• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الكلمة الطيبة هي حياة القلب .. .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

الكلمة الطيبة هي حياة القلب ..

 المقدمة| لنرى من المنافق الخبيث , ومن الطيب المؤمن الذي تحلى بأخلاق رسوله الله صلى الله عليه وآله ربنا لقوله تعالى : ((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)  القلم /4 . 

وللأسف اليوم نرى مفسدين في الأرض من تربية التكفيريين والوهابيين الذين شوه اسم الإسلام وزرعوا الأحقاد ويطابق قول الشاعر ونعم ما قال : 

ذهب الرجال الصالحون وبقيت ... ضعفى الرجال على الزمان الفاسد.. ويقول المثل العراقي الموصلي : راحت رجال الحامض السماقي وضلت رجال بالعصي تنساقي ...

وكما قال المثل العراقي القديم : كلمن على دينه الله يعينه لأن الدين هو منبع الكرم والأخلاق لأن كل الأديان هي منزلة من الرحمن وكتبه السماوية المقدسة التوراة والإنجيل والزبور والقرآن ولهذا محال أن أي مؤمن يعمل ما يعمله أصحاب الذقون الإرهابيين الداعش ودولتهم إلا لا إسلامية والإسلام منهم برئ ومن أعمالهم القتل والسلب والنهب والاغتصاب وتشويه صورة الإسلام أمام بشر القرن الواحد والعشرين ...

ولنرفع شعار يا مسلمين العالم اتحدوا كما أراد الله ولنترك كل الخلافات ولتتصافح الأيادي والقلوب ونقول كلنا أخوة ؛ كما جاء نبينا عليه وآله أفضل الصلوات والسلام في رسالة السلام وحسن الخلق حتى أن ربنا تباه بأخلاقه بين ملائكة السماء لقوله تعالى :

(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)  القلم /4 . 

والكلمة الطيبة هي كلمة الحق ثابتة الجذور، سامقة الفروع لا تُزعزعها أعاصير الباطل، ولا تحطِّمها معاول الهدم والطغيان، تقارع الكلمةُ الطيبةُ كلمةَ الباطل فتجتثّها فلا قرار لها ولا بقاء، لا بل ﴿ يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ) الأنبياء: 18 .

الكلمة الطيبة حيَّةٌ نابضة، لا تموت ولا تذوي، لأن بذورها تنبت في النفوس المؤمنة الثابتة على الإيمان، المتجددة بتجدد الأجيال، التي تعرف حقيقة وجودها ومعالم طريقها، والتي بها ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ) إبراهيم: 27  . أن رسول الله صبى الله عليه وآله وسلم  هو المثل الأعلى لأمته

لم يكن فظاً غليظاً، بل كان سهلاً سمحاً، ليناً، دائم البشر، يواجه الناس بابتسامة حلوة، ويبادرهم بالسلام والتحية والمصافحة وحسن المحادثة، علَّمنا أدب التخاطب وعفة اللسان فقال صلى الله عليه وآله وسلم:  "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" رواه ابن الحاكم في المستدرك على الصحيحين .

كم من كلمة خبيثة مزقت بين القلوب، وفرقت بين الصفوف، وزرعت الأحقاد والضغائن في النفوس وخربت كثيراً من البيوت؟ فمن ألجم لسانه بلجام الإيمان وعطّره بطيب الأقوال قاده الرحمن إلى الرضوان وأعالي الجنان، ومن لطَّخَ لسانه بقبح الكلام من زور وفُحش وكَذِب وبهتان هوى به الشيطان إلى مدركات النار "وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصاد ألسنتهم ؟!"رواه أحمد والترمذي وابن ماجه .

لتكن كلماتنا مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، نبني حياتنا بوحيٍ من هداها، نتنسّم عبير شذاها مستجيبين لنداء رب العالمين ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) البقرة: 83 .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) سورة الحجر/ 6 .

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر / 9 . 

(وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ)سورة ص/ 4 .

﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) البقرة: 83 . 

(وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) سورة الفرقان/5 .

(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ) سورة الحجر/97 .

(لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) سورة الأنفال/ 8 .

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) سورة الصف/ 9 .

(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) سورة التوبة: 32 .

(وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) سورة آل عمران/ 141 .

