• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اللهم طول عمرَّ ميسي !! .
                          • الكاتب : فالح حسون الدراجي .

اللهم طول عمرَّ ميسي !!

اليوم هو يوم الخميس، أي اليوم الأخير في اسبوع العمل والتعب، والنهوض المبكر، والركض الماراثوني لأجل لقمة العيش، وهو أيضاً اليوم الأخير في اسبوع الزحامات القاتلة في الشوارع، والمراجعات الحكومية المملة. لكن في هذا اليوم أيضاً مباهج ومواعيد وسهرات وقصائد وغناء، وحميمية عائلية.. ولعل الأروع في هذا اليوم، أنه يوم الأعراس الشعبية. حيث تضاء البيوتات، والأزقة، والنوادي، والقاعات، بقناديل الفرح، وتحديداً (بعد فرحة الزهرة). وطبعاً فإن ليوم الخميس في العراق مذاقاً خاصاً، وطعماً مختلفاً عن كل أيام الأسبوع. حتى في الصحف العراقية، سيكون لعدد يوم الخميس (شكل ثاني)، شكل قد لا يختلف جذرياً عن الشكل اليومي للجريدة، لكنه حتماً سيكون عدداً مميزاً، إذ يحرص الكثير من المسؤولين والمصممين في الصحف على أن يرشوا على عدد الخميس بعض العطر واللون، وأن يطعموا صفحاته بجمال وجوه أحبها الله كثيراً، فمنحها بركاته في النور والروعة والجمال... ونحن في جريدة الحقيقة نحذو حذو عشاق الخميس الآخرين، فنحتفي مثلهم بالجمال في أغلب الصفحات، ونرسم البسمة والإشراقة والصورة الزاهرة في كل حروفها .. وأنا شخصياً لا أشذ عن القاعدة التي ارتكب جمالها زملائي الآخرون، فأمضي معهم في عرس عدد يوم الخميس، وها انا أستبدل لغتي السياسية الصلبة التي أكتب بها كل يوم.. وأسحب من حبل (الخميس) كل الغسيل الوسخ الذب كنت أعلقه لسياسيينا الفاشلين الذي دمروا حياتنا، ومزقوا كياناتنا، وصدعوا رؤوسنا.. نعم سأترك اليوم الخميس كل التصريحات النتنة والعفنة لحيدر الملا، وظافر العاني، ونجيبة نجيب واسامة النجيفي، وصالح المطلك، وكل من كان على شاكلتهم.. وسأرتدي حلة الفرح التي صممها لنا جنودنا الأشاوس، وأبطال الحشد الشعبي.. وتعطرت بأريج دماء علي رشم وفيصل الزاملي وأخوتهم الميامين. ولأني تعبت كثيراً من وجع الألم المنبعث من جراح (المقبولية)، والشراكة الكاذبة.. وسئمت من نفاق السياسة، وزور السياسيين، ولأن اليوم خميس والكل عريس، فيتألق فيه الجمال، والمتعة.. سأكتب عن منطقة خالية من فايروسات القتل والكذب والخيانة والدم المغدور، أجل سأكتب لكم عن السمفونية التي اسمها ميسي ..
فهذا الفتى الذهبي الذي أنساني خلال أسبوع هموم حيدر الملا، وجماعة حيدر الملا من الذين يصمتون عن فضائع مجرمي داعش، ويبكون تحت أقدام أمريكا والسعودية، أو يستغيثون بكلاب قناة موزة من أجل إطلاق سراح القاتل المجرم أحمد العلواني، وضرب أبطال الحشد الوطني بأسلحة العار الطائفي .. إذن اسمحوا لي أن أكتب اليوم عن المعجزة الأرجنتينية، والخرافة الكروية، والاسطورة التي ما قبلها ولا بعدها اسطورة في كرة القدم ميسي، وهو عندي أشرف الف مرة من حيدر الملا وجماعته.. سأكتب عن المعجزة ميسي .. وهل ثمة معجزة غير ميسي، ذلك الذي أوقف بفنونه الرفيعة سكان الكرة الأرضية على ساق واحدة ولم يقعدهم حتى اللحظة. سأكتب عن الفتى الذي أنساني كل خباثات هذا الرهط التافه من السياسيين المتملقين الذين لا يستحقون أقل من صفة السياسيين المخانيث، بل والأنذال أيضاً! فميسي الذي قهر التاريخ وتربع على عرش هدافي أبطال أوروبا، بعد أن سجل أول أمس رقماً قياسياً جديداً بهاتريك تاريخي آخر جديد حطم به الرقم القياسي في التهديف بدوري أبطال أوروبا بعد تسجيله الأهداف الثاني والثالث والرابع في مرمى أبويل القبرصي، محطماً الرقم القياسي السابق للأسباني راؤول جونزاليس (71 هدف) ومتقدما بفارق أربعة أهداف على كريستيانو رونالدو (70 هدف)، والأهم أن هذا الإنجاز يأتي بعد أيام قليلة من ثلاثيته التاريخية "هاتريك" أمام إشبيلية لينفرد بلقب الهداف التاريخي لليجا الإسبانية متخطياً رقم الأسطورة زارا، وليصبح رصيده 253 هدفا.. لذا فإني أقول أن ميسي لم يكن لاعباً ممتعاً وباهراً فحسب، إنما هو حالة متقدمة في عالم كرة القدم لن يستطيع أحد أن يفك طلاسمها. وقضية فريدة تستحق الدراسة والبحث فعلا.. فنحن نتحدث عن لاعب لم يكمل بعد عامه السابع والعشرين، وليس عن لاعب يودع الملاعب في خريف العمر.. وهو بهذه السن الصغيرة أصبح هداف الليجا التاريخي برصيد 253 هدف.. وهداف دوري أبطال أوروبا التاريخي بـ74 هدفا.. وصاحب أول هاتريك يسجله كاملا بقدمه اليمنى وذلك في شباك أبويل القبرصي ..
وأكثر لاعب يسجل هاتريك في تاريخ دوري أبطال أوروبا بواقع 5 مرات.. وأول لاعب يسجل أكثر من 5 أهداف في 8 مواسم متتالية من البطولة الأوروبية ..
وأول لاعب يسجل في 23 مدينة أوروبية مختلفة أكثر من أي لاعب آخر في تاريخ البطولة.. وهو المعادل لرقم راؤول جونزاليس في تسجيل أهدافا في 16 دولة مختلفة
وصاحب الهاتريك رقم 28 في تاريخه مع برشلونة.. وهو الذي سجل للمرة الثانية هاتريك في مباراتين متتاليتين بعدما سجل في مارس الماضي في مرمى ريال أوساسونا وريال مدريد.. والآن فإن ميسي لا ينقصه سوى هدف واحد فقط ليكون هداف أوروبا في كل البطولات، حيث يتصدر راؤول الجدول برصيد 76 هدفا..
ختاماً أقول في هذا اليوم وكل يوم: اللهم طول عمر ميسي، وقصِّر عمر حيدر الملا ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54373
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29