• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العراق عضو في حلف الناتو .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

العراق عضو في حلف الناتو

يشارك رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في إجتماعات الناتو في العاصمة البلجيكية بروكسل خلال الأيام القليلة القادمة رفقة وزير خارجيته إبراهيم الجعفري حيث يلتقيان وزراء خارجية الدول المشاركة في الحشد الدولي ضد تنظيم داعش لبحث المستجدات الأمنية وسبل مواجهة التنظيم العنيف والخطوات التالية المزمعة لقهره.
هناك من يذهب بعيدا في طرح تساؤلات موضوعية وأخرى من نسج الخيال متعلقة بحجم مايريده الناتو من العراق، ومايمكن للعراق أن يحصل عليه من مساعدات تقنية في هذا السياق في إطار الحرب ضد الإرهاب، وهل سيكون العراق جزءا من نوع من التحالفات العابرة حيث عليه أن يستسلم لطروحات غير موضوعية ترتبط بمصالح حيوية هي في الغالب بعيدة عن مطامح العراقيين وماينتظرونه للتخلص من معاناتهم ومشاكلهم التي مضى عليها أكثر من عقد من الزمن ويزيد وصولا الى الفترة المظلمة لحكم نظام صدام حسين والتي كان العراق خلالها عرضة لهجمات متكررة من تحالفات غربية تقودها واشنطن.
المخاوف التي تترتب على مثل هذا الحراك الغربي تتعلق بإيران وروسيا والصين، فالإيرانيون لن يكون لهم من موافقة حتى لو شكلية على إنزياح بغداد نحو حلف يهدد مصالحها ويساعد ويؤيد دولا مناوئة لها على مر الوقت كالسعودية وإسرائيل، والى حد ما تركيا ويطارد طهران في الصغيرة والكبيرة( الملف النووي مثلا). وفي الواقع فإن الغرب يعمل منذ وقت طويل على سحب بغداد من دائرة التحالفات الشرقية والإهتمام بتمويل صفقات تسليح وتدريب عسكري ونوع من التعاون الإستخباراتي ونشر مستشارين وجنود له هنا متخذا من داعش وتهديداتها المتكررة ذريعة لاتقابلها ذريعة على الإطلاق، وهاهو تحالف واشنطن يضم اليوم عشرات من الدول لتكون في مواجهة أخطر التنظيمات الدينية على الإطلاق التي تحاول فعل كل شئ من أجل إعلان حكم ديني متزمت لايلائم طبيعة العصر الحالي.
ربما سيكون من أولويات رئيس الحكومة العراقية طرح أفكار تتلائم ونوع التحديات والمخاوف، فهو من جهة يركز على كسب الدعم الغربي في مجال التدريب والتقنيات والإستشارة، والعمل على محاصرة الإرهاب والضغط على الدول الممولة له أيا كان إرتباطها، ثم محاولة العمل على توفير بيئة ملائمة طاردة للمخاوف من نوع التعاون مع الغرب فالعراق في النهاية لايريد أن ينظم للناتو لكنه يريد تأمين مصالحه وحماية أمنه، ودفع الخطر المحدق به دون أن يتسبب بضرر لمصالح الآخرين، ولهذا يتوجب علينا الإنتظار لفترة مقبلة حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الناتو.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54693
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28