• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقع الحافر على الحافر.. الوهابية بالعوامية والصهيونية في فلسطين .
                          • الكاتب : سامي رمزي .

وقع الحافر على الحافر.. الوهابية بالعوامية والصهيونية في فلسطين

كل من يشاهد الصور التي تم تسريبها من مدينة العوامية في محافظة القطيف المنكوبة منذ فجر السبت 20 كانون الاول / ديسمبر ، بقوات الامن السعودي المدججة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والمدعومة بالمروحيات ومجاميع القناصة والجرافات المصفحة ، لا يشك للحظة ان مشهد العمليات هو فلسطين المحتلة ، ولا يخرجه من حالة اليقين تلك الا الخبر المصاحب للصور ، حيث يتبين ان العدوان الوحشي الذي يتعرض له المدنيون وهم في بيوتهم ، هو من فعل قوات الامن السعودية وان مسرح الجريمة هو مدينة العوامية في شرق السعودية.

التبرير الحكومي لمحاصرة العوامية وقتل وجرح العشرات من الامنين بينهم اطفال ونساء ، وترويع الاهالي ، بانه جاء على مقتل الجندي عبد العزيز بن أحمد العسيري بعد تعرضه لإطلاق نار أثناء قيامه بواجبه بحي الناصرة بالقرب من العوامية منذ أسبوع ، فيما كان بالامكان اعتقال من يقف وراء مقتل هذا الجندي ، فيما لو صحت الرواية ، بسهولة دون الحاجة الى تطويق مناطق واسعة واطلاق النار على عشرات المنازل وترويع الناس.

الكثير من المراقبين للمشهد السعودي يرون ان الهدف الاول والاخير للهجوم العسكري على العوامية بمختلف الاسلحة الثقيلة ، ارعاب الاهالي وجعلهم يعيشون حالة خوف دائمة ، للكف عن المطالبة بحقوقهم المشروعة وفي مقدمة هذه المطالب معاملتهم معاملة مواطنين من الدرجة الاولى دون تمييز عن باقي المواطنين في مختلف انحاء المملكة ، وهو ما لا تعترف به السلطات السياسية والدينية في السعودية ، التي تنظر نظرة مختلفة الى الساكنين في المنطقة الشرقية لكونهم شيعة اهل البيت عليهم السلام ، لذلك فهم متهمون دائما ومعرضون للقتل والاعتقال لاتفه الاسباب.

التقارير الواردة من مدينة العوامية ذكرت ان حصيلة الشهداء ارتفعت إلى خمسة شهداء وأكثر من عشرين جريحا ، والشهداء هم الطفل تامر آل ربيع، و الفتى علي أبو عبد الله وحسن المصلاب ورضا البندري وعبد الله المداد.

وأضافت هذه التقارير ان عدد كبير من المواطنين اصيبوا جراء هذا الهجوم العسكري بينهم فتاة أصيبت برصاصة مباشرة في الظهر، وتم علاج بعض المصابين في المنازل بينما تم نقل مصابين اخرين للمستشفيات القريبة قبل أن تنقلهم قوات الأمن إلى المستشفى العسكري في الظهران.

وكشفت هذه التقارير عن قيام القوات السعودية باعتقال عدد من المارة وآخرين بعد اقتحام منازلهم من بينهم الطفل حسن آل تحيفة البالغ من العمر 14 عاما.

وحطم إطلاق الرصاص العشوائي أيضاً زجاج عدد من المحلات التجارية والسكنية في وقت منعت قوات النظام سيارات الإطفاء من الاقتراب لإخماد الحرائق.

وأعلنت وزارة الداخلية السعودية أن قوات الامن تمكنت من القضاء على ما أسماه خلية ارهابية ، بعد مداهمة أوكارهم !!، وهو ما دفع المراقبين للأوضاع في السعودية للسخرية من مزاعم السلطات السعودية ، وتسالوا هل يعقل أن يقدم طفل في الحادية عشر من العمر على قتل شرطي مدجج بالأسلحة في حين رفض متابعون للشأن السعودي ادعاءات وزارة الداخلية مؤكدين أن أهالي المنطقة الشرقية يدفعون ثمن معارضتهم للنظام؛ واعتبروا هذا الأسلوب الرخيص الذي تدعيه الداخلية في كل مرة لارتكاب مزيد من الجرائم بحجج واهية أصبح مفضوحا اليوم لأنها في كل مرة تفتعل حوادث هنا وهناك كغطاء لتنفذ مآربها الانتقامية بحق الناشطين والمعارضين لها.

وذكرت الاخبار القادمة من العوامية ان قوات الامن السعودية استخدمت جرافات مصفحة ، واقدمت على تجريف عشرات الهكتارات من البساتين وتدمير واقتلاع اشجار النخيل والمغروسات منها في المدينة ، بمزاعم ان هذه البساتين تضم مسلحين معارضين للنظام السعودي ، ومهربي اسلحة!!.

ان الطريقة التي تتعامل معها قوات الامن السعودية مع اهالي المنطقة الشرقية ، هي ذات الطريقة التي تتعامل بها قوات الاحتلال الصهيوني مع الشعب الفلسطيني الاعزل ، فقد باتت هذه الطريقة معروفة للجميع » حيث تقوم قوات الاحتلال الصهيوني بمحاصرة مناطق فلسطينية باكملها وتقوم بحملة مداهمات يسقط فيها العديد من القتلى والجرحى ويتم اعتقال العشرت من الاطفال والشباب ، وهدم البيوت ويتم تجريف بساتين الزيتون ، والسبب هو مقتل مستوطن او جندي صهيوني ، فيما الهدف الحقيقي غير ذلك تماما ، وهو ترويع السكان وجعلهم بين مطرقة الخوف الدائم وسندان الهجرة والضياع ،اوالقبول بحياة العبيد والخنوع والذلة.

ان محاصرة المناطق الماهولة بالسكان ومداهمتها وخاصة باليل واطلاق النار العشوائي وقتل الاطفال واعتقال الشباب وترويع النساء ، هي سياسية صهيونية بامتياز ، كثيرا ما تلج لها القوات الامنية والعسكرية التابعة للسلطات التي لا تنظر الى الجهة المستهدفة نظرة مواطن ينتمي الى وطن ، كما هو حال سلطات الاحتلال الصهيوني مع الفلسطينيين ، وحال السلطات السعودية والسلطات الوهابية مع اتباع اهل البيت عليهم السلام في المنطقة الشرقية ، وهذه الحالة تجد لها تطبيقات مماثلة مع البحرين ، حيث تتعامل قوات الامن الخليفية مع الغالبية العظمى بذات النفس الصهيوني الوهابي.

ان الوهابية التي تمشي وقع الحافر على الحافر على درب الصهيونية في سياستها القمعية ، لن تصل الى اي نتيجة ، سوى تأزيم الاوضاع في السعودية اكثر مما هي متأزمة ، فالتجربة التاريخية اثبتت انه لا يمكن قهر الشعوب واسكاتها بالحديد والنار ، فاذا امكن اسكات الشعوب بالقوة لبعض الوقت الا ان هذه الشعوب ستنتفض لا محالة في النهاية ، كما هو حال الشعب الفلسطيني الذي ظن الصهاينة انهم تمكنوا من النيل من ارادة الشعب الفلسطيني ، الذي هذا الارض من تحت اقدام الصهاينة ، بعد اكثر من نصف قرن من الزمن ، رغم المؤامرة الكونية التي تعرض ومازال يتعرض لها الشعب الفلسطيني.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=55401
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16