• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إرهابي تحت الأضواء .
                          • الكاتب : هديل مشلّح .

إرهابي تحت الأضواء

انتشرت في الأعوام الأخيرة ظاهرة جديدة وهي ظاهرة  برامج اكتشاف المواهب فتفننت كل قناة فضائية في ابتداع برنامج يغاير البرنامج الآخر الذي يعرض على فضائية أخرى أو يقومون بعمل نسخة عربية لبرنامج أجنبي عالمي والمشتركين عبارة عن بعض من الشباب العربي الذي أراد إبراز موهبته وأحب الشهرة والكسب السريع ومنهم من احترف الغناء وقد تنوعوا في الاحتراف بين غناء الموال والغناء الشعبي والغربي والتراثي ومنهم من احترف التمثيل ومنهم من يقدم المواهب المختلفة الأخرى كالخفة وما إلى ذلك وتكون لجنة الحكم من أشهر الممثلين أو الفنانين العرب وقد تتنوع بين فنانات ومطربين ولها هدف واحد لا غير ألا وهو جمع المبالغ المادية عن طريق إشراك الجمهور والمتابعين بإرسال الرسائل النصية لتحديد مصير المشتركين بإرسال رسائل قصيرة تكون بمبالغ مادية ليست بقليلة ولا أحد يعرف مصداقية نتائج التصويت إلا من يعمل خلف الكواليس في نفس القناة وليس الجميع طبعاً ، حتى أصبح الجمهور يتابع وبشدة مثل هذه البرامج ويشجعها لأنه يعتقد أن له يداً في اختيار المشترك واستمراره في هذا البرنامج أو ذاك وهي ليست إلا لعبة في التفنن بإغراء الجمهور لدفع المبالغ المادية التي هي عماد البرامج  وقد يكون التصويت على أساس الانتماء أو العرق وليس له علاقة بالموهبة بحد ذاتها فجمهور كل دولة سيصوت وبكثافة لمشترك نفس الدولة وهذا بالضبط ما يحصل في عالم آخر بعيداً عن عالم الفن ألا وهو عالم الثورات المزعومة وبرامج الكشف عن المواهب في هذا العالم الواسع الذي اتسع العالم كله لنفس البرنامج التلفزيوني ، مشتركيه من المتطرفين الإرهابيين ومتابعيه من العالم بأسره ولجنة الحكم عبارة عن لجنة من بعض الدول العظمى لتقييم الأوضاع والجمهور الممول لهذه البرامج هم بعض الدول الصغيرة التي قد لا ترى في العين المجردة وليس لها مكان على الخارطة لكنهم يحبون أن يكون لهم يد في تقرير مصير شعوب أخرى قد يكون لنقص في نفوسهم أو لأوامر تأتيهم من لجنة الحكم بدافع من الحب والخوف بنفس الوقت ورسم أجندات خفية لا يعلم بها إلا من يعمل معهم وتتعدد المواهب في هذا البرنامج الواقعي ولكي ينالوا إعجاب المشاهدين والمصوتين ولجنة الحكم فقد احترفوا واختلفوا في المواهب فمنهم من احترف قطع الرؤوس ومنهم من احترف قطع الأوصال ومنهم مختص في عمل العبوات الناسفة ومنهم هوايته الوحيدة هي إخراج القلوب من الأجساد وتذوق طعمها ومنهم من يحب أن يصلب ومنهم من يحب أن يجلد هي ليست سوى مواهب مدفونة في صدورهم حان الوقت ليظهروا مواهبهم الفذة التي يكون فيها المتابع من كل أرجاء العالم ولهم جمهور خاص معجب بعملهم ومواهبهم ويشجعهم عن طريق التصويت لهم وهناك من يقف ليصفق لهم عند نهاية كل وصلة أطربت وأشبعت أنفسهم المريضة والرابح دائماً وأبداً من يتطور في كل مرة في إظهار موهبة جديدة وفريق الموهوبين هذا ليس من الوطن العربي وحسب بل أصبح يجمع شباباً وشابات من العالم بوسعه كل له مهمة فالشباب في مهمة والفتيات لهم مهمة أخرى ألا وهي إشباع متعة و رغبات المشتركين الجنسية بأجسادهم ليبدعوا في إظهار المواهب لكن في برنامج المواهب العادي لا يوجد خاسر بل يوجد في هذا البرنامج الواقعي خاسر كبير و وحيد هو من يتم عمل الوصلة الإبداعية عليه هو من يقطع رأسه و من يؤكل قلبه ، هو من يُصلب و يُجلد و يُذبح وهناك خاسر أكبر ألا وهو من خسر روحه وإنسانيته وآدميته عند إظهار موهبته الإرهابية المتطرفة وعندما ينتهي هذا المتسابق المتطرف من هذا البرنامج سيعود إلى بلده ويمارس فيها هواياته لأنه أصبح من الصعب اعتزالها و لأنه تحول إلى  نجمٍ يحسب له ألف حساب.


الكاتبة : هديل مشلّح
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54376
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28