلة الهامة في آخر الاستبيان هل سيشعر المبحوث بالتعب والإرهاق وتقل مقدرته على التركيز ؟ إذا وضعت الأسئلة الهامة في البداية ربما لا يكون المبحوث قد وصل مرحلة الاستعداد الذهني الكافية للإجابة عنها . لا توجد وصفات جاهزة لمعالجة مثل هذه الهموم عند تصميم الاستبيان لكن يجب الأخذ في الاعتبار الكافى ما يلي :
- هل تتأثر الإجابة على السؤال بالأسئلة السابقة له ؟
- هل يحصل السؤال على الاهتمام الكافي ؟
أسئلة البداية :
تشكل أسئلة البداية الانطباع الأول أثناء تعبئة الاستبيان كما تؤثر على سير العملية بكاملها. لذلك يجب أن تكون البداية بأسئلة وصفية بسيطة تسهل إجابتها .
الأسئلة الحساسة :
في الكثير من أنواع البحث الاجتماعي تضطر أن تسأل المبحوث بعض الأسئلة التي تعرف بأنها حساسة . لذلك قبل البدء في مثل هذه الأسئلة على الباحث أو مساعديه تهيئة المبحوث وكسب استعداده لتلقى مثل هذه الأسئلة بعدة طرق تعتمد على مهارات الباحث وخبرته ومعرفته بمجتمع البحث .
د - استمارة الإجابة :
تعنى استمارة الإجابة بكيفية جمع الإجابات من المبحوثين . هناك نوعان من استمارات الإجابة (1) الاستمارة المصممة . (2) الاستمارة غير المصممة .
1 - استمارات الإجابة المصممة :
توجد عدة أنواع من استمارات الإجابة المصمصة مثل :
أ - ملئ الفراغات :
النوع : العمر: المهنة:
ب - ترتيب الاختبارات حسب الأفضلية :
ما هي المواد المفضلة لديك حيث (أ) هي المادة الأفضل . (ب ) الأفضلية الثانية وهكذا .
- الرياضات .
- العلوم .
- الجغرافيا .
- التاريخ .
- اللغات .
ج - اختر الإجابة :
ماذا تملك من الأشياء التالية :
- حاسب آلي .
- طابعة .
- سيارة .
- تلفون جوال .
- ساعة .
د - ضع دائرة حول ما تراه مناسباً:
تساعد الدراسة الجامعية على تحقيق مستقبل أفضل .
1 - لا أوافق بشدة . -2- لا أوافق -3- لا أدرى -4- أوافق -5- أوافق بشدة .
2 - استمارات الإجابة غير المصممة:
في هذا النوع من الاستمارات تترك مساحات فارغة لكتابة الإجابة فيها بواسطة المبحوث أو الباحث أو مساعديه .
والمثال الأتي يوضح كيفية تصميم استمارة الاستبيان :

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

هيئة التعليم التقني

الكلية التقنية الإدارية -كوفه

قسم التقنيات المالية والمحاسبية

 

 

السيد الفاضل /   السيدةالفاضلة ................................................. المحترم /ة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد،،،،،،

 

نتوجه إليكم بفائق التقدير والاحترام راجين حسن تعاونكم لإنجاح هذه الدراسة الميدانية للمستشفيات الحكومية في النجف الأشرف التي تهم شريحة مهمة من المواطنين، كجزء من مشروع بحث التخرج لنيل درجة البكالوريوس في التقنيات المالية والمحاسبية بعنوان :

"امكانية تطبيق نظام الموازنات على أساس الأنشطة (ABB) في المستشفيات الحكومية في النجف الأشرف"

دراسة ميدانية".

ونأمل منكم التفضل بالمشاركة الفاعلة والبناءة، والتي تشكل رافداً مهماً في إتمام هذا البحث، لذا نرجو تعاونكم في تزويدنا بالبيانات اللازمة والضرورية، من خلال تعبئة هذه الاستبانة والإجابة العلمية الدقيقة على جميع الأسئلة المطروحة، لما لذلك من أثر جوهري في الوصول إلى نتائج دقيقة وقاطعة يمكن الاعتماد عليها ويمكن تعميمها.

ونوجه عنايتكم أن جميع الإجابات سوف تكون موضع ثقة، وسوف تعامل بسرية تامة، ولن تستخدم إلا لأغراض البحث العلمي فقط، كما أن نتائج الدراسة ستعرض بشكل عام، ولن يشار إلى أي اسم من الأسماء المشاركة في الإجابة على هذه الاستبانة.

 

ملاحظة : (ABB) هو عبارة عن نظام حديث لإعداد الموازنات حسب الأنشطة.

شاكرين لكم حسن تعاونكم

وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام إشراف

 

 

 

الباحث                                                                                        المشرف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قائمة استقصاء المعلومات

 

القسم الأول: معلومات عامة

الرجاء الإجابة على الأسئلة الآتية بوضع دائرة حول الإجابة الأفضل:

1) ) معلومات عن المستشفى :

1- نوع النظام المحاسبي المستخدم في المستشفى

أ- نظام يدوي                    ب- نظام محوسب              ج- نظام مختلط

2-عدد الخدمات التي يقدمها المستشفى:

أ ( 10 )- خدمات أو اقل                               ب- من ( 11 ) إلى ( 20 ) خدمة

ج - من ( 21 ) إلى ( 30 ) خدمة                    د- أكثر من ( 30 ) خدمة

3-عدد موظفي الوحدة المالية والمحاسبية:

أ- ( 5) أشخاص أو اقل                                ب- من ( 6) إلى ( 10 ) أشخاص

ج- أكثر من ( 10 ) أشخاص

4-الإدارة المسؤولة عن قسم الموازنات:

أ- قسم مستقل للموازنات                               ب- قسم تابع للإدارة المالية

ج- قسم تابع للمحاسبة                                 د- أخرى (اذكرها.......)

(2) معلومات عن المجيب :

1-المؤهل العلمي:

أ- بكالوريوس                                            ب- ماجستير

ج- دكتوراه                                              د- أخرى )اذكرها....)

2- التخصص العلمي:

أ- محاسبة                                                ب- إدارة أعمال

 ج- علوم مالية ومصرفية                             د- اقتصاد وإحصاء            ه- أخرى (حدد......)

3-العنوان الوظيفي:

أ- محاسب           ب- رئيس قسم                 ج- مدير مالي                  د- مدير عام

4-عدد سنوات الخبرة في مجال المحاسبة:

أ- أقل من سنة                                           ب- من سنة واحدة إلى ( 5) سنوات

ج- من ( 6) إلى ( 10 ) سنوات                      ه- أكثر من ( 10 ) سنوات

5-الدورات التي التحقتم بها ذات الصلة بالأمور المالية:

أ- لا يوجد            ب- ( 4) دورات أو اقل                   ج- أكثر من ( 4) دورات

6-الدورات التدريبية التي حضرتها في إعداد وتنفيذ الموازنات في البلديات أو غيرها:

أ- لا يوجد            ب- ( 4) دورات أو اقل                   ج- أكثر من ( 4) دورات

 

 

 

 

 

 

 

 

القسم الثاني: الرجاء ضع إشارة ( ) أمام الإجابة التي تتفق معها أو ما تراها مناسبة للأسئلة التالية:

الرقم
   

السؤال
   

موافق

بدرجة

عالية

جداً
   

موافق

بدرجة

عالية

 
   

موافق

بدرجة

متوسطة

 
   

موافق

بدرجة

منخفضة
   

موافق

بدرجة

منخفضة

جداً

1.                 
   

توافر خبراء يمكن الاستعانة بهم لمعرفة كيفية تطبيق نظام الموازنات على أساس الأنشطة(ABB)
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

2.                 
   

استخدام نظام محاسبي محوسب يساعد في تطبيق نظام .(ABB)
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

3.                 
   

تشكل لجنة إعداد الموازنات بناء على الكفاءة العلمية والعملية وليس حسب العنوان الوظيفي
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

4.                 
   

تتبع لجنة الموازنة الأسس العلمية الحديثة في إعداد الموازنات للمستشفى
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

5.                 
   

تقوم إدارة المستشفى بعقد دورات تدريبية في مجال إعداد الموازنات وتنفيذها.
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

6.                 
   

يسهل توفر إجراءات وأنظمة محاسبية تتميز بالمرونة إلى تطبيق نظام.(ABB)
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

7.                 
   

يساعد تطبيق نظام (ABB) في الرقابة على التكاليف وتخصيصها بشكل أدق مما يؤدي إلى تقليل تكلفة الخدمة المقدمة.
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

8.                 
   

توفر أنظمة محاسبية جيدة لدى المستشفى يكون قادر على توفير معلومات بشكل دقيق.
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

9.                 
   

ترتكز الموازنات المطبقة في المستشفى على قواعد وأساليب نمطية
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

10.            
   

يمثل عجز نظام الموازنات التقليدي عن تحديد تكلفة كل عنصر من عناصر تكلفة الخدمات الصحية المقدمة بشكل دقيق، حافزاً لتبني نظام.(ABB)
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

11.            
   

يتطلب اختلاف الخدمات الصحية المقدمة من حيث النوع، تطبيق

نظام.(ABB)
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

12.            
   

يستلزم تعقيد وتطور الخدمات الصحية المقدمة، تطبيق نظام .(ABB)
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

13.            
   

تستلزم صعوبة تحديد تكلفة بعض الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، تطبيق نظام.(ABB)

 
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

14.            
   

ترى إدارة المستشفى أنه من الصعب تقسيم الأعمال التي تقوم بها المستشفى إلى أنشطة محددة وواضحة كما يتطلب نظام.(ABB)
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

15.            
   

عدم إلمام إدارة المستشفيات  بنظام الموازنات على أساس الأنشطة.(ABB)
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

16.            
   

عدم توافر المؤهلات العلمية والمهنية لدى المستشفى.
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

17.            
   

صعوبة تحديد الوقت المستغرق في كل نشاط من أنشطة المستشفى.
   

 
   

 
   

 
   

 
   

 

 

هل ترى أن هناك صعوبات أو معوقات أخرى تحول دون تطبيق نظام الموازنة على أساس الأنشطة (ABB)؟اذكرها

.................................................................... -1

.................................................................... -2

.................................................................... -3

................................................................... -4

................................................................... -5

 

 

 

 

 

 

ثانياً: المقابلة

هي أداة بحث علمية تختلف عن الأنواع الأخرى من المقابلات مثل المصادفة أو المقابلات التي يجريها المذيعون مع بعض الأشخاص ويمكن تعريفها بأنها اجتماعات بين الباحث أو بعض مساعديه وبين الشخص المطلوب للحصول على بيانات منه فهو وسيلة لجمع المعلومات بالاعتماد على تبادل الحديث بين الباحث والمبحوث , فالمقابلة تتشابه مع الاستبانة كأداة غير إن المقابلة يقوم الباحث بكتابة إجابة المبحوث بينما في الأستبانة يقوم المبحوث نفسه بالكتابة والإجابة عن الأسئلة

فالمقابلة استبانة منطوقة والخطوات الرئيسة لإعداد المقابلة هي نفسها خطوات بناء الاستبانة والتي تتمثل في تحديد المبررات والأهداف ثم كتابة الأسئلة ومن ثم الاختبار القبلي مع وجود التفاعل المباشر بين الباحث والمستجيب

أنواع المقابلة

أولاً: أنواع المقابلة من حيث الأسلوب

وتنقسم إلى نوعين:

1-    المقابلة المرنة: وهي التي تتميز بروح المودة بين الباحث والمبحوث وقد ترتقي العلاقة بينهما إلى درجة الصداقة خاصة إذا كانت الحالة المدروسة مطولة

2-    المقابلة المقننة : وهي التي تعد أسئلتها بشكل مقنن من حيث اللغة والأسلوب وتصاغ بشكل نهائي في استمارة مقابلة بتقيد المبحوث بالإجابة عليها

ثانياً: أنواع المقابلة من حيث الغرض أو الهدف

1-    مقابلة تجميع البيانات والمعلومات (مسحية) : فقد تكون من اجل اختيار أطباء أو فنيين أو تكون من أجل دراسات استطلاعية ويهتم الباحث بتجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات والبيانات ذات العلاقة المباشرة بالموضوع والمعلومات والبيانات الثانوية التي لها صلة بالموضوع

2-    المقابلة التشخيصية: وهي تعتمد على طلب المعلومات وجمعها لتشخيص الحالة أو المشكلة ويتم التركيز فيها على العوامل المتداخلة من حيث تباينها وتبيان العلاقات التي ترتبط بعضها ببعض

3-    المقابلة العلاجية: تهدف إلى مشاركة المبحوث في اختيار الحلول المناسبة والتي تتمشى مع قدراته الذاتية والشخصية حتى لا يحدث نكوص للفرد

ثالثاً: أنواع المقابلة من حيث درجة الاهتمام

1-    المقابلة الشاملة: وهي التي تهتم بالموضوع بشكل عام سواء كانت تجميع المعلومات أو مقابلة تشخيصية أو علاجية, وهي المقابلة التي تهدف إلى وحدة الموضوع

2-    المقابلة البؤرية: وهي التي يقوم بها الباحث بعد إجراء المقابلة الشاملة وهذه المقابلة تهدف إلى التركيز على صلب الموضوع من حيث جمع المعلومات أو من حيث التشخيص باعتباره لب المشكلة

رابعاً: أنواع المقابلة من حيث عدد من تتم مقابلتهم

1-    المقابلة الفردية: هي المقابلة الباحث مع المبحوث كطرف وحيد في وجود المشكلة وتسمى دراسته بدراسة الحالة الفردية

2-    المقابلة الثنائية: هي الحالة التي تخص حالتين اثنين معاً مما يجعل الباحث يقوم بإجراء مقابلات مشتركة معهما

3-    المقابلة الجماعية: هي التي تخص أكثر من اثنين ولاتصل إلى حجم المجتمع مثل جماعة النشاط الرياضي أو الثقافي أو المسرحي هؤلاء حسب الموضوع تجري معهم مقابلات مشتركة بشكل منظم

4-    المقابلة المجتمعية: وهي المقابلة التي يقوم بها الباحث مع المجتمع المحلي أو مجتمع القرية وقد تكون وفق أسئلة معدة في استمارة مقابلة

خامساً: أنواع المقابلة من حيث درجة حرية المستجيب

1-    المقابلة المفتوحة: وفيها يعطي المستجيب الحرية في إن يتكلم دون محددات للزمن أو الأسلوب وهذه قد تعطي معلومات ليست ذات صلة بالموضوع

2-    المقابلة شبه المفتوحة: وهي تعطي الحرية للمقابل بطرح السؤال بصيغة أخرى والطلب من المستجيب مزيداً من التوضيح

3-    المقابلة المغلقة: وهي لا تفسح المجال للشرح المطول

مزايا وعيوب المقابلة:

أولا: المزايا

تبرز مزايا المقابلة في النقاط التالية:

1-    يمكن استخدامها في الحالات التي يصعب فيها استخدام الاستبانة

2-    توفر عمقا في الإجابة لإمكانية توضيح وإعادة طرح الأسئلة

3-    تستدعي معلومات من المستجيب من الصعب الحصول عليها بأي طريقة أخرى

4-    توفر إمكانية الحصول على إجابات من معظم من تتم مقابلتهم

5-    توفر مؤشرات غير لفظية تعزز الاستجابات وتوضح المشاعر كنغمة الصوت وملامح الوجه

6-    ارتفاع نسبة الردود مقارنة مع غيرها من وسائل جمع المعلومات كالاستبانات

ثانياً: العيوب أو سلبيات المقابلة

1-    تحتاج الى وقت وجهد كبيرين من الباحث وخاصة اذا كان عدد افراد عينة الدراسة كبير

2-    صعوبة الوصول إلى بعض الأفراد ومقابلتهم شخصياً بسبب مركزهم أو بسبب تعرض الباحث لبعض المخاطر

3-    قد تتأثر المقابلة بالحالة النفسية للباحث والمبحوث أما في الاستبانة فان المبحوث يستطيع أن يجيب على أسئلته

4-    قد يتحيز المبحوث ليظهر بشكل مناسب أمام الباحث أو أمام الآخرين

5-    يصعب مقابلة عدد كبير نسبيا من الأفراد لأن مقابلة الفرد الواحد تستغرق وقت طويل من الباحث

6-    صعوبة تسجيل الإجابات وصعوبة تجهيز أدوات التسجيل في مكان المقابلة الذي يحدده المستجيب

7-    صعوبة التقدير الكمي للاستجابات 

ثالثاً:الملاحظة

تعد الملاحظة من أبرز الوسائل المستخدمة في عملية  جمع البيانات والمعلومات من قبل الباحثين في مجالي العلوم الاجتماعية والطبيعية فالملاحظة من حيث كونها أداة من أدوات جمع البيانات لا تقل أهميتها عن الأدوات الأخرى كالمقابلة أو دراسة الحالة مثلاً فهي أداة مميزة عن بقية الأدوات لأنها تسمح للباحث أن يلاحظ الظروف الاجتماعية والاقتصادية لمنطقة البحث وتمكن الباحث من ملاحظة سلوك و علاقات وتفاعل المبحوثين

أنواع الملاحظة

أولاً: الملاحظة حسب طبيعتها

1-    الملاحظة البسيطة: أي غير المقصودة أو المضبوطة وهي بداية للملاحظة العلمية تنجم عنه فرضية تحتاج إلى بحث وتدقيق وتستخدم في الدراسات الاكتشافين

2-    الملاحظة المقصودة : أي غير المباشرة وهي الملاحظة العلمية الصحيحة توجهها فرضية معينة أو نظرية محددة وتتم في ظروف مخطط لها

3-    الملاحظة الفردية والجماعية: ولكل منها استعمالات تفرضها طبيعة البحث

4-    الملاحظة في الطبيعة: وتستعمل في العلوم الطبيعية والسلوكية

5-    الملاحظة في المختبر: وهي التجريب وفيه تضبط المتحولات الحرة جميعها وتثبت إلا واحدا يحول ويلاحظ التغير مما يؤكد صحة الفرضية

ثانياً: الملاحظة حسب أهدافها

1-    ملاحظة محددة: إذا كان لدى الباحث تصور مسبق عن نوع المعلومات التي يلاحظها  أو السلوك الذي يراقبه

2-    غير محددة: حين يقوم الباحث بدراسة مسحية للتعرف على واقع معين أو يجمع البيانات والمعلومات

ثالثاً: الملاحظة حسب دور الباحث

1-    الملاحظة المشاركة: وفيها يكون للباحث دور إيجابي وفعال بمعنى أنه يقوم بنفس الدور ويشارك أفراد الدراسة في سلوكياتهم وممارساتهم المراد دراستها

2-    الملاحظة غير المشاركة: وهي التي تتم دون أن يشارك الباحث بشكل مباشر في الموقف الذي يلاحظه بمعنى أن الباحث يقوم بملاحظة المبحوثين من الخارج دون أن يتفاعل مع موضوع الملاحظة وهذا الأسلوب يهيئ الفرصة لملاحظة السلوك الفعلي للمبحوثين في صورته الطبيعية   

 

  

مزايا وعيوب الملاحظة

للملاحظة مزايا وعيوب , ومن الممكن إبراز أهم هذه المزايا والعيوب على النحو الأتي:

أولاً: مزايا الملاحظة

1-    تمكن الباحث من الوصول إلى المعلومات الدقيقة حول حقيقة المشكلة وأسبابها, لا كما يراها المبحوث فقط, بل كما يراها أهل العلم والخبرة ممثلاً ذلك الباحث الذي يقوم بالدراسة, والذي يسعى لجمع المعلومات حول الظاهرة أو المشكلة وتحليلها فيما بعد في ظل النظريات التي تم التوصل إليها في مجال البحث ؛ لذلك تعتبر الملاحظة أداة مهمة لجمع المعلومات في الدراسات الكشفية والوصفية والتجريبية

2-    تعطي الباحث الفرصة لجمع معلومات مفصلة وشاملة لجميع جوانب الموضوع , وأحيانا يستطيع الباحث جمع معلومات إضافية حول الظاهرة المدروسة, وهذا قد يتعذر عند استخدام أدوات جمع المعلومات الأخرى مثل الأستبانة

3-    المعلومات التي يتم جمعها من خلال الملاحظة اقرب إلى الواقع, وبالتالي أكثر دقة لأنها تنبع من أرض الواقع دون تكلف أو افتعال من قبل المبحوث

4-    تمكن الباحث من جمع المعلومات في ظروف يسودها عدم تعاون المبحوثين , أو عدم رغبتهم في الإدلاء بمعلومات حول مشكلة البحث

5-    توفر الملاحظة معلومات كمية ونوعية

6-    توفر معلومات عن السلوك في أوضاع طبيعية

عيوب الملاحظة

1-    لاتصلح الملاحظة لدراسة جميع الظواهر أو أنماط السلوك خاصة تلك التي تقع في الماضي

2-    تعدد وتضارب المعلومات والبيانات إذا كانت الدراسة مشتركة , ويوجد أكثر من باحث يقوم بالملاحظة

3-    اعتماد الباحث على تسجيل الملاحظات من خلال ما يراه فقط

4-    اعتماد الباحث على الحواس في عملية جمع المعلومات تعني احتمال خطأ الإحساس وبالتالي عدم صدق المعلومات

5-    إمكانية اعتماد الباحث على خبرته السابقة في فهم الموضوع , وليس على ما تبدو عليه المشكلة

 

الفصل الخامس:عرض وتحليل البيانات الإحصائية-

اشرنا في الفصل الرابع الى تعدد المتغيرات التي يتعامل معها الباحثون في بحوثهم بسبب تعدد مجالات بحوثهم ,نذكر منها الجنس , عدد الافراد, مفهوم الذات, فقد يكون غرض الباحث التعرف على نسبة الذكور في مجتمع معين مقارن بنسبة الاناث او قد يكون الغرض التعرف على توزيع اعداد الطلبة في المدارس ضمن منطقة جغرافية معينة وربما كان الغرض ايجاد قوة العلاقة واتجاه العلاقة بين متغيرين واغراض البحث فقد يشير الى ان المعالجة الاحصائية تعتمد على نوع المتغيرات واغراض البحث فقد لاتتطلب الاجابة عن اسئلة البحث اكثر من رسم لشكل التوزيع بطريقة تسهل التعامل مع البيانات وفهما بسرعة او عرض البيانات في جدول يبين فئات المتغير وتكراراتها او نسبها وقد تتطلب الاجابة في بحوث اخرى وصف خصائص التوزيع بمقاييس معينة لعينة البحث مهما كان حجمها وربما تتطلب الاجابة فحص فرضيات واجراء تحليلات احصائية معقدة وسيتم في هذا الفصل التعريف بالمعالجات الاحصائية الشائعة في وصف البيانات من متغيرات منفصلة او متصلة ومما يستحق الاشارة اليه ان معضم المعالجات الاحصائية والتوزيعات الاحتمالية مبنية على متغيرات متصلة وان الكثير من المتغيرات البحثية يناسبها التوزيع الاحتمالي المتصل ولعل اهم المعالجات الاحصائية هي :ماهية الإحصاء ومجالات استخدامه، والطريقة الإحصائية، والعينات، وتبويب البيانات وجدولتها وتمثيلها بيانيا، والتوزيعات التكرارية، ومقاييس النـزعة المركزية، ومقاييس التشتت، والانحدار، والارتباط، والاحتمالات.

 المبحث الأول وفيه:1- تعريف علم الإحصاء :

هو مجموعة القواعد والطرق والنظريات التي تهتم بجمع البيانات وتبويبها وعرضها بيانياً ثم تحليلها وتفسيرها وإجراء المقارنات واستنتاج العلاقات بهدف استخدامها في اتخاذ القرارات المناسبة .

من هذا التعريف يمكن أن تستنتج عدد من الملاحظات وهي :

1 -  أن المراحل الاساسيه للعملية الإحصائية هي 4 مراحل :

      1- جمع البيانات.

       2- تبويب البيانات .