(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) سورة السجدة/21 .

(أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) سورة فاطر/8 .

(لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) سورة الشعراء/ 3-4 .

﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِيناً ﴾  الإسراء/ 53 .

(وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ) سورة يونس/ 99 .

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ﴾  إبراهيم/  24 -25 -26

(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) سورة الشرح/ 6 .

(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) سورة يوسف/110 .

(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) سورة آل عمران: 139-142 .

(لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) سورة التوبة/ 91-92 .

(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال /46 .

(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ) الحج/ 24 . وقبل أن أدخل بالتفاصيل قوا ثقتكم بالله كما قال الشاعر ونعم ما قال : 

كن مع الله تر الله معك ... واترك الكل وحاذر طمعك 

  والزم القنع بما أنت له ... في جميع الكون حتى يسعك 

 بالصفا عن كدر الحس فغب ... واطرح الأغيار واترك خدعك 

 واعبد الله بكشف واصطبر ... وعلى الكشف توق جزعك 

  ألا تقل لم يفتح الله ولا ... تطلب الفتح وحرر ورعك 

 كيفما شاء فكن في يده ... لك إن فرق أو إن جمعك 

  في الورى إن شاء حفظا ذقته ... وإذا شاء عليهم رفعك 

  وإذا ضرك لا نافع من ... دونه والضر لا إن نفعك 

  وإذا أعطاك من يمنعه ... ثم من يعطي إذا ما منعك 

  ليس يوقيك أذاه أحد ... وإن استنصرت فيه شتعك 

 إنما أنت له عبد فكن ... جاعلا بالقرب منه ولعك 

  كلما نابك أمر ثق به ... واحترز للغير تشكو وجعك 

....  لا تؤمل من سواه آملا ... إنما يسقيك من قدر زرعك

وهنا نستدل على أن لا يعجز القوم إذا تعاونوا ، وهو أيضاً في شد القوم في اجتماعهم ووحدتهم وترك التفرقة في ما بينهم ، لأثر التعاون في منعة القوم وعزتهم . ونعم ما قيل في هذا الصدد :

إذا العبء الثقيل توزعته .... رقاب القوم هان على الرقاب .

(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة /2  . وأن الآيات القرآنية والسنة المطهرة تركز على وحدة القوم ليعيشوا ضمن الجماعة ، ويعرف الكل ما لهو وما عليه من خلال بنيتها الأخلاقية والقانونية والتربوية على صياغة الفرد ودمجه في الجماعة ، وإيجاد حالة من التفاعل والترابط والتوازن على أساس التعاون في تبادل المنافع والأخوة وحفظ الأمن الجماعي من الغلاف والصراع والعدوان ،وتدعوهم أن يتعاونوا على الخير والمنافع ، وتنهاهم عن التعاون على الشر والعدوان .

من منّا لا تتقطع أنفاسه ويتفطر قلبه لما يحدث من قتل وتعذيب واستباحة لأعراض وأموال ودماء الأمة المسلمة، من منّا لا يحزن من أجل حال الأمة وذلها وتواثب الأعداء عليها، من منّا لا يحترق قلبه من أجل رسولنا، الكثير يسأل لماذا كل هذا؟ ألسنا على الحق؟ لماذا لا ينصرنا الله؟ أليس الله على كل شيء قدير؟ أليس بيده ملكوت السموات والأرض؟ أليس هذا دينه وهذا رسوله ـ بأبي و أمي ونفسي وروحي حقا لا قولا يا رسول الله ـ؟

