منذ أن أعلن رئيس الحكومة (العبادي) ثورته على الفساد والفاسدين وتصديه بكل شجاعة لما يطلق عليهم (الحيتان) الكبيرة والمرعبة حتى وأن كلفه ذلك التحدي والتصدي موته!!، منذ ذلك الأعلان والشارع العراقي يعيش نشوة الأمل وعودة بصيص الضوء في نهاية النفق المظلم الذي يعيش فيه العراق منذ أحد عشر عاما!. والشارع العراقي المتفاعل والمتفائل مع ثورة العبادي ضد الفساد يتمنى أن تكون الثورة حقيقية بالفعل لا صولة (كصولة الفرسان)!! لكسب رضى الشارع العراقي وأمتصاص غضبه وهيجانه المخفي!!، وكما أن الشارع العراقي يتسائل ويتمنى أن لا تطول صيحات الثورة كثيرا! لاسيما وأن غالبية الفاسدين موجودين أمام أنظار الشعب ولا زال لهم صوتهم ومناصبهم في الحكومة وفي البرلمان وفي الأحزاب السياسية! والشعب الذي يقف وراء العبادي مناصرا له في ثورته يتمنى وعن قريب فضح هؤلاء الفاسدين وهم يقفون أمام القضاء وأمام الشعب لينالوا جزائهم العادل عما أقترفوه من ذنوب بحق هذا الشعب بعد أن سرقوا الزرع والضرع وداسوا على البشر قبل الحجر!!. فسارقي أموال الشعب والساكتين عن قول كلمة الحق وهم الشياطين الخرس!! لا زالوا يظهرون عير وسائل الأعلام والفضائيات ويعقدوا الندوات ويصرحوا هنا وهناك ومنتقدين كل سياسات الحكومات الماضية منذ مجلس الحكم ثم حكومة الدكتور علاوي ومرورا بالجعفري وانتهاء بالمالكي!! وأسئل هنا كل هؤلاء الذين يحاولون تبرأة أنفسهم من كل ما جرى بالعراق عبر وسائل الأعلام والفضائيات: ألم تكونوا شركاء في كل هذه الحكومات؟ ألم يكن فيكم الوزير والوكيل والمستشار والمدير العام والأعلامي الكبير الذي رأس تحرير الصحيفة الحكومية الأولى(جريدة الصباح) والذي كان يكتب عموده الصحفي اليومي في مدح الحكومة!!!! وفيكم نائب البرلمان الذي يظهر عيوب الحكومة ويقرأ ذلك عبر صحيفة (الوقائع العراقية)!!؟ أين كنتم من كل ما جرى؟ هل كنتم عمي صم بكم!!؟ لماذا سكتم عن قول كلمة الحق؟ لماذا لم تعترضوا عن الأخطاء ؟ من الذي منعكم؟ وأسئل هنا: هل الفساد وليد اليوم أو البارحة أو قبل أيام وأسابيع وأشهر؟، أن بذرة الفساد بدأت منذ تشكيل مجلس الحكم في حينه و الذي كان مثار سخرية وأحط من هيبة العراق! عندما تقررت رئاسته حسب الحروف الأبجدية؟!!، والفساد بدأ منذ أن أجتمع قادة الأحزاب السياسية مع الحاكم المدني للعراق السيء الذكر(بول بريمر) وبدل أن تطلبوا منه وتعرفوا ما هية سياسة أمريكا بالعراق بعد التغيير الذي حدث طلبتم منه كم هي رواتبكم ومخصصاتكم!!، الفساد بدأ منذ أن جعلتم المحاصصة الطائفية والسياسية قبلتكم ودينكم ودنياكم!! فالرعية بالراعي فعندما يبدأ الفساد من الوالي والسلطان والملك والرئيس فلا لوم على الشعب؟! أن نهب ودمر وسرق وأحتال ونصب وزور الشهادات!!!!!، ولا لوم على الشعب أن يعيد أنتخابكم المرة تلو الأخرى، لأنه لا يرى غيركم منذ 11 عام ولحد الآن، وكأن لسان حال الشعب يقول في كل موسم للانتخابات: نتمنى أن يكونوا قد شبعوا هذه المرة لكي يلتفتوا علينا؟!!. وحتى المثل الذي يقول: (لو خليت قلبت) لا أرى وجود له!! بين سياسي عراق اليوم عراق ما بعد التغيير فغالبيتهم خلقتهم الظروف والمصادفات! وتصدروا المشهد السياسي بأسم الدين والمذهب والطائفة والقومية والعشيرة!! بعد أن أكتشفوا أن السياسة في العراق هي أكبر مهنة مربحة والدجاجة التي تبيض ذهبا لصاحبها ما دام هو موجود في صورة المشهد السياسي!!. فالشعب يرى بأنكم جميعا شركاء في جريمة ضياع العراق وخرابه ودماره وخرابه وهلاك شعبه وبيعه بثمن بخس الى كل دول الجوار العراقي؟!، ولا زلتم لحد هذه اللحظة لاتريدون الخير والأستقرار للعراق وشعبه، وما مؤتمر مكافحة الأرهاب الذي عقد قبل أيام في أربيل ألا دليل على أستمرار صراعكم الطائفي والعشائري والسلطوي فيما بينكم؟!. وأخيرا نسجل وللمرة الثانية ولمئات المرات شكرنا وتقديرنا العالي لفضائية البغدادية التي كانت كشمس مشرقة تكشف لنا كل يوم ما كان يجري بالخفاء بالدليل القاطع ومن هم كانوا وراء هدر المال العام والدم العراقي، من لصوص الخمس نجوم!!.
|