       3- العرض البياني للبيانات .

       4- تحليل البيانات.

2 - الهدف الأساسي من العملية الاحصائيه هو تحليل البيانات وتفسيرها.

3 - يمكن تطبيق عملية الإحصاء في مختلف المجالات.

4 - أن البيانات هي المجال الرئيسي لمراحل علم الإحصاء

2- أنواع البيانات :هناك نوعين من أنواع البيانات :

     1- بيانات الوصفية

     2- بيانات الكمية

وكل نوع ينقسم إلى قسمين كما هو موضح في الجدول الأتي :

 

البيانات الوصفية
   

البيانات الكميه

بيانات وصفيه اسميه

مثل تصنيف المواليد(ذكور/ إناث)

 
   

بيانات وصفيه ترتيبية

مثل التقديرات : (ممتاز, جيد)  بمعنى أنها ترتب الممتاز في الأول ثم الجيد جدا ثم الجيد

وهكذا .

 
   

بيانات كميه متصلة

وهي التي تأخذ جميع القيم داخل نطاق معين مثلا : ( أعمار عمال مصنع ن20إلى60 )

يعني قبل العشرين المصنع ما يوصف وبعد ال60 عادة التقاعد , فالقيم هنا مابين ال20 وال60
   

بيانات كمية منقطعة

وهي التي تأخذ قيماً منقطعة عن بعض مثلا :

(عدد أفراد الاسره :  أسره أفرادها 4 وأسرة أفرادها 8 وهكذا ) و

ممكن لا يكون هناك أسرة عدد أفرادها مابين ال4 وال8

إذا البيانات هنا منقطعة

 

والبيانات الكميه يعبر عنها بأرقام , ويمكن ترتيبها تصاعدياً وتنازلياً , وكذلك يمكن إجراء العمليات الحسابية عليها...

   
   
   

3- جمع البيانات : جمع وتبويب وعرض بياني وتحليل . ونختصر جمع البيانات في النقاط التالية :

    1- هي المرحلة الأولى من مراحل علم الإحصاء وهي المرحلة الأساسية والمهمة .

    2- تعتبر أكثر تكلفة وأكثر جهد .

    3- يٌنشأ لها أجهزة ومؤسسات متخصصة .

4- مصادر البيانات :

المصدر الأول :  المصادر التاريخية للبيانات :

   وتشمل الإحصاءات والنشرات الإحصائية التي تصدرها المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية لتبين أوجهة التغير والتطور في المجال الذي تختص به هذه المؤسسات . وهذه البيانات هي من مسؤولية هذه الشركة أو المؤسسة .

- ونلاحظ على هذا المصدر 4 ملاحظات :

1-     عدم توفر جميع البيانات . (لا تغطي جميع أوجه البحث)

2-     قد تكون قديمة . (لم تحدث)

3-     قد تكون غير دقيقة , وقد تكون من جهة غير موثوق فيها  (الغرض من البيانات  الدعاية فقط) .

4-     قد لا تكون البيانات المنشورة تغطي جميع جوانب البحث .

المصدر الثاني : المصادر الميدانية للبيانات :

        يلجأ الباحث لجمع البيانات من خلال البحث الميداني أو عن طريق الاستبيانات الخاصة و بذلك يحصل منهم على البيانات مباشرة , ويمكن أن يشمل أفراد أو أجزاء أو أن يشمل عينة من الإطار .أو

( يقوم هو بنفسه بجمع البيانات وتعبئه الاستبيانات )

5- أساليب البحث الميداني :

إذا قرر الباحث إن يبحث بنفسه فله أن يختار أسلوبين :

         أ‌-         الحصر الشامل .

      ب‌-      العينات .

الأسلوب الأول : تعريف المجتمع الإحصائي (الحصر الشامل) :

وهو جميع المفردات التي يجمعها إطار معين , أو مجموعة من الخصائص المشتركة العامة . (مثل عدد خلايا في شعبه) يلاحظ علية :

1.    الشمول

2.    تنوع المجتمعات الإحصائية :( بشري – نباتي - حيواني )

3.    المجتمع الإحصائي قد يكون محدود أو غير محدود . ( محدود بقاعه معينه بكلية وقد يكون غير محدود بمجتمع معين )

4.    جميع أفراد المجتمع يجمعهم أطار معين وخصائص معينة .

 

الأسلوب الثاني :  البحث الميداني ( العينات )  :

تعريف العينات  : اختيار جزء من المجتمع لأخذ عينات وعمل البحث .

مزاياه :

1- توفير الوقت والجهد .

2- يوفر عليك عملية الإتلاف .وتعمل على جزء معين .

عيوبه :

1.عدم دقة النتائج . ( قد يكون لديك 3 ألاف طالب وأنت تعمل البحث على 100 طالب , فالمعلومات هنا قد لا تكون دقيقة ) .

2. قد لا تكون نهائية.

الإشكال البيانية أو العرض الهندسي للبيانات

من أجل إعطاء فكرة واضحة و دقيقة و سريعة عن البيانات المبوبة فأنها تعرض بهيئة رسوم بيانية وأشكال هندسية متعددة و بشكل عام سوف نخصص المحور الأفقي أ, الأحداث السيني  للتكرارات(Y- axis) لفئات المتغير بينما نخصص المحور العمودي ( X- axis )

و دائما نبدأ بتقسيم المحورين من الصفر.

1- المدرج التكراري Histogram  : و هو عبارة عن مستطيلات قاعدة كل منها تمثل طول الفئة في التوزيع  التكراري وارتفاع كل منها تمثل القيمة التكرارية المقابلة لتلك الفئة  ولرسم المدرج التكراري نتبع الخطوات التالية.

أ – رسم المحور الأفقي X و المحور العمودي  Y 

    ب- تدرج المحور الأفقي إلى أقسام متساوية بحيث يشمل جميع الحدود للفئات و يفضل ترك مسافة صغيرة بين نقطة الصفر و الحد الأدنى للفئة الأولى ( فيما إذا كانت بداية الفئة الأولى لا تساوي صفر) و يقسم المحور العمودي إلى أقسام متساوية بحيث تشمل على أكبر التكرارات  .        

ج ـ يرسم على كل فئة مستطيلا رأسياَ تمثل قاعدته طول الفئة و ارتفاعه تمثل تكرار الفئة.

2- المضلع التكراري Frequency Polygon

          هو خط بياني لتكرار الفئة المقابلة لمركز الفئة  و لرسم المضلع التكراري يجب  استخراج مراكز الفئات كما يمكن رسمه من خلال توصيل القواعد العليا للمستطيلات المكونة للمدرج التكرار.

3- المنحنى التكراري Frequency Curve

      هو عبارة عن منحني يمر بمعظم النقاط الواقعة على مراكز الفئات و التي ارتفاعها يمثل التكرارات . و هناك نوعان من المنحنى التكراري.

  أ- المنحنى التكراري المتجمع الصاعد: لغرض تحديد النوع من التوزيعات يجب تحديد المتغيرات العشوائية ثم تحديد الحدود العليا للفئات و بعد ذلك يتم تعين النقاط التي إحداثياتها أزواج القيم للحدود العليا للفئات و التكرارات المتجمعة الصاعدة.

ب ـ منحنى التوزيعات التكرارية المتجمعة النازلة:  يتم في هذا النوع من التوزيعات و عند رسم المنحنى التكراري المتجمع النازل تحديد الحدود الدنيا للفئات و بعد ذلك تحدد النقاط التي تمثل أزواج القيم للحدود الدنيا للفئات و التكرارات المتجمعة النازلة.

 

المبحث الثاني

مقاييس النزعة المركزية

Central Tendency measurement  

مقدمة

في كثير من النواحي التطبيقية يكون الباحث في حاجة إلى حساب بعض المؤشرات التي يمكن الاعتماد عليها في وصف الظاهرة من حيث القيمة التي تتوسط القيم أو تنزع إليها القيم ، ومن حيث التعرف على مدى تجانس القيم التي يأخذها المتغير، وأيضا ما إذا كان هناك قيم شاذة أم لا . والاعتماد على العرض البياني وحدة لا يكفى ، ولذا يتناول هذا الفصل، والذي يليه عرض بعض المقاييس الإحصائية التي يمكن من خلالها التعرف على خصائص الظاهرة محل البحث، وكذلك إمكانية مقارنة ظاهرتين أو أكثر ، ومن أهم هذه المقاييس ، مقاييس النزعة المركزية والتشتت .

 

مقاييس النزعة المركزية

       تسمى مقاييس النزعة المركزية بمقاييس الموضع أو المتوسطات ، وهى القيم التي تتركز القيم حولها ، ومن هذه المقاييس ، الوسط الحسابي ، والمنوال ، والوسيط ، والوسط التوافقي وفيما يلي عرض لأهم هذه المقاييس

 

1- الوسط الحسابي  Arithmetic Mean

       من أهم مقاييس النزعة المركزية ، وأكثرها استخداما في النواحي التطبيقية ، ويمكن حسابه للبيانات المبوبة وغير المبوبة ، كما يلي :

أولا: الوسط الحسابي للبيانات غير المبوبة

       يعرف الوسط الحسابي  بشكل عام على أنه مجموع القيم مقسوما على عددها . فإذا كان لدينا   n من القيم ، ويرمز لها بالرمز :  .

فإن الوسط الحسابي لهذه القيم ، ونرمز له بالرمز  يحسب بالمعادلة التالية :

         

 
 

حيث يدل الرمز   على المجموع .

 

مثـال

       فيما يلي درجات 8 طلاب في مادة الإحصاء .

 

34    32    42    37    35     40    36     40

 

       والمطلوب إيجاد الوسط الحسابي لدرجة الطالب في الامتحان .

الحـل

لإيجاد الوسط الحسابي للدرجات تطبق المعادلة رقم (3-1) كما يلي:

 

 

أي أن الوسط الحسابي لدرجة الطالب في اختبار مادة الإحصاء يساوي  37 درجة

ثانيا: الوسط الحسابي للبيانات المبوبة

       من المعلوم أن القيم الأصلية ، لا يمكن معرفتها من جدول التوزيع التكراري ، حيث أن هذه القيم موضوعة في شكل فئات ، ولذا يتم التعبير عن كل قيمة من القيم التي تقع داخل حدود الفئة بمركز هذه الفئة ، ومن ثم يؤخذ في الاعتبار أن مركز الفئة هو القيمة التقديرية لكل مفردة تقع في هذه الفئة.

فإذا كانت k هي عدد الفئات ، وكانت  هي مراكز هذه الفئات،  هي التكرارات ، فإن الوسط الحسابي يحسب بالمعادلة التالية:

 

 

 
 

مثـال

       الجدول التالي يعرض توزيع 40 تلميذ حسب أوزانهم .

 

فئات الوزن
   

32-34
   

35-37
   

38-40
   

41-43
   

44-46
   

47-49

عدد التلاميذ
   

4
   

7
   

13
   

10
   

5
   

1

 

والمطلوب إيجاد الوسط الحسابي.

الحــل

لحساب الوسط الحسابي باستخدام المعادلة رقم (3-2) يتم إتباع الخطوات التالية :

1- إيجاد مجموع التكرارات   .              2- حساب مراكز الفئات   .

3- ضرب مركز الفئة في التكرار المناظر له ، وحساب المجموع  

4- حساب الوسط الحسابي بتطبيق المعادلة رقم (3-2) .

 

   

مراكز الفئات

   

التكرارات

   

فئات الوزن

(C )

433=132
   

(32+34)2=33
   

4
   

32-34

736=252
   

36
   

7
   

35-37

1339=507
   

39
   

13
   

38-40

1042=420
   

42
   

10
   

41-43

545=225
   

45
   

5
   

44-46

148=48
   

48
   

1
   

47-49

1584
   

 
   

40
   

المجموع

 

إذا الوسط الحسابي لوزن التلميذ هو :

 أي أن متوسط وزن التلميذ يساوي    39.6 k.g

 

2- الوسيط  Median

هو أحد مقاييس النزعة المركزية، والذي يأخذ في الاعتبار رتب القيم ، ويعرف الوسيط بأنه القيمة التي يقل عنها نصف عدد القيم  ، ويزيد عنها النصف الآخر، أي أن   50% من القيم أقل منه، 50% من القيم أعلى منه. وفيما يلي كيفية حساب الوسيط في حالة البيانات غير مبوبة ، والبيانات المبوبة.

 

أولا: الوسيط للبيانات غير المبوبة

       لبيان كيف يمكن حساب الوسيط للبيانات غير المبوبة ، نتبع الخطوات التالية:

·     ترتب القيم تصاعديا .

·     تحديد رتبة الوسيط، وهي :   رتبة الوسيط =

·     إذا كان عدد القيم (n) فردي فإن الوسيط هو:

 

 
 

 

 

·     إذا كان عدد القيم  زوجي، فإن الوسيط يقع بين القيمة رقم ، والقيمة رقم ، ومن ثم يحسب الوسيط بتطبيق المعادلة التالي:

 

 
 

 

مثـال

تم تقسيم قطعة أرض زراعية إلى 17 وحدة تجريبية متشابهة  ، وتم زراعتها بمحصول القمح ، وتم استخدام نوعين من التسميد هما : النوع (a)  وجرب على 7 وحدات تجريبية ،  والنوع (b) وجرب على 10 وحدات تجريبية ، وبعد انتهاء الموسم الزراعي ، تم تسجيل إنتاجية الوحدة بالطن / هكتار ، وكانت على النحو التالي :

 

 
   

 
   

 
   

1.5
   

2.3
   

3
   

2
   

3.25
   

2.75
   

1.2
   

النوع (a)

3
   

2.5
   

4
   

1.5
   

2.5
   

2
   

3.75
   

3.5
   

1.8
   

4.5
   

النوع (b)

 

والمطلوب حساب وسيط الإنتاج لكل نوع من السماد المستخدم، ثم قارن بينها.

 

الحـل

أولا : حساب وسيط الإنتاج للنوع الأول (a)

·     ترتيب القيم تصاعديا :

 

·     عدد القيم فردى 

·     إذا رتبة الوسيط هي:  .

·     ويكون الوسيط هو القيمة رقم 4 ، أي أن وسيط الإنتاج للنوع a هو:

                                          طن / هكتار

ثانيا  : حساب وسيط الإنتاج للنوع الثاني (b) :

·     ترتيب القيم تصاعديا .

 

·     عدد القيم زوجي  إذا

·     رتبة الوسيط هي :   .

·     الوسيط = الوسط الحسابي للقيمتين الواقعتين في المنتصف (رقم 5 ،6 ) .

طن / هكتار

       وبمقارنة النوعين من السماد ، نجد أن وسيط إنتاجية النوع (a) أقل من وسيط إنتاجية النوع (b)  ،  أي أن :  .

ثانيا: الوسيط للبيانات المبوبة

       لحساب الوسيط من بيانات مبوبة في جدول توزيع تكراري ، يتم إتباع الخطوات التالية .

·     تكوين الجدول التكراري المتجمع الصاعد .

·     تحديد رتبة الوسيط :  

·     ويحسب الوسيط ، بتطبيق المعادلة .

 

 

                                     

 

حيث أن :

           : هي الحد الأدنى للفئة الوسيطية المقابلة لأكبر تكرار.

 : طول الفئة الوسيطية

 : تكرار الفئة الوسيطية.

       : التكرار المتجمع الصاعد السابق للفئة الوسيطية

-3المنوال Mode 

       يعرف المنوال بأنه القيمة الأكثر شيوعا أو تكرارا ، ويكثر استخدامه في حالة البيانات الوصفية ، لمعرفة النمط ( المستوى ) الشائع، ويمكن حسابه للبيانات المبوبة وغير المبوبة كما يلي:

أولا: حساب المنوال في حالة البيانات غير المبوبة



   

 
 
 

ثانيا: حساب المنوال في حالة البيانات المبوبة.

حيث أن  :

Lk : الحد الأدنى لفئة المنوال المقابلة لأكبر تكرار.

    : تكرار الفئة المنوالية

 : التكرار السابق للفئة المنوالية

 : التكرار اللاحق للفئة المنوالية

  :   طول فئة المنوال  

4- الوسط التوافقي Harmonic mean

        هو مقلوب الوسط الحسابي لمقلوب القيم و يتم حسابه وفق الصيغة التالية:

أولا: حساب الوسط التوافقي  في حالة البيانات غير المبوبة

مثال: أوجد الوسط التوافقي للبيانات التالية:

 

                                     2 , 5 , 3 , 4 , 7 , 8 , 8

          

 

              

ثانيا: حساب الوسط التوافقي  في حالة البيانات المبوبة

        الوسط التوافقي  لمراكز الفئات X1, X2,... ,Xn   والمرجح بالتكرارات المناظرة

               f1,f2,...,fn    يكون



   
 

 

 

 

 

 

المبحث الثالث مقاييس التشتت أو الاختلاف Dispersion Measurements

عند مقارنة مجموعتين من البيانات ، يمكن استخدام شكل التوزيع التكراري، أو المنحنى التكراري ، وكذلك بعض مقاييس النزعة المركزية ، مثل الوسط الحسابي والوسيط ، والمنوال ، والإحصاءات الترتيبية ، ولكن استخدام هذه الطرق وحدها لا يكفي عند المقارنة ، فقد يكون مقياس النزعة المركزية للمجموعتين متساوي ، وربما يوجد اختلاف كبير بين المجموعتين من حيث مدى تقارب وتباعد البيانات من بعضها البعض ، أو مدى تباعد أو تقارب القيم عن مقياس النزعة المركزية .

ومثال على ذلك ، إذا كان لدينا مجموعتين من الطلاب ، وكان درجات المجموعتين كالتالي :

88
   

67
   

85
   

81
   

78
   

70
   

63
   

المجموعة الأولى

77
   

74
   

75
   

78
   

77
   

78
   

73
   

المجموعة الثانية

   لو قمنا بحساب الوسط الحسابي لكل مجموعة ، نجد أن الوسط الحسابي لكل منهما يساوي 76 درجة ، ومع ذلك درجات المجموعة الثانية أكثر تجانسا من درجات المجموعة الأولى . من أجل ذلك لجأ الإحصائيون إلى استخدام مقاييس أخرى لقياس مدى تجانس البيانات، أو مدى انتشار البيانات حول مقياس النزعة المركزية، ويمكن استخدامها في المقارنة بين مجموعتين أو أكثر من البيانات، ومن هذه المقاييس ، مقاييس التشتت ، والالتواء ، و لتفرطح ، وسوف نركز في هذا الفصل على مقاييس التشتت .

 

مقاييس التشتت Dispersion Measurements     

       من هذه المقاييس: المدى ، الانحراف المتوسط ، والانحراف المعياري ، والتباين

1-    المدى Rang: هو أبسط مقاييس التشتت ، ويحسب المدى في حالة البيانات غير المبوبة بتطبيق المعادلة التالية .

R = XL - Xs

وأما المدى في حالة البيانات المبوبة له أكثر من صيغة، ومنها المعادلة التالية:

 

                 المدى = (الحد الأعلى للفئة الأخيرة) – (الحد الأدنى  للفئة الأولى )

مثـال

       الجدول التكراري التالي يبين توزيع 60 مزرعة حسب المساحة المنزرعة بالذرة بالألف دونم .

 

45-50
   

39-44
   

33-38
   

27-32
   

21-26
   

15-20
   

المساحة

3
   

12
   

18
   

15
   

9
   

3
   

عدد المزارع

 

       والمطلوب حساب المدى للمساحة المنزرعة بالذرة .

 

الحـل

المدى = (الحد الأعلى للفئة الأخيرة) – (الحد الأدنى  للفئة الأولى )

المدى = 50 – 15 = 35 دونم     R = 50 – 15 = 35                  

     2- الانحراف المتوسط   Mean Deviation (MD)       

       هو أحد مقاييس التشتت، ويعرف بأنه مجموعة الانحرافات المطلقة لقيم المتغير العشوائي عن نقطة اختيارية ( A ) مقسومة على عدد القيم و غالبا ما يأخذ القيمة  ( A )  أحد مقاييس النزعة المركزية الثلاثة ( الوسط الحسابي ، الوسيط ، المنوال ) ، فإن الانحراف المتوسط (MD) يحسب بتطبيق المعادلة التالية:

 

 

وهذه الصيغة تستخدم في حالة البيانات غير المبوبة .

مثـال:

       إذا كانت الطاقة التصديرية لخمس محطات لتحليه المياه بالمليون متر مكعب كما يلي:

4 ,  5 ,  2 ,  10 ,  7

أوجد قيمة الانحراف المتوسط للطاقة التصديرية بالاعتماد على

1- الوسط الحسابي

2-  الوسيط 

الحـل

       لحساب قيمة الانحراف المتوسط يتم استخدام المعادلة أعلى 

1- الوسط الحسابي :

ويتم تكوين الجدول التالي :

 

 

الانحرافات المطلقة

   

لانحرافات

   

الانحرافات المطلقة

   

الانحرافات

   

الطاقة التصديرية

1
   

4-5= -1
   

1.6
   

4 - 5.6 = -1.6
   

4

0
   

5-5 = 0
   

0.6
   

5 - 5.6 = -0.6
   

5

3
   

2-5 = -3
   

3.6
   

2 - 5.6 = -3.6
   

2

5
   

10-5 = 5
   

4.4
   

10 - 5.6 = 4.4
   

10

2
   

7-5= 2
   

1.4
   

7 - 5.6 = 1.4
   

7

11
   

 
   

11.6
   

0
   

Sum

 

·     إذا الانحراف المتوسط بالاعتماد على الوسط الحسابي  قيمته هي :

                                (مليونمتر مكعب)

2- إيجاد الانحراف المتوسط بالاعتماد على الوسيط

                                                          Me = 5

                                           

وفي حالة البيانات المبوبة، يحسب الانحراف المتوسط باستخدام المعادلة التالية .

                              

                              

 

حيث أن  هو تكرار الفئة ،  هو مركز الفئة ، A هو أما الوسط الحسابي أو الوسيط أو المنوال .

مثـال:

       يبين الجدول التكراري التالي توزيع40  أسرة حسب الإنفاق الشهري بالألف الدولارات .

18 – 21
   

14 – 17
   

10 - 13
   

6 – 9
   

2 - 5
   

الإنفاق

8
   

10
   

13
   

8
   

1
   

عدد الأسرة

  أوجد الانحراف المتوسط بالاعتماد على ( الوسط الحسابي (

الحـــــل

       لحساب الانحراف المتوسط ، يتم تطبيق المعادلة الخاصة بالانحراف المتوسط في حالة البيانات المبوبة،ويتبع الآتي

·     تكوين جدول لحساب مكونات المعادلة:

   

   

الوسط الحسابي

 
   

   

مركز الفئة
   

عدد الأسر
   

حدود الإنفاق

9.6
   

9.6
   

   

3.5
   

3.5
   

1
   

2 - 5

44.8
   

5.6
   

60
   

7.5
   

8
   

6 - 9

20.8
   

1.6
   

149.5
   

11.5
   

13
   

10 - 13

24
   

2.4
   

155
   

15.5
   

10
   

14 – 17

51.2
   

6.4
   

156
   

19.5
   

8
   

18 – 21

150.4
   

 
   

524
   

 
   

40
   

sum

     

إذا الانحراف المتوسط هو :

3-  التباين Variance

       هو أحد مقاييس التشتت ، وأكثرها استخداما في النواحي التطبيقية ، ويعبر عن متوسط مربعات انحرافات القيم عن وسطها الحسابي. ويحسب التباين من بيانات العينة كتقدير لتباين المجتمع ، فإذا كانت قراءات عينة عشوائية حجمها n هي ،  ، فإن تباين العينة ويرمز له بالرمزs2 هو:

 

 
 

 

       حيث أن  هو الوسط الحسابي لقراءات العينة ، أي أن :   ، وتباين العينة

4- الانحراف المعياري  Standard Deviation   

       عند استخدام التباين كمقياس من مقاييس التشتت، نجد أنه يعتمد علي مجموع مربعات الانحرافات، ومن ثم لا يتمشى هذا المقياس مع وحدات قياس المتغير محل الدراسة ، من أجل ذلك لجأ الإحصائيين إلى مقياس منطقي يأخذ في الاعتبار الجذر ألتربيعي للتباين ،  لكي يناسب وحدات قياس المتغير، وهذا المقياس هو الانحراف المعياري.