لنرجع بالتاريخ إلى الوراء، إلى عهد رسول الله وبداية دعوته، كم وجهت له تهم هازلة وشتائم سفيهة، فهذا دأب الكافرين {وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} الحجر، وقال تعالى : {وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} ص اتهموه بالكهانة والسحر والجنون ووضعوا الأشواك في طريقه وسلا الجزور على ظهره، ولم يؤذى فقط في شخصه بل أيضا في دعوته، قال تعالى : {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } الفرقان وكانوا يحذرون الحجاج منه ومن دعوته، وكانوا يحكون قصص وأساطير فارس والروم ليصرفوا النّاس عن القرآن، ولم يؤذى رسولنا فقط بل كل من أسلم، فهذا عم عثمان يلفه في حصير من ورق النخيل ويشعل النار تحته، ومات ياسر في العذاب من قبل قائد الشرك والظلال أبو سفيان آن  ذاك.. وطعنت أمه سمية في قبلها بحربة حتى ماتت وأيضاً بأمر من أبي سفيان..، وخباب بن الأرت تعذبه مولاته بالنار، وتضربه بالحديد المحمي على ظهره ورأسه وأيضاً بأمر من أبو سفيان وهند أم معاوية ..، كم عذبوا في بلادهم واضطهدوا واضطروا لترك بيوتهم وأموالهم وأهلهم والهجرة للحبشة، وحتى من بقي كادوا يموتون جوعا بسبب مقاطعة الكفار وحصارهم لهم، ثم زادت المصائب فمات عم النبي أبو طالب الذي كان ينصر الدعوة ويدافع عنه، وماتت الزوجة الحنون خديجة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ التي كانت تسانده وتخفف عليه، وخرج عليه الصلاة والسلام يدعو أهل الطائف وشرفائها فأغروا به السفهاء يسبونه واجتمع عليه النّاس يرمونه بالحجر وهو ينزف، ووصل بهم الأمر أن عزموا على قتله، حتى تأثر النبي وتألم وضاق ذرعا بهم {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ} الحجر.. ولكن بعد كل هذا الضيق ماذا جرى؟ وما هي النهاية؟

ولرب نازلة يضيق لها الفتى

ذرعا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها

فرجت وكنت أظنها لا تفرج

ونعم ما قال أخر :

يا من يرى مافي الضمير ويسمع ... أنت المعد لكل ما يتوقع 

  يا من يرجى للشدائد كلها ... يا من إليه المشتكى والمفزع 

 يا من خزائن رزقه في قول كن ... امنن فإن الخير عندك أجمع 

  ما لي سوى فقري إليك وسيلة ... فبالافتقار إليك فقري أدفع 

  ما لي سوى قرعي لبابك حيلة ... فلئن رددت فأي باب أقرع ؟ 

  ومن الذي أدعو وأهتف باسمه ... إن كان فضلك عن فقير يمنع 

  حاشا لجودك أن يقنط عاصيا ... الفضل أجزل والمواهب أوسع... 

(لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) الأنفال..لقد توالت الخيرات، الإسراء والمعراج ثم الهجرة للمدينة والتمكين وتكوين الدولة الإسلامية، ثم غزوة بدر وتأييد الله للمؤمنين بالملائكة، ثم أحد والهزيمة ثم النصر المؤزر في الخندق بلا قتال ثم منعهم من الاعتمار ودخول مكة، ثم الفتح، نعم فتح مكة نفسها معقل الكفر ومسقط رأسه وقتها، ووفدت قبائل العرب تعلن الإسلام، وتحققت سيادة الإسلام وقيادته للبشرية من شرقها إلى غربها .

