• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بائعات الهوى في أحضان السياسة .
                          • الكاتب : حسين الركابي .

بائعات الهوى في أحضان السياسة

فقد قال المثل العربي" إذ لم تستحي فاعمل ما شئت"، ويبدو أن هذا المثل ينطبق على كثير من ساسة الصدفة، الذي أبتلي العراق بهم بعد سقوط النظام البعثي عام 2003؛ حيث رأينا مثال لهذا المثل على أرض الواقع، وأضحى أمراً متداول، ومستساغ بين معظم الكتل السياسية، من أجل مكاسب شخصية..
هذا الأمر لم يقتصر على فئة الرجال فحسب، وإنما جاء هذه المرة بالجنس اللطيف" النساء"، حيث رأينا كثير منهن يتقلبن بين أحضان الكتل، والأحزاب السياسية، ويتشرنقن على الآخرين بكل ما أوتين من قوة، وكأنهن بائعات الهوى في أماكن الرذيلة، والإنحطاط الأخلاقي، وحالهن يقول من الذي يملئ جيبي فضةً، أو ذهبا..
الميول مع الهوى ليس بالظاهرة الغريبة، أو المستهجنة في مجتمعنا العربي، وفي مقدمتها الشعب العراقي؛ فقد قبعت تلك الشعوب تحت أنظمة، وحكومات منذ أمد طويل، وولدت تلك الأنظمة ولادات مشوهة، وهذا الميول واحد من هذه التركة الكبيرة، التي خلفتها الحكومات المنصرمة، ولا يمكن لنا التخلص من منها بعقد، أو عقدين..
تحولن مادحات أبو الليثين، وعز العرب، ووحدة حرية إشتراكية.! ونظام قبل 2003 بكل تفاصيله، ومشاريعه؛ التي حكم فيها الشعب العراقي، منذ سبعينات القرن المنصرم، إلى مادحات بسم الديمقراطية، في أروقة الذين يبحثون عن مكاسب، ومنافع من أجل التشبث بمركز القرار، والفيض عليهن بما فاض عليهم من أموال، وإيرادات، ومناصب؛ وفخامة..
التقلب في المواقف من لون إلى أخر، والميول مع المصالح الشخصية، قد لا يفهمها من لديه مبدأ، وأخلاق إسلامية، وإنسانية، ويعد هذا الأمر منقصة في شخصيته، وعار قد يلاحقه مدى الحياة؛ لكن من إعتاد عليه أمراً طبيعي، وكما يقال المثل من شب على شيء شاب عليه، وتتساقى جذوره مدى الحياة..
بائعات الهوى في زمن أصحاب الهوى، قد أصبحن اليوم عربات السياسة، وباعات الأخبار المفبركة، والتصريحات الطائفية، والحزبية، والقومية، ويتقلبن بين أحضان الفاشلين، والمتشبثين، والمتسوقين من سواق الرذيلة، والمعتاشين على تشظي الأحزاب، والطوائف، والقوميات؛ أولئك الذين سقطت الغيرة من جباههم، وتقلدوا بقلادة الهزيمة، عندما إستباحت البلاد، وإغتصبت الأعراض، وإعدام شباب سبايكر..
هؤلاء بائعات الهوى، لم يجدن في زمن الحركات الإسلامية الصحيحة موطئ قدم، وغلقت الأبواب بوجهن، كي لا يلوثن تاريخهم بشي من هذا القبيل، ولكن دخلن من شباك المتمرجعين، والإسلاميين الجدد، ووجدن لهن مساحة كبيرة، وأرض خصبه لزرع فيها كلما أردن زرعه من اسماء، وصفات مثل لسان الطائفة، وأمل المحرومين، والمضطهدين..
قد جفت تلك الأرض التي زرع فيها الفتنة الطائفية، والحزبية، والقومية، وباتت لا تجني لهن مردود؛ فاصبح كل شيء يسير ضمن مسار صحيح، ومعد له بعد إكمال الكابينة الوزارية للسيد العبادي، وبدء يستأصل الأمراض التي كان يعاني منها الجسد العراقي، خلال ثمان سنوات عجاف، وقطع حبل الوصال بين العراق، والفضاء




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=55005
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18