       إذا الانحراف المعياري ، هو الجذر ألتربيعي الموجب للتباين ، أي أن:

 

 

مقاييس التشتت النسبية  Relative measures of dispersion

      قد يتطلب الأمر في بعض الأحيان إجراء مقارنة بين تشتت مجموعتين أو أكثر من القيم المختلفة من حيث الوسط الحسابي أو أن قيم مفردات كل مجموعة مقاسه بوحدات قياس تختلف عن الأخر . و عندئذ فان مقاييس التشتت أيا كان سوف لن يكون نافعا لوحده في إجراء مقارنات من هذا النوع ، إنما يستوجب الأمر إيجاد مقياس تشتت أخر أكثر ملائمة لهذه الحالات ، هذا النوع من المقاييس تسمى بمقاييس التشتت النسبي وهي:

1-  معامل التشتت المستند إلى الانحراف المتوسط  Mean deviation of dispersion coefficient                                                               

افرض ان M.D(A) تمثل الانحراف المتوسط المحتسبة على أساس نقطة اختيارية (A) وقد تكون ( الوسط الحسابي أو الوسيط أو المنوال ) عندئذ يعرف معامل التشتت للمتوسط على نحو الأتي:

 

2- معامل التشتت المستند إلى الانحراف المعياري ( معامل الاختلاف) Coefficient of Variation (C.V)                                                                           

افرض ان  يمثل الوسط الحسابي لمجموعة من القيم ، و أ، (S ) يمثل الانحراف المعياري لها . عندئذ يعرف معامل الاختلاف و الذي نرمز له بالرمز (C.V) على النحو الأتي:

 

       إن معامل الاختلاف يعتبر بحق أفضل معاملات التشتت الأنفة الذكر كونه يعتمد على أفضل مقاييس النزعة المركزية و أفضل مقاييس التشتت .  إن هذا المعامل يوضح نسبة حصة كل وحدة من وحدات الوسط الحسابي و الانحراف المعياري و عليه عند إجراء مقارنة بين قيم مجموعتين ثم مقارنة معامل الاختلاف للمجموعة الأولى مع معامل الاختلاف للمجموعة الثانية ، عندئذ يقال عن المجموعة بأنها أكثر تجانسا إذا كان معامل الاختلاف اقل من الأخر.

المبحث الرابع :معامل الارتباط ِAuto Correlation

لاحظنا في المباحث السابقة الطرق والأساليب المختلفة في جمع البيانات و تصنيف و تبويب البيانات ، كذلك عملية استخراج بعض المقاييس التي تعطي فكرة أكثر وضوحا عن تلك البيانات كالمتوسطات و مقاييس التشتت ، إن هذه الطرق و الأساليب استندت على البيانات المجمعة عن متغير واحد فقط سواء كانت هذه البيانات مبوبة في توزيع تكراري أم غير ذلك . وفي أحوال كثيرة يواجه الباحث حالات تتطلب دراسة متغيرين أو أكثر في آن واحد لبيان طبيعة و نوع العلاقة التي تربط بها هذه المتغيرات  عليه فان هذا الفصل سوف يخصص لدراسة مقاييس أخرى تحدد نوع وقوة العلاقة بين متغيرين أو أكثر.

 

 

الارتباط الخطي Linear Correlation

             أن مفهوم الارتباط الخطي يقترن بحالة وجود متغيرين أو أكثر ترتبط مع البعض بعلاقات خطية معينة على سبيل المثال العلاقة بين طول الشخص و وزنه ، العلاقة بين تحصيل الطالب المتخرج من الكلية و معدل درجاته في الثانوية و مستوى المعاشي لأسرته ، العلاقة بين نسبة الشفاء من مرض معين و كمية الجرعة من الدواء المخصص للمريض و عمر المريض. فإذا كان التغير في إحدى المتغيرات يؤثر في تغير متغير أخر أو مجموعة متغيرات أخرى عندئذ يقال أن هذه المتغيرات مرتبطة فيما بينها و إذا كان المتغيرين المرتبطين ( أو مجموعة من المتغيرات المترابطة) يتغيران (تتغير) بنفس الاتجاه أي زيادة أو نقصان في إحداهما تؤدي إلى الزيادة أو النقصان في الأخر ( الأخرى) عندئذ يقال أن الارتباط ما بينهما هو ارتباط موجب ، على سبيل المثال زيادة طول الشخص يتوقع أن يقابلها زيادة في وزنه. انخفاض في دخل الفرد يتوقع عنه انخفاض في إنفاقه على بعض السلع،أما إذا كان المتغيرين المرتبطين ( أ, مجموعة من المتغيرات المرتبطة) يتغيران (تتغير) باتجاه معاكس أي زيادة أ, نقصان في إحداهما تؤدي إلى نقصان (زيادة) في الأخر ( الأخرى)، عندئذ يقال أن الارتباط ما بينهما هو ارتباط سالب على سبيل المثال زيادة سعر الوحدة من سلعة معينة يتوقع إن يؤدي إلى انخفاض في الطلب على تلك السلعة ، انخفاض في درجات الحرارة يتوقع أن ينجم عنه زيادة الطلب على الوقود.

و يقال أن الارتباط بين المتغيرين أو أكثر هو ارتباط تام perfect  إذا كان التغير في إحداهما متناسب مع التغير في الأخر على سبيل المثال إن الارتباط بين درجة الحرارة المئوية و درجة الحرارة الفهرنهايتية هو ارتباط تام باعتبار إن التغير في الأول متناسب مع التغير في الثاني.  F=(9/5)C+32

 

الارتباط الخطى البسيط Simple Correlation

       إذا كان الغرض من التحليل هو تحديد نوع وقوة العلاقة بين متغيرين ، يستخدم تحليل الارتباط ، وأما إذا كان الغرض هو دراسة وتحليل أثر أحد المتغيرين على الآخر ، يستخدم تحليل الانحدار، وفي هذا الفصل يتم عرض أسلوب تحليل الارتباط الخطي البسيط، أي في حالة افتراض أن العلاقة بين المتغيرين تأخذ الشكل الخطي .

الغرض من تحليل الارتباط الخطى البسيط

        الغرض من تحليل الارتباط الخطي البسيط هو تحديد نوع وقوة العلاقة بين متغيرين، ويرمز له في حالة المجتمع بالرمز  ، وفي حالة العينة بالرمز ، وحيث أننا في كثير من النواحي التطبيقية نتعامل مع بيانات عينة مسحوبة من المجتمع، سوف نهتم بحساب معامل الارتباط في العينة كتقدير لمعامل الارتباط في المجتمع، ومن التحديد السابق للغرض من معامل الارتباط، نجد أنه يركز على نقطتين هما:

 

·     نوع العلاقة:ـ وتأخذ ثلاث أنواع حسب إشارة معامل الارتباط كما يلي:

1-   إذا كانت إشارة معامل الارتباط سالبة (r < 0 ) توجد علاقة عكسية بين المتغيرين، بمعنى أن زيادة أحد المتغيرين يصاحبه انخفاض في المتغير الثاني، والعكس.

2-   إذا كانت إشارة معامل الارتباط موجبة(r > 0 ) توجد علاقة طردية بين المتغيرين، بمعنى أن زيادة أحد المتغيرين يصاحبه زيادة في المتغير الثاني، والعكس .

3-   إذا كان معامل الارتباط قيمته صفرا ( r = 0 ) دل ذلك على انعدام العلاقة بين المتغيرين.

قوة العلاقة:ـ ويمكن الحكم على قوة العلاقة من حيث درجة قربها أو بعدها عن ، حيث أن قيمة معامل الارتباط تقع في المدى( -1 < r < 1 )، وقد صنف بعض الإحصائيين درجات لقوة العلاقة يمكن تمثيلها على الشكل التالي

درجات قوة معامل الارتباط

 

1- معامل الارتباط الخطي البسيط Simple Linear Correlation Coefficient                                         

يعرف معامل الارتباط الخطي البسيط بأنه القيمة العددية للعلاقة الخطية بين متغيرين و تحسب من القانون الأتي:

 

 

2- معامل الارتباط الجزئي Partial Correlation Coefficient

يلاحظ في بعض الأحيان و جود ارتباط بين متغيرين يعزي جزئيا إلى ارتباط متغير ثالث مرتبط مع كلا المتغيرين . لنفرض إن المتغيرين X1,X2 مرتبطين و هناك متغير أخر X3 مرتبط مع كلا  المتغيرين و إننا نرغب في قياس درجة الارتباط بين X1,X2 باستبعاد اثر المتغير الثالث X3 على كلا المتغيرين.إن المعامل الذي يقيس درجة ارتباط متغيرين باستبعاد اثر الثالث يدعى بمعامل الارتباط الجزئي . على سبيل المثال الارتباط بين طول الفرد X1 و وزنه X2 يتأثر بارتباط عمر الفرد X3 مع كل من X1,X2 ، كذلك الارتباط بين دخل الأسرة الشهري X1 و إنفاقها الشهري X2 يتأثر بارتباط عدد أفراد الأسرة X3  مع كل من X1,X2 ، على سبيل المثال عدد السكائر المدخنة X1  يوميا و الإصابة بنوع معين من أمراض الرئة X2  يتأثر بارتباط عمر المدخن X3 و عدد سنوات التدخين X4 مع كل من X1,X2. و يمكن إيجاد قيمة معامل الارتباط الجزئي وفق ما يلي: افرض إن X1,X2,X3  تمثل ثلاثة متغيرات عشوائية بحيث أن المتغيرين X1,X2 مرتبطين و أن X3 مرتبط مع كل من X1,X2 و افرض أن على أساس عينة من المفردات قوامها n  تم الحصول على القياسات المتناظرة لهذه المتغيرات

 ((X1i , X2i , X3i ), i=1,2,3.........n) و أن معامل الارتباط البسيط بين متغيرين منهما هو  r12 , r13 , r23 عندئذ فان معامل الارتباط الجزئي بين X1,X2 باستبعاد اثر الثالث X3 هو

 

و في حالة وجود أربعة متغيرات و نرغب في حساب الارتباط الجزئي بين الأول و الثاني باستبعاد اثر الثالث  و الرابع فان هذا المعامل هو

 

 

3- معامل الارتباط الرتب لسبيرمان  Spear mans rank correlation Coefficient

افرض إن X,Y  متغيرين من النوع الوصفي و افرض إن البيانات المستحصل عليها من X,y على أساس عينة عشوائية من المفردات قوامها n هي بهيئة صفات غير قابلة للقياس الكمي .

افرض إن (Xi , Yi , i=1,2,3,.....n)  ممكنة الترتيب تصاعديا أو تنازليا وفق معيار معين يمتاز به كل متغير ( مثلا تقديرات درجات مجموعة من الطلبة يمكن ترتيبها تصاعديا على أساس معيار الأقل إلى اعلي درجة أو العكس ) عندئذ استنادا لهذا الترتيب و لكل متغير يمكن تخصيص قيم سلسلة الإعداد الطبيعية ( 1,2,3,......,n) لصفات الترتيب بحيث إن كل صفة يخصص لها احد إعداد هذه السلسة ، في حالة عدم تكرار أيه صفة منها (وقد يكون التخصيص تنازلي ) و سوف نوضح حالة التكرار بعض الصفات و أسلوب علاج ذلك في أمثلة. و القانون المستخدم لإيجاد الارتباط لمثل هذه الحالات:

 

الانحدار الخطي البسيط Simple Linear regression

يعرف الانحدار الخطي البسيط بأنه عملية تقدير العلاقة الخطية بين متغيرين أحداهما مستقل و الأخر تابع . إن مفهوم الانحدار الخطي البسيط يقترن بمفهوم الارتباط الخطي البسيط . و يهدف الانحدار الخطي البسيط إلى تقدير قيم عددية لمعالم النموذج ، أي تقدير قيم عددية لكل من (a,b)  و معادلة خط الانحدار البسيط وكالآتي:   

 

                                                  

 

 

 

 

ومن أعلاه نلاحظ بان ،â  هي دالة بدلالة قياسات مفردات العينة (Xi,Yi) إن â تمثل في الحقيقة مقطع خط الانحدار مع المحور الصادي Y  إي ما نعنيه قيمة Y  التقديرية عندما X=0 و إذا كانت 0=â عندئذ يقال إن خط الانحدار يمر من نقطة الأصل (0,0) وان  تسمى معامل الانحدار أي مقياس يوضح مقدار تغير Y إذا ما تغيرت X  بوحدة واحدة و يلاحظ إن  قد تكون موجبة أو سالبة تبعا لقيمة الانحراف المعياري لــX,Y ( Sxy)  إذا كانت موجبة أم سالبة فقيمة  الموجبة تعني إن العلاقة بين X,Y موجبة و القيمة السالبة لها تعني إن العلاقة سالبة (عكسية) و غالبا ما يقال لما سبق أنة تم تقدير معادلة الانحدار ( Y / X ) أي إيجاد معادلة الانحدار فيها المتغير التابع هو  Y  و المستقل X  و العكس ممكن.

 

الفصل السادس :تنقيح وتوثيق مصادر معلومات البحث العلمي

تمهيد

 يقوم الباحث بمراجعة وافية ودقيقة لمسودات البحث التي جمعها وحللها ودونها لتأكد من دقة وسلامة المعلومات الواردة في البحث علميا وموضوعيا من حيث استخدام المصطلحات العلمية والفنية المتخصصة في مجال البحث وكذلك توثيق المصادر والمعلومات حيث يشمل هذا الفصل على مبحثين يضتمن الاول تنقيح البحث واستخدام الإشارات والمختصرات في الكتابة اما المبحث الثاني فيتناول توثيق مصادر المعلومات في البحث العلمي

المبحث الاول: تنقيح البحث واستخدام الإشارات والمختصرات في الكتابة

أولاً: تنقيح البحث:

يعتبر تنقيح البحث المرحلة الأخيرة من طباعة وإخراج البحث بشكله النهائي من الأمور الأساسية التي ينبغي على الباحث الاهتمام بها وقد يأخذ التنقيح شكل قص بعض المقاطع أو لصق مقاطع جديدة حسب الحاجة والضرورة , ومن المكن التأكيد على عدد من الجوانب التي يمكن أن تشمل بالتنقيح والتعديل , في الشكل النهائي للبحث , وكالأتي:

1-    تثبيت المعلومات التي تم الاستشهاد بها على شكل إعادة صياغة , أي صياغة نص أم مقطع على سبيل المثال توضيح الاقتباس مع التأكيد على الإشارة إلى المصدر

2-    تدقيق ومراجعة المعلومات التي تم اقتباسها والتأكد من وضع أشارة التنصيص ( القوسين الصغيرين في بداية ونهاية النص) مع الإشارة إلى المصدر المقتبس منه

3-    حذف العبارات والجمل التي لا تبلور أفكارك بشكل واضح

4-    التأكيد على استخدام عبارات المبني للمعلوم  بدلا من عبارات المبني للمجهول

5-    التخلص من العبارات الغامضة أو الركيكة من ناحية التعبير اللغوي واللفظي

6-    التأكيد على ذكر الاسم الكامل للشخص المستشهد به عند ذكره لأول مرة في متن البحث

ثانيا: استخدام الإشارات:

هناك عدد من الإشارات والرموز والعلامات المستخدمة في كتابة البحوث والرسائل الجامعية ويمكن أن نلخصها بالأتي:

1-    استخدام النقاط ( التنقيط)

أن وضع النقطة في أماكنها المطلوبة أمر مهم وأساسي في الكتابة , سواء ذلك على مستوى كتابة الشكل النهائي للبحث أو الأنواع الأخرى وعلى الباحث أن لا يستهين في وضع النقطة في أي مكان يحلو له, وتوجد عدة مجالات تستخدم فيها النقطة وهي:

1-    توضع النقطة بعد الانتهاء من كتابة الجملة متكاملة من حيث عباراتها ومفاهيمها , وقد تكون مثل هذه الجملة قصيرة لا تزيد عن بضعة كلمات, أو طويلة تتألف من مقاطع متعددة مرتبطة يبعضها بإشارات غير النقطة كالفارزة والشارحة والنقطتين المتعامدتين

2-    النقطة المستخدمة بعد حرف أو أكثر يمثل اختصار لكلمة أخرى

3-    قد تحذف النقط عندما ينتهي الحديث على مستوى الفصل الواحد أو المبحث

4-    تستخدم النقاط الثلاثة الواحدة بعد الأخرى للدلالة على وجود كلام محذوف لا حاجة للاستمرار فيه

5-    في حالة الاقتباس نؤكد على ذكر المعلومات كما وردت في النص الأصلي بما في ذلك الإشارات والفارزة وعلامات الاستفهام

2-    اشارة الفارزة

تستخدم الفارزة المتعارف عليها على مستوى الكتابة أو الطباعة في مجالات عدة أهمها هي :

1-    تمثل الفارزة مقاطعة صغيرة لاستمرارية الحديث والكتابة لمفهوم محدد فالكاتب يتحدث عن شيء معين ويود توضيح ذلك الشيء , يعني أعطاء فرصة للمتابعة

2-    تستخدم للفصل بين مقطعين مرتبطين بحروف وعبارات ربط الجمل مثل ( لكن, غير أنه, ...)

3-    تستخدم بين سلسلة من الأسماء والعبارات يكون عددها ثلاثة أو أكثر معنية بنفس المفهوم

4-    تستخدم للفصل بين عبارات تمثل عنوان إقامة شخص , أو محل عمله مثل : نجف, حي الزهراء, محلة123, زقاق 61

5-    تستخدم في فصل البيانات الخاصة بالكتب والمقالات والدوريات ومصادر المعلومات الأخرى

3-    القوسين الصغيرين

ويكون عادة في بداية أو نهاية النص ويسميها بعض الكتاب أداة التنصيص , وتستخدم مثل هذه الأقواس في الاقتباس للدلالة على اقتباس معلومات ونصوص حرفيا وقد تستخدم لحصر معلومة أو مصطلح

4-    الأقواس الاعتيادية

قد يرى البعض من الكتاب ضرورة في كتابة عبارة محددة بين قوسين مثال ذلك : استخدام المصغرات(المايكرو فلم) واستخدام الحاسب( الكومبيوتر) وقد تستخدم لتوضيح عبارة بأخرى مثل سكان المدن ( الحضر)

5-    الشارحة

إي الخطين الصغيرين في بداية ونهاية عبارة محددة وتستخدم عادة عند استخدام كلمة اعتراضية مثال ذلك:

معظم الجامعات العراقية – أن لم تكن كلها- مهتمة بإدخال الحاسب الآلي

ثالثاً: استخدام المختصرات

يعتبر استخدام المختصرات في متن البحث أو في كتابة المصادر أو الهوامش من الموضوعات الواجب التنويه عنها , وسوف نوضح هذه المختصرات بعدد من الأمثلة العربية والأجنبية:

المختصرات العربية

ع           عدد الدورية

س           السنة

ط            الطبعة

المختصرات الأجنبية

   Abr      طبعة مختصرة

    Diss     أطروحة

 

 

 

 

 

المبحث الثاني:توثيق مصادر المعلومات في البحث العلمي

أولاً: قواعد هامة في توثيق المصادر

ثانياً: الاقتباس

ثالثاً: الإشارة إلى المصادر

رابعاً: الإشارة إلى الهوامش

خامساً: توثيق المصادر المختلفة( الكتب, الدوريات , الرسائل الجامعية, الصحف,...الخ)

سادساً: توثيق المصادر الالكترونية ومعلومات الانترنت

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أولاً: قواعد هامة في توثيق المصادر

إن توثيق البيانات للمصادر والمراجع المستخدمة هي من الأمور الأساسية والمهمة في البحوث والرسائل الجامعية فقد يكون المصدر كتاب أو مقالة أو بحث منشور في دورية علمية أو أي من المصادر الأخرى , فهناك قواعد عامة تشمل جميع أنواع المصادر التي يحتاجها الباحث في كتابة بحثه, وهي كالأتي:

1-    على الباحث ذكر أسم المؤلف أو الكتاب في قائمة المصادر للمؤلفين المقتبس منهم وهو مجرد من أي لقب علمي

2-    ينبغي تحديد أرقام الصفحات التي استشهد الباحث بها أو اقتبس منها فلابد التأكد من ذكر رقم الصفحة

3-    أما بالنسبة الى تكرار ذكر نفس المصدر , فأنه ينبغي الالتزام بالأتي:

أ‌-       في حالة تكرار المصدر مرة أخرى  مباشرة أي أن المعلومات التي استفاد منها الباحث هي من نفس المصدر فيستخدم الباحث عبارة ( نفس المصدر ,ص) أما بالنسبة للغة الأجنبية فتستخدم عبارة( Ibid.P.12 )

ب‌-  في حالة تكرار المصدر ولكن بشكل غير مباشر أي أن المعلومات التي استفاد منها الباحث هي من مصدر سبق وان استفاد منه في مكان سابق اخر من البحث كانت قد فصلت بينه وبين تكراره فيستخدم الباحث هنا اسم الكاتب ثم عبارة مصدر سابق ثم رقم الصفحة التي وردت فيها المعلومات

ت‌-  أما أذا كان المصدر باللغة الأجنبية وتكرر بشكل غير مباشر فتستخدم عبارة(OP.Cit)

4-    مصدر داخل مصدر أخر ينبغي أن يذكر الباحث المصدر الفعلي الذي هو بين يديه والذي استفاد منه في استقاء المعلومات وليس أسماء المصادر التي وردت في هامش أو قائمة المصادر التي وردت في ذلك المصدر وتلاشياً للمحاذير والأمانة العلمية ينبغي أن يشار أليه بكلمة( ذكر في , نقلاً عن)  

 

ثانياً: الاقتباس

يقصد بالاقتباس شكل الاستعانة بالمصادر والمراجع التي يستفيد منها الباحث لتحقيق إغراض بحثه كما انه بمثابة استشهاد بأفكار وأراء الآخرين المتعلقة بموضوع البحث ويجب إن تكون المصادر التي تقتبس منها أصلية في البحث وان يكون مؤلفوها ممن يعتمد عليهم ويوثق بهم مع الحرص على حسن الانسجام بين ما اقتبس وما قبله وما بعده للحرص على سياق البحث

ومن أهم الوظائف التي تعكس أهمية الاقتباس

1-    التأصيل العملي والموضوعي للأفكار والآراء من خلال التعرف على الأفكار السابقة وتقيمها

2-    الاستعانة بالاقتباس من أراء الآخرين لتدعيم وجهة نظر الباحث

3-    الوفاء بمتطلبات وقواعد البحث العلمي

4-    التفاعل بين الباحثين وتوليد أفكار جديدة من خلال النقاش والتحليل وتبادل الآراء

5-    تجميع مختلف الآراء حول موضوع الدراسة بقصد التمحيص والتعرف على الجوانب المختلفة ونقاط القوة والضعف والوصول إلى معرفة أفضل

أنواع الاقتباس

الاقتباس إما يكون حرفيا ( مباشر) وفي هذه الحالة يجب وضعه بين مزدوجين((  )) , وإما يكون غير حرفي ( غير مباشر) أي بنقل معنى النص العام أو موجزه وعند ذلك لا يستخدم المزدوجات وفي كلا الحالتين لابد من ترقيم الاقتباس ( وضع الرقم مرتفعا قليلا عن السطر ) مع كتابة رقم بماثلة في الهامش ثم تدوين المصدر وإذا تجاوز الاقتباس ستة اسطر إلى صفحة فنترك فراغ بينه وبين آخر سطر قبله وأول سطر بعده مع توسيع مساحة الهامش وتضيق المسافة بين سطور الاقتباس وعند اقتباس أكثر من فقرة يوضع في أول الاقتباس وفي أول كل فقرة مزدوجان