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) الصف.. ابشروا يا مسلمين ويا مؤمنين بالله والأحد أصحاب الأديان السماوية الأخر أصحاب الكتب السماوية المنزلة التوراة والإنجيل والزبور والقرآن وخصوصاً لدينا في القرآن أخر الكتب السماوية التي وعد الله بحفظه وعد الله هو الصادق لقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر / 9 . وبعد أن تحمل المسلمين بقيادة رسوله وسنده أبو طالب وزوجته فاطمة بنت أسد رضوان الله عليها وضيقوا الخناق على المسلمين وتعاهدوا مع غلاة اليهود وغلاة المسيحيين آنذاك وخصوص غلاة اليهود الذين كان الدين عندهم أحبولة لف واصطياد المرابين وهنا اليوم نقول يا مسلمين ويا مسيحيين ويا يهود ويا صابئة اتحدوا  فليس بعد العسر إلاّ اليسر وليس بعد الضيق إلاّ الفرج وكلما اشتد سواد الليل قرب سطوع الشمس وحلول النهار، إنّ لهذا الدين ربا يحميه ويحفظه وحتما سينصره (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة..، والله إنّ النهاية ستكون للإسلام ولعباد الله المؤمنين، فهذا الذي نعانيه ليس إلاّ فترة ابتلاء وتمحيص ليميز الله الخبيث من الطيب والمؤمن من المنافق، من الذي سيثبت على دينه ويقبض على الجمر قبضا؟ ومن الذي سيبيع دينه بعرض من الحياة الدنيا؟ (وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) آل عمران.، من الذي سيثق في الله ويكون عنده يقين في دينه؟ ومن الذي سيفقد الثقة في الله ويتخلى عن دينه؟ من الذي سينصر دينه ويحمل هم أمته ويتمزق دينه من أجل الإسلام؟ ومن الذي سيحمل هم الفتيات والمباريات والحبيبات والمسلسلات والأغنيات؟ ونرى أن الاستعمار العالمي اتخذ من النفاق وجند جند بنيت على الطائفية واستعمار أرض الآخرين ومنها جعل دولة اسمها دولة لدين واحد؟ ولو فرضنا هذا يحل لماذا أزالوا النازيين؟! والعثمانيين والقوميين ؟ والبعث وغيرهم ؟ من الذين خدموا سياستهم وسرعان ما أفاقوا دمروهم اليوم نرى يوفدون اليهود الذين تهودا على أيدي التبشير ين في دول أوربا وأفريقيا ومن أمريكا وروسيا وشرق وغرب أوربا ودمروا يهود العرب وجعلوهم أقلية منبوذة في أرض الفلسطينيين وحتى دمروا الفلسطينيين  وجعلوا حولها سياج ارتفاعه أكثر من 10 أمتار وشوه المدن والطرقات كلها لقتل وتدمير هذه المدن وبحماية أمريكية بسم التصويت حق الفيتو  في مجلس الأمن واليوم يدمروا بعصابتهم التي أسسوها في زمن استعمار الروس لدولة أفغانستان في نهاية السبعينيات من قبل المخابرات الأمريكية والموسد والوهابية بسم الجهاد بقيادة إسامة بن لادن الطالب السعودي المعروف بسم صياد النساء في وقته وسموها القاعدة وبعد انتهاء الخطر الروسي وسحب قواتها  بدأت القاعدة تمثل هذه الدول الاستعمارية وخططوا لتدمير الجيوش العربية والإسلامية  وجندوا بقوتها المقبور الدكتاتور المغرور صدام وبدعم آل سعود وآل الصباح في وقتها لتدمير جمهورية إيران الإسلامية وطالت 8 سنوات استنزف بها  أموال  وقدرات الدولتين من المال والقدرات البشرية وتدمير المدن وتهجير والقتل كما يعمل اليوم داعش في