• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فنون أمريكي وجنون عربي ! .
                          • الكاتب : فوزي صادق .

فنون أمريكي وجنون عربي !

شاهدت ليلة البارحة فيلم أجنبي " أمريكي " عرضته قناة دبي ون الفضائية ، توقعاً مني أنه يطرح دراما اجتماعية ، ويعالج بعض القضايا الأسرية ، لكن مع الأسف اكتشفت بعد أن بلعت الطعم كأي مواطن عربي ! أنه دراما إباحية لا أخلاقية ، تتسلل بدمك عن طريق عينيك لتضرب وتر شهوتك وعاطفتك دون دراية منك .
فقد نزلت الفتاة المراهقة عند أسرة فترة الدراسة حسب خطة الجامعة ، والأسرة مكونة من أم خمسينية وأبنين مراهقين ، وأب هجر البيت مع عشيقته ، أحد الأبناء انطوائي خجول ويخاف من ظله ، وكأنه يشكو من التوحد ، أما الأخر الأكبر فحساس ، ومدمن الخمرة متأثراً بخروج أبيه الفنان التشكيلي ، ويقف كل يوم على أطلاله بالمرسم.
 الحسناء النزيلة أرادت أن تؤثر في سلوك البيت نحو الأفضل ، فقد ملأه الحزن والكآبة ، وأصبح مرتعاً للحياة التعيسة ! فحاولت مراراً اجتذاب الشاب الوسيم لكسر روتينه الممل ، والذي يحب أبيه ويقضي معظم يومه متأملاً لوحاته وهو ثمل ، لكن دون فائدة تذكر ، فاضطرت أن تهبه جسدها عدة مرات ، ولم تجدي محاولاتها ، أما بالنسبة لأخيه المتوحد أن صح التعبير ، فقد حاولت كسر حاجز الخوف لديه ، وتشجيعه الإختلاط بالناس ، فجلبت له صديقتها اليتيمة ليخرج معها ، ولممارسة الجنس كأول تجربة له ، وليصبح بعدها كأي مراهق أمريكي " هايص مايص  " .
يئست من الكبير صاحب المرسم ، فرمت بجسدها على أخيه المتوحد كحل نهائي ، فعلم أخيه بالأمر وزعل بسلامته ، فخرجت الفتاة من البيت " زعلانة " حتى أقنعوها بالعودة بعد شهر ، لكن عادت وهي حامل !! فقالت لهما أمام أمهما الهائجة المهجورة  " هل تعرفان من منكما أباه ؟ أنت ! أي نعم الأكبر ، لأنك أتيتني من زمان ولعدة مرات ، والطبيب قال حامل منذ شهر ونصف ! فعادت للبيت بعد أن وضعت الطفل بدون زواج ، وعاش الجميع بسعادة والحمد لله ، وأبتسم المخرج والمصور والسيناريست وكاتب القصة والحمد لله ، وأنا أبتسمت أيضاً ، وخلصت الحدوتة !
شكراً قنواتنا الفضائية العربية ، وشكراً لاختياركم تلك الأفلام الممتعة التي خلطت الحابل بالنابل ، شكراً لتمييع ثقافة مدينتنا الفاضلة المناضلة بثقافة كوكب المدينة الجديدة ، وشكراً وزارات الثقافة والإعلام العربية على جهودكم من أجل مستقبل الشباب العربي الجنتل، وشكراً لكل أب أهمل أبنائه ، وهو بالواتساب شغال ويلعب ورق البيلوت ويعسل بالمقهى ، وشكراً لكل أم نامت قريرة العين وبناتها يشاهدن تلك الأفلام الهابطة ، بحق إنه مزيج جميل من فنون أمريكي وجنون عربي ، وحتى أنا مش عارف راسي من كرياسي ، وكما قال أخوتنا المصريون : " أحنا حنلائيها منين ولا أمنين " .
  تويتر  :     @Fawzisadeq   البريد الإلكتروني :      fs.holool@gmail.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54510
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3