إرشادات عامة إثناء الاقتباس

أن كثرة الاقتباس يقلل من أهمية البحث لأنها تخفي معها شخصية الباحث ويصبح بحثه سلسلة اقتباسات متتالية ولذلك تجنب الاقتباس وخاصة الحرفي منه وفيما ياي بعض الإرشادات المفيدة للباحث :

1-    الحذف في الاقتباس الحرفي جائز شرط عدم تشويه المعنى ويجعل ثلاثة نقط أفقية مكان الجمل المحذوفة

2-    إذا اضطر الباحث إلى زيادة حرف أو كلمة أو لشرح كلمة أو لإتمام جملة سقطت منها كلمة يجب وضع ما يزيده بين قوسين

3-    إذا وجد الباحث إن هناك خطأ لغوي أو معنويا أو غير ذلك فيما يقتبسه حرفيا عليه إن يكتب كلمة( كذا) بعد الخطأ مباشرة أو أن يشير إلى الصواب في الحاشية

4-    أما إذا كان المقتبس بلغة أجنبية على الباحث ترجمته إلى لغة الرسالة على أن يقرن الترجمة بالأصل فيضعه أما في المتن أو في الحاشية هذا إذا كان النص المترجم لا يتجاوز بضعة اسطر أما إذا زاد عن ذلك فالمفضل إن يثبت في الملحق

5-    وفي جميع الحالات لا يجوز اقتباس نص قديم مثبت في مرجع حديث بعد التحقق من صحته فإن لم يستطع الباحث التحقق من هذا الأمر اثبت المقتبس على مسؤولية المرجع  

  ثالثاً: الإشارة إلى المصادر

هناك ثلاثة طرق أساسية مستخدمة في البحوث والدراسات العلمية وهي على النحو التالي:

1-    الترقيم المتسلسل لكل المصادر في جميع صفحات البحث وتجميعها في نهاية البحث حسب ترتيبها في المتن

2-    الترقيم المتسلسل لكل صفحة مع ذكر المصادر في أسفل الصفحة نفسها

3-    طريقة علم النفس الأمريكية  , وفيها يتم وضع اسم عائلة المؤلف والسنة والصفحة في نهاية كل اقتباس هكذا ( الجابري,1995,ص90) ويتم جمع المصادر وترتيبها هجائيا في نهاية البحث

 

رابعاً: الإشارة إلى الهوامش

تستخدم الهوامش في الحالات التالية:

الإشارة إلى مصدر ( كتاب, دورية,الخ) ثم الاقتباس منه أو الرجوع إليه ويتم        1- وضع معلومات كافية عن المصدر

2- توضيح فكرة أو معنى مصطلح أو عبارة معينة وردت في النص

3-    شكر وتقدير بعض الأفراد والمؤسسات التي ساعدت الباحث وقدمت له أي معلومات أو مساعدة مادية أو معنوية

4-    توجيه القارئ للرجوع إلى مصادر معينة أو بعض الأجزاء في الكتاب التي تعطي معلومات أكثر حول الموضوع

ويميز المكان الذي يلزم فيه استخدام الحاشية بإحدى الطريقتين التاليتين:

أولاً : وضع نجمة ( *) في نهاية الجملة أو الفقرة في متن البحث وذلك على الزاوية العليا اليسرى من الكلمة مباشرة

ثانياً : أعطاء رقم للحاشية في نهايتها بين قوسين وفي أعلى الكلمة

 

 

خامساً: توثيق المصادر المختلفة( الكتب, الدوريات , الرسائل الجامعية,...الخ)

الكتب:

في التعامل مع الكتب بصورة عامة وتوثيق معلوماتها المستشهد بها فانه عادة يذكر أسم المؤلف أولاً ثم عنوان الكتاب بشكله الكامل ( العنوان الرئيسي ثم العنوان الثانوي) ثم  المترجم ثم الطبعة إذا كان الكتاب قد طبع أكثر من مرة بعد ذلك تذكر بيانات النشر وتشتمل مكان النشر ثم الناشر ثم سنة النشر

أ‌-       كتاب بمؤلف عربي واحد

الغراوي, عبد الرحيم محمد,(2010)" معجم شعراء الشيعة", مطبعة الكاتب ,بيروت- لبنان,ط1, مجلد68.

ب‌-  كتاب بمؤلفين أو أكثر:

الغراوي, البصري, رزاق مخور, جميل مانع,( 2009) " الموسوعة الفقهية القصصية الكاملة" , النجف الأشراف, مطبعة النجف الأشراف

ث‌-  كتاب ( أو أي مصدر أخر) بأكثر من ثلاثة مؤلفين

وفي هذه الحالة يذكر أسم المؤلف الأول ثم يتبع ذلك عبارة ( وآخرون) بين قوسين, وباللغة الأجنبية, فإنه يتبع اسم المؤلف الأول عبارة ( et.aL)

غرابيه, فوزي وآخرون(2005)  أساليب البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والإنسانية , عمان , الجامعة الأردنية,

الدوريات

نتقل في مسألة توثيق المعلومات والمصادر المطبوعة إلى الدوريات فهنا يتم التركيز على أسم كاتب المقالة ثم عنوان المقالة ثم أسم الدورية –المجلة أو الجريدة- المنشورة فيها ثم عدد الدورية وتاريخها وأخيرا رقم الصفحة الواردة فيها المقالة

بو معرفي, بهجة مكي,( 1997) " بناء المجموعات في عصر النشر الإلكتروني" المجلة العربية للمعلومات ( تونس) مج18, ع2

   الرسائل الجامعية

الزهري, طلال,( 1996) " مصادر معلومات الرسائل الجامعية العراقية في العلوم الكيماوية وأثر الحصار العلمي فيها, رسالة ماجستير , بغداد, قسم المكتبات والمعلومات , الجامعة المستنصرية.

سادساً: توثيق المصادر الالكترونية ومعلومات الانترنت

أسس عامة لتوثيق المصادر الالكترونية :

هناك أسس عامة ينبغي التأكيد عليها عند التعامل مع مختلف أنواع المصادر الالكترونية , والاستشهاد ببياناتها ومعلوماتها في كتابة البحوث والرسائل الجامعية, ويمكن أن نلخصها كالأتي :

1-    تذكر كافة البيانات الأساسية المتوفرة عن المصدر و مثل أسم المؤلف أو الجهة المؤولة عن المعلومات المستشهد بها

2-    يذكر عنوان الدراسة أو المقالة أو الوثيقة في حالة عدم توفر أسم الكاتب أو الجهة صاحبة المسؤولية

3-    يذكر أي بيانات تعريفية متوفرة عن المادة المستشهد بها كتاريخ النشر أو المجلد

4-    في حالة الاستشهاد بمعلومات من قرص مدمج( CD- ROM ) أو قرص مرن ( floppy- Disc) فتوضع بين قوسين

5-    يذكر تاريخ دخول الباحث على المعلومات وحصوله عليها من الانترنت أو الوسائل الالكترونية الأخرى

6-    يذكر عنوان الموقع الالكتروني الذي قام بتأمين المعلومات للباحث في نهاية البيانات التعريفية

توثيق المصادر من موقع خاص على الانترنت

يذكر اسم المؤلف الأخير ثم الاسم الأول له واسم الصفحة وتاريخ تنقيح الصفحة ثم تاريخ دخول الباحث إلى الموقع وأخيراً العنوان الموجود على الشبكة , مثال ذلك:

Copley, Suzanne .Jane Austen s Works,(2002), Cited on 21 Sep ,(2007), http:// members.aol.com/ suse.htm.

 

التوثيق من قرص مدمج ( CD- ROM) و قرص مرن ( floppy- Disc)

الاسم الأخير للمؤلف , الاسم الأول وعنوان المقالة بين أقواس صغيرة الطبعة مكان النشر ومن ثم الناشر وتاريخ إنتاج القرص , مثال ذلك:

Kennedy, Lauren. " Emily Dickinson". Grolier Multimedia Encyclopedia,( CD- Rom Macintosh ed) 1997 . CT Grolier.

 

التوثيق من البريد الالكتروني

يذكر اسم الشخص الذي أرسل المعلومة وعنوان المعلومة وتاريخ استلامها وهنا لا يحبذ ذكر العنوان البريدي للشخص الذي أرسل المعلومة حفاظاً عليه من المراسلات غير المرغوبة , ومثال ذلك :

Calmer, Jim. Writing Lab. E- Mail to the author.15 Jan. 1998- Morgan, Melvin S. E- Mail to the author.16 June, 2001.

 

 

 

الفصل السابع طرائق التدريس

مدخل الفصل:

إن وظيفة التدريس الجامعي من الوظائف المهمة في المجتمع، كونها تنصب أساساً على إعداد الطالب الجامعي إعداداً يمكنه من مواجهة تحديات المستقبل بكل ما تحمله من تطورات علمية وتقنية وتنظيمية وثقافية وغيرها ،إذ يجب ان يتوجه التدريس إلى التعرف على مواهب كل فرد ، وطاقاته الكامنة، وتنمية شخصيته بما يتوافق مع قدراته وميوله حتى يتمكن من تحسين مستوى معيشته وتطوير مجتمعه ، لذا تعد وظيفة التدريس الجامعي أهم وظائف الجامعات وأكثرها فاعلية في إعداد الطلبة وتأهيلهم للحياة المعيشية ، حيث تزودهم بالمعارف النافعة، والاتجاهات السلوكية الإيجابية والقيمية، والمهارات العلمية والعملية اللازمة لتأهيلهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في خدمة أنفسهم وأسرهم وأمتهم، كما ينظر إليها على أنها مؤسسة توفر مساحة واسعة للعقل حتى يعمل في حرية التزاحمات ،ومكان يجتمع فيه المتمكن مع قليل الخبرة ، والمتمرس مع المبتدئ ، والمسن مع الشاب من الباحثين، ليتناقشوا حول الأفكار والمنهاج والحلول ، والجامعة المتفوقة هي تلك التي يتواجد فيها أعضاء هيئة تدريس مؤهلين  تأهيلا عالياً  ، ومدعومين بموارد مادية مجزية ، وجو أكاديمي ملائم، وخدمات مناسبة، مما يسهم في تجويد العملية التعليمية وإنجاحها لتكن قادرة على تلبية حاجات التنمية الشاملة ومتطلبات المجتمع المتسارعة .

وتطرق الفصل الحالي  إلى موضوع طرائق التدريس في الجامعات والمعاهد وركزنا على التعليم في بلدنا العزيز العراق ، لذا تم التعرض إلى عدة أبعاد ذات أهمية بموضوع التدريس الجامعي ، وهذا الفصل مقسم على ثمانية محاور وخاتمة وتتلخص هذه المحاور بالنقاط الآتية:

أولا: التعليم الجامعي والمجتمع

ثانياً: مقومات التعليم الجامعي

ثالثاً: واقع حال طرائق التدريس في الجامعات والمعاهد العراقية

رابعا: أهداف وأنواع طرائق التدريس في الجامعات والمعاهد العراقية

خامساً: تطوير طرق التدريس في الجامعات والمعاهد العراقية

سادساً: العوامل المؤثرة على اختيار طرق التدريس

سابعاً: بعض أساليب طرق التدريس المتميزة.

أولا: التعليم الجامعي والمجتمع

لقد أطلق على عصر الألفية الثالثة ب"الانفجار المعرفي" او "ثورة المعلومات"، والتي تعني تضخم حجم المعلومات وتضاعفها بشكل مذهل في أقل زمن ممكن، ومما لا شك فيه ان هذه الثورة المعرفية قد أحدثت تطورات وفرضت تحديات على كافة قطاعات المجتمع وفي مقدمتها الجامعة باعتبارها معقل الفكر والعلم والثقافة، لذلك كان لزاماً على الجامعة أن تلاحق وتساير هذه الثورة المعرفية بل والاسهام فيها،ومن ثم ظهرت حاجتها الشديدة إلى الاهتمام بتنظيم هذه المعلومات وكيفية إيصالها إلى الطلبة ليسهل الاستفادة منها من قبل فئات المجتمع الجامعي من الطلاب والباحثين وغيرهم ( العازمي، 2008: 3).

     ويعتمد الارتقاء بأداء التعليم العالي إلى حد كبير على مدى قدرة عضو هيئة التدريس على القيام بالأدوار المتوقعة منه بأقل تكلفة في مدخلاته وعملياته ومخرجاته من خلال الاستثمار الأمثل للخدمات المادية والبشرية المتاحة، وللوقوف عند مدى تحقيقها لأهدافها لابد من تقويم جوانب عمل هذه المؤسسات كافة، خاصة وإن أي عملية تقويمية لابد لها أن تستند إلى معايير محددة للتقويم لمعرفة مدى مناسبة الإجراءات والطرق وكفاءتها وفاعليتها ودرجة تحقيقها للأهداف المتوخي تحقيقها ( كنعان،2005: 66).

ثانياً: مقومات التعليم الجامعي

      إن هذه الأمور تفرض تبعات ومهام جديدة على عاتق مؤسسات التعليم العالي، التي تتعامل مع التربية والتعليم كعملية لا يحدها زمان أو مكان وتستمر مع الإنسان كحاجة ملحة وضرورة لتسهيل تكيفه مع المستجدات في بيئته ، لذلك عدت التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات استثماراً أكاديمياً يساعد على تحسين أداء الأستاذ الجامعي وبالتالي الارتقاء بالجانب المهاري والمهني له ،والذي سيؤدي إلى رفع الكفاءة الخارجية والداخلية للنظام التعليمي ، مما يزيد من الإنتاجية ويحسن من نوع المخرجات التربوية.

أ‌)       المدرس الجامعي

    إن مؤسسات التعليم العالي بحاجة إلى تأهيل كوادرها ودمج كثير من التكنولوجيا في ممارساتهم التربوية بالإضافة إلى تحفيز أعضاء هيئة التدريس على استخدام وسائل التكنولوجيا في ممارساتهم التربوية عن طريق توفيرها لهم ،وتدريبهم على الخطوات الإجرائية للتعامل معها(زرعه،2002: 204)، ولعل إعداد الدورات التدريبية التي تزود عضو هيئة التدريس بالمعرفة الكافية للأدوار المطلوبة منهم ،في أثناء قيامهم بعملية التدريس وتزويدهم بالمهارات التي تمكنهم من اختيار طرق التدريس من أهم التوصيات التي تؤكد عليها البحوث التي تعالج بعض المشكلات التي تواجه عضو هيئة التدريس وتؤثر على مستوى أدائه(عبدالغفور ،2002: 125).

    ويلاحظ في الجامعات العراقية وكما هو الحال في بعض الجامعات العربية ، أن عدداً ممن يلتحقون بالكادر الأكاديمي في الجامعات (وبالأخص السنوات الأخيرة) يكملون تعليمهم في الحصول على الشهادات العليا من الماجستير أو الدكتوراه من دون المرور بعملية التدريس في المدارس، فضلا عن عدم تلقيهم تعليماً تربوياً في دراستهم الجامعية الأولى.

    إن مثل هؤلاء المدرسين يكونون بأمس الحاجة إلى إعداد تربوي منظم ، يفيدهم في تحقيق الأهداف التربوية للجامعة التي يعملون فيها، كما أن هناك من أعضاء هيئة التدريس القدامى ، والذين اعتادوا مجموعة من المعطيات التربوية التي قد يكون بعضها غير مناسب للأجيال الجديدة من الطلبة الذين تعلموا في المدارس وفق نظريات تربوية حديثة.

     لذا من المهم أن تقوم الجامعة أو الهيئة بين الحين والآخر ، وبالتعاون مع كليات التربية ومراكز طرائق التدريس فيها ، بعقد ورشات عمل للمدرسين في الجامعة ممن ليس لهم إعداد تربوي مناسب، وذلك يتم من خلال أسلوب تعليمي مناسب لهؤلاء المدرسين الذين قد تكون لديهم حواجز نفسية في حضور مثل هذه الورشات، باعتبار أنهم ينظرون إلى أنفسهم على أنهم مؤهلون أكاديمياً بشكل مناسب ، ولا حاجة لمثل التدريبات ، متناسين أنه لا يمكن القيام بمهمة التدريس في الجامعات وفق أسلوب المحاولة والخطأ.

     ومن الضرورة أن تقوم الجامعات بتوفير ورشات العمل التربوية والدورات التأهيلية بالتعاون مع كلياتها المختلفة، وبعد معرفة الحاجات التي يسعى المدرسون إلى تحصيلها ، أو يشعر عمداء كلياتهم من خلال وسائل التقييم المختلفة المتبعة في الجامعة أن عدداً من المدرسين بحاجة إليها.

بناء على ذلك فإن على المدرس الجامعي أن يحاول تقديم النصوص التعليمية ، التي يدرسها بطريقة واضحة، أو بأمثلة ورسومات،ومناقشات متعددة وفقاً لما يحتاجه النص التعليمي المراد دراسته بحيث يثير التفكير ، وهذا العمل يحتاج من المدرس الذي يريد إتباع هذه الطريقة تفكيراً إبداعياً يتمايز فيه المدرسون الجامعيون(الحبازي،2007: 4-6).

ب‌)  المناهج الدراسية

     بعد التفكير في المناهج التربوية الحديثة هدفاً أساسياً لا يحتمل التأجيل وأن يحتل الصدارة ، بل هو مطلب سماوي ومن أحد أسباب نزول القرآن الكريم لقوله تعالى:"وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون" (النحل:44).

وأصبحت من متطلبات المناهج التربوية أن تولي اهتماماً كبيراً للتفكير وتضعه كهدف من الأهداف التي يجب أن تنتهي إليه عمليتا التعليم والتعلم ، وقد طورت البرامج التربوية العديدة من أنشطتها التي تهدف إلى تدريب الطلبة على التفكير، فيرى (Chance) أنه نتيجة للانفجار المعرفي أصبح الناس أقل اعتماداً على الحقائق والمهارات الأساسية ، وأكثر اعتماداً على القدرة في معالجة المعلومات ، ولذلك ينبغي تنمية التفكير بأنواعه لدى الطلبة لمواجهة متطلبات العصر( الكبيسي،2008: 4).

     ومن بين الأساليب والاستراتيجيات التدريسية التي تنمي التفكير وتزيد التحصيل (إستراتيجية العصف الذهني) والتي تعد من أكثر المنهجيات شيوعاً واستخداماً في الميدان التربوي لتنمية التفكير الإبداعي ، وهي إستراتيجية تدريس يقوم المعلم خلالها بتقسيم طلاب الفصل إلى أكثر من مجموعة ثم يطرح عليهم مشكلة تتعلق بموضوع الدرس، بعدها يقوم الطلاب بإعطاء حلول متنوعة للمشكلة ويرحب بها كلها مهما كانت، ويقوم قائد المجموعة بتسجيل كل الأفكار على أن لا يسمح بنقد وتقويم تلك الأفكار إلا في نهاية الجلسة بواسطة المعلم والطلاب،ويقصد به توليد وإنتاج أفكار وآراء إبداعية من الإفراد والمجموعات لحل مشكلة معينة ،وتكون هذه الأفكار والآراء جيدة ومفيدة،أي وضع الذهن في حالة من الإثارة والجاهزية للتفكير في كل الاتجاهات لتوليد أكبر قدر من الأفكار حول المشكلة أو الموضوع المطروح ،بحيث يتاح للفرد جو من الحرية يسمح بظهور كل الآراء والأفكار.

     ويرى الباحث ، أن التفكير لا يحدث إلا إذا كانت هنالك مشكلة يشعر بها الفرد وتؤثر فيه وتحتاج إلى تقديم حل لها لاستكمال النقص أو إزالة التعارض والتناقض مما يؤدي في النهاية الى غلق ما هو ناقص في الموقف وحل او تسوية المشكلة ، ومواجهة المشكلة والتصدي لها بنجاح لا يتم الا من خلال العمليات العقلية التي يستخدمها الافراد للحصول على المعلومات الضرورية المتعلقة بتلك المشكلات وجعلها ذات معنى، فضلا عن كيفية معالجتها واستخدامها بشكل مناسب . إن استخدام المتعلمين لانماط التفكير الجيد يؤدي الى فهم اعمق للموضوعات الدراسية ، كما يؤدي الى ربط هذه الموضوعات بعضها مع بعض بشكل ذو معنى يساعد على التعلم الفعال، وهذا يعني أن واجب المدرس مساعدة طلبته على التفكير بشكل سليم.

ثالثاً: واقع حال طرائق التدريس في الجامعات والمعاهد العراقية

بداية نوضح المقصود بطرق التدريس، حيث تعرف بأنها سلسلة الفعاليات المنظمة التي يديرها المدرس داخل القاعة الدراسية لتحقيق أهدافه، أي الكيفية التي ينظم بها المدرس المواقف التدريسية (والتعليمية) واستخدامه للوسائل والأنشطة المختلفة وفقاً لخطوات المواقف التعليمية، والإقبال واستخدامه للوسائل والأنشطة المختلفة وفقاً لخطوات منظمة لإكساب المتعلمين المعرفة والمهارات والاتجاهات المرغوبة.

ومن ملاحظاتنا لطرق التدريس في الجامعات العراقية ،ومن خلال الارتباط والاحتكاك مع المدرس والطالب والإدارة في المعاهد والكليات ، يتضح بأنها تعاني من عدة مواقع للخلل، منها أنها لا تزال مشدودة الى الفلسفة التعليمية القديمة، المبنية على اعتبار إن عقل الطالب وعاء لحفظ المعلومات واسترجاعها ، وعلى أساس ذلك تتم عملية الامتحانات ، لذا فإن طرق التدريس لدى غالبية أساتذة الجامعات طرق تقليدية تقوم على اعتبار أن مهمة التدريس في الجامعة هي حقن المعلومات في ذهن الطالب، وعليه حفظها ثم استرجاعها وتفريغها في ورقة إجابة الامتحان الفصلي والنهائي، حتى أن بعض الأساتذة ربما يطالبون بأن تكون الإجابة عنها بالنص، أما المعلومات فهي تلك "الملزمة" التي أعدت منذ سنين والتي تتكرر دون تطوير ، والتي يتم بيعها في بعض المكتبات ، أو محلات الاستنساخ ،وهم يشكلون شريحة لا يستهان بها . لقد أسهمت طريقة حقن المعلومات في أذهان الطلبة سواء من خلال المحاضرة الإلقائية -التي تنشر التثاؤب ثم النوم بين المتلقين – في تعويد العقول على الكسل الفكري لدى الطالب الجامعي ونفوره من القراءة والاطلاع وكرهه إجراء البحث العلمي، وعدم ارتياد المكتبة الجامعية أو المكتبات العامة الأخرى ، كما أدت إلى تنمية الاتجاهات السلبية لديه ، مثل الاتكالية ومحاولة الغش في الامتحان، وعدم الثقة في الذات ، وشراء البحث من بعض الأفراد،وأخذ خاطر أستاذه بكل ما يرضيه مادياً ومعنوياً لكي يمنحه درجات عالية لا يستحقها ،وقد أدى ذلك الى ضعف بعض خريجي الجامعات وفشلهم في تلبية متطلبات سوق العمل.