العراق وسوريا واليمن والسودان والصومال وليبيا دمروها تدميراً كلياً وسرقوا أكثر المليارات التي خزنها القذافي لشعبه  واليوم مصر ولبنان وزرع الطائفية بين المسلمين السنة والشيعة وبنوا أواصر الحقد والدمار بعلماء السوء عديم الضمائر وهم معروفين للجميع ومنهم ساسة خونة معروفين وسموه بالإقليم السنة ,إذن ليعملوا في دولة شبه الجزيرة العربية المسمات اليوم مملكة آل سعود تقسيم الأليم الشيعة المضطرب في المناطق الشرقية التي هي أغنى محافظات المملكة هم يعاملون بمعاملات الإنسان المنبوذ من تصنيف الإنسان من ترتيب البشر السابع أو المصنف السابع يعني  الحيوان يحترم أكثر منه أريد أن اعرف أين هذه المنظمات الإنسانية التي اليوم تقول حماية الإنسان؟ وحقوق الإنسان يومياً يقتل في  سوريا المئات وكذلك في العراق المئات  واليمن ومصر والفلسطينيين يقتلوا  والتفجيرات في لبنان ويقتل في المناطق الشرقية أيضا مئات الشيعة بالخفاء كلها كلها لحماية مصالح عوائل وعملاء للمستعمر وأن اليوم كما تآمر  فهد بن عبد العزيز والكويت وكسروا اسعار النفط بتدمير العراق وإيران لحد 8 دولارات للبرميل وبعدها حدث ما حد بحق دولة الكويت الشيقة ودمرها المقبور واليوم يعيدون الكرة آل سعود وبعض دول الخليج بمساعدة الأمريكان لتدمير العراق وسوريا وروسيا وإيران وتهيج الأخوة الأكراد في العراق وزرع الحق الطائفي بين الأكراد البيشمركة والدولة وإبعاد الجيش العراق وتنكيسه ورفع معنويات البيشمركة وتتويجه كلها يريد المستعمر بناء قواعد عسكرية قوية للموسد ولأمريكان لتقليص تركيا وإيران والروس وتخفيض أسعار النفط لحد 55 دولار للبرميل الواحد ويا للعجب من سعر 129 دولار لحد 55 دولار ؟! بدعم آل سعود لاستخراج 20 مليون برميل في اليوم وبعض الدول الخليجية وووو هذا محال أن قدرات المملكة التكنيكية وأقول لماذا يا آل سعود لا تستخدمون قدراتك ودوركم الجيد في المنطقة مع أخوتكم العرب والدول الإسلامية وتثبيت دوركم الصديق للكل لا إظهار دوركم دور العدو للمنطقة ولإخوانكم العرب والمسلمين؟!! وكما أنبه الأخ رجب طيب أردغوان لماذا تدمر الأكراد في تركيا؟! ولما تدخل في العراق وسوريا وترسل مجندين من جيشك الثاني جيش العثماني الجديد الذي تنوا أنت بإحياءه مع عصابات داعش وتدخلاتك في سوريا والعراق علنا !! ولا تنسى أن كمال أتاتورك وقع عام 1919م معاهد السلام ولم يسمح لتركيا في كل حياتها أن تعيد دولة عثمانية؟! هل نسيتم؟ وكذلك أخذو العهد من دولة المانيا بأن لا تقام دولة نازية على أرضيها طيلة العمر وكذلك وقعوا مع العراق بأن لا تقوم دولة دكتاتورية نازية تحمي العرب فقط بل كل المكونات العراقية من العراقيين المسفرين المسمون بالتبعية الإيراني والتبعية العثمانية والتبعية الباكستانية لالالالا الكل سواسي  كرؤوس أسنان المشط في العيش معا بسلام وأمان الأكراد والأيزيدين والشبك والشيعة والسنة والتركمان والعلويين والدروز ويهود العراق والمسيحيين والصابئة وكل مكونات الشعب العراقي ! نعم هذا هو الذي أراده العراقيين لبناء دولة عراق جديد ولكن

