• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التعاون الثلاثي ... الطريق لمستقبل المنطقة .
                          • الكاتب : عبد الخالق الفلاح .

التعاون الثلاثي ... الطريق لمستقبل المنطقة

امواج من العنف ونشاط المجموعات الارهابية في الشرق الاوسط يزداد يوماً بعد يوم وتحتاج الى وقفة مشتركة من اجل ايقاف نموها وتمددها وإلا سوف تنتقل الى العالم اجمع ومن اهم اهداف هذه الحركات توجيه سهام التهديم والعنف لثقافة واقتصاد الشعوب ذات التاريخ والحضارة الانسانية ولولا الدعم الغير محدود من قبل بعض الانظمة داخل وخارج منظومة المنطقة لما وصلت الى هذه الدرجة من العنف والسطو والقوة . ومن اجل لملمت الجهود وتوحيد سياقات مسار مواجهة هذه الظاهرة السلبية والمنسوبة الى الاسلام ولايمكن لاي بلد لوحده ان يجابه مثل هذه الظاهرة الخطيرة انما يستوجب تظافر الجهود وبشكل جماعي لهذا الهدف. فقد شهدت العاصمة الايرانية طهران خلال الايام الماضية حراكاً سياسياً على خلفية مؤتمر (العالم في مواجهة العنف والارهاب ) ضم وزراء خارجية كل من العراق وايران وسوريا ولم يكن واقع التوقيت للقاء الوزراء الثلاث قد تحدد بصورة اعتيادية بل جاء بعد دراسة وتخطيط دقيق متزامن مع التطورات الاقليمية والدولية وتعتبر في مصلحة ومواقف وسياسات خاصة بعد ما ظهر في الافق ميل الدوائر الاوروبية والامريكية للاذعان لشروط التحاور مع الحلف السوري – الايراني والابتعاد عن خيار التغيير في خارطة الشرق الاوسط . وقد تم الاتفاق لتشكيل مجلس ثلاثي للتنسيق والتعاون لمكافحة التطرف والعنف في العلاقات الدولية والتي اعتبرتها نتجية حتمية للسياسات الخاطئة للدول المستكبرة واعادة قراءة الظاهرة الارهابية ووضع خارطة طريق لمحاربته والتعاطي بإيجابية مع الافكار الجديدة وبلورة الحل السياسي لانهاء الازمة . وطبعاً ان الاطراف الثلاثة مصممة على الذهاب نحو التأسيس لعلاقة قوية ومترابطة وموحدة بين عواصمهم في التعقيدات السياسية والامنية التي تشهدها المنطقة ، واللقاء من الاهمية حيث يمكن ان تنتج عنه خطوات جديدة في مسار تحصين العلاقات في مابينهم لمواجهة القوى الدولية والاقليمية والترابط للنيل من هذه الدول المنضوية فيه من خلال عمل مشترك يفضي الى وضع اسس متينة لتعزيز العلاقات دون قيود ، والعمل على خفض حدة التوترات وارساء الامن والاستقرار والسلام وابعاد المنطقة عن الازمات .ويعد الاجماع الدولي الحاصل في التعاطي مع الارهاب لاحساسهم بخطورته وبعد ان ساءت الاوضاع الامنية في كل من العراق وسورية ولبنان ومصر وتمدد قوى الشر على الخطوط الحمراء المرسومة لها هو الدافع للوقفة هذه ، ويستدعي ايجاد استراتيجية مشتركة لدرء الخطر والارتقاء بالعلاقات الى اعلى درجات التنسيق لتوحيد الرؤى لمحابته والقضاء عليه بعد ان اصبح التعاون ضرورة ملحة لانه يمثل خطر حقيقي واستراتيجي مشترك لهذه البلدان ومنها الى الدول الاقليمية الاخرى.ان التعاون الجديد لاشك انه يؤرق جهات معادية للديمقراطية وحق الشعوب وحقوق الانسان وتقرير المصير وهو يثير هاجس الانظمة الاستبدادية ،وهذا اللقاء الثلاثي يترجم دورهم الاقليمي على ارض الواقع لانها القوى الاساسية في خندق التغيير والتقدم وبداية لتكوين تحالف اقليمي واسع مناهض للهيمنة والارهاب . كما ان اهداف التأسيس لمثل هذا التحالف لايتعارض مع اجندات المرحلة الراهنة مع قوى وحكومات الاعتدال الاخرى ويحظي بدعمهم وتعاطف القوة الدولية الخيرة في العالم وسوف يكون له الدور الريادي في بناء وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون والتنسيق مع كل الاطراف وهو تحصيل حاصل للواقع من حيث المبدأ ومتجاوب مع الظروف التي تشهدها المنطقة ويمثل عمقاً استراتيجياً بأتجاه شعوب دول الجوار وقواها الوطنية التي تعاني اغلبها الظلم والاستبداد وتشكل امتداداً لحالة الحرية وتعطي العنصر المهم لمستقبل المعادلة الاقليمية في ظل المتغيرات ، ومن هنا تبرز اهمية هذه اللقاءات للتواصل والتكامل بينها وبين الامتدادات الاقليمية ومن شأنها تعزيز قوى التغيير في ظل خلق اطار مؤسساتي ووضع اليات للتعاون والعمل السياسي الموحد في المرحلة المقبلة. والمعلوم ان العدوان الاسرائيلي الاخير على سوريا هو الجزء الاول من الاثارة التي تحاول الرد على هذه اللقاءات والهدف الثاني لرفع المعنويات المنهارة عند الارهابيين والتعويض عن الهزائم التي الحقت بها الانتصارات المتلاحقة للجيش السوري والعراقي في ساحات القتال وبمشاركة جماهير شعوبها وهو الدافع الاخر . وبهذه المناسبة يجب ان لاننسا الدورالروسي المرحب به في سبيل العمل للتشجيع على الحوار السوري – السوري بعيداً عن التدخلات الخارجية وهناك اتفاق من اجل اجراء مشاورات لانجاح هذه الفكرة في موسكو ولايمكن حل الازمة السورية والتي انعكست على الاوضاع الامنية في العراق إلا بالتركيز على الحل السياسي وهي ازمة كبرى يدفع ثمنها الشعبان السوري والعراقي وبالطبع ان مقاومة الشعبين تم من خلال تبيان الوجه الحقيقي للارهاب الى العالم وفضح نواياه للجميع وهو يتابع هذه التجربة بأهتمام بالغ لانه يشكل عنصراً مهماً لمستقبل المعادلة القادمة في ظل المتغيرات حيث تبرز اهمية تنظيم عجلة التواصل والتكامل بين هذه البلدان وبين الامتداد الاقليمي الصديق من جهة ثانياً لان الدول الثلاث هذه يمثلون العمق التاريخي والسياسي والجغرافي والبشري للمنطقة. واخيراً ان مثل هذا التعاون الثلاثي ينبئ بالخير لكل بلدان المنطقة حتى لاتكون ضحية للارهاب وتحفزهم للعمل ككتلة واحدة وعليهم التواصل والابتعاد عن ممارسات التضليل وتقديم شيئاً ملموساً ويتطلب من العالم ان يعزز علاقات الصداقة والتعاون والترابط بين اطرافه امام التدخلات الخارجية التي تدعم الارهاب والمجموعات الارهابية المحلية والخارجية ومن بقايا البعث والتيارات الشوفينية المتطرفة . التجاوب الجديد بالوقوف ضد الارهاب من قبل دول الخليج واعادة النظر في التعامل مع هذه الافة الخطيرة وحسب بيان قمة التعاون الخليجي في الدوحة والاستعداد للتعاون في سبيل القضاء على الارهاب بادرة خير ، ولكن الكلام والبيانات لاتجدي نفعاً ويجب ان تكون الاجراءات الازمة على الارض ومن اهمها الابتعاد عن دعم ومساندة وايواء القيادات والنشطاء وعدم التعاون مع المجموعات الطائفية ورؤوس الفتنة وعدم تقديم المساندة لهم وغلق مكاتبهم والحد من عملهم ووقف التأييد الاعلامي تحت مسميات المقاومة وايقاف التاجيج والصراعات المذهبية وهي من الامور المقلقة والمحزنة وعليها ان تعي دورها وحجمها وموقعها وعدم الانجرار وراء الدول الامبريالية التي قد يزعجها التعاون الثلاثي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية ، فقد دفعت الامة الاسلامية والعربية ثمناً باهضاً نتجية هذه السياسات وما حدث من تدمير رهيب للبنية التحتية والتراث التاريخي والديني بيد هؤلاء الاقزام والاشرار يُشعر الانسان بالالم والاحباط والغضب وخيبة امل ويقزز الانفس.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=55070
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19