وفي نظرنا ، فإن من أهم الأسباب التي أدت وتؤدي الى هذا التردي في أساليب التدريس بالمؤسسات الجامعية والمعاهد هي :

1.    افتقار أساتذة الجامعات والمعاهد إلى الإعداد التربوي المسبق، ذلك لأن التخصص العلمي وحده غير كاف للتدريس، كذلك افتقاره إلى معرفة طرق التدريس الحديثة المبنية على فلسفة أن الطالب الجامعي هو الذي ينبغي أن يبحث بنفسه عن المعلومات المتعلقة بالمادة، مما يدفعه للبحث عنها في مصادرها ،من كتب ودوريات وصحف في المكتبة الجامعية ، بالإضافة إلى شبكة المعلومات العالمية (الانترنت)، والاستفسارات من المتخصصين والمباحثة معهم،ومن ثم تحضيرها في قاعة المحاضرات ومناقشتها مع الطلبة، أما الأستاذ فإنه يشرف على ذلك ويبدي رأيه فيها ويوجه الطالب ويرغبه في إعداد البحث ، وينتج عن هذه الطريقة المشوقة تطور الطالب الجامعي عقليا وعلمياً ووجدانياً، والاعتماد على الذات ، وتنمية عادة البحث العلمي ، وصقل مهاراته ومواهبه ، وينبغي ان يمنح درجات على هذه الفعاليات بما يستحقه ،وكذلك إعفاؤه من الاختبارات الدورية، وهذه الطريقة تجعل الطالب محور العملية التدريسية،ويصبح دور الاستاذ الجامعي:التوجيه والتحفيز والتقييم ،ويتحول الطالب من خلال هذه الطريقة من الاتكالية الى الاعتماد على النفس، ومن النفور من البحث العلمي الى الشغف به، ومن كره التعلم الى الاقبال عليه، ومن السلبيات الى الايجابيات، ومن الحفظ والاشترجاع الى الفهم والادراك والتحليل والاستنتاج والاستيعاب والاستنباط والاستقراء ومن ثم الابداع.

2.    عدم توافر(وان توفرت فهي شكلية) دورات تربوية للأستاذ الجامعي داخل العراق أو خارجه، أثناء الخدمة من قبل مدربين متخصصين وغير تقليديين، ويقترح في هذا الشأن قيام وزارة التعليم العالي بإنشاء مركز تربوي متخصص في تدريب أساتذة الجامعات على طرق التعليم الجامعي الحديثة،وان يستقطب له خبراء من الدول المتقدمة في هذا المجال كما هو في دول الخليج العربي ومصر.

3.    عدم تطوير طرق التدريس بما يتناسب مع اعتبار الطالب الجامعي محور عملية التدريس، وليس متلقيا لها، ولذا ينبغي انشاء مركز للأبحاث متخصص لتطوير التعليم الجامعي في كل جامعة ومعهد.

4.    تقييد حرية الاستاذ الجامعي، من خلال إلزامه بتدريس مفردات مناهج ليست قديمة فحسب بل تم إلغاؤها او تغييرها في واقع الحياة المعاصرة.

5.    عدم توافر تقنية المعلومات الحديثة في العملية التدريسية في أغلب المعاهد والجامعات بشكل متاح وميسر ومعروف لجميع الأساتذة .

6.    تدخل الإدارة(العمادة) السلبي في توزيع المْواد الدراسية على الأساتذة بطريقة غير تخصصية.

7.    وجود عامل المحسوبية والمنسوبية بين الإدارة والتدريسيين، مما يخلق جو غض النظر والمتابعة(أمن العقاب) وبالتالي إهمال التدريسيين لجوانب كثيرة من واجباتهم الملقاة على عاتقهم من أهمها الحقيبة العلمية.

8.    عدم تفعيل جانب الثواب والعقاب بصورة صحيحة وعادلة بين التدرسيين مثل (التقويم السنوي والتشكرات و المكافآات والاستفسارات والخصومات....الخ).

رابعاً: أهداف وأنواع طرائق التدريس في الجامعات والمعاهد العراقية:وفيه محورين

المحور الأول:أهداف طرائق التدريس

وقد تناول هذا المحور أهم الاهداف الاساسية لطرائق التدريس التي ركزت على ثلاثة أهداف رئيسية وهي كالاتي:

1. التنمية الذهنية
إن النقلة الحضارية التي تمت في الدول المتقدمة خلال 60 سنة الماضية كانت نتيجة عقول خبراء متخصصين تم الاستعانة بها وتوظيف قدراتها لتطور العصر، ومن أهداف التنمية الذهنية ما يلي :
• تنمية القدرة على التفكير الذي يستند إلى العقل والمنطق واستخدام التفكير الناقد والمحاكمة العقلانية والمنطقية في حل المشاكل، والقدرة على الاستنباط والاستنتاج من البيانات والمعلومات المختلفة المتوفرة بين أيدينا ومن مصادر متعددة .
• تنمية القدرة على تقويم المعرفة التي تتوافر لدى الفرد . والتفكير المستقل الناقد ليتمكن من اتخاذ القرار، والأخذ بزمام المبادرة وفي مجالات واسعة من مجالات الحياة .
• امتلاك قسط وافر من المعرفة المتراكمة عن المفاهيم والعمليات الحسابية والأدبية والعلوم الطبيعية • تنمية القدرة على استخدام مصادر المعرفة الجديدة وبخاصة التقنية منها ليتمكن الفرد من التزود بالمعلومات التي هو بحاجة إليها .
• تنمية الاتجاهات تجاه الأنشطة العقلية بما في ذلك حب الاستطلاع، وحب المعرفة والرغبة في الاستزادة من التعلم والاطلاع على كل ما هو جديد في الميادين المختلفة .
ويمكن استثمار القدرات الذهنية في الأشخاص الذين لهم دوافع للابداع ( الموهوبين ) وهذه القدرات أو الدوافع تريد من يساعدها وينمي مهاراتها، ونظراً لتعقد الحضارة وتشابك ميادينها أصبح من الضروري الاعتماد وبشكل كبير على القدرات العقلية، فنحن بحاجة إلى تنمية كاملة للقوى العقلية عند كل فرد وأن يعمل بأقصى طاقته، وذلك لدى الأفراد الذين تتوفر لديهم القدرة على التفكير العقلي الناقد والمحاكمة المنطقية هم القادرون على اصدار أحكام وهم الذين يتمكنون من دمج ألوان المعرفة القديمة بألوان المعرفة الجديدة المتسارعة في نموها .
2. النشاط المدرسي
كان النشاط المدرسي في السابق يتخذ على أنه من عوامل القضاء على وقت الفراغ وبهذا يكون هو غاية في حد ذاته . إلا أن النظرة السليمة تجاه النشاط المدرسي هي اتخاذه وسيلة لتحقيق غاية أسمى وأجل تتمثل في تنمية مهارات الطلاب وإكسابهم خبرات تربوية تساعدهم على حياتهم الخاصة ومن ثم الاسهام في بناء مجتمعهم بشكل عام .
وبذلك يكون منهج النشاط المدرسي جزءاً أساسياً من المنهج العام في المدرسة، حيث أن المناهج وأن صح القول المقررات الدراسية في مدارسنا لا تفي بالغرض المطلوب من رسالة المدرسة العامة، والتي منها اشباع رغبات التلاميذ وسد حاجاتهم عن طريق الممارسة العملية بنوع من الشعور بالحرية فيما يتم تعليمهم إياه . وهناك نوعان من النشاط هما :
أ.نشاط مرافق .
ب.نشاط مساند .
النشاط المرافق:
وهو نشاط يقوم بتعزيز المعلومة بعد إعطاءها الجزء النظري ويتم التعزيز هنا عن طريق العملي .
النشاط المساند :
وهو نشاط يقوم بتعزيز المعلومة بدون إعطاءها الجزء النظري ويتم التعزيز عن طريق مجهودات يمكن عن طريقها أخذ المعلومة .
ويعتبر تعزيز المعلومة بالطريقتين أفضل وأحسن من تعزيز المعلومة بطريقة واحدة، حيث يعتبر النشاط المساند والمرافق من وسائل تعزيز المعلومة لدى الطالب بالإضافة إلى حب استطلاع الطالب ورغبة التحصيل ورغبة التخصص ويمكن اعتبار أن التعليم عن طريق الأنشطة من أحد طرق التدريس الحديثة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار .
نكته مهمة"تنظيم بيئة الصف"
حجرة الدراسة ينبغي أن تكون ملائمة لدراسة الطلاب من حيث توفر المقاعد والأثاث واللوازم الأخرى التي تجعل الجميع يحسون بالراحة النفسية والجسمية والعقلية في الفصل .

 وينبغي أن لا يزيد عدد طلاب الفصل عن الحد الذي يزعج التدريسي في آدائه ويسبب له بعض المضايقات، والعدد المناسب لطلاب الفصل هو بين (15-25) طالب في الوقت الحاضر،فما زاد عن ذلك فهو يضايق المدرس .
3.الكفايات
الكفاية Competency Tency في معناها الواسع هي معرفة وإتقان المادة العلمية أو اكتساب المهارات، كما أنها تعني قدرة الفرد على ترجمة ما تعلمه في مواقف حياتية فعلية.

وبناء على قدرته الذاتية على امتلاك المعرفة بطرق مختلفة تشير إلى حسن الأداء وتشغيل الذهن والفكر بعمق لتصبح المعرفة جزءاً من سلوكه ، وللكفاية خمسة محاور وهي :
1.الأداء .
2.التطبيق .
3.التقويم .
4. النشاط.
5. الاجتماعي.

كفاية الأداء :
ويقصد بها المهارة في الاداء التدريسي، ويشمل ذلك المهارات الخاصة بتخطيط التدريس وتنفيذه، داخل الفصل الدراسي . حيث تعتبر مهارة الأداء أحد الجوانب الهامة في القطاع التعليمية ويشمل جوانب عديدة، ومنها مهارات التفاعل الصفي ومنها :
- التهيئة والاثارة .
- استخدام الوسيلة .
- استخدام المواد والأجهزة التعليمية .
- حيوية التدريسي.
- التعامل مع الوسائل التعليمية .
- القدرة على عرض المعلومة بشكل جيد .
- القدرة على ربط هذه المعلومة بالواقع الحياتي .
- التفاعل مع المواقف الطارئة .
- التفاعل مع صياغة الأهداف والاستنتاج .
- معاملة الطلاب .
وذلك لأن التربية الحديثة اهتمت بجانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي والمعرفي، إلا أن المعرفة ما زالت وسوف تظل ذات أهمية خاصة للمدرس ولعمله في الجامعة، لذا يجب على كل مدرس أن يمتلك قدراً من المعلومات الغزيرة في مجال تخصصه الأكاديمي.
كفاية مهارة التطبيق :
التقويم التربوي عملية واسعة، تهتم بقياس المخرجات وتقويم الناتج التعليمي ومن ثم محاولة علاج ما قد يظهر من قصور فيه، وتشتمل مهارة المدرس في إجراء التقويم على عدة عمليات متسلسلة، لا بد أن يتدرب على اتقانها وهذه العمليات هي :
- تخطيط برامج التقويم .
 -تنفيذ برامج التقويم .
- تنظيم نتائج التقويم وتلخيصه .
- القدرة على توصيل معلوماته عن طريق العرض الجيد للمعلومة .
- مهارة تشغيل وصيانة الأجهزة وحفظها .
ويمكن اختصار كفاية التقويم على أنه يجب على المدرس أن يدرك كيف يكتشف نقاط الضعف لدى الطلاب ويعالجها ونقاط القوة ويستغلها ، ويتم أخذ هذه الكفاية عن طريق مهارة التقويم من حيث طرح التساؤلات للكشف عن وصول المعلومة وطرح التساؤلات لمعرفة المعرفة التحصيلية لدى الطلاب..
    إن كفاية النشاط تحدد في عدة مجالات من الأنشطة فمنها النشاط العلمي حيث يعتبر نشاط مساند ويقوم به الطالب وفق خطوط محددة من قبل التدريسي .
النشاط الترويحي : حيث اختلف الأراء حيث قيل على أن الهدف منه هو أن يؤدي إلى التغيير داخل الطالب ( هدوء وما شابه ذلك)  .
النشاط الترفيهي : وهو نشاط يتعلق بمزاولة الألعاب الرياضية المختلفة سواءاً أن كان منفرداً كالسباحة أو مع مجموعة مثل لعبة كرة القدم والطائرة والسلة ... الخ .
النشاط الثقافي : وهو نشاط يقوم على عدة أوجه، ومنه إقامة الرحلات الطبيعية مثل القيام برحلة إلى منتزه أو حديقة حيوان، حيث يتم تدارس موضوع معين له صلة بالتعلم وبه معلومة لها أثر .
النشاط العلمي : وهو عبارة عن نشاط يقوم به الطالب بناءاً على رغبته مثل الحدادة والنجارة يجد الطالب نفسه فيها، وبالتالي يستطيع تنمية مهاراته وعلومه من خلال مزاولة هذه الأنشطة وهو نشاط مرافق .
النشاط الرياضي : كما ذكر سابقاً بأن هذا النشاط عدة أهداف بحيث أنه ينمي روح العمل التعاوني بين الطلاب ويؤدي إلى وحدة الهدف ويعطي الطالب الثقة في الذات .
الكفاية الاجتماعية :
لكل مجتمع عاداته وتقاليده ومقدساته التي يعتز بها ويحافظ عليها، ويخطط لتطويرها وفق آماله وامكاناته، كما أن لكل مجتمع مشكلاته التي يسعى لحلها ، وآماله التي يسعى إلى تحقيقها.
والجامعة هي المؤسسة الاجتماعية المتخصصة التي أنشأها المجتمع لكي تكون وسيلة في بناء الأجيال المقبلة، والاضطلاع بمسئوليات الحاضر والمستقبل .
والكفايات الاجتماعية للتدريسي تتمثل في :
- مطالب المجتمع .
- واقع المجتمع .
- احتياجات المجتمع .
- العلاقة مع أولياء الأمور في تربية الجيل .
وتعتبر الكفاية الاجتماعية داخل الجامعة من أهم أنماط الكفايات، حيث أنها تؤكد على الصلة(العلاقة) التدريسي مع زملائه من ناحية ومع الطلاب من ناحية أخرى والإدارة من ناحية ثالثة بحيث يتم خلق جو اجتماعي يمكن من خلاله تلبية متطلبات واحتياجات المجتمع من خلال معايشة المدرس للمحيط التعليمي للدولة وطرح هذه المتطلبات والاحتياجات للدولة داخل الفصل وداخل المؤسسة التعليمية أينما كانت ، وايجاد الحلول المناسبة لجميع القضايا المطروحة والتي تعود على المجتمع بكافة فئاته بالنفع والخير، طالما استطاع التدريسي أن يكون جسور من القناعة بينه وبين المحيط به من تدريسيين وطلاب وأولياء أمور وإدارة .

المحور الثاني:أنواع طرائق التدريس

    إن طريقة التدريس ليست سوى مجموعة خطوات يتبعها المعلم لتحقيق أهداف معينة . وإذا كانت هناك طرق متعددة مشهورة للتدريس، فإن ذلك يرجع في الأصل إلى أفكار المربين عبر العصور عن الطبيعة البشرية، وعن طبيعة المعرفة ذاتها، كما يرجع أيضاً إلى ما توصل إليه علماء النفس عن ماهية التعلم، وهذا ما يجعلنا نقول أن هناك جذور تربوية ونفسية لطرائق التدريس .
وليست هناك طريقة تدريس واحدة أفضل من غيرها، فلقد تعددت طرائق التدريس، وما على المعلم إلا أن يختار الطريقة التي تتفق مع موضوع درسه . وهناك طرق تدريسية تقوم على أساس نشاط التلميذ بشكل كلي مثل طريقة حل المشكلات، وهناك طرق تقوم على أساس نشاط المعلم إلى حد كبير مثل طريقة الالقاء، وهناك طريقة تدريسية تتطلب نشاطاً كبيراً من المعلم والتلميذ وإن كان المعلم يستحوذ على النشاط الأكبر فيها ألا وهي طريقة الحوار والمناقشة، وهناك طرق تدريسية مثل طرق التدريس الفردي كالتعليم المبرمج أو التعليم بالحاسبات الآلية، وهناك طرق التدريس الجمعي مثل الالقاء والمناقشة وحل المشكلات والمشروعات والوحدات، وقد أورد سعادة الأستاذ الدكتور صالح السيف أن من طرق التدريس هو طريقة التدريس عن طريق Robot بحيث يقوم بتدريس وظائف محددة للطلاب، وأكد على الاهتمام المهني وزرع حب المهنة للطلاب وعلى أنها تؤدي إلى أفضل النواتج والمنصبة في العملية التعليمية وتنمي في الطالب حب المهنة والإخلاص لها ويتم ذلك عن طريق اعطاء الطالب جرعات اضافية من هذه الدروس المهنية كي تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع.
وهناك أنواع عديدة ومختلفة من طرائق التدريس تناولتها العديد من البحوث والدراسات العلمية، إلا أن أغلب ما ذكر كان مكرراً ولا جديد فيها، ولم نلاحظ رغبة أكيدة في الاستفادة من إيجابيات هذه الطرائق أو تجاوز سلبياتها، وسنتناول في هذا المحور بعض هذه الطرائق والأكثر شيوعاً في بلدنا العراق وإن كان استخدامها في الأغلب العم لا يتم بصورة صحيحة وفي ما يلي شرح موجز لأهم أنواع طرائق التدريس:

1)    طريقة المحاضرة

وهي طريقة تقليدية وشائعة في معظم الكليات والمعاهد ولمختلف المراحل، حيث يقوم المدرس بسرد المعلومات على الطلبة بشكل متواصل ،دون أن يتخلل ذلك أسئلة للحوار أو المناقشة. ومن إيجابياتها ، إنها طريقة تكسب الطالب معلومات ومعارف كثيرة في وقت قصير وجهد قليل، فضلا عن انه يتم اللجوء الى هذه الطريقة في حالة وجود اعداد كبيرة من الطلبة داخل القاعة الدراسي،وفي حالة طول المحتوى الدراسي،أما سلبياتها فتظهر في عدم مشاركة الطالب في هذه الطريقة مما يجعل دوره سلبياً ما يؤدي إلى ضعف العلاقة الإنسانية بين الطالب والتدريسي،وكذلك عدم قدرة الطلبة على استيعاب المعلومات واستخلاص أفكار المواضيع،وهناك إيجابيات وسلبيات أخرى لا مجال لذكرها إلا إنها متداولة ومعروفة من قبل جميع الهيئات التدريسية.

2)    الطريقة الاستكشافية

هي طريقة تستخدم في تدريس القواعد العامة للمواضيع الدراسية ،ومن إيجابياتها جعل الطلبة محور العملية التعليمية بدلا عن المعلم، الذي يبقى دوره محصوراً في تقديم المثيرات للطلبة، أما سلبياتها فتظهر في اهتمام الطلبة بعض الأحيان في البحث عن الأجوبة الصحيحة فقط.

3)    طريقة إعداد التقارير

وهي نشاط تعليمي يقوم به طالب أو مجموعة من الطلبة تحت إشراف التدريسي لأغراض علمية محددة ،ومن إيجابياتها إعطاء خبرة للطالب في القراءة وتمييز الموضوعات الملائمة لموضوع بحثه فضلا عن تنمية مهارة المطالعة الخارجية والاهتمام بالكتب غير المنهجية، أما سلبياتها فتظهر في عزوف الطلبة بعض الأحيان عن قراءة الكتب المنهجية لأن بعض الأساتذة يستخدمون هذه التقارير كبديل عن الامتحانات الشهرية أو اليومية.

4)    طريقة المناقشة

هي عبارة عن إجراء محادثة بين التدريسي والطلبة في موقف تعليمي معين،وتعتمد على طرح الأسئلة والإجابة عنها، ومنها المناقشة الحوارية والمناقشة الحرة، ومن إيجابياتها جعل الطلبة محور العملية التعليمية وكذلك المشاركة الفعالة في المحاضرة، كما تتيح الفرصة لجميع الطلبة بالمشاركة ، إلا أن سلبياتها تظهر في كون الطلبة الأذكياء الطرف الأقوى في المناقشة ،وأحياناً خروج المناقشة عن هدفها الرئيسي.

5)    التجارب العلمية

وفيها تتاح الفرصة لكل طالب ليجري تجربة بنفسه ويتعامل مع الأدوات داخل المعمل أو المختبر،ومن إيجابياتها أنها تجعل الطالب مركز العملية التعليمية ومشتركاً فيها عقلياً، كما تؤدي إلى ثقة التلميذ بنفسه وزيادة حماسه، إلا أنها خطرة في حالة استخدام بعض المواد ذات التفاعلات الخطرة، والتي لا يجوز استخدامها من قبل الطلبة.

6)    طريقة الرحلات والزيارات العلمية

وهي نشاط تعليمي منظم ومخطط يتم خارج القاعة الدراسية،يقوم بها الطلبة تحت إشراف المدرس لأغراض علمية محددة، ويشترط  فيها:

·        أن تكون ذات أهداف تعليمية محددة.

·        أن تكون مرتبطة بالمواضيع التي يدرسها الطلبة.

·        أن تعطي خبرات لايمكن الحصول عليها في القاعة الدراسية.

·        أن يشرف عليها المدرس.

7)    التعلم بواسطة اللعب والترفيه

ويتم ذلك من خلال وضع لعبة معينة بقصد توصيل المعلومات للطلاب وهي ذات فعالية كبيرة في الصفوف الأولية، فمثلاً درس مصادر المياه تجعل الطلبة يتخيلون أنهم يحفرون آباراً ويقلدون صوت المضخات وهكذا.

8.الحقائب التعليمية
وهي عبارة عن مجموعة نشاطات مكتوبة متضمنة بعض التطبيقات لهذه الأنشطة، وتقوم هذه الطريقة على أساس تنظيم برامج الدراسة في صورة مجموعة من النشاطات المكتوبة تتضمن الموضوعات والتطبيقات التي تعتبر النشاط مركزها وترتبط بها الحقائق والمفاهيم وألوان النشاط المختلفة التي يمارسها التلاميذ والمعلم وهذه النشاطات أو بمعنى أصح التطبيقات تعرض عملي داخل الفصل ليستفيد منها الطلاب .
9.طريقة Keller
وهي عبارة عن دراسة موجهة تعطى الدروس على أشكال وحدات، والوحدات هي إما وحدة خبرة وهي التي تقوم على ميول التلاميذ وحاجاتهم ومشكلاتهم التي تواجههم في الحياة دون إهمال للمادة الدراسية أو وحدة مادة التي تقوم على أساس المادة الدراسية التي تتناول مجالات المعرفة،ويتم تحقيق ذلك داخل الفصل .
10.طريقة ParkHurrist
وهي عبارة عن دراسة ذاتية عن طريق مجموعة من الوحدات حيث يعتمد الطالب كلياً على نفسه، حيث يذهب الطالب إلى معامل خاصة ليقوم بالتطبيق علماً بأن كل معمل يوجد به معلم للمساعدة إذا أراد الطالب والتعليم عن طريق سؤال زملاءه ولا يعطى الطالب وحدة حتى يتم الانتهاء من الوحدات السابقة، ومن عيوب هذه الطريقة إنها لاتراعي الفروق الفردية.
11.التعليم المبرمج
وهو تعليم ذاتي يسعى التعليم فيه إلى وضع ضوابط على عملية التعلم، وبذلك بالتحكم في مجالات الخبرة التعليمية وتحديدها بعناية فائقة وترتيب تتابعها في مهارة ودقة بحيث يقوم الطالب عن طريقها بتعليم نفسه بنفسه وإكتشاف أخطائه وتصحيحها حتى يتم التعلم ويصل المتعلم إلى المستوى المطلوب من الأداء .
وقبل أن يسير الطالب في هذه الخطوات فإنه يجتاز أختبار أخر بعد الانتهاء في هذا البرنامج حتى يتسنى له معرفة مدى تحقيقه لأهداف الدرس ومستوى أدائه لما حققه منها .
12.طريقة الحاسب الآلي
وهي من الطرق الحديثة في التدريس حيث يقوم المدرس باصطحاب طلابه إلى معمل الحاسبات ليروا عن قرب كيف يمكنهم الاستفادة علمياً من تشغيل الحاسب وتعلم بعض الدروس عن طريق هذه الأجهزة ، هذا إذا ما توفرت الأجهزة وتوفر المعمل بكامل أدواته ولوازمه .
وهناك بعض الجمعيات التي نشأت بعد الصناعات العسكرية عن طريق بناء المنهج بحيث يواكب الطالب السرعة الهائلة في تطور التكنولوجيا مثل PSSC و CBA وHPP.
13. التعلم التعاوني أنموذجاً:

بدا اهتمام التربويين بالتعلم التعاوني في الستينات من القرن العشرين،بفضل جهود بعض العلماء مثل ديوي وكلياتريك، وذلك لتفعيل دور المتعلم في العملية التعليمية وذلك من خلال انضوائه تحت مجموعة صغيرة أو مجموعة كبيرة، وذلك بهدف حصوله على المعلومات والمعرفة العلمية وكذلك مشاركته الفعالة والإيجابية في عملية التعلم وإنجاح تلك العملية.