نجح الغرب في إبعادنا عن ديننا، نجحوا في تنويم الأمة وإلهائها بالشهوات والشبهات، والله يريد لنا الخير ويريدنا أن نفيق، فتأتي هذه المصائب لعل ضمير الأمة يفيق وترجع إلى دينها وشريعة ربها وهدي نبيها، فإنّ الله عدل لا يحابي أحدا، إن تمسكت الأمة بالدين ملكت الدنيا بأثرها، أمّا إذا ضيعت الدين وهان الله في قلبها وتجرأت على معاصيه فإنها تهون أيضا عليه ويسلط عليها أنجس الخلق و أخسهم وأحقرهم، لتعلم الأمة أنها إذا ولت ظهرها لدين الله وشريعته واتخذت أحكام القرآن والسنة والحلال والحرام ورائها ظهريا فإنها حتما ستكون خادمة الأمم وأذلها، (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) السجدة.. وكذلك ليعلم الله الصابرين الذين حصرت قلوبهم على نبيهم وتحسرت على أمتهم وتمزقت نفوسهم وتفتت أكبادهم وهم عاجزون لا يملكون شيئا فيتبرؤون من حولهم وقوتهم ويبتهلون ويتضرعون ويستصرخون الله أن ينصر دينه .

يا الله كم تمزق قلب الرسول صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم كمدا وإشفاقا على النّاس من النار ورغبة في نجاتهم وكم عاتبه ربه ليرفق بنفسه ويتلطف بها (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) سورة فاطر/8.، (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) الشعراء. وهكذا قلوب المؤمنين تتقطع قلوبهم من أجل الناس ويريدون لهم الخير ويكرهون لهم الشر (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ) يونس. وبعد الضيق والشدة والتضرع إلى الله يأتي النصر والفتح (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) الشرح. ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) يوسف. ليس يأسا من نصر الله وإنّما من هداية قومهم واستجابتهم ووقتها يأتي المدد ويأتي النصر .. وللأسف جلبوا لنا عصابات إرهابية دربوهم على القتل والنهب والاغتصاب وسموهم دولة إسلامية بسم داعش والإسلام منهم برئ وبهذا فازوا بتشويه صورة الإنسان المسلم المؤمن في كثير من دول العالم الغربية إلا الذين يفهمون سياسة المستعمر الإمبريالي الذي لا يحلم إلا بالمال والتبذير والتبديد بأموال شعوب العالم لأن يملك الذرة وسبق ودمر مدن بأكملها في الأربعينات في هر شيما ونكزاكي !! والمرجو أن تغير سياستها وليس كما كان في الستينيات في فيتنام وفيت كونك وأن ما يجري اليوم على أرض سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا مؤسف وحزين وفي الخفاء يذبحون أبنا المنطقة الشرقية والبحرين ولم يعرف العالم وأيضا في فلسطين ل يعرف العالم لأن غطاء دولي تمولها أموال آل سعود التي هي حقاً لشعب شبه الجزيرة العربية المسمات اليوم مملكة آل سعود وهذا دولياً ممنوع دولة كبيرة بمساحة 2 مليون كليومتر مربع تسمى بسم عائلة ويريدون أن يمحموا أصل اسم العرب لأنها كانت لحد عام 1938م شبه الجزيرة العربية وبعد الحرب العالمية الثانية سميت بعد معاهد الأمريكية في نيسان 1938م بدولة آل سعود وسموها السعودية !! والعاقل يفهم . والمرجو من دولة السعودية اليوم أن تحترم مركز وزنها وقدرتها وإمكانيتها دعم لدول المنطقة والإسلامية لا عدوانيتها لها ولماذا تريد أن تغير أنظمة الدول المجاورة شراء أسلحة بالمليارات ؟!  بأموال شعبها الفقير المحتاج في المنطقة الشرقية إلى شوارع وطرق ومدارس ومعامل والعجب أن دول الخليج لا تملك البنية التحتية المنشأة الصناعية بل فقط لبناء العمارات الشاهقة وأن كل هذه كماليات ولو يوم تفقط الكهرباء لم تنفعهم كل هذه الأبنية الشاهقة إلا أعشاش للطيور والنسور والصقور لأن بدون الكهرباء لا يتمكن الفرد أن يعيش بدون ماء وتشغيل المصاعد الكهربائية وتدفع المياه بقدرات الضغط والأنابيب للمجاري ووو المهم عليك بإنشاء هذه الأموال بالمعامل وتشجير المنطقة في الملكة والخليج وتستخدمانها للزراعة وتغير المناخ اليوم يوجد مال وغدا قد تفقدون هذه الأموال وترجع ظلام القدم الدامس وترجعون ترشدون بالنجوم ! 

والله إنّ أوقات الشدة هي التي تظهر المعادن وتربي الرجال وهي التي تكفر الذنوب وترفع الدرجات، فكيف يكون صبرا على البلاء دون بلاء؟ وكيف سيتخذ الله الشهداء ويرفعهم بعد أن قدموا أنفسهم رخيصة في سبيل الله دون بلاء؟ .

يا أمة الإسلام إنّ هذا الدين دين الله وهو ناصره يقينا (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) آل عمران.، ولكن أمة إسلامية مؤمنة بتعاليم الإسلام يبدأ بالسلام وينتهي بالسلام ولا يفرق بين الأخر ويقول وخطبوا الناس وقولوا لهم قولا حسن كما في الآية الكريمة :  (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ) الحج/ 24 . وهي رسالة المرسلين، وسمة المؤمنين، دعا إليها رب العالمين في كتابه الكريم فقال: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِيناً ﴾  الإسراء/ 53 . بين خطورة الكلمة الخبيثة وجسيم ضررها وضرورة اجتثاثها، يقول جل جلاله : ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ﴾  إبراهيم/  24 -25 -26 .

الكلمة الطيبة هي حياة القلب، وهي روح العمل الصالح، فإذا رسخت في قلب المؤمن وانصبغ بها ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ) البقرة: 138 . ووطأ قلبُه لسانَه، وانقادت جميعُ أركانه وجوارحه، فلا ريب أن هذه الكلمة تؤتي العمل المتقبَّل ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾  فاطر: 10 .

