• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ..!! .
                          • الكاتب : سليم رسول .

يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ..!!

 طالما تصيب مواقف الجماهير العربية الكثيرين بالدهشة والعجب ، فلا يدري المتابع أيضحك أم يبكي لما يرى من مواقف لا يكاد يصدقها العقل ، و كأنّ هذه الجماهير تجبر العالم على أن ينظر للمنطقة بأنها منطقة غير جديرة بأن تحكم نفسها بنفسها و غير مؤهلة لأن تنعم بثرواتها ولذلك لابد من إستمرار السيطرة عليها الى آماد بعيدة .!!
الشواهد كثيرة على الذي أدعيه ليس في بطون التاريخ بل في تأريخنا المعاصر و ماضينا القريب وما نشهده الأن الكثير من الشواهد التي تجعل أرباب الوعي والتنوير يركنون الى كهف اليأس و الحيرة مما يشاهدونه من مواقف الجماهير العربية المخجلة بصراحة تامة.
بالأمس القريب خرجت هذه الجماهير تلطم وتصرخ لأن ( جمال عبد الناصر) يريد أن يترك الحكم ، مطالبة له بالبقاء والإستمرار ونست هذه الجماهير النكسة وأثارها والدمار الذي سببه لهم ناصر فإستمر بالحكم فأورثهم نظاما أشد بؤسا حتى وصلت هذه الجماهير الى مرحلة انها خرجت بإعتصامات مطالبة إسقاط النظام الذي بناه ناصر ورسخه و شدّ من أركانه ، والمفارقة أن هذه الجماهير الناقمة من مبارك هي ذاتها ترفع صور جمال عبد الناصر متناسية أن الذي أوصل مبارك ونظامه إنما هو عبد الناصر ..!
شاهد أخر أن هذه الجماهير العربية لم تدخر وسعا في البكاء على صدام وراحت قنوات الأنظمة تستثمر هذه النقطة فغازلت هذه المشاعر وعززت من موقع صدام في نفوسهم لأن الأنظمة العربية إنما هي نسخ مكررة من صدام وأي تعاطف مع صدام إنما هو تعاطف معها ، ولم تقبل هذه الجماهير تصديق أن صداما إنما هو مجرم دكتاتور دمر شعبه وشعوب المنطقة و جلب عليهم الويل والثبور ، مع الكم الهائل من الشواهد والأدلة حتى أن الشعب العراقي قد غسل يديه تماما من الشعوب العربية الشقيقة لأنها وقفت باكية على الدكتاتور الذي دمر العراق .
وفي مفارقة من الزمن نجد هذه الشعوب الناحبة على صدام بدأت تركل رؤسائها بأقدامها وتنادي بالحرية و تحطيم الدكتاتوريات الجاثمة على صدور الشعوب منذ عقود ، ومع ذلك لا تريد هذه الشعوب إعتبار هذه الدكتاتوريات نسخا مكررة من صدام المقبور ..!!
وفي شاهد آخر مازال ساخنا ما نراه الآن من تعاطف رهيب من قبل هذه الشعوب من المقبور اسامة بن لادن حتى أن رجلا مثل (حسن الترابي)  كنّا ولأمد قريب نثق بعلمه وفكره نراه يسير في ركب هذه الشعوب ويخالف علمه وعقله فيضفي على بن لادن صفة الشهيد ويترحم عليه في مشهد يضحك الثكلى ، وسارع رئيس سلطة حماس اسماعيل هنية الى ابداء الحزن والأسى على ( إستشهاد رمز من رموز المسلمين )، ترى هل فكرت هذه الشعوب بما فعله بن لادن ؟ هل وعت أي دمار سببه هذا الإرهابي للإسلام والمسلمين ؟ وأية حرب أوقدها بين طوائف الأمة ؟ وكم من العقود سوف تنفقها الأمة من أجل الخلاص من فتنة بن لادن التي أدخل المسلمين فيها ؟!
هذه الأمة وبكل إستحقاق قد ضحكت من جهلها الأمم ..!!
 
سليم رسول

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5495
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20