مفهوم التعلم التعاوني:

يعني التعلم التعاوني تقسيم طلبة الفصل الى مجموعات صغيرة يتراوح عدد أفراد المجموعة الواحدة ما بين (2-6) أفراد ، وتعطى كل مجموعة مهمة تعليمية واحدة (واجباً تعليمياً) ويعمل كل عضو في المجموعة وفق الدور الذي كلف به ، وتتم الاستفادة من نتائج عمل المجموعات بتعميمها الى كافة الطلبة.

المبادئ الأساسية للتعلم التعاوني:

يمكن إيجازها بما يأتي:

1-  التعلم: ويتضمن عنصرين هامين هما:

أ‌)       تعلم الفرد نفسه.

ب‌)  التأكد من إن جميع الأفراد قد تعلموا.

وهذا يعني أن مجموعة العمل التعاوني متكافلة ومتضامنة، فكل فرد تقع عليه مسؤولية تعليم نفسه، كما تقع عليه مسؤولية التأكد من تعلم الآخرين في مجموعته وحثهم على التعلم أو تعليمهم ، وذلك للوصول بجميع أفراد المجموعة الى مستوى الإتقان،ولأن النجاح مشترك وبالتالي فإن علامة كل فرد ستمثل عنصراً من علامات المجموعة تؤثر في النتيجة النهائية للمجموعة.

2-  التعزيز: ويعني تشجيع الطلبة على تعليم بعضهم البعض ،بخاصة عندما ينجز أحدهم المهمة الموكلة إليه بنجاح، أو عندما يتقن أحدهم تعلم المادة أو النشاط الذي كلف به أو عندما يوضح أحد الطلبة للآخرين مفاهيم المادة الجديدة، والتعزيز أو التشجيع يساعد في ظهور أنماط اجتماعية سليمة مثل المساعدة والمودة بين أعضاء المجموعة.

3-  تقويم الأفراد: وتعني أن يسأل كل فرد عن إسهاماته، وأن يعرف مستوى كل فرد، وهل هو بحاجة الى مساعدة او تشجيع ، وذلك لأن الهدف الأساسي من العمل التعاوني هو جعل كل فرد فيما لو عمل بشكل فردي وذلك من خلال العمل التعاوني، لذلك لا يجوز ترك الأفراد دون تقويم، وذلك للتعرف على مدى التعلم الذي وصل إليه ، وكذلك التعرف على إنتاج الطالب لتقويمه وتقديم المساعدة له إن كان بحاجة لها.

4-  مهارة الاتصال : بمعنى أن على كل فرد أن يتدرب على كيفية التواصل مع الآخرين والعمل معهم وتشجيع أفراد المجموعة ، وهي أمور أساسية لإتمام العمل التعاوني مما يتطلب بناء الثقة المتبادلة بين أفراد المجموعة، والتعاون فيما بينهم ، والتحلي بالصبر والأناة في حل المشكلات التي تواجه المجموعة.

التقويم الجمعي:

ويعني تقويم عمل المجموعة ككل وعمل كل فرد مستقل، والتعرف على أعمال الأفراد التي كانت مساعدة في التقدم نحو الهدف وأي الأعمال كان معيقاً في التقدم نحو الهدف، وبالتالي فإن المجموعة تكون قادرة على إتخاذ قرار حول أي عمل تبقيه تلك المجموعة، وأي عمل تتخلى عنه لأنه لا يوصل إلى الهدف الأساسي.

تشكيل مجموعات العمل التعاوني:

يختلف تشكيل المجموعة باختلاف المعايير التي يحددها المعلم، كما يعتمد تشكيل المجموعة على الأهداف أو المحتوى الدراسي، فقد يشكل المعلم مجموعة العمل التعاوني المتجانسة أو مجموعة العمل التعاوني غير المتجانسة.

ومجموعة العمل غير المتجانسة هي مجموعة العمل التي يختلف فيها الأفراد في القدرة المعرفية والمهارية والميول والرغبات... الخ. أما مجموعة العمل المتجانسة فهي المجموعة التي تضم أفراد متماثلين تقريباً في المستوى المعرفي والمهارات والميول والرغبات... الخ.

وفيما يلي بعض القواعد في تشكيل المجموعات:

1-  تشكيل مجموعات ثابتة ، وذلك لتحقيق الاتصال والتفاعل الاجتماعي بين الأفراد ،ويفضل أن تعطى فترة بحدود شهر وذلك كي يتمكن الأفراد من التعرف إلى بعضهم وتكوين علاقات مودة وألفة بينهم.

2-  تشكيل مجموعات متجانسة عند معالجة موضوعات مختلفة (مهمات تعليمية مختلفة) ، وعندما تكون الموضوعات متفاوتة في صعوبتها ، فعندئذ توزع هذه الموضوعات على المستويات المختلفة للمجموعات المتجانسة، وتشكيل المجموعات غير المتجانسة بالاختيار العشوائي يحقق أهم أهداف العمل التعاوني وهو معاونة الأفراد لبعضهم البعض.

3-  مراعاة ميول ورغبات الطلبة في الانضمام إلى مجموعة وذلك بحكم علاقات الصداقة أو الألفة بين أفراد المجموعة.

4-  أن يتراوح عدد أفراد المجموعة ما بين (2-6) وذلك كي يتمكن الأفراد من تحقيق الأهداف من جهة ، ولكي يتمكن المعلم من تقويم عمل المجموعات في الزمن المحدد. 

خطوات تنفيذ التعلم التعاوني:

1)    تحديد الوحدة الدراسية التي سينفذها المعلم بأسلوب العمل التعاوني.

2)    تقسيم الوحدة التعليمية الى وحدات جزئية توزع على مجموعات العمل التعاوني.

3)    تقسيم الطلبة الى مجموعات العمل التعاوني وتحديد دور كل فرد في المجموعة مثلاً كل فرد من أفراد المجموعة له عمل مهم ولا يمكن أن يستغنى عنه بقية أفراد المجموعة.

4)    يقوم القارئ بقراءة المهمة التعليمية ، وهنا على كل عضو فيها أن يكتب المعلومات والمفاهيم والحقائق التي يعرضها القارئ، ويقع على المجموعة مسؤولية التأكد من تحقيق الأهداف عند كافة أعضاء المجموعة.

5)    يجري اختبار فردي لكل عضو في المجموعة ثم تحسب علامة المجموعة من حساب المتوسط الحسابي لعلامات الأعضاء ، حيث تكون أفضل مجموعة هي المجموعة التي تحصل على أعلى متوسط حسابي، أو على أكبر مجموع إذا كان عدد أفراد المجموعات متساوياً.

الاستراتيجيات التدريسية المستخدمة في التعلم التعاوني:

1-  توزيع الفرق الطلابية وفقاً لأقسام التحصيل

يعمل الطلاب في فرق بعد تقسيمهم إلى مجموعات ، تتكون كل مجموعة من أربعة أعضاء لهم قدرات ومستويات مختلفة، ويقوم المعلم بتقديم الدرس أو الموضوع المراد مناقشته للطلاب ، ومن ثم يبدأ الطلاب بالعمل والمشاركة في مجموعاتهم مع التأكد من إن جميع أعضاء المجموعة قد تعلموا الدرس أو الموضوع المطلوب المعلومات التي تعلموها بعد ذلك يقوم المعلم بمقارنة نتائج الاختبار مع مستويات الطلاب السابقة ، وتتم مكافأة الطلاب الذين تجاوزوا في الإختبار مع مستويات الطلاب السابقة، وتتم مكافأة الطلاب الذين تجاوزوا في الاختبار الأخير درجاتهم ومستوياتهم السابقة، ويستغرق تطبيق هذه الاسترتيجية من 3-5 محاضرات تقريباً.

2-  فرق الألعاب والمباريات الطلابية:

تعتبر من أول وأقدم استراتيجيات التعلم التعاوني، حيث تستخدم هذه الإستراتيجية نفس الإجراءات التي تطبق في النقطة السابقة ، إلا إنها تستخدم بدلا من الاختبار الفردي الذي يجب أن يأخذه كل عضو في المجموعات اختباراً أسبوعياً او مسابقة أسبوعية في نهاية العمل، وتتم مقارنة مستويات الطلبة في المجموعة الواحدة مع طلبة المجموعات الأخرى من حيث مشاركتهم في فوز مجموعتهم بأعلى الدرجات ، أي أن الطلاب يتنافسون على فوز أفضل مجموعة من المجموعات الكلية.

3- المعلومات المجزأة:

يقوم المعلم في هذه الإستراتيجية بوضع الطلاب في مجموعات رئيسية وكل مجموعة مؤلفة من ست أعضاء للعمل في نشاطات تعليمية محددة لكل عضو في المجموعة، وبعد ذلك يتم تشكيل مجموعات فرعية يتكون أعضاؤها من المجموعات الرئيسية لمناقشة موضوع أو عنصر من عناصر الموضوع الأساسي ، ثم يعود كل عضو إلى مجموعته الرئيسية ويقوم بمناقشة هذه المعلومات التي تعلمها في المجموعة الفرعية مع مجموعته الأساسية للإفادة مما تعلمه من أعضاء المجموعات الأخرى التي ناقشت هذا الجزء، وفي النهاية يختبر المعلم الطلبة اختباراً فردياً ، ثم يحدد المجموعة المتفوقة ويقدم لها مكافأة أو شهادة تقدير نظير تفوقها.

4- التعلم معاً:

يتم تقسيم الصف إلى مجموعات وكل مجموعة تتكون من 4-5 أعضاء غير متجانسين، وتقوم كل مجموعة بأداء واجبات معينة وكل مجموعة تقوم بتسليم العمل المناط بها بعد الانتهاء منه، وتأخذ مكافأة وثناء مقابل ما قدمت به من عمل وتعتمد هذه الاستراتيجية على النشاطات الجماعية البناءة حيث تركز على كيفية العمل الجماعي بين أعضاء المجموعة الواحدة، حيث يشترك أفراد كل مجموعة في إنجاز المهمة الموكلة إليهم، ومساعدة الواحد منهم الآخرين على تعلم المواد بالتدريس الخصوصي والإختبارات القصيرة التي يختبر بها الواحد الآخر ، وبالمناقشات مع الفريق يتم تقويم المجموعات بواسطة اختبارات قصيرة، وتعطى لكل فرد درجة، وطريقة التعلم التعاوني هي أكثر انسجاماً مع ديننا ومجتمعنا الإسلامي الذي يدعو للوحدة والتعاون المعرفي في كل المجالات.

خامساً: تطوير طرق التدريس في الجامعات والمعاهد العراقية[2]

يمكن إيجاز أهم الأسس والمميزات العامة للطرق الحديثة في التدريس بالآتي:

1)    استقلال نشاط المتعلم ومنحه الفرصة للتفكير والعمل والحصول على المعلومات بنفسه.

2)    تنويع الأنشطة العلمية والثقافية والفنية لمواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين أثناء التدريس.

3)    تنمية قدرة المتعلمين على التفكير العلمي والموضوعي والمناظرة القائمة على الأسس الصحيحة والنقد البناء.

4)    تدريب الحواس على الملاحظة والنكت العلمية الدقيقة، كأساس لتنمية كافة قدرات العقل التحليلية والتعليلية والاستنتاجية، وإصدار أحكام عند معالجة القضايا المختلفة.

5)    تشجيع المتعلمين على المباحثة العلمية المشتركة والأخذ بروح العمل الجماعي والتعاوني.

6)    فتح ورش ومختبرات علمية وتقنية متخصصة لكل جامعة ومعهد.

7)    تشجيع التدريسيين على المشاركة الفاعلة في الندوات والمؤتمرات العلمية ذات التخصص.

8)    تفعيل برامج العمل المشتركة (التوأمة)  مع الجامعات والمعاهد العالمية المتطورة بما يخدم مصالح المتعلم العراقي وطرح وتجنب ما يرفضه ديننا الحنيف.

سادساً: العوامل المؤثرة على اختيار طرق التدريس[3]

هناك العديد من العوامل التي يتأثر بها المدرس عند اختياره لطرق التدريس نذكر منها:

1.    العامل الديني أو المذهبي أو الاجتماعي لتدريس المواد: فالعامل الديني أو المعتقد له تأثير إيجابي كما له تأثير سلبي على طريقة التدريس، ففي حالة تمتع المعلم بثقافة  دينية ومذهبية واجتماعية صحيحة ومعتدلة فإن طريقة التدريس تكون مهذبة وموثقة.

2.    قدرات المتعلمين واستعداداتهم وخبراتهم السابقة ودرجة نضجهم العقلي.

3.    الوسائل والأدوات التعليمية: فالمعلم يتأثر بالوسائل والأدوات المتاحة له ،فينبغي تهيئة الوسائل والأدوات العلمية المتطورة والمواكبة للتقد العلمي والتقني في العالم لكي ينسجم ويتفاعل معها المعلم والمتعلم.

4.    إمكانيات  البيئة المحلية: إن من العوامل التي يتأثر بها المعلم عند اختياره لطرق التدريس (البيئة المحلية) ، فيلزم من الجهات المعنية خلق الظروف والأجواء العلمية والثقافية والتقنية الملائمة للرقي  والسمو بها نحو التقدم والنهوض الحضاري.

5.    القراءات الخارجية: على المؤسسات التعليمية المختصة تحديد القراءات والرؤى الخارجية الواردة لمؤسساتها وذلك بتأسيس مراكز أبحاث تخصصية قادرة على غربلة الأفكار والمنتجات العلمية ، لكي يتم طمأنة المتلقي وعدم الخوض في المجهولات.

6.    التوجيه الفني والإشراف الإداري والتربوي في المؤسسة الجامعية.

سابعاً: بعض أساليب طرق التدريس المتميزة[4]

وفيما يلي مجموعتين من الأساليب التدريسية والتعليمية المتميزة عالمياً والتي أثبتت نجاحها وجني ثمارها وتحصيل منافعها في هذا العصر المتحضر والمتطور ، لذا نوصي باستعمالها من قبل الأساتذة في الجامعات والمعاهد العراقية ،المجموعة الأولى تتعلق بالأساليب الأولية والأساسية للتدريس أما المجموعة الثانية فتتعلق باستخدام شبكة الاتصال المعلوماتية العالمية في مجال التعليم.

المجموعة الأولى:الأساليب الأولية والأساسية

1.    تحديد أهداف ( Set goals) كل مادة دراسية، ومفرداتها ومراجعتها ومتطلبات تنفيذها ، وطرق تقويمها ( خطة المادة أو المقرر) في أول لقاء للأستاذ مع الطلبة في بداية كل فصل دراسي.

2.    التحضير الجيد للمحاضرة (preparation)، فالعرف الأكاديمي يحتم على الأستاذ الجامعي أن يستعد استعداداً تاماً للمحاضرة قبل وقتها من خلال الإطلاع على المراجع ذات العلاقة المباشرة قديمها وحديثها حتى يتمكن من عرضها بطريقة جذابة ومشوقة للطلبة، كما يتوجب عليه تحضير أسئلة عامة تمهيداً للمحاضرة بغية إثارة انتباه الطلبة نحوها.

3.    الحضور إلى مكان إلقاء المحاضرة في الوقت المحدد تماماً ( Be prompt for class) ، لأن تأخر الأستاذ عن موعده المحدد قد يعطي الطلبة انطباعاً بأن أستاذهم غير منظم، وأن التدريس غير مهم بالنسبة له، إذ يعده الطلبة قدوة لهم، وقد يستنتجون بأن لهم الحق في التأخر عن المحاضرة أيضاً.

4.    كتابة أهداف ( state goals) كل محاضرة في بدايتها، إذ أن الواجب يستدعي إعطاء الطلبة فكرة واضحة عن الأهداف  التي يرغب أستاذ المقرر الوصول إليها عند نهاية المحاضرة، وهذا ييسر لهم فهم عناصرها ، كما يعطيهم رسالة غير مباشرة مفادها ضرورة الإلمام بجميع جوانب الموضوع المحققة لتلك الأهداف.

5.    مراجعة الأفكار العامة في محاضرة اليوم السابق عند بداية كل محاضرة (Review previous day's lecture) ، لأن مراجعة الأفكار العامة للمحاضرة السابقة تؤدي إلى تثبيت معلوماتها في أذهان الطلبة، كما تفيد في ربط المحاضرة الجديدة بالسابقة مع بيان أوجه الاتفاق والاختلاف بينهما، وتفيد في تحفيز الطلبة على التعلم والفهم إذا نجح الأستاذ في طرح أسئلة جيدة على الطلبة، ومن ثم انتزاع الإجابات منهم وإعادة صياغتها بأسلوب علمي يحقق الغرض منها.

6.    تنويع طرق وأساليب التدريس ( Vary class formats)، فالمحاضرة ستكون جذابة وشيقة إذا نجح أستاذ المقرر في تنويع أساليب تدريسه في كل محاضرة، وإذا اهتم بإيجاد جو مناسب داخل حجرة الدراسة، حيث يستطيع من خلاله طرح أسئلة ذات علاقة مباشرة بعناصر المحاضرة على الطلبة، ومن ثم انتزاع الإجابات منهم وإعادة صياغتها صياغة علمية تخدم أغراض الدرس، بالإضافة إلى دعوة الطلبة للمشاركة في تحضير بعض عناصر الدرس عن طريق توزيعهم إلى مجموعات ، بحيث تطرح كل مجموعة رؤيتها ، ثم يقوم الأستاذ بإدارة الحوار وتسجيل العناصر التي تخدم موضوع الدرس، وقد يحضر الأستاذ فلماً له علاقة بموضوع الدرس ويقوم بعرضه على الطلبة، ثم يطلب منهم تلخيص أهم أفكاره ونقدها نقداً علمياً، وقد يستدعي ضيفاً مختصاً ذا خبرة علمية وعملية ويطلب من الطلبة محاورته في موضوع الدرس وتسجيل إجاباته بغرض عرضها على أستاذ المقرر في وقت لاحق لتصحيحها بما يخدم أهداف الدرس.

7.    عدم إلقاء المحاضرة من المقرر الدراسي بطريقة مباشرة( don't lecture directly from textbook) ، إذ إن اعتماد الأستاذ على كتاب المقرر الدراسي يؤدي إلى ملل الطلبة، وربما سأمهم ، وقد ينتج عن ذلك انصرافهم عن متابعة الأستاذ، ولعل هذه الطريقة تظهر الأستاذ على أنه غير مؤهل أو غير مستعد للمحاضرة، وربما يقول الطلبة: لماذا نأتي إلى المحاضرة، فنحن نستطيع قراءة الكتاب في المنزل ؟ ولذلك فالأستاذ ملزم بتنويع مصادر المحاضرة من البحوث الحديثة ذات العلاقة والمراجع الأخرى بالإضافة إلى المقرر الدراسي.

8.    كتابة عناصر موضوع المحاضرة على السبورة باختصار( Write on the board sparingly)،  لأنه من المفيد للطلبة كتابة عناصر المحاضرة الرئيسة على السبورة دون إسهاب، يلي ذلك تناول كل عنصر بالشرح الواضح والتحليل العميق مستعيناً بضرب أمثلة واقعية وبمشاركة الطلبة ومداخلاتهم.

9.    تشجيع الطلبة على المشاركة الفاعلة في القاعة الدراسية ( Encourage students to participate in class) ، إذ إن من أسس التدريس الجيد مشاركة الطلبة الفعلية في المحاضرة وتحفيزهم على ذلك، وقد أظهرت البحوث والتجارب أن الطلبة يتعلمون أكثر في الدروس التي يشاركون فيها في القاعة الدراسية مع مدرس المادة، ويمكن أن يعمد أستاذ المقرر إلى منح الطلبة الذين يشاركون بعض الدرجات تحفيزاً لهم وتشجيعاً للآخرين على المشاركة.

10.  استخدام المساعدات البصرية( Use visual aids, videotapes, overheads and films). أدت تقنيات التعليم الحديثة( مثل : الفيديوتيب والأفلام والأوفرهد بروجكتر) إلى تسهيل مهمة إيصال المعلومة من قبل الأستاذ إلى الطالب، وإلى تنويع الأساليب التدريسية، حيث يتم إيضاح المعلومات بطريقة مشوقة تشد انتباه الطلبة إلى موضوع المحاضرة ، وتسهل فهمها ومعرفتها.

11.  تحفيز أسلوب التعلم التعاوني ( Corporative learning) ، إذ ينصب مفهومه على تقسيم الطلبة في الصف الدراسي إلى مجموعات صغيرة، ثم تكليف كل مجموعة بمهمة محددة يجب إنجازها في وقت معين، ويقتصر دور الأستاذ على إدارة النقاش وتيسير العملية التعليمية( Facilitator of learning) ، ينتج عن ذلك تعلم الفرد من المجموعة وتفاعله معها ، حيث يتم تبادل الأفكار جماعياً، والمشاركة في صنع القرار والاتصال وإدارة الصراع وحل المشكلات ولعب الأدوار والحصول على تغذية راجعة فورية من زملائه، كما أنه يعزز التفكير الناقد وتقدير الذات واحترام آراء الآخرين، وتحسين فاعلية أداء الطالب من خلال عمله ضمن فريق ، بغرض اكتساب مهارات محددة في موضوع معين، ولعل أهم التحديات التي تواجه نجاح أساليب تدريس التعلم التعاوني تكمن في عدة أمور منها:مدى تشجيع الأساتذة على استخدام أسلوب التعلم التعاوني،و مدى احترامهم للطلبة دون تمييز لعرق أو لون أو إقليم أو خلفية اجتماعية، وكذلك مدى دعمهم وتشجيعهم لتفاعل الطلبة مع بعضهم داخل القاعة الدراسية، وإتاحة الفرصة للطلبة للسماع من بعضهم والتحدث معهم والمشاركة في القراءة والكتاب.

12.   استضافة مختص أو أكثر للحديث أمام الطلبة ( Utilize guest speaker) فالطلبة يقدرون الأستاذ الذي ينوع خبراتهم، ولاشك أن استضافة متحدث متميز في تخصصه أو أكثر في اثناء الفصل الدراسي يفيد الطلبة في الحصول على معلومات جديدة من مصادر مستقلة ومحايدة،كما يؤدي الى شد انتباههم للموضوع الذي سيتحدث فيه المحاور ومن ثم فهمه.

- المجموعة الثانية/ استخدام شبكة المعلومات الدولية في التعليم :

تعتبر شبكة المعلومات الدولية من ابرز التقنيات التربوية الحديثة ، والتي برزت بخصائصها الحالية المعروفة ، خلال السنوات القليلة الماضية ، واصبحت اسلوبا للتبادل المعرفي بين مختلف المؤسسات التعليمية في العالم ، واستطاعت ايجاد تغيرات جذرية في انظمتها وبرامجها الدراسية . وتعود فكرة انشاء شبكة المعلومات الدولية الى الستينيات من القرن الفائت، حينما فكرت وزارة الدفاع الامريكية بانشاء نظام لامركزي للاتصالات يمكنه ربط عدد غير محدد من اجهزة الحاسوب بشبكة تبقى عاملة في مختلف الظروف . وقد استخدم الجيش الامريكي في عام (1960) شبكة مكونة من عدد من اجهزة الحاسوب ومرتبطة باربعة مواقع ، تسمح للمستخدمين بالاشتراك بالمصادر ، وارسال المعلومات من موقع لاخر ، ووضع التعليمات المبرمجة . حيث ظـــهر ما يسمى بشبكة اربانيت (ARPANET ) والتي تعــــني شبكة ادارة البحــــــــــــوث المتقدمة .