والكلمة الطيبة هي كلمة الحق ثابتة الجذور، سامقة الفروع لا تُزعزعها أعاصير الباطل، ولا تحطِّمها معاول الهدم والطغيان، تقارع الكلمةُ الطيبةُ كلمةَ الباطل فتجتثّها فلا قرار لها ولا بقاء، لا بل ﴿ يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ) الأنبياء: 18 .

الكلمة الطيبة حيَّةٌ نابضة، لا تموت ولا تذوي، لأن بذورها تنبت في النفوس المؤمنة الثابتة على الإيمان، المتجددة بتجدد الأجيال، التي تعرف حقيقة وجودها ومعالم طريقها، والتي بها ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ) إبراهيم: 27  . أن رسول الله صبى الله عليه وآله وسلم  هو المثل الأعلى لأمته

لم يكن فظاً غليظاً، بل كان سهلاً سمحاً، ليناً، دائم البشر، يواجه الناس بابتسامة حلوة، ويبادرهم بالسلام والتحية والمصافحة وحسن المحادثة، علَّمنا أدب التخاطب وعفة اللسان فقال صلى الله عليه وآله وسلم:  "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" رواه ابن الحاكم في المستدرك على الصحيحين .

وعلماً بأن "الكلمة الطيبة صدقة" كما قال نبيُّنا صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتفق عليه، وأنها تحجب المؤمن من النار؛ ففي حديث عمر بن حاتم رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : " اتّقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة " رواه أحمد في مسنده . 

وأن الكلمة الطيبة شعبة من شعب الإيمان؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" متفق عليه .

   يا أمة الإسلام بالله عليك عودي للإسلام فإنّ الله لن ينصر إلاّ المؤمنين، ولن يهون عليه المؤمنون وإنّما يهون عليه من هان عليهم دينهم .

إنّ بعدنا عن الدين سبب المحن والمصائب، يكفي هم وغم وضيق وكرب وضنك ولنعود إلى الله، لتعود لنا سيادتنا ومجدنا، قولوا لمن سب دينكم ونبيكم لا لن يموت رسول الله، رسول الله حي في قلوبنا، رسول الله حي في أفعالنا، فنحن لن نفقد أبدا هويتنا ولن ننسى أبدا قضيتنا فنحن أبناء الإسلام عبيد الرحمن، محمد ما مات وما خلف بنات، فنحن سنحمل رايته وننشر رسالته، ونحقق أمنيته، سنكون أكثر أهل الجنة ولن نخذلك أبدا يا رسول الله، بل ستفخر بنا بين الأمم بعد أن نرفع رؤوسنا بشريعتك في القمم، ليفعل كل منّا ما يستطيعه من أجل دينه دون تقصير، ولا يكلف الله نفسا إلاّ وسعها ولا يستحقر أو يستصغر بشيء من دين الله ولا يحقر من المعروف شيئا، ولكن أيضا نريد علوا للهمة فلا نريد دنو همة ولا تقصير، من استطاع أن يفعل الأفضل فلا ينبغي له أن يرضى  بالمفضول .

وما رأيت في عيوب النّاس عيب

كنقص القادرين على التمام

فإن فعلنا قصارى جهدنا فقد برئت الذمة فلا نقتل أنفسنا ونترك العمل ونيأس، لا يكلف الله نفسا إلاّ وسعها، ولا نريد أن نتولى فيستبدل الله بنا (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) سورة التوبة/ 91-92.، فلنعود إلى ديننا ولنسخر كل الجهود في سبيل إسلامنا ونكون من المؤمنين أهل النصر والتمكين، فقد ازداد سواد الليل وحان طلوع النهار . وقد روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام   :

قال أن رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه وسلم السلام تحدث عن علاقة الفرد والجماعة حين سئل  : من أحب الناس إلى الله ؟!  قال : ( أنفع الناس للناس) وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه وسلم ) ، قوله : (( إن الخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إلى الله عز وجل أنفعهم لعياله)) وهذا يدل يجب على تماسك القوم لينتفع الكل وربط الولاء للدولة لشد وبناء الأسس في تماسك المجتمع وتماسك أفراده. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام : (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) . وهنا يجب أن نلتزم بمكارم الأخلاق وطاعة الرحمن وأولى الأمر يعني الدولة ورئيسها لأنه بمقام القائد والأب لحل المشاكل العالقة بينكم ..

