في ساعات اللاعودة ينتابني القلق ليس من النهاية المحتمة عليّ بل من لحظات الانتضار التي تضاجعني ليل نهار ، آه ... كم أكره تلك الانفاس التي تنفثها عليّ في سريري ، و كإنها لسان حرباء يحاول التشبث برضابي الممزوج ببقايا ذكريات جميلة ، اتذكر منها زوجتي فاطمة - ما اجمل فاطمة ..!! - ، تطاوعني في كل شيء رسمته السماء حتى جُعلِت اضلاعها كزجاج كسرته ايادي الظلام - و اي ظلام هذا ؟!- ، ظلام ما زال يجثم على انفاسها ما يزيد على قرن من الزمن ، آه فاطمة .. ، من داعش حتى تنهش لحمك ؟! من داعش حتى تكسر عظمك ؟! من داعش ... ، لماذا في بشير تعلقين من ثدييكِ ، أ لأنه سقى الحسين الثورة ؟! و لماذا تُسحلي و تغتصبي بتلعفر ، أ الى الان تطالبين بفدك ؟! ركب السبايا ما يزال ينتضركِ ؟! فاطمة بربك اخبريني من اي قومية انتِ أ شبكية ام تركمانية ام كردية ام عربية ؟! فاطمة ألم يولد الموعود ؟! فاطمة اقسم عليك بقطيع الكفين هلا اخبرته بهذه الفجيعة ؟! ، قولي له : هااا هي فاطمة كسر ضلعها و نحروا رضيعها و سبيت الى يزيد و علقت على اعمدة الكهرباء مقطوعة الرأس و اغتصبت بل بقرت بطنها ، و ما زالت تستغيث بك ..!! .
اخيراً .. فاطمة ماتت برصاصة عانقت قلبها فقسمته الى ثلاثة اقسام ، القسم الشمالي و القسم الغربي و القسم الجنوبي ، لكن عينيها ما زالت تحدق الى الجهة واحدة من تلك الاقسام .. نعم المغرب التي اطلقت منها الرصاصة .. ، آه من رصاصة صنعتها امريكا و نقلتها دويلة الكيان الصهيوني و اشترتها السعودية و قطر ... ، ما اقساها من رصاصة ؟! ، فقبل فاطمة عانقت الف و سبعمئة جمجمة و كذلك في بادوش و السقلاوية و و و .. ، و متزال تقتل و تقتل ..!! ، و كإنها عقدت اتفاقا مع الموت للقضاء على فاطمة و اولادها ، و عقارب الساعة باتت تسير بالاتجاه معاكس و كإن التاريخ يعيد نفسه .
(( .. الجهاد الكفائي واجب ... الجهاد الكفائي واجب .. )) يا اللهي ما هذا الصوت ؟! و لماذا الرصاصة هربت من الجماجم مذعورة ؟! عندها احسست ان فاطمة في ساعة المخاض ، نعم ميتة و لكنها ولدت طفلة ، تشبه امها كثيرا عندها ...
اسميتها فاطمة ..
|