• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ظافر العاني يتمنى إعدام العلواني .
                          • الكاتب : فالح حسون الدراجي .

ظافر العاني يتمنى إعدام العلواني

قرأت أمس في موقع (المسلة) المحترم هذا الخبر، ولأني احترم وأثق بهذا الموقع الوطني الشجاع، فقد ارتأيت أن اعرضه عليكم كما جاء نصاً. يقول الخبر :
(بغداد/ المسلة: زعم النائب في البرلمان العراقي ظافر العاني، ان رئيس الوزراء حيدر العبادي "مستاء" من حكم الإعدام على العلواني. لكنه لم يفصح عن مصدر معلومته هذه. فيما اعتبر محلل سياسي في تصريح لـ "المسلة"، مزاعم العاني بانها "جس نبض" تجاه مطالبات الافراج عن النائب المتهم بالإرهاب، ومحاولة لتسويق فكرة اطلاق سراحه، بالتمهيد السياسي والإعلامي لها. واعتبر العاني أيضا ان المؤتمر الذي عقد في أربيل عاصمة كردستان العراق، وشهد حضوراً لممثلي القوى السنية في العراق، "ليس مشروعا لتقسيم العراق". وقال القيادي في كتلة متحدون ان "السنة ليسوا داعش".
انتهى النص المنشور في موقع المسلة العزيز.
وسأترك ما قاله ظافر العاني عن مؤتمر أربيل، وعن (السنة ليسوا داعش)، لأننا لم نقل يوماً أن السنة هم داعش، إنما نقول دائماً أن الطائفيين المتشددين من السنة هم داعش، وليس المواطنين العاديين الشرفاء. وإلاَّ فمن الذي هتف في منصات (العز) في الرمادي، وقال: (إحنه تنظيم اسمنه القاعدة) ؟!
وعليه دعوني أمضي مباشرة الى ادعاء ظافر العاني الكاذب حول العفو عن المجرم العلواني، واسأل وأقول: أحقاً أن ظافر العاني حريص على إطلاق سراح احمد العلواني، وأنه سيفرح فعلاً بالعفو عنه؟ والجواب: كلا وألف كلا، فالعاني لا يريد غير إعدامه.! ولكي أوضح وجهة نظري هذه، دعوني أقول لكم حقيقة قد تبدو غير واضحة للجميع، وهي أن ظافر العاني شخص مستجد على عالم الطائفية، فقد كان الرجل بعثياً، وعلمانياً، واكاديمياً جامعياً، وعنصراً مخابراتياً مؤكداً. وهو في الحقيقة من خامة تختلف عن خامة علي حاتم السليمان وسلمان الجميلي وطارق الهاشمي ومحمد الدايني، وعدنان الدليمي، وأسعد الهاشمي وغيرهم، بل هو يختلف حتى عن اسامة النجيفي، الذي لم يكن هو وأخوه أثيل سوى تاجري خيول، ورثا المهنة عن جدهما في الموصل. ولما كانت الصبغة المعروفة والشائعة عن ظافر العاني هي الصبغة البعثية، وليست الطائفية، وبما أن الصفة البعثية اليوم لا تحظى بتقدير رجال الدين، ولا باحترام شيوخ العشائر السنية مثلما كانت أيام زمان، خاصة وأن البعثيين اليوم صاروا كلاباً تحرس (دولة داعش)، وخدماً عند قادة الإرهاب، فضلاً عن تحول أيدولوجيتهم القومية على يد المعتوه عزت الدوري، بحيث أصبح حزبهم رقماً صغيراً في حاسبة النقشبندية، والوهابية المتخلفة، وأصبح البعثيون عملاء أذلاء تابعين، يأتمرون بأمر السعودية، أو قطر.
ولعل الأهم لدى العاني، إن الرهان على أصوات الناخبين البعثيين، أو على من يؤيدهم في الانتخابات البرلمانية دون رفع الشعار الطائفي، والصراخ به عالياً، أمرٌ فاشل مليون بالمئة، وقد أثبت فشله في أكثر من انتخابات جرت، لأن (كلاوات البعث)، وشعارات البعثيين، لم تعد تنطلي اليوم على أحد في الساحة السنية، دون رفع الشعارات الطائفية معها. لذلك فإن الرجل يريد أن يفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة، ويريد اليوم أن يكون له شأن في الملعب السياسي، وأن يصبح غداً وزيراً في الحكومة، كمرشح عن السنة طبعاً، وهذا كله لن يحققه له البعث، دون الذهاب بقوة الى الميدان الطائفي. ولأجل هذا كان أمر تغيير صفته الشخصية من البعثية الى الطائفية السنية، وللحق فإن الرجل لن يغير من عشقه للبعث، ولا من غرامه لصدام حسين، ولكل ما يمت له ولأتباعه!! 
وحتى تتحقق الصفة الطائفية الجديدة لظافر العاني، ويشتهر بها في الشارع السني، فينال ما يريد دون منة من أحد، يتوجب عليه أن يكون ملكياً أكثر من الملك، ومتطرفاً أكثر من المتطرفين، سيما وأن البضاعة الطائفية رائجة هذه الأيام، وغالية الثمن في السوق السياسية، والعشائرية، والمناطقية أيضاً. لذلك نجده هذه الأيام أشد المعاندين في أية قضية سياسية، وأقوى الرافضين لأي رأي فيه قبول أو مرونة، وأبرز المتطرفين حين يكون الاصطفاف وشيكاً على موضوع وطني معين، يتوفر فيه قبول، أو اجماع بين الطوائف.
ومن أجل هذا فقد قبل ظافر العاني بالدور الذي منحه لنفسه مكرهاً، أو بطلاً. وبما أنه ارتضى أن يكون طائفياً، بل وسعى اليه زحفاً على اليدين، فقد بات عليه أن يشرب البحر كله أو يغرق فيه، إذ أن بعد اليوم لن يسمح له بالتراجع أو التساهل، وإلاً فإن حيتان الطائفية الرهيبة ستأكله، وهو في (جرف البحر) وليس في جرف الصخر فقط. لذلك راح ظافر العاني يزايد من أجل مصالحه ويتنافس مع أعتى عتاة الطائفية، حتى بات يسابقهم في ميدانهم الأساسي، وبدا هو الرقم الأصعب في كل قضية طائفية، فيدافع حقاً أو باطلاً عن كل أسم، أو عنوان طائفي، بينما في داخله يتمنى لهذا الاسم، وهذا العنوان، السقوط، او حتى (الإعدام)، كي يظل عدد اللاعبين البارزين في الملعب السياسي السني قليلاً، وتكون بذلك الحصص المكسبية وفيرة، والمناصب دسمة، وغنائم الأرباح كبيرة. 
خلاصة القول أن ظافر العاني يريد أن يحرج الدكتور حيدر العبادي بهذا الادعاء الكاذب، كما يريد أن يذكر المسؤولين العراقيين بقضية إعدام احمد العلواني وكأنه يريد أن يذكرهم بقضية قد تنسى، ولسان حاله يقول: اعدموه! وفي نفس الوقت يريد أن يقول لأبناء الطائفة السنية بأني الوحيد الذي يدافع عنكم، وعن أبنائكم، والوحيد الذي لا ينسى بما تفكرون فيه فانتخبوني أنا.. وليس غيري 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=55718
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19