يرى ضياع الوقت وتضيعه وعدم الانتفاع به يعني انعدام القدرة على إيجاد أي شيء أو إنجازه . وهذه منفعة للعراق والشعب لمثل شرعية هذا القرار وأن الله تعالى يصف الزمن عنصر أساس في إيجاد وإنجاز من مثل

هذا الأمر (وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) سورة المائدة / 48 . إذن لا تضيع لمثل هذا القرار وعلمياً هو حكيم ونعم ما قيل في هذا الصدد :

وخلّ سمته صفعا بمالٍ .... فقال تواز عوه يا صحابي

إذا الحمل الثقيل تواز عنه ... اكف القوم هان على الرقاب..

أعزائي جميعاً أخواني أخواتي ..

البِرَ شيء هيِّن : وجه طليق وكلام ليِّن، فلنرطِّب ألسنتنا بالكلمة الطيبة التي تزيل الجفاء، وتذهب البغضاء والشحناء، وتدخل إلى النفوس السرور والهناء والمحبة والمودّة والوئام .

لتكن كلماتنا مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، نبني حياتنا بوحيٍ من هداها، نتنسّم عبير شذاها مستجيبين لنداء رب العالمين ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) البقرة: 83 . بعد أن عرفنا ما هي منزلة الوطن والتعاون للتنافس على حبه والتعاون لبناءه لأجل رفع مستوى الموطن ويداً بيد للحفاظ على هذه المبادئ وليتنافس المتنافسون لدعم المهجرين الذين أخرجوا من ديارهم بغير الحق ونصرهم ودعمهم ماديا ومعنوياً ولدعم الأيتام الذين ذهبوا أبويهم ضحية الإرهابيين والتفجيرات اليومية التي دوت المنطقة وبلدننا وندعم الأرامل كأخوات لنا بعين حب الأخوة لا استغلالهن كما تروي لي بعض الأرامل عبر الرسائل الإلكترونية الموجة لي لقولهن :  يا أبن العم كلامك طيب ولكن أن أصحاب الأملاك ونحن مستأجرات استغلونا بزاوج المتعة أو الزواج العرفي وبعدها بأشهر طردن من البيوت المستأجرة !! الله عليكم يا ظلمة أين قانون الدولة الجديد؟ّ المهم نرجو أن ترونهن بعين الأخت لعل يوم يا أخي المتغطرس الظالم يكون أبوك أو أخوك أو أختك تكون الأرملة وهذه سنة الحياة    تدين كما تدان لقول المرحوم الشاعر العراقي معروف عبد الغني الجباري الرصافي في هذا الصدد ونعم ما قال : 

لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا 

                   تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا

أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ 

                   وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا

بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا 

                   وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا

مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا 

                   فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا

المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا 

                   وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا 

فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا 

                   وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا

كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا 

                   فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا

وَمَزَّقَ الدَّهْرُ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا 

                   حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا .. والقصيدة طولية وراجعها بنفسك لتقوى أيمانك لدعم المضطهدات من بني جلدتك ومرة أخرى يداً بيد للتعاون والتآخي ودعم المهجرين والأيتام والأرامل والمعوقين والمسنين والجيش والعشائر المتآخية لدحر الإرهابيين ولا يخفى على الجميع يجب أن يكون بعد النصر محافظ الموصل وكركوك  وصلاح الدين وغيرهم من المحتفظات لا بأسماء عملاء كانوا بل بانتخاب رسمي من قبل المواطنين وتحت رقابة مشددة لأن لا رجع لعملاء داعش والأسماء كثيرة والكل يعرفهم ولا حاجة لي أن أذكرهم , اهدي لجميع من مات على الأيمان ثواب الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد ولروح أمي وأبي ثوابها والله خير حافظ وهو ارحم الراحمين .

أخوكم المحب 

behbahani@t-online.de




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=55498
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29