• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قم يا نائم وحد الدائم .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

قم يا نائم وحد الدائم

بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمد عبده ورسوله .
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " [ آل عمران/102 ]
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "[ النساء /1 ]
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " [ الأحزاب/70-71 ]
ـ أما بعد ـ
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله تعالى ، وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
إخوتي في الله ..
والذي برأ الحبة وخلق النسمة إنِّي أحبكم في الله ، وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، اللهم اجعل عملنا كله صالحًا ، واجعله لوجهك خالصًا ، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا . أخي عبد الحميد أحمد أعلم أن الله يرى ..قم وصلى وأدي الفرائض ودع اللغو والصراع ..وأصلح لأن الله يحب المصلحين ..أخو صباح بهبهاني ...طالب غفران الله ورحمته ..وأن أبو بكراً ذكر في القرآن وأن عمر ذكر في القرآن وهو أول شهيد للمحراب ..وعثمان أيضاً ذكر وقتل من جراء الفتنة..والإمام علي أيضاً ذطر في القرآن ويطعمون الطعام لأجله مسكيناً ويتيم...وهو ثاني شهيد للمحراب. أخي يوم العرض الأكبر سوف تسأل هل أديت حقوق الله  من صموم وصلاة وفرائض وما بينهما؟ هل وصلت رحمك؟هل آويت يتيم وفقير ومسكين ؟ هل ساعدت الأرامل من قلبك وبدون نظرة أغراء وأيثارة؟ أخي أعمل ما عليك من فرائض..ولا تضيع وقتك..في جدل لا فائدة فيه ..وأقرأ القرآن وتعمق في آيات الله ..وكيف يخاطب نبيه ..أنت لست عليهم بمصسيطر".الجاثية.... والكثير من الآيات وما علينا إلا أن نتعاون ونتآخى لبناء الوحدة ..كونوا الوحدة لا تفسخها لعصرون مقبلات جددي...أخوك في الله صباح بهبهاني
أحبتي في الله ..
كثيرًا ما سألتكم وما يزال السؤال مطروحًا إلى الآن ، لماذا دبَّ الوهن فينا ؟ لماذا لا يعتقد أي منَّا أنه أهل لأن يمكن له ؟ لماذا انتكس من انتكس ؟ لماذا تولى من تولى ؟ لماذا صرنا إلى نقصان بعد أن كنا في زيادة ؟…. إنه داء الفتور في الالتزام .
أخي في الله ..
هل كنت تحفظ القرآن ثم تركت ؟!
هل كنت تقوم الليل ثم نمت ؟!
هل كنت ممن يطلب العلم ثم فترت ؟!
هل كنت ممن يعمل في الدعوة ثم تكاسلت ؟!
هذا واقع مرير يمر به كثير من شباب الأمة ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، وتمام العافية ، ودوام العافية ، والشكر على العافية .
فكم من أعمال بدأت ولم تتم بسبب مرض الفتور !!
وكم من أعمال بمجرد أن بدأت ماتت وانتهت ، وهي مازالت مشروعات على الأوراق !
وكم من أناس ما زال الفتور بهم ، وتقديم التنازلات حتى وصل إلى ترك الدين بالكلية ، والبعد عن الدين بالمرة ، ونسيان الله بالجملة .
كم من أناس هم موتى اليوم ، وهم لا يشعرون ولا يعلمون ، هل هم أحياء أم ميتون ؟!! نسأل الله أن يحيي قلوبنا .
أحبتي في الله ..
رسالتنا هذه تحمل اسم " الجدية في الالتزام " ، فإنَّ أكبر سبب من أسباب الفتور هو فقدان الجدية ، فأنت ترى الجدية واضحة عند كثير من المسلمين في طلب الدنيا ، فهو إذا افتتح مصنعًا أو شركة أو دكانًا أو نحو ذلك فإنه يبذل أقصى جهده ، ويستولي هذا العمل على جهده ليلاً ونهارًا ، يستولي عمله على كل قوته ، وكل تفكيره ، وكل إمكانياته ، فهو يعيش وينام لهذا العمل الدنيوي .
أما أهل الدين ففي الخذلان والكسل والتواني والإخلاد إلى الأرض والرغبة في الدعة والراحة .
إخوتاه ..
إنني ـ والله ـ أتعجب من لاعبي الكرة كيف يبذلون جهدهم وطاقتهم إخلاصًا للكرة !! وهؤلاء الممثلون في إخلاصهم من أجل الشهرة ، والمطربون والمغنيين إخلاصًا للموسيقى ، ونفقد نحن هذا الإخلاص في الملتزمين بشريعة رب العالمين .
فمن يعملون لأجل جنة عرضها السموات والأرض متكاسلون فاترون ، وللأسف الشديد إنَّ أحدنا ليستحي من لاعب كرة يتدرب ليل نهار ، ويلعب ليل نهار، من أجل حطام الدنيا الفاني ، للأسف الشديد إنَّ أي طالب في الثانوية العامة يبذل جهدًا أضعاف أضعاف أي طالب علم يطلب العلم لله ، أليس الأمر كذلك أم أنَّ هذا الكلام غير واقعي ؟!
يا شباب الإسلام ..
إنه واقع مر يستوجب منا وقفات ، لماذا يدب الوهن في قلوبنا ؟ لماذا تفتر سريعًا عزائمنا ؟ لماذا يولي بعضنا الأدبار عند أول صدمة ؟!!
والجواب : ضيعتم  الدين بهذه التفرقة الطائفية ...لأن كثيرًا من شباب المسلمين حملوا هذا الدين هواية ، كهواية جمع طوابع البريد ، وهواية المراسلة ، وهواية لعب الكرة ، فدخل الدين هواية ، ونحن نواجه ملحدين محترفين ، نواجه كفارًا محترفين ، ولا يمكن للهواة أن يقفوا في وجه هؤلاء ، فلابد ـ إخوتاه ـ من احتراف الدين .
إنني لا أطلب منك أن تترك دراسة الهندسة ، ولا الطب ، ولا الزراعة ؛ لتطلب العلم الشرعي ، لا أطالبك بشيءٍ من هذا ، وإنما أطالبك أن تكون مهندسًا محترفًا في أعمال الهندسة وإخضاعها للدعوة إلى الله ، وخدمة الدين .
أطالبك أن تكون طبيبًا ولكنك احترفت الطب لخدمة الدين والإنسانية، أطالبك أن تكون تاجرًا ولكن عبدتّ المال لخدمة رب العالمين .وخدمة الإنسانية..
من أنت ؟!!
أخي في الله ..
لو أنني سألتك هذا السؤال وقلت لك : ما اسمك عند رب العالمين ؟ فبم تجيب ؟ من أنت ؟!!
هل أنت فلان الكذاب ، أو الغشاش ، أو المرائي ، أو المنافق ، أو .. أو ؟!
أم أنت فلان المؤمن ، أو الموحد ، أو القوَّام ، أو الصوام ، أو القائم بالقسط ، أو الذكير، أو الصديق ، المحب لأبناء جنسه المحب كما أراد ربنا لقوله  : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات ..آه ..آه ..من أنت؟! ولحديث صله وتعاونوا كما أراد الله لقوله تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة...ويداً بيد للتعاون والتآخي لأبناء الأوطان والسعي لنيل دنيا سعيدة وآخرة فاخرة.زوالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.

المحب المربي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5528
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19