وقد استخدمت هذه الشبكة (Advanced Research Project Administration Network ) من قبل الجامعات الامريكية ، واصبحت تعاني من ازدحام يفوق طاقتها ، مما ادى الى انشاء شبكة جديدة تسمى مل نت (MILNET) لتخدم الامور العسكرية ، وبقيت شبكة اربانيت للاتصالات غير العسكرية مع بقائها مربوطة مع شبكة مل نت وهذا ادى الى ظهور ما يسمى بروتوكولات النقل والسيطرة (TCP-IP ) ( Transmission and control protect - Internet Protocol )

عام (1983) .(Graus , 1999 , p. 13 )

واشار (Teo, et .al) الى حدوث تطورات كبيرة في هذه الشبكة ، ومنها الانعطافة المهمة في عام (1993) عندما اصدر المركز الوطني لتطبيقات الحاسوب فائق القدرة ستعرض الشبكة العالمية موزاييك (Mosaic ) الذي تميز بسهولة استخدامه وقدرته على العمل مع اجهزة الحاسوب المختلفة ، وادى ذلك الى انتشارالشبكة على نحو واسع ، وتعزز ذلك مع اصدار متصفحات اخرى مثل نتسكيب (Netscape Navigator ) ومايكروسوفت (Microsoft Explorer ) . (الزيادي ، 2004 : ص3) .

وقد استمرت شبكة المعلومات الدولية بالتطور السريع والانتشار الواسع في مختلف انحاء العالم ، حتى اصبحت عما هي عليه في الوقت الحاضر ، كما تم استخدامها في شتى المجالات ، ومنها مجال التربية والتعليم .

ولعل من اهم العوامل التي شجعت على الانتشار السريع لشبكة المعلومات الدولية في المجالات المختلفة هي : الوفرة الهائلة في مصادر المعلومات ، والاتصال المباشر وغير المباشر حيث يستطيع الافراد في مختلف انحاء العالم من التواصل فيما بينهم من خلال البريد الالكتروني (E-Mail ) والتخاطب الكتابي (Relay- Chat ) والمؤتمرات المرئية ( Video - Conferencing ) وغيرها ، وسرعة وسهولة وصول المعلومات وتبادلها وضمان انتشارها ، والسرعة في تبادل المعلومات ، وبالتالي فهي وسيلة اتصال متعددة الاتجاهات فهي لا تنطلق من الفرد الى العديد بل من العديد الى العديد . ( عبد العاطي ،2001 : ص1 -2 )

ويشير (Donatti , et .al . ) الى ان شبكة المعلومات الدولية ستكون وسيلة اتصال فعالة بين المدرسين وطلبتهم ، وهي بذلك تشبه الى حد ما مصدر المعلومات في المكتبات الاعتيادية ، والتي تتطلب مهارات معينة لتحديد واستخدام المعلومات المطلوبة . وبذلك تزداد اهميتها في العملية التعليمية يوما بعد اخر لانها تزود المدرسين باخر التطورات الحاصلة في مجال اختصاصهم في العالم من خلال المقالات العلمية والخطط التدريسية ، وتزود الطلبة بمصادر غير محددة للمعلومات تعزز عملية تعلمهم للمادة الدراسية(Donatti , et .al . , 2000 , p.2-3 )،ويؤكد (Kuhn ) بان شبكة المعلومات الدولية قد اصبحت اداة مساعدة مهمة في عملية التدريس في الدول المتقدمة، وخاصة في مؤسسات التعليم العالي . ويختلف دور هذه الشبكة فيها تبعا للتخصص وطبيعة المادة الدراسية وطرائق التدريس المستخدمة . (Kuhn , 2001 , p.1 ) .حيث توفر شبكة المعلومات الدولية للطلبة السيطرة على عملية التعلم ، وتمكنهم من التقدم بالمادة الدراسية حسب سرعتهم الخاصة ، واختيار مسارات تعلمهم وفق احتياجاتهم الذاتية ، بالاضافة الى اثارة دافعيتهم للتعلم . وتساعد في زيادة استقلالية الطلبة ، وتطوير ستراتيجيات تعلمهم ، وتمنحهم الوقت الكافي للتفكير والمشاركة في تبادل المعلومات مع الاخرين . (Moras , 2001 , p.2 )

ويشير ( Kecmanovic and Carolyn ) الى ان شبكة المعلومات الدولية تستطيع توفير بيئة تعاونية جديدة ، يستطيع فيها الطلبة العمل سوية ، ويشتركون في فهم المادة الدراسية، ويحلون المشاكل التي تواجههم بصورة تعاونية . (Kecmanovic and Carolyn , 2000 , p.73 ) .

ويبين (Huber and William ) بان شبكة المعلومات الدولية اصبحت وسيلة فعالة في العملية التعليمية ، فقد استخدمها المدرسون كمصدر رئيسي للمعلومات ، حيث تمثل موسوعة كبيرة للمعلومات بالنسبة لهم . واستطاع الطلبة من خلالها الاشتراك بخبرات تعليمية غنية عن المواد الدراسية بوسائل لم تكن ممكنة فحسب ، بل نادرا ما يمكن تصورها بدونها . (Huber and William , 1999 , p.1 ) ،ويستطيع المدرس من خلال شبكة المعلومات الدولية تنظيم المادة الدراسية بطريقة التي لا تؤثر على زمن المحاضرة الاعتيادية داخل الصف ، ويسمح للطلبة برؤية هذه المادة بالطريقة التي تلائمهم . (Sadow , 2002 , p.2 ) .

وهي بذلك لا تحل محل طرائق التدريس الاعتيادية ووسائلها ، ولكنها تقدم فوائد اضافية للطلبة ، وثقافة متطورة ومهمة ، وتبرز اهميتها الاساسية من خلال تعزيز التعلم الذاتي (Self Learning ) عند الطلبة . (Phemister , 2002 , p.4 ) .

ويبين (Titus ) بان شبكة المعلومات الدولية تكون اثارة وتشويقا للطلبة عندما تتكامل مع طرائق التدريس الاعتيادية ، حيث تقدم المادة الدراسية بكل سهولة ويسر في الاستخدام ، وتتحدى قدرات الطلبة في البحث عن عناوين المواضيع المطلوبة ، والاتصال الفعال مع الطلبة والباحثين الاخرين ،(Titus , 1998 , p.1 ) ،ويؤكد (Damoense ) بان هناك العديد من الدراسات اشارت الى ان استخدام التقنيات التربوية ، ومنها شبكة المعلومات الدولية لتتكامل مع عملية التعليم والتعلم الاعتيادية ، قد تؤدي الى نتائج تعلمية فعالة بالنسبة للطلبة. (Damooense , 2003 , p.30 )، ويشير (خليف) الى ان هناك اربعة اسباب رئيسية تجعلنا نستخدم شبكة المعلومات الدولية في التعليم وهي :

1-تعتبر مثال واقعي للقدرة على الحصول على المعلومات من مختلف انحاء العالم .

2ـ تساعد في التعلم التعاوني نظرا لكثرة المعلومات المتوفرة عبرها ، فانه يصعب على الطالب البحث في كل القوائم ، لذا يمكن استخدام العمل التعاوني ، حيث يقوم كل طالب بالبحث في قائمة معينة ، ثم يجتمع الطلبة لمناقشة ما تم التوصل اليه .

3- تساعد في الاتصال بالمعرفة العلمية باسرع وقت واقل كلفة .

4- تساعد في توفير اكثر من طريقة في التدريس ، لانها بمثابة مكتبة كبيرة يتوفر فيها عدد كبير من الكتب والبرامج التعليمية باختلاف المستويات .

(خليف ، 2001 : ص3)

وقد اصبح هناك اتجاه متزايد لاستخدام شبكة المعلومات الدولية في التعليم . حيث بدا هذا الاتجاه يترسخ في العديد من الجامعات في الدول المتقدمة, التي بدأت بأجراء المشاريع والتجارب حولها ،ومن هذه التجارب تجربة جامعة (Alinoe ) منذ عام (1996) في اعداد مقرر تعليمي متكامل في الفيزياء تشمل محاضرات ، اختبارات ، تمارين ، امثلة ، واعلانات على شبكة المعلومات الدولية . وكذلك تجربة ( British Columbia ) في اعداد مقررات تعليمية باستخدام برنامج (Web CT ) منذ عام (1995 ) . وايضا تجربة قسم الفيزياء في كلية (Davidson ) في اعداد المقرر الدراسي على شبكة المعلومات الدولية ، لاعداد تمارين تحاورية منذ عام (1998 ) . وكذلك تجربة جامعة (Kaiserslautern ) منذ عام (2001) حيث وضعت على شبكة المعلومات الدولية برنامجا تعليميا (Remote Controlled Lab ) ، يحتوي على تجارب مختبرية ، حيث يستطيع الطلبة في اي مكان في العالم انجاز هذه التجارب من اماكنهم المختلفة وارسال النتائج إلى المشرف ، والذي يقيم عملهم ويرسل لهم النتائج بعد تصحيحها . (العمودي ، 2002 :ص6) .

ـ مميزات استخدام شبكة المعلومات الدولية في التعليم :

ان استخدام شبكة المعلومات الدولية في التعليم تحقق الكثير من الايجابيات وتعود بالعديد من الفوائد على كل من المدرسين والطلبة ، وتلعب دورا كبيرا في تغيير الطرائق التدريسية المتعارف عليها في الوقت الحاضر . ومن ابرز مميزات استخدام شبكة المعلومات الدولية في التعليم ما يأتي :

1ـ توفر فرصة تعليمية غنية وذات معنى للطلبة .

2ـ  تطور مهارات الطلبة على مدى ابعد من مجرد تعلم محتوى التخصص .

3-توفر للطلبة فرصة التعلم في اي وقت واي مكان دون الاقتصار على غرفة الصف ، والتقيد بالساعات الدراسية المقررة .

4-تعطي المدرس دورا جديدا داخل الصف حيث يكون مرشدا وموجها وتطور مهاراته المهنية والاكاديمية .

5-تسرع عملية التعليم ، اذ ان الوقت التي يستطيع فيه الطالب الحصول المعلومات يكون قليلا مقارنة بالطرائق الاعتيادية .

6- تغير نظم وطرائق التدريس الاعتيادية ، مما يحفز الطلبة على المثابرة والنشاط .

7-تجعل الطلبة يحصلون على اراء العلماء والباحثين المتخصصين في مختلف المجالات حول اي موضوع يريدون دراسته .

8ـ قلة التكلفة المادية للحصول على المعلومات مقارنة بالوسائل الاخرى .

9-سهولة تطوير محتوى المناهج الدراسية الموجودة عبر شبكة المعلومات الدولية .

10-تجعل الطالب يتحول من الدور السلبي في العملية التعليمية الى الدور الايجابي والتعلم عن طريق التوجيه الذاتي .

11-تزيد من مستوى التعاون بين المدرس وطلبته ، والطلبة فيما بينهم .

12-تنمي روح المبادرة وتوسع افق التفكير عند الطلبة، وتزيد حصيلتهم العلمية والثقافية ومستوى تحصيلهم الدراسي .

13-تساعد الطالب في التعلم بشكل مستقل يبعده عن الاخرين ، وهذا يبعده عن التنافس السلبي والمضايقات.

14-تستطيع حل بعض مشكلات الطلبة الذين يتخلفون عن زملائهم من خلال وجود المرونة في وقت التعلم .

15-تمكن الطلبة من الحصول على المعلومات المطلوبة ، مهما اختلفت اجهزة الحاسوب وانظمة التشغيل المستخدمة عن الاجهزة المستخدمة في عملية الارسال .

 

 

خاتمة:

   مما لاشك فيه ان مؤسسات التعليم العالي ممثلة بالجامعات والمعاهد التقنية والمراكز العلمية والبحثية التابعة لها تعتبر ذات اهمية كبيرة وريادية في المجتمع ، نتيجة لما تمثله من دور قيادي باعتبارها قمة السلم التعليمي والموقع الذي يلتحق فيه الصفوة من الطلبة الذين استطاعوا اكمال مشوارهم الدراسي بنجاح لكي يصلوا الى هذه المرحلة الدراسية المتقدمة والتي يعول عليها كثيرا في بناء وتطوير المجتمع والتأثير فيه بقوة في ضوء أتجاهات وأفرازات التطور العلمي والتكنولوجي في العالم المعاصر.

   فالجامعات والمعاهد التقنية تمثل ورش عمل حقيقية فيما لو أدت رسالتها بنجاح لأعداد الطلبة قادة المستقبل لبناء البلد وتسلم زمام القيادة الفاعلة فيه والمساهمة في تطويره بما يتناسب مع احتياجات المجتمع والظروف العالمية المستجدة المحيطة به ونتائجها وتأثيراتها عليه .

   وفي ضوء ذلك لابد من العمل على محاولة تطوير مؤسسات التعليم العالي بما يتناسب مع تلك الظروف المتغيرة ونتائجها وأفرازاتها ، وهذا يتطلب اعادة النظر بين مدة واخرى بفلسفتها واهدافها وطرائق التدريس والتدريب فيها وتوصيف خريجيها وبصورة متكاملة ومتوازية بما يتناسب مع تلك المتغيرات لكي تتمكن من القيام بواجباتها بصورة صحيحة وتجعلها عاملا مؤثرا وقياديا في المجتمع .

   وبما ان العملية التعليمية في الجامعات والمعاهد التقنية تعتمد بدرجة كبيرة على كل من الاستاذ الجامعي والطالب والمنهج الدراسي اضافة الى المستلزمات والامكانيات المادية شأنها شأن المؤسسات التعليمية الاخرى لذا ينبغي العمل على وضع برامج تطويرية محددة ومنظمة ومتكاملة تسير جنبا الى جنب لتطوير جميع هذه العناصر ، لأن حدوث أي خلل في أي منها سوف يؤثر سلبيا في العناصر الاخرى .

   أن الاستاذ الجامعي له مكانة كبيرة ومؤثرة ، فهو يمتلك فرصة التأثير في طلبته ، حيث ان الطلبة يميلون الى الانجذاب الى شخصية اساتذتهم والاقتداء بهم ويهتمون بالمادة الدراسية ويبدعون فيها اذا أحبوهم . ولذا تتعاظم هذه المسؤولية على الاستاذ الجامعي لكونه يقوم بتدريس اجيال عديدة من الطلبة ، وعليه أن يسعى لأداء هذه المسؤولية المناطة به بكل اخلاص وتفان وأن يكون انسانا مؤمنا تقيا ملتزما بأوامر الله سبحانه وتعالى ومبتعدا عن معاصيه . وبذلك يستطيع ان يجعل طلبته يتأسون به ، واذا صلح الاستاذ الجامعي من هذه الناحية فأن ذلك سوف يؤثر كثيرا في شخصيته العلمية والمهنية والانسانية ، وعليه اداء دوره بشكل واعي ويؤدي مسؤوليته تجاه طلبته بصورة كاملة لأنهم امانة كبيرة في عنقة لابد من ايفاءه بمتطلباتها .

   ولكي يستطيع الاستاذ الجامعي ان يؤدي دوره بشكل صحيح وايجابي لابد من القيام بعملية تطويرية واسعة ومؤثرة تشمل جميع العناصر المؤثرة في العملية التعليمية في مؤسسات التعليم العالي ومنها الاستاذ الجامعي من خلال اختيار العناصر المتفوقة من حملة الشهادات العليا وزجهم في دورات تدريبية وتأهيلية بعد اتخاذ القرار بتعيينهم ، وأطلاعهم بصورة تفصيلية وجدية على الانظمة والتعليمات الجامعية النافذة في حينها وتفسيراتها . والتأكيد على ضرورة اجتياز الاستاذ الجامعي لدورات متخصصة ومعمقة في طرائق التدريس والتدريب واستخدام التقنيات التربوية الحديثة مثل الحاسوب والانترنت في التعليم للاستفادة من امكانياتها الكبيرة في الحصول على المعلومات العلمية بسهولة وجعل عملية التدريس ممتعة وشيقة للطلبة . وزجه في دورات تدريبية تخصصية داخل القطر وخارجه مع ايجاد عدد من الحوافز المادية الكافية لغرض تشجيعه للالتحاق بهذه الدورات والمساهمة في وقائعها بصورة فاعلة . وضرورة تحديد ميزانية خاصة لغرض دعم البحوث العلمية وتغطية نفقاتها المادية وتشجيع الباحثين معنويا وماديا والاهتمام بدرجة كبيرة بالبحوث العلمية التطبيقية ذات العلاقة المباشرة والمؤثرة باحتياجات المجتمع ومتطلبات التطور والاستفادة من نتائج وتوصيات رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه وعدم جعلها حبيسة الرفوف في المكتبات الأكاديمية المتخصصة فقط  وتسهيل الإجراءات الروتينية المتبعة في تقييم وتعضيد البحوث العلمية ونشرها والاهتمام بالفائدة التطبيقية لهذه البحوث وتحديد مبالغ مجزية وكافيه للقائمين بهذه العمليات تتناسب مع الجهد المبذول فيها لكي يتم إتباع الإجراءات الصحيحة عند العمل والاهتمام الجدي بها . وكذلك تسهيل عملية أكمال الدراسات العليا للتدريسيين ومنتسبي الجامعات وهيئة التعليم التقني ووضع امتيازات خاصة لهم عند المنافسة لغرض القبول فيها . كما يتطلب ذلك إعادة النظر من جديد بقانون الخدمة الجامعية وتطويره بمايتناسب مع المكانة العلمية والاجتماعية للأستاذ الجامعي وجعله يتناسب مع متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية . وضرورة اعتماد معايير دقيقة للترقيات العلمية للتدريسيين ، وإضافة معايير الكفاءة والمثابرة وتقييم الأداء والجهود العلمية والتربوية المبذولة من قبل التدريسي عند الترقية العلمية . بالإضافة الى ذلك ضرورة العمل بصورة جدية على تحسين المستوى ألمعاشي للأستاذ الجامعي واعتماد معايير موضوعية ودقيقة وعلمية في تحديد سلم الرواتب لمنتسبي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومؤسساتها كونها تتمتع بمكانة علمية وريادية في المجتمع تتميز فيها عن الدوائر والمؤسسات الحكومية الأخرى ، وهذا يتطلب جعل الراتب يتناسب مع اللقب العلمي أولا والشهادة الدراسية ثانيا وسنوات الخدمة الفعلية في التدريس والبحث العلمي ثالثا وليس العكس من ذلك لكي تكون حافزا للتدريسيين للبحث العلمي والترقية العلمية وإكمال الدراسة للحصول على الشهادات العليا . ومنح امتيازات خاصة للأساتذة الجامعيين وبما يتناسب مع الرواتب والامتيازات التي يتقاضاها اقرأنهم في البلدان الأخرى إذا لم تتفوق عليها وذلك لمنع هجرة الأساتذة الجامعيين إلى خارج البلد في الوقت الذي يكون البلد في حاجة ماسة لخدماتهم ونشاطاتهم العلمية والاجتماعية والبحثية ، ومحاولة إيجاد وسائل كسب وتحفيز مناسبة لعودة الأساتذة المهاجرين . وكذلك منح امتيازات خاصة بحملة الألقاب العلمية العليا مثل توفير السكن المناسب والسيارة وشبكة الانترنت لهم داخل المؤسسة التعليمية وأي امتيازات أخرى تراها الدولة مناسبة لرفع شأن الأستاذ الجامعي في المجتمع والحفاظ عليها . ولغرض تطوير الإمكانيات العلمية للأستاذ الجامعي يتطلب العمل على تفعيل موضوع الأستاذ الزائر إلى الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية في البلدان الأخرى وخاصة المتقدمة منها للاطلاع على تجارب الآخرين في الاختصاصات المتناظرة ، وتسهيل عملية حصولهم على جوازات السفر التي تمكنهم من زيارة جميع البلدان بصورة ميسرة وسهلة واعتماد معايير مرنة وفعالة تبتعد عن الروتين عند الإيفاد . وأيضا يتطلب منح الأستاذ الجامعي الحصانة اللازمة وعدم الاعتداء عليه وحسب ضوابط محددة ودقيقة ،وتوفير الحماية الأمنية للأستاذ الجامعي للمحافظة على سلامته بالوسائل التي تراها الدولة مناسبة كونه يمثل ثروة وطنية كبرى . وضرورة العمل على اعتماد تقاليد جامعية رصينة تليق بالأستاذ الجامعي تتحدد فيها مكانته ومركزه في ضوء اللقب العلمي والشهادة التي يحملها ، والابتعاد عن حالات التداخل في فهم مركز الأستاذ الجامعي ومسؤوليته القيادية في المؤسسة التعليمية . مع ملاحظة العمل على مراجعة القوانين والتعليمات والامتيازات الإدارية والمالية والعلمية التي تتعلق بالأستاذ الجامعي بين مدة وأخرى وإعادة النظر فيها . ولغرض تطوير الكفاءة العلمية للأستاذ الجامعي ينبغي العمل على زيادة الاهتمام بإيفاد التدريسيين الى المؤتمرات العلمية والتربوية الخارجية وحثهم على المشاركة الفاعلة فيها ودعمهم ماديا عند الاشتراك فيها وتحمل تكاليف السفر والإقامة عند حضورهم لهذه المؤتمرات والنشاطات . وكذلك الاهتمام بالبعثات والزمالات الدراسية والاعارات للتدريسيين إلى البلدان المتقدمة والتأكيد على الجانب النوعي في ضوء حاجات البلد لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي واطلاعهم على المستجدات العلمية .

   وبالنسبة للعنصر الثاني من عناصر العملية التعليمية وهو الطالب ، فهو يشكل عنصرا أساسيا وعاملا مؤثرا فيها كون ان جميع مايجري في المؤسسات التعليمية هو لخدمة الطالب وتوفير أفضل الظروف الدراسية له من اجل ايصال المعلومات العلمية له بشكل فعال وكفوء ، وبذلك تبقى العملية التعليمية بكل مرافقها وإمكانياتها عملية عديمة الجدوى إذا لم يحصل التعلم لدى الطلبة بصورة جيدة ووفق الأهداف المحددة لها مسبقا .

   ونظرا للظروف الحالية التي يعيشها مجتمعنا ألان ، فأن هذا قد فرض تحديات إضافية وكبيرة على الطلبة وعلى القائمين بأعدادهم علميا وتربويا ومهنيا . وكان لابد من الوقوف لتحديد بعض الملامح والإجراءات التي من الممكن القيام بها لغرض تطوير نوعية الطلبة في مؤسسات التعليم العالي . وبالتالي تطوير مؤسسات التعليم العالي من الجامعات والمعاهد التقنية والمراكز العلمية والبحثية المرتبطة بها .

