• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مع العقل سرنا كأصدقاء, فتعاهدنا أن نتكلم في نقاء .
                          • الكاتب : عمار الجادر .

مع العقل سرنا كأصدقاء, فتعاهدنا أن نتكلم في نقاء

بعيد هو الطريق إلى كربلاء, في زحمة التكنولوجيا الحديثة, فلا بد من تفسير منطقي, للسير على الأقدام, قاطعا آلاف الكيلو مترات, بينما تتوفر واسطة النقل الحديثة.
تحدثنا بكل وضوح, عن سر هذا المسير, وطريقته, والغاية منه, والهدف المنشود, بحوار لن تنقصه الصراحة, ومن المنطوق النفسي, إن الإنسان كذوب فطريا, إلا مع عقله, لأنه أداة التحليل المنطقي الصادق, بينما حتى نفس الإنسان قد تكون مجاملة لأهوائه النفسية, ما خلا العقل.
عاد بنا الزمن إلى ألف ونيف من التأريخ, حيث واقعة الطف, وهي مناسبة المسير, فوجدنا صراع قائم, بين شخص تزعم أمرة قوم يدعي أنه منهم, من صفات هؤلاء القوم أنهم مسلمون, وصفة المسلم تطلق على كل من اعتنق دين محمد( صلواته تعالى عليه وعلى اله ), الإسلام تعريفا من سلم الناس يده و لسانه.
عندما ننظر إلى التأريخ نظرة سريعة, وعقليا الطرف الأول في النزاع وهو يزيد, قد تزعم قوم لا ينتمي لهم, فمن صفاته التاريخية, هو سليل عائلة لم تدخل الإسلام إلا بحد السيف, مشكوك في نسبه, خارقا كل نواهي الدين الإسلامي, شاربا للخمر, قاتلا للنفس المحترمة, مجاهرا بالفسق والفجور.
الحسين بن علي ( عليهما السلام ), سليل النبوة, طاهر الحسب و النسب, بدين جده وجد الإسلام, وهو القائل عن خروجه لهذا الأمر( لم أخرج أشرا و لا بطرا, ولكن خرجت للإصلاح في أمة جدي الرسول ), فروق كبيرة بين طرفي النزاع, وحق واضح بالخروج بثورة, ضد من تزعم القوم بغير حق.
هنا وبعد اتضاح الأمر, تركنا الماضي بكل غصصه, ورجعنا إلى الحاضر الملموس, وملايين الزاحفين سيرا على الأقدام, من كافة بلدان العالم, وبجميع اللغات, توحدوا خلف فكرة السير على الأقدام, و السير قدما نحو جهة واحدة, يقال لها كربلاء, والى قبة شامخة, ضريح لإمام يقال له أبا الأحرار.
أعداد هائلة, لا تستطيع العقول حصرها ببقعة أرض, ومائدة طعام امتدت مجانا, وقلوب متآلفة, بعيدة عن الامتداد العرقي, أو التمييز القومي, لم تحدث مثل هذه الظاهرة حتى في موسم الحج, عجزت كل نظريات الاقتصاد العالمية, عن حصر الصرفيات و مصدرها, علما أن من قام بهذا أناس بسطاء.
لقد سار في هذا الكرنفال, مختلف شرائح المجتمع, وسط تهديد من أتباع يزيد, الذي لم نجد له ذكرا يذكر, بينما وجدنا قبة شامخة للحسين أبن علي ( عليهما السلام ), جموع مليونية تحدت التفجيرات والأخطار, لتقول للعالم بأسره, إن الحسين ( عليه السلام ), قائدا للحق على مر الزمان.
هنا حدثني عقلي و حدثته, من الذي أنتصر؟ أنتصر الحسين ( عليه السلام ), وكل من تبعه, وسار على نهجه, أنتصر الحق والسلام, وكان الهدف هو إيصال هذا الانتصار, صوتا وصورة لمن لا يحدث عقله, مبادرة إلى تمزيق كل مخططات النيل من فكر الإسلام الحقيقي, وصورة واضحة لأهداف هذه الرسالة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=55391
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29