• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هرج مرج في سوق هرج .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

هرج مرج في سوق هرج


ابتلى العراق بشتى انواع  العجائب والغرائب والاهوال , من القادة السياسيين الصدفة , الذين نصبهم القدر اللعين على مصير العراق والعراقيين , وشحذت قريحتهم بابداعات الخارقة , تجاوزت عقول الابالسة والشياطين , في اختراع طرق متطورة وحديثة , لم يسبق لاي احد ان  خطرت في باله وعقله , في الاحتيال واللصوصية والسرقة لاموال الدولة وموارد  الشعب , لقد تسيدت وسيطرت  عتاوي الفساد المالي , المدعومة من الدولة والحكومة والبرلمان , على مقدرات العراق ,  مما اثرت بشكل سلبي وسيئ على الاحوال المعيشية للمواطنين , وكذلك على قلة توفيرالاموال  للخدمات العامة , والرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية , وانزلاق شرائح واسعة من الشعب  بان تكون تحت خط الفقر , وبعضهم صار يعتاش بما توفره الازبال والنفايات , من اجل توفير الخبز المر , وزادت الامور اكثر سوءاً عاما بعد عام , حتى وصلنا الى هذه السنة الحالية وحسب الناطق بأسم وزارة التخطيط , بان معدل الفقر في العراق ارتفع الى نسبة 30% في الوقت الحالي , واذا استمرت عجلة  تدهور الاوضاع المعيشية , فانها سترتفع  الى الاعلى  بالمعدلات والنسب المخيفة , التي تنذر بالانفجار العام , وخاصة هناك تزايد مرتفع في ازدياد اعداد اللاجئين والنازحين والمشردين من بيوتهم , خوفاً من انتقام تنظيم داعش الوحشي . ان سوء ادارة شؤون الدولة , والانفصال كلياً  عن الشعب , بسبب ان الجهاد العظيم لقادة البلاد السياسيين , اقتصر على فتح الابواب مشرعة لعتاوي الفساد المالي ان يدخلوا  دون رقابة ومتابعة وحساب  , بل ان هذه العتاوي الشرهة والنهمة والجشعة ,  وضعت البلاد والعباد في جيبها دون رحمة او شفقة وبضمير ميت .  اضافة الى التبذير والاسراف المجنون لاموال الدولة , في شتى المجالات التي لا تخدم مصلحة الشعب , ومنها الرواتب والامتيازات الخيالية الباذخة , والصرف المالي الخيالي على حماية المسؤولين , والذي يكلف خزينة الدولة مليار دولار سنوياً , اضافة الى صرف رواتب الى جيوش من  الفضائيين , الموجودين في كل مرافق  الدولة من صغيرها حتى كبيرها , وما كشف عن وجود  50 ألف عضو فضائي , ماهو إلا النزر القليل والضئيل من الطامة الكبرى من الاعداد الضخمة الموحودة  . بمعنى ادق وافصح  بانه كانت فترة حكم المالكي , عبارة عن هرج مرج في سوق هرج , والتي قادت العراق الى الاهوال والغرائب العجيبة والغريبة حتى لم تخطر في البال , في طرق استنزاف خزينة الدولة بالاختلاسات المنظمة والمبرمجة  والمدروسة بدهاء عقول الفاسدين , لان المالكي كان رهينة في ايديهم ( لايحل ولايربط ) سوى تنفيذ مايطلبون منه , ان الحالة السيئة وصلت الى حد الانفجار الشعبي العارم والساخط , اذا لم تعالج اخطاء المرحلة السابقة بالاصلاح المطلوب وبخطوات متسارعة وفورية  , بكشف الحساب ورفع الغطاء والحصانة ,  عن كل المتورطين والمسببين للفساد المالي , ولكل من ساهم في خراب العراق من جميع النواحي والميادين . ولابد من تطبيق القانون في حقهم ,  في المساءلة والاستجواب  والمحاسبة والعقاب , ولا يمكن لاي فرد او فئة ان تكون فوق القانون مهما كان شأنها ومكانتها  . وكلما يكون الاسراع في تطهير اجهزة الدولة ومرافقها الرفيعة والحيوية , من الفساد والفاسدين والمفسدين , كلما يكون تسجيل  خطوات ايجابية لصالح الدولة , وكلما كان الكشف عن ملفات اعداد الفضائين الاخرين  , كلما انقذنا خزينة الدولة من الاستنزاف الظالم  الغير شرعي , وخاصة وان العراق يمر في مرحلة الازمة الاقتصادية الحادة , وكلما  كان الاسراع بالاستجواب والمحاكمة عن ملفات الفساد المالي وتقديم المتورطين الى محاكم الدولة , واسترجاع الاموال المنهوبة والمسروقة والتي تقدر بمليارات الدولارات , ان هذه الاموال المنهوبة قادرة على توفير افضل الشروط  للحياة والعيش الكريم لكل العراقيين , وانهت الى الابد الفقر في العراق , لذلك تتطلب المرحلة الحالية قرارات شجاعة تصب لصالح العراق , في محاكمة كل مسبب في خراب العراق , كل سارق وحرامي , استغل منصبه بضمير ميت , وكلما اسرع في خطوات الاصلاح والبناء , كلما اقترب العراق من شفى جروحه النازفة . عدا ذلك فان العراق مقبل على خسائر فادحة لا تعوض , وعلى عواقب أسوأ من هذا السيئ الذي اصاب العراق




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54838
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3