   ونحن نرى من وجهة نظرنا الأكاديمية نرى انه إذا أردنا العمل على تطوير مؤسسات التعليم العالي فعلينا البدء أولا الاختيار الجيد لمدخلات هذه المؤسسات وذلك بالالتزام بالخطط الموضوعة من قبل الكليات والمعاهد والأقسام العلمية الخاصة بتحديد إعداد الطلبة المقبولين في كل منها ونوعيتهم في ضوء الطاقة الاستيعابية لها وما معمول به عالميا في هذا المجال ، وذلك من خلال اعتماد المعدلات التنافسية المناسبة لكل تخصص وعدم قبول جميع الطلبة المتخرجين من المرحلة الإعدادية بنوعيها الأكاديمي والمهني في الجامعات والمعاهد التقنية دون الأخذ بنظر الاعتبار المعدل . وضرورة الاهتمام بوضع أسس تربوية وعلمية دقيقة يخضع لها الطلبة في الدراسة الإعدادية والعمل على تطوير الأنظمة التعليمية في المرحلة الإعدادية لتكون متوافقة مع متطلبات الدراسة في مؤسسات التعليم العالي . وتطوير المناهج الدراسية في المراحل الإعدادية كافة من خلال جعل مفرداتها تتلائم مع احدث التطورات العلمية والتكنولوجية ومع مفردات المناهج في الدراسة الجامعية في التخصصات المناظرة لغرض إعداد الطالب المهيأ للالتحاق بالمرحلة الجامعية . كما ينبغي العمل على التطبيق الدقيق والصارم للتعليمات والأنظمة الامتحانية وتعليمات انضباط طلبة التعليم العالي والعمل على تعديلها وتطويرها بين مدة واخرى استجابة للتطورات العالمية في هذا المجال ، لغرض خلق جيل واعي وملتزم من الطلبة يتميز بالانضباط العالي واحترام القانون وجعله قيمة عليا فوق كل شيء . كما ينبغي العمل على وضع ضوابط دقيقة ومحددة عند البدء بتوزيع الطلبة المقبولين في الجامعات وهيئة التعليم التقني في ضوء المعايير العالمية المعتمدة بهذا الخصوص وعدم التهاون في تطبيقاتها استجابة للمجاملات والأمور التي تتنافى مع تطبيق القانون على الجميع بصورة موحدة وعادلة . ويجب العمل منذ اليوم الأول للدراسة على المتابعة الجدية والفاعلة لغيابات الطلبة عن حضور المحاضرات وتطبيق التعليمات النافذة بهذا الخصوص عند تجاوز الطلبة للحد المسموح به قانونا وعدم التهاون في ذلك مهما كانت الظروف لتعويد الطلبة على الالتزام التام بالدوام لتقليل حالات الهدر عند رسوب الطلبة نهاية السنة الدراسية نتيجة لذلك . وهناك موضوع مهم واساس ينبغي على المؤسسات التعليمية  بتدريسييها واداراتها الالتفات اليه ومحاولة العمل على تفعيله واعطاء قيمته الكبرى واشعار الطلبة بأهميته ، وهو الارشاد التربوي لكونه يسهم في حل العديد من مشاكل الطلبة من خلال السماح لهم بالاطلاع على خبرات التدريسيين الاكبر سنا وتوجيهم نحو الاعتماد على انفسهم في حل المشكلات التي تواجههم من خلال الاستئناس بآراء الاخرين وعدم تقديم حلول جاهزة لمشكلاتهم ، ويتم ذلك من خلال تحديد لجنة تربوية متخصصة في كل كلية ومعهد وعلى مستوى الاقسام العلمية وتحديد الاشخاص المتخصصين الذين يتميزون بشخصية جذابة ومحببة عند الطلبة للقيام بدور المرشد التربوي وعلى مستوى كل شعبة دراسية والعمل على عقد لقاءات دورية مستمرة مع الطلبة ، ومحاولة تعميق الوعي الديني والوطني والاخلاقي عند الطلبة .

كما يتطلب العمل بين مدة واخرى على عقد ندوات تربوية وعلمية وارشادية وتوجيهية معمقة مع الطلبة بحضور المختصين واصحاب القرار وتفعيل النتائج الحاصلة من جراء هذه الندوات واللقاءات واتخاذ القرارات المناسبة في حينها لحل مشكلات الطلبة ، وان يتم من خلالها بيان العلاقة االابوية والتربوية التي يتمتع بها الاستاذ الجامعي للطالب وان تكون العلاقة بينهما مبنية على الاحترام المتبادل من قبل الطرفين وامتنان الطالب الكبير لجهود الاستاذ الجامعي ودوره التربوي في خلق قادة المستقبل من الطلبة . وفي هذه الظروف والملابسات الكثيرة التي يعيشها البلد وعدم وضوح الرؤية الصحيحة لدى الكثير من الطلبة مما قد ينعكس سلبيا على تصرفاتهم وافعالهم يجب العمل وبصورة فاعلة على توعية الطلبة بضرورة الابتعاد التام عن ممارسة النشاطات والشعارات السياسية والطائفية داخل المؤسسة التعليمية وعدم الترويج لها بأي شكل من الاشكال داخل المؤسسات التعليمية ، لكونها تتعارض مع اهداف هذه المؤسسات والدور الذي يجب ان تؤديه . وعلى التدريسيين المتابعة الدقيقة لانجاز الطالب للامور المكلف بها من قبل التدريسي اوادارة القسم العلمي من كتابة التقارير والبحوث العلمية والنشاطات العلمية والتربوية واللاصفية الاخرى . وهناك حاجة ماسة لقيام الطلبة بزيارات علمية ذات اهداف محددة مسبقا الى المؤسسات والمنشآت والدواءر الحكومية والخاصة والمعامل وغيرها ذات العلاقة بمجال تخصصهم واطلاعهم على تفاصيل العمل فيها وماهيته ومتابعة نتائج هذه الزيارات العلمية بدقة لغرض الاستفادة من نتائجها ، وضرورة العمل على زج الطلبة في القطاعات والمؤسسات الانتاجية ذات العلاقة بتخصصهم اثناء الدراسة لزيادة خبرتهم العملية والادارية وتطبيقهم مستلزمات السلامة المهنية في هذا المجال .

   وبالنسبة للعنصر الثالث من عناصر العملية التعليمية وهو المناهج الدراسية ، فكما هو معروف ان التطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم حاليا وبصورة متصاعدة بقفزات كبيرة وجوهرية يؤثر بدرجة كبيرة على المناهج الدراسية ، وهذا يتطلب استجابة هذه المناهج لمتطلبات ذلك التطور وتفاعلها معه لكي تكون قادرة على اعداد الخريجين القادرين على التعامل مع هذه المستجدات واستخدامها بكفاءة اثناء انخراطهم في الحياة العملية المستقبلية . ونحن نرى انه لابد من اعادة النظر في فلسفة واهداف التعليم العالي بين مدة واخرى وبما يتناسب مع التطورات الحاصلة في المجتمع والتوجهات العالمية بهذا الخصوص ، كما ينبغي العمل على تحديد توصيف عمل الخريج الجامعي في كل تخصص بصورة دقيقة وواضحة وان يكون ذلك واضحا للتدريسيين والطلبة ، وان يكون ذلك متوافقا مع احتياجات سوق العمل ومتطلباته الحالية والمستقبلية ، من خلال تزويد الطلبة بالمعلومات العلمية بصورة فاعلة ومتناسبة مع مايسمى بحافات العلم وليس بما موجود ومتداول الان ، والعمل على تطوير محتوى الكتب المنهجية والمفردات الدراسية بين مدة واخرى عن طريق اللجان العلمية المتخصصة في مجال التخصص وبما يتلائم مع التطورات الحديثة ومستلزماتها . وضرورة حث الطلبة على الاستفادة من مصادر المعلومات والاتصالات الحديثة مثل الحاسوب والانترنت وغيرها للحصول على المعلومات العلمية التي يحتاجونها وعدم الاعتماد الكلي على التدريسي فقط في ذلك .وحث التدريسيين على استخدام طرائق تدريس حديثة ومتنوعة والابتعاد عن الطرائق والاساليب الاعتيادية والتقليدية في التدريس ، وجعل طرائق التدريس مشوقة ومثيرة للطلبة وتحفزهم للتعلم . والتأكيد على ان يتعلم الطالب كيف يتعلم ، أي يتعلم طرائق الحصول على المعرفة وليس تلقيها فقط من الاستاذ الجامعي ، واتباع طرائق تدريسية تعمل على تنمية التفكير العلمي عند الطلبة وتثير دافعيتهم للتعلم . وينبغي العمل على اطلاع المتخصصين والتدريسيين على تجارب الدول المتقدمة في مجال تطوير المناهج الدراسية ونوعية المفردات المستخدمة في تلك البلدان ضمن الاختصاصات المتناظرة عن طريق ايفاد الطلبة الى تلك البلدان للاطلاع على تجاربها التخصصية المتطورة .والعمل على وضع اسس تقويم دقيقة ورصينة للتمييز بين الطلبة المتفوقين والضعفاء وعدم الاعتماد على اساليب الامتحانات فقط ، وابتكار اساليب قياس وتقويم حديثة للطلبة تستطيع تحقيق معظم الاهداف العامة للتعلم بفعالية . مع التأكيد على ضرورة اعطاء المزيد من الحرية للاستاذ الجامعي في أعطاء المفردات الدراسية للطالب وفق مايراه هو مناسبا ووفق مايستطيع الحصول عليه من معلومات علمية حديثة من مصادر المعلومات والاتصالات الحديثة مثل الانترنت والقنوات الفضائية التعليمية الرصينة علميا ومن الاقراص المدمجة التي يستطيع استخدامها في المحاضرة او اعطائها للطلبة لتنمية تعلمهم الذاتي ، وعدم تقيده الصارم والحرفي بالمفردات المقررة من الجهات التخصصية العليا فقط لان هذا يخلق حالة من الجمود وتضعف حالة الابداع والبحث العلمي المستمر للحصول على كل ماهو جديد في مجال تخصصه . ونرى انه من الواجب قيام الاقسام العلمية بتفعيل موضوع الحلقات الدراسية للتدريسيين وجلسات عرض المستجدات العلمية الحديثة للطلبة واقامة المؤتمرات العلمية الطلابية سنويا اضافة الى الندوات العلمية والتربوية بهدف اغناء الجانب العلمي لدى الطلبة وجعلها منابر حقيقية لاستفادة الطلبة علميا وعدم تحويلها الى نشاطات روتينية مفروضة من قبل الجهات العليا ، والاهتمام الكبير بالجانب النوعي لها من حيث نوعية المعلومات التي يتم تناولها فيها وحداثتها واستجابتها لحاجات المجتمع والطلبة واهميتها بالنسبة لهم .

   اما بالنسبة للعنصر الرابع من عناصر العملية التعليمية وهو المستلزمات والامكانيات المادية ، فمما لاشك فيه ان هذا العنصر يتميز بأهمية كبرى لان جميع النشاطات والفعاليات العلمية التي يتوجب القيام بها من قبل العناصر الاخرى المكونة للعملية التعليمية تصبح غير ممكنة اذا لم تتوفر المستلزمات والامكانيات المادية لغرض تنفيذها بفعالية وكفاءة ، وعليه يتطلب النظر الى هذا الموضوع نظرة شمولية متكاملة ومتوازية مع بعضها عند التفكير بوضع الخطط لتطوير مؤسسات التعليم العالي كونها تتميز عن المؤسسات التعليمية في المراحل الدراسية الادنى لاحتياجها الى كم كبير ومتنوع وحديث من هذه المستلزمات يوازي التطور العلمي والتكنولوجي في العالم وعليه لابد من العمل على اعداد دراسات تفصيلية ومتكاملة وموحدة تشترك فيها جميع الجهات ذات العلاقة بهذا الموضوع ، لغرض انشاء أبنية جامعية جديدة تتوفر فيها ارقى التقنيات الحديثة المعمول بها في جامعات الدول المتقدمة . واستقدام الشركات العالمية المتخصصة وذات الخبرة الطويلة والمشهود لها بالعمل الكفوء في هذا المجال ، وعدم التعامل مع اقامة أبنية ومنشآت جامعية بصورة آنية ومجزءة مما يجعل الاعمال عشوائية وغير منظمة وتؤدي الى زيادة الهدر في المبالغ المخصصة لهذه المشاريع ، والعمل من اجل الحصول على النوعية الجيدة قبل الكمية الرديئة . والعمل على انشاء بنايات متخصصة للاقسام الداخلية للطلبة تكون داخل الحرم الجامعي للحفاظ على سلامة الطلبة ووضعهم تحت السيطرة والمراقبة . وضرورة زيادة التخصيصات المالية المرصودة للجامعات والمعاهد التقنية بشكل يتناسب مع اهميتها ودورها القيادي في المجتمع ونوعية الاجهزة والمستلزمات والمختبرات المطلوبة . وعدم اعتماد الرصد العشوائي وغير المخطط للاموال ، واعطاء المدة الكافية للجان المشتريات لغرض البحث عن المناشيءالاصلية والجيدة وذات الاختصاص لهذه المستلزمات . مع استمرار العمل على التعاقد مع شركات عالمية متخصصة في مجال تصميم وتصنيع الاجهزة والمستلزمات المختبرية التعليمية لأنشاء مختبرات متكاملة تضم جميع الاجهزة المطلوبة ومن نفس الشركة المصنعة ، والابتعاد عن الاسلوب العشوائي في الشراء والتجهيز . وضرورة اشاء قاعات دراسية نموذجية وواسعة تستوعب اعداد الطلبة المتزايدة بشكل مثالي في الجامعات والمعاهد التقنية تتضمن احدث التقنيات التربوية مثل الحاسوب المربوطة بشبكة الانترنت والفيديو وغيرها لاستخدامها في تدريس الطلبة من قبل الاستاذ الجامعي اثناء المحاضرة الاعتيادية .

   الان وبعد التطرق الى العناصر الاساسية للعملية التعليمية ، فأن هناك عنصرا اساسيا ومهما اخر ينبغي التطرق اليه والنظر اليه بأهمية كبيرة وجدية وهو مخرجات مؤسسات التعليم العالي من الجامعات والمعاهد التقنية ، حيث ينبغي العمل بصورة فاعلة على ضرورة ايجاد فرص عمل كافية وحقيقية وفاعلة لهؤلاء الخريجين تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية وشهاداتهم وتخصصهم اثناء الدراسة الجامعية ، لان عملية التطوير تصبح عديمة الجدوى مهما بذل من جهود كبيرة اذا لم يزاول الخريج العمل المناسب لشهادة وتخصصه بعد التخرج ، لان خلاف ذلك سوف يؤدي الى هدر كبير في نواتج العملية التعليمية والاموال والجهود الكبيرة التي بذلت اثناء عملية اعداد الطلبة للحياة العملية في ضوء احتياجات المجتمع الفعلية . وهذا لايتم الا من خلال التنمية الشاملة في جميع قطاعات المجتمع الصناعية والزراعية والاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية والخدمية بصورة تمكنها من استيعاب جميع الخريجين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب للعمل

   ونظرا لما يمثله الاعداد التقني للطالب من اهمية كبرى للمجتمع للمساهمة في بناءه ، لذا ينبغي الاهتمام بهذا الجانب بدرجة كبيرة . ونظرا لكون هيئة التعليم التقني ممثلة بالكليات والمعاهد التقنية والمؤسسات الاخرى التابعة لها هي المسؤولة عن الاعداد التقني للطلبة ، لذا ينبغي العمل على الاهتمام بهذه الهيئة بصورة مشابهة لما يتم القيام به اثناء محاولة تطوير العملية التعليمية وعناصرها في الجامعات الاخرى هع التأكيد الكبير على ضرورة اعطاء هيئة التعليم التقني أهمية مضاعفة نتيجة لطبيعة عملية التدريس فيها وحاجتها الى الاجهزة والمستلزمات المختبرية لتدريب الطلبة كونها تتعامل مع الجانب التقني بدرجة قد تكون مختلفة عما هو عليه الحال في الجامعات الاخرى وكذلك نوعية مدخلاتها من الطلبة وطبيعة توصيفهم ، والعمل على تطوير النظرة الاجتماعية لخريجي هذه الهيئة من خلال عقد العديد من الندوات والبرامج الاعلامية لبيان اهميتها في بناء المجتمع وكون خريجيها لايقلون اهمية عن خريجي الجامعات الاخرى ، وتفعيل العمل في لجان التوعية باهمية التعليم التقني ومتابعة الخريجين فيها . وبصورة متوازية مع ذلك ينبغي العمل بصورة فاعلة على زيادة كفاءة وتطوير مدخلات التعليم التقني وهم الطلبة من خريجي المدارس المهنية ، من خلال العمل الجاد والفاعل لتطوير المناهج الدراسية في مؤسسات التعليم المهني وفق احدث التطورات العالمية وجعلها متوافقة ومتلائمة مع المناهج الدراسية في هيئة التعليم التقني بحيث تكون مقدمات اساسية لها مما يجعل المناهج الدراسية فيهما متكاملة مع بعضها ، وضرورة الاهتمام بعملية تدريس المواد الاساسية مثل الرياضيات واللغة الانكليزية خاصة والمواد الاخرى بما يتناسب مع كل تخصص، والتأكيد بدرجة كبيرة على تشكيل لجان متخصصة مشتركة بين هيئة التعليم التقني وهيئة التعليم المهني لوضع الخطط الكفيلة والواقية للقيام بعملية التطوير ، مع مراعاة عقد لقاءات دورية ومستمرة بينهما والاستفادة من نتائج هذه اللقاءات ومتابعة اساليب تنفيذ هذه النتائج ومدى فاعليتها لغرض النظر في تعديلها بين مدة واخرى في ضوء تلك النتائج ، مع اهمية النظر بصورة جدية الى اعادة توصيف خريجو التعليم المهني وجعلهم معدون بصورة جيدة للالتحاق بهيئة التعليم التقني واستمرار الدراسة فيها بتفوق ، وضرورة وضع جدية وصارمة لقبول الطلبة في هذه الهيئة وعدم التهاون في هذا الموضوع لان ذلك سوف يؤدي الى وجود طلبة غير مؤهلين اكاديميا ومهنيا بصورة جيدة مما يساهم في زيادة نسبة الهدر وحالات التسرب وترقين القيد في هذه الهيئة وبالتالي يؤدي الى خسارة كبيرة في الثروة الوطنية وطاقات الشباب في الوقت الذي يكون فيه البلد في حاجة ماسة وكبيرة لجميع هذه الطاقات والعناصر البشرية العاملة والكفوءة .

   أن هذه المتطلبات الواردة نراها قد تكون واقعية ومناسبة لتطوير العملية التعليمية في مؤسسات التعليم العالي ، وهي بحاجة كبيرة الى جهود مكثفة وعمل دؤوب ومستمر وتعاوني ومتكامل وفي نفس الوقت معا من قبل الجهات ذات العلاقة وخاصة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية ووزارة المالية .

   أننا نأمل من خلال هذه الدراسة الارتقاء بمؤسساتنا التعليمية الجامعية بجميع مكوناتها وعناصرها وجعلها ترقى الى مصاف الجامعات الرصينة في الدول المتقدمة التي تضع العلم شعارا اساسيا ووحيدا لها قبل كل شيء . أننا نهدف الى بناء عراقنا الجديد الذي يرى في العلم والمعرفة سلاحا قويا يستطيع به حماية شعبه والنهوض من جديد واللحاق بركب البلدان المتقدمة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع والمصادر

- العساف, احمد عارف,الوادي,محمود,2011,منهجية البحث في العلوم الاجتماعية والإدارية, جامعة الزرقاء , دار صفاء للنشر والتوزيع- عمان

- الرفاعي,احمد حسين,2009,مناهج البحث العلمي تطبيقات إدارية واقتصادية,دار وائل للنشر والتوزيع

- جبرين, علي هادي,2010,أساسيات البحث ومشاريع التخرج وكتابة التقارير في الإدارة, دار صفاء للنشر- عمان

- عليان, ربحي مصطفى, غنيم,عثمان محمد,2010,اساليب البحث العلمي الاسس النظرية والتطبيق العملي, جامعة البلقاء التطبيقة- الجامعة الاردنية, دار صفاء للنشر والتوزيع- عمان

- قنديلي, عامر ابراهيم,2008, البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية الالكترونية , اليازوردي للنشر والتوزيع, عمان

-ابراهيم،أسماء أحمد ،2010،طرائق التدريس سلبيات وايجابيات تطبيقها رسالة ماجستير جغرافية/بغداد.

- اسماعيل ، الغريب زاهر . الانترنت للتعليم خطوة خطوة . نشرة التواصل . العدد 6 ، عمان ، مسقط ، معهد العلوم الشرعية في عمان ،2002

- خليف ، زهير ناجي . استخدام الحاسوب وملحقاته في اعداد الوسائل التعليمية . مؤتمر العملية التعليمية في عصر الانترنت ، فلسطين ، جامعة النجاح الوطنية ، 9-10 مايس ، 2001 .

- الدجاني ، دعاء جبر و نادر عطا الله وهبه . الصعوبات التي تعيق استخدام الانترنت كاداة تربوية في المدارس الفلسطينية . مؤتمر العملية التعليمية في عصر الانترنت ، فلسطين ، جامعة النجاح الوطنية ، 9-10 مايس ، 2001

- الزيادي ، عبد العظيم . الخصائص الشخصية لمستخدمي شبكة المعلومات الدولية في مدينة الناصرية وانماط استخداماتهم لها . المؤتمر العلمي الاول لجامعة ذي قار ، العراق ، جامعة ذي قار ، 24-25 تشرين الثاني ، 2004

- عبد العاطي ، حسين الباتع محمد . برنامج مقترح لتدريب المعيدين والمدرسين المساعدين بكلية التربية جامعة الاسكندرية على بعض استخدامات شبكـة الانترنت وفقا لاحتياجاتهم التدريبية . مصر ، جامعة الاسكندرية ، 2001 (رسالة ماجستير غير منشورة ) .

- العمودي ، محمد سعيد. دور تقنيات المعلومات والاتصالات في تعزيز استخدام الطرق الحديثة في تدريس الفيزياء الجامعية . اليمن ، جامعة عدن ، 2002

- الفنتوخ ، عبد القادر وعبد العزيز السلطان . الانترنت في التعليم : مشروع المدرسة الالكترونية . مجلة رسالة الخليج العربي ، المجلد 21 ، مكتب التربية العربي لدول الخليج ، السعودية ، الرياض ، 1999

- المهدي ، هشام نبيه . تطوير اساليب التدريس باستخدام شبكة الانترنت . مؤتمر جامعة القاهرة لتطوير التعليم العالي ، مصر ، جامعة القاهرة ، 22-24 مايس 1999

- الموسى ، عبد الله بن عبد العزيز . ملخص محاضرة بعنوان استخدام خدمات الاتصال بفاعلية في التعليم . السعودية ، جامعة محمد بن سعود ، 2000

-خطوات البحث العلمي(بواسطة منتدى عينة الدراسة،minshawi).

-Damoense , Maylene Y . Online Learning : Implications for Effective Learnning for Higher Education in South Africa , (in ) Australian Journal of Educational Technology , Vol . 19 , No.1 , 2003

-Donatti , Steve (et.al) . Internet in the Curriculum , (in) Technology 2000 Website , 2000

-Graws ,Johan .An Evaluation of the Use Fulness of the Internet in the EFL Classroom ,University of Nijmegen-,1999 (Unpublished Master's Thesis)

- Hubber,Richard A.and William Harriett G ., Applying the Unlimited Potential of the Internet in Teaching Middle School Science, U.S.A. University of North Carolina,1999

- Kecmanovic C. Dubravk and Carolyn Weeb .Toward Communicative Model of Callaborative Web- Mediated Learning,(in) Australian Journal of Education Technology,Vol.16, No.1, 2000

- Moras , Solange .Computer -Assisted Language Learning (CALL) and the Internet, Brazil , Cultra Inglesa De Sao Carlos , June , 2001

-Phemister , Pauline . Teaching the History of Philosophy Using Electronic Texts , (in) Learning and Teaching Support Network , England , University of Liverpool , July , 2002 .

- Rubb , Thomas .Web projects for the ESL/FEL Class: Famous Japanese Personages . (in) CAELL Journal , Vol .6 , No.4 , 1996

- Sadow , Jeffrey . The Internet as Adelivery Platform for Audio -Visual Teaching , (in) European Political Science , Vol.1 , No.2 , 2002

- Saly , Jill . The Use of the Internet in Creating an Effective Learning Environment , (in) Third Australian World Wide Web Conference , Southern Cross University , 5-9 July , 1997

-

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[1] سوف يتم شرحها بالتفصيل في الفصل الثالث من البحث.

[2] راجع: إشكالية التعليم في العراق وطرق معالجتها ، غازي الجبوري، شبكة النبأ المعلوماتية.

[3] راجع : موقع منتدى الفيزياء التعليمي" طرق التدريس الحديثة".

[4] راجع: الموقع الالكتروني لـ طرق التدريس، وموقع جريدة الاتحاد- بحوث طرق التدريس " نظرة على الواقع التربوي العراقي